أمي الحبيبة ,,, فهل عرفتِ كيف تعيش ابنتك بدونك ؟؟
مجتمع رجيم / منتدى بنوتات
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
يا من بوجودها يبسم ثغر الحبيبة الصغيرة الغالية
وينتشي فرحا وحبورا ويزداد إيمانها وثباتها.
الخوف تملأ خافقيها واليأس يتغلغل جوانحها خوفا من أن تردي صداها
إليك أيتها القلب الكبيرة
إليك أنت يا حبها التي لا تنتهي وكنزها الثمين .
تتلاطم أمواج الحياة أمام ناظري ابنتك فتلقيها يمناً ويسرا.
فلم تجد بعد الله سواكِ تحوم حول دنياها الموحشة
وصحاريها القاحلة بكل أنواع الهموم والأحزان .
فها انا ذا اهـمـس فــي اذنك
فالقي كلماتي الحزينة بين حناياه فؤادكِ الطاهرة
لعلكِ تفهمين لغة حبيبتك الصغيرة وصمتها الطويل .
فتسيل دمع عينكِ بين سطوري المتبعثرة وترفقي بحالها.
فتضميها بين أحضانك وتمنحيها حنانكِ وتمسحي دموعها الحارة بلمسات يدك الكريمة لتنتشليها من الضياع التي تبحر فيها دون توقف .
قبل أن يتوقف أنفاسها وتفارق روحها وتعلو نحو السماء .
أيتها الام الغالية
هل علمتِ أن في صدرها شيء ما يريد الخروج ،
التي طالما ظل حبيسا بين ضلوعها المنكسر ،حتى ضاق بها قلبها
فقرر أن تبوح .
آيا قرة عينها وحبيبة عمرها
في كل مرة تتهيأ للكتابة لتبوح لك ِ حبها وحاجتي الشديد إليك لكن خوفها تمنعني من أن تجرح شعورك الطاهرة وقلبك الصافية النقية ،
فتمزقها بكل قوة بلا تردد لأنها تحبك كثيرا وتخشى أن تكرهينها ،
أيتها الأم الغالية ..
فها أنا اسرد إليك بما يختلج بفؤادها نيابة عن ابنتك الغالية فأقول لك
كيف لا وهي لن ترضى لك ولحبك بديلاً ،
فأين أنت عنها
إنها تحتاجك بكل ما في الدنيا من كلمة
إنها ضائعة في ظلام سرمدي ودهاليز موحش ،
فهي غارقة بين أعاصير الفتن وأمواج الفساد
تائهة في دروبها بلا دليل ، تتعثر في سيرها فلا تعرف أين الصواب ،
حائرة في مسرتها تفتقد الأثر والأمان.
أعوان الشيطان تأتيها في كل طريق بكل أنواع المتاع والشهوات لكي تهلكها الفتن تحاصرها من كل جانب حتى صارت هدفا لسهام الأعداء
ا ه ه ه
شياطين إبليس وأعوانه تغويها وشياطين الإنس تغريها والنفس تأمرها
فما تركوا لها مسلكا إلا وقد أتوا منها
الفتن تحوم حولها كقطع الليل الأسود المظلم بكل جبروت ،
لكن لا يزال في قلبها بقية خشية الله لهذا فهي تصارع وحدها لتبقى مؤمنة
فهل أدركت صدى نحيب صوتها ؟
أيتها ألام الغالية
العبرة تخنقها والدمعة تسبقها آه لو تشعرين بحالها وليلها الطويل وهمها الثقيل
آه لو تلمستِ وسادتها التي بللتها الدموع .
أيتها ألام الغالية
إنها ابنتك وفلذة كبدك وريحانة عمرك
فلماذا تركتها وحيدة تصارع وحدتها وغربتها
آيتها القلب الطاهرة
ليتك تعلمين أنها لم تهنا يوما بنوم بل لم يغمض لها جفن .
إنها تناديكِ بقلبها قبل دموعها .
فاقبلي إليها بروحك وجسدك ومشاعرك الحانية،
فببعدكِ عنها فقدت اغلي شيء في حياتها
نعم فقدت دروسك الغالية ونصائحك الثمينة وهمساتك القلبية الصادقة .
ضعفت حالتها وأحاطت بها الظروف التي داهمتها ،
مشكلات في كل مكان لم تجد لها انفكاكا .
مواضيع كثيرة أصبحت تشغلها ، فمن يسقيها سواك منهل العلم الصحيح ،
وينير دربها ويمنح لها الثقة بالنفس .
أيتها ألام الغالية
أشفقي بحالها فقد زيلت أيام عمرها وأصبحت وردة بلا عطر ولا ريحان
بعد أن كانت زهرة تفوح شذاها وأريجها في كل الأرجاء