من سلسلة هل تمتلكين ذكاءا تربويا:التربية بالقدوة ((1))

مجتمع رجيم / الأمومة و الطفولة
كتبت : ♥♥♥..تـرتيـل ..♥♥♥
-




" التربية بالضرب "
ـ تتعدد الوسائل التربوية لتربية الأبناء في حياتنا اليومية و تختلف آراء الناس في موضوع الضرب بين مؤيد و معارض و متحفظ .
لكن حينما لا تفلح القدوة و لا تفلح الموعظة و لا تنجح كل وسائل التربية الأخرى في ردع الطفل فلا بد اذن من علاج حاسم يضع الأمور في نصابها .
و العلاج الحاسم هو العقوبة .
و قد فصلت الأخت العزيزة أم سيف جازاها الله خيرا في موضوعها "التربية بالعقاب " أنواع العقاب .
لكننا في هذا الموضوع سنتكلم عن عقوبة الضرب.
فكثير من الآباء و الأمهات يحملون تصورا خاطئا عن هذا الأسلوب المهم في التربية و ينتج عنه أسلوب خاطيء في التنفيذ مما يسبب للطفل الكثير من المشاكل التي تؤثر في تركيبته النفسية مدى الحياة .
و بعض اتجاهات التربية الحديثة تنفر من العقوبة و تكره ذكر الضرب على اللسان و لكن الجيل الذي أريد له أن يتربى بلا عقوبة جيل منحل متميع مفكك الكيان .
و في المقابل بعض الأولياء يلتجأ سريعا لهذه الوسيلة السهلة (الضرب) لتربية أولادهم و تعليمهم .




علمنا الاسلام جميع وسائل التربية فلم يترك منفذا في النفس الا وصل اليه . فالعقوبة ليست ضرورية لكل شخص فمن الأطفال من تكفيه الاشارة البعيدة فيرتجف قلبه و يهتز وجدانه و يعدل عما هو مقدم عليه من خطأ .و منهم من لا يردعه الا الغضب الصريح .و منهم من يكفيه التهديد و منهم من لا ينزجر الا بتقريب العصا منه حتى يراها على مقربة منه,و من الأطفال بعد ذلك فريق لا بد أن يحس لذع العقوبة على جسمه لكي يستقيم .



من يلتجأ للضرب ؟
الكثير من الأولياء يستخدمن الضرب مع الأطفال من حيث يشعرن أو لا يشعرن ليس بهدف تربية الابن و لكن نتيجة انزعاج الأم و لتفريغ مشاعرها تجاه أمر فعله الطفل أو أمر لم يقم به.
و لا شك أن من خصائص البشر الانزعاج و التأثر و الغضب و خاصة عندما يحاول الطفل استهلاك كل الصبر عند أمه فتفرغ فيه جام غضبها فيكون ضربها نوع من التشفي و الانتقام ....ثم يتحول شعور الأم الى احساس بالاخفاق في ضبط النفس و التصرف بحكمة و شعور بالذنب و تأنيب الضمير .
فالضرب هو أحد وسائل التربية و ليس أهمها بل ربما يكون أضعفها و مع هذا نجد أن الأولياء غالبا ما يبدءون به و يبالغون في التركيز عليه ربما لأنه يحقق نتائج سريعة يرغبونها .
مثلا اذا أرادت الأم من ابنها أن يذاكر و تكاسل فتلجأ الأم لضرب الابن حتى يجلس على المكتب و ينظر في الكتاب و هنا تظن أنها استراحت و انتصرت لأنها حققت ما تراه صحيحا لابنها ....و لكن في الحقيقة ان التغير الذي حدث للابن نتيجة العقاب هو تغير شكلي و سطحي فالطفل لا يذاكر في الواقع و انما جلس ينظر في الكتاب لتفادي غضب والدته و النتيجة هي كراهية الابن للمذاكرة و للدراسة عموما.


