** صفحة وضع أسئلة العضوات في حملة إغاثة اللهفان لشهر رمضان **

مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
كتبت : * أم أحمد *
-
الله ما شاء الله كم هو جميل ورائع
تفاجئت به وسرني كثيراً
تسلم الأيادي حبيبتي الغاليه
ربي يتقبل منكِ الصيام والقيام
ويعم الأمن والأمان عليكم وعلينا
اللهم آمين
كل الشكر والأمتنان لكِ حبيبتي
لمن أنساه لكِ
كتبت : * أم أحمد *
-
















أخي الصائم :


إن من المفطّرات ما يكون من نوع الاستفراغ

كالجماع والاستقاءة والحيض والاحتجام، فخروج هذه الأشياء من البدن يضعفه، ولذلك جعلها الله تعالى من مفسدات الصيام، حتى لا يجتمع على الصائم الضعف الناتج من الصيام مع الضعف الناتج من خروج هذه الأشياء فيتضرر بالصوم، ويخرج صومه عن حد الاعتدال.


ومن المفطرات ما يكون من نوع الامتلاء

كالأكل والشرب، فإن الصائم لو أكل أو شرب لم تحصل له الحكمة المقصودة من

الصيام