فالضرب مثل آخر الدواء الكى فلا يكون الضرب إلا عند استنفاد أساليب التربية جميعها ووسائل العقاب كلها فإن لم ينفع كل ذلك وكان الطفل مميزًا لأن غير المميز بين الصواب والخطأ لا يضرب لأنه لا يدرك خطأه وبالتالى لا يجدى معه الضرب بل سيأتى معه غالبًا بنتيجة عكسية كأن يتعود عليه ويألفه أو يصاب بالكبت والإحباط أو الخوف وكذلك لا يضرب الطفل قبل سن العاشرة .



الضرب على التهاون في الصلاة .


العقوبات تبدأ بالإرشاد إلى الخطأ ومن ثم بالتوبيخ و يليها الهجر وهكذا إلى أن يصل المربي إلى الضرب، ولكن الكثير يعتقد أن هذه التدريجات في أساليب العقاب نصل إلى نهايتها مع الطفل خلال يوم أو يومان أو حتى شهور و هنا تقع المشكلة فترى الطفل عمره سنتان أو ثلاث أو حتى خمس و قد بدأ الولي معه الضرب بحجة أنه استنفذ وسائل الزجر الأخرى والرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول ( مروا أولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين…). يا ترى هل تأملنا هذا الحديث بالقدر الذي يستحق…؟ طبعاً الموضوع هنا يتكلم عن الصلاة التي هي عماد الدين وهي آخر عرى الإسلام أو الإيمان، إذا الكلام عن كبير ومع ذلك كانت الفترة بين الأمر والبدء بالضرب ثلاث سنين تبدأ من سن العاشرة ونستطيع أن نستنتج من هذا الحديث أن الضرب قبل العشر سنين غير محبب على أقل تقدير وهذا في أمر كبير يعتبر الأساس في التربية الإسلامية.
( هل الضرب زاجر لوحده ) الضرب لوحده لا يكفي ليزجر طفل عن فعل ما فهو إن امتنع عن فعل سيئ خوفاً من الضرب فقط فسيعيد الكرة ما أن يعتقد أنه في مأمن أو أن أحداً لا يراه ونشاهد هذا كثيراً من حولنا لذا يجب أن يكون همنا الأول في تربيتنا لأبنائنا هو زرع مراقبة الله في نفوسهم وهذا لو وفقنا لزرعه في نفوس ابنائنا لخرجنا بجيل يصنع المستقبل .



ما هي قواعد العقاب ؟

هناك شروط للضرب لابد أن تراعى
- الضرب للتأديب كالملح للطعام (أي القليل يكفى والكثير يفسد).
- لا تضرب بعد وعدكي بعدم الضرب لئلا يفقد الثقة فيك.
- مراعاة حالة الطفل المخطئ وسبب الخطأ.
- لا يضرب الطفل على أمر صعب التحقيق.
- يعطى الفرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى.
- لا يضرب أمام من يحب.
- الامتناع عن الضرب فورًا إن أصر الطفل على خطئه ولم ينفع الضرب.
- عدم الضرب أثناء الغضب الشديد وعدم الانفعال أثناء الضرب.
- نسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الطفل به.
- لا تأمر الطفل بعدم البكاء أثناء الضرب.
- لا ترغم الطفل على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ لأن ذلك فيه إذلال ومهانة وأشعره أنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه، وحاول أن تنسيه الضرب.
مواصفات أداة الضرب


• أن تكون معتدلة الحجم
• أن تكون معتدلة الرطوبة فلا تكون رطبة تشق الجلد لثقله، ولا شديدة اليبوسة فلا تؤلم لخفتها.
طريقة الضرب
• أن يكون مفرقا لا مجموعا في محل واحد.
• أن يكون بين الضربتين زمن يخف به الألم الأول.
• ألا يرفع الضارب ذراعه لينقل السوط لأعضده حتى يرى بياض إبطه فلا يرفعه لئلا يعظم ألمه.
• وقد كان ابن عمر - رضي الله عنهما- يقول للضارب: لا ترفع إبطك إي لا تضرب بكل قوة يدك.

مكان الضرب
• أن لا يضرب الوجه أو الفرج.
- عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:" إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه"
• أفضل مكان للضرب اليدين والرجلين.


لا ضرب مع الغضب




عواقب الضرب


إن للضرب عواقبَ وخيمة -على الصعيد النفسي والجسدي- إن كان خارج الأسس التي يجب اعتمادُها، وقد يؤدّي إلى انهيار نفسية الطفل وتحطيم مستقبله.. ومن مخاطر العقاب ما يلي:
- الهرب من تكاليف الحياة.
- فِقدان تقديره الذاتي وتدني مستوى احترام الذات.
- عدم التعبير عن القدرات الكامنة.
- انعدام الاستقرار النفسي.
- عدم تحمّل المسؤولية.
- فقدان الثقة بالنفس والغير.
- توليد الكراهية في النفس وعدم قبول الآخر.
- استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الهدف وحل المشاكل.
- الكآبة والقلق والخوف.
- الرفض والعصيان والعدائية.
- اهتزاز الشخصية.
- عدم النضج الانفعالي.
- الكره والعدوانية.
- عدم القدرة على مواجهة الأحداث والمواقف.
- الرهبة من اتخاذ القرار.
- الضرب المبرِح بآلات حادة وفي أماكن حساسة قد يؤدي أيضاً إلى أمراض عضوية كارتجاج الدماغ وتلف العضلات والأعصاب أو العمود الفقري والأوعية الدموية.. إلخ.

تحذير

إن الإفراط في العقوبة الجسمية له مضار جسيمة منها:
أن يألفها الولد.
أن يصبح بليدا.
أن يلجأ لتحقيق ذاته بأساليب منحرفة.
وعندما يكبر إما أن يكون فاشلا ذليلا يخاف من ظله أو جبارا قاسيا يقهر من دونه، وكلاهما خسارة ما بعدها خسارة.



ما هي أساليب العقاب البديلة عن الضرب ؟
يحتار الأهل فيما يتعلق بمسألة تربية الأطفال و ما يتعلق بالبدائل من أساليب التربية عن الضرب قد نذكر البعض منها :
ـ النظرة الحادة أو الهمهمة ,الحرمان من الأشياء المحببة للطفل ,أن يترك ليتحمل نتائج عمله بعد تنبيهه مسبقا ,الحبس المؤقت ,مدح غيره أمامه ,الهجر و الخصام , التهديد , الوقوف في ركن الغرفة , فرض ضريبة على الطفل ,
ـ شد الأذن و قد فعله النبي صلى الله عليه و سلم فعن عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه قال :"بعثتني أمي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فأكلت منه قبل أن أبلغه اياه فلما جئت أخذ بأذني و قال :"يا غدر "




من الأخطاء الشائعة في الضرب : أن تهدد الأم ابنها بأن أباه سيعاقبه عندما يعود إلى البيت، وهذا يجعل الأب شرطياً مهمته العقاب لا صديق حميم، بل إن الوالد قد يشعربالحرج من زوجته يعني يعاقب على شيء لم يشهده، وإذا كان الأب متعباً قد يترك الابن دون عقاب فنكون هددنا ولم ننفذ، أو يضرب ابنه ليخفف من عنائه ...وعموماً الضرب له ضوابط ومحاذير كثيرة وطالما هناك وسائل إيجابية فعالة فيحسن ترك هذا الأسلوب بقدر الإمكان


لا تسمح لأية تصرفات من أبنائك أن تستفزك إلى درجة الضرب حتى ولو كانت مشاجرات ومزعجة ومقلقة، أتوقع أن يتغير الكثير من نظرة الآباء والأمهات للشجارات ويغيروا من طريقة تعاملهم معها بعد سماعهم _ بمشيئة الله تعالى .







وأخيراً إن الأم الذكية تعرف أن التربية تساوي الحب والعطف وأن للين والرفق وإظهار الحب من الأثر الكبير في تربية الابناء وقبولهم النصح وقد قال صلى الله عليه وسلم ( عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ) وقال ايضاً ( عرّفوا ولا تعنّفوا ) وقد كانت سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم انموذجاً في التعامل مع الاطفال والتلطف معهم والاقتراب منهم وملاطفتهم و مداعبتهم
وأختم بكلمات أتوجّه بها إلى نفسي و الى كل أم.. أبناؤنا هم نتاج تربيتنا، ونحن نحصد ما نزرع فيهم.. فلنحسِن الزرع..

ولا تشتموا أخواتي الأرض والبذور إن لم تثمر أو أخرجت نكداً.. وعليكم بالسعي لتربية النشء وتطويره وإمداده بالمفاهيم والقِيَم والعلوم.. وهو صورة عنكم فأحسنوا العمل والخُلُق ليتشبهوا بكم.. حاولوا التخلّص من نمط المربي التقليدي الذي ينهى ويأمر، وانتقلوا إلى صورة أبهى وأنفع منتهجين في ذلك سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال وتربيته لصغار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم..

وعليكم بترياق الحب والحنان؛ فإنه أفضل مقوِّم لكل سلوك سيء.. ولأن ينتهي الولد عن سلوك غير مرغوب فيه احتراماً ومحبة للأهل أفضل ألف مرة من أن ينتهي خوفاً ورهبة؛ فيعمله ربما في السر.. وخصِّصوا من الوقت ولو قليلا لأطفالكم لتعليمهم وإرشادهم واللعب معهم فهذا أدعى إلى تقبل نصائحكم.. فالإشباع العاطفي للطفل، والجو الأسري المستقِر، والحوار الفعّال بينه وبين أهله، والتواصل الإيجابي العاطفي بينه وبينهم كل ذلك أساس سعادته، وحسن تقديره لذاته، ودافعه للسلوك الحسن الذي يتأصّل مع السنين حتى يصبح جزءًا من شخصيته كرجل، ويبقى الدعاء أنْ يا رب أصلِح لنا في ذريتنا وبارك لنا فيها.. وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما".



ـ هل أنت ممن يلتجأ للضرب كوسيلة تربية؟
ـ متى تضربين طفلك ؟
ـ و هل الضرب وسيلة مجدية معك ؟
ـ هل تشعرين بالندم بعد ضرب ابنك ؟


كتبت : KEERA
-
ماشاء الله موضوع رااااائع
حقا التربية بالقدوة اولا
فى انتظار بقية السلسلة الشيقة والمفيدة
سلمت يداك غاليتى غنوة على الطرح المفيد لكل أم مسلمة
تقبلى مرورى وتقييمى
دمتى كما تحبين
:)
كتبت : ♥♥♥..تـرتيـل ..♥♥♥
-
نورتي كيرا موضوعي تسلمي ياقمر
اليوم فتحت السلسله التانيه واتمنى ان تنال اعجابكم
كتبت : KEERA
-
ماشاء الله سلسة اكثر من راااائعه
وبها خطوات ناجحة نحو الاسلوب التربوى الصحيح
القصص لها تأثير ناجح على الاطفال خاصة فى السن المبكر اذا اعتادوا عليها
غاليتى غنوة
افادك الله ونفع بك
وفى انتظار بقية السلسلة
تقبلى مرورى وتقييمى
:)
كتبت : ♥♥♥..تـرتيـل ..♥♥♥
-
شكراليكي حبيبتي كيرا ولتقيمك لموضوعي الف شكر نورتيني ياغاليه
كتبت : قلب المنتدى
-
الصفحات 1  2 3  4  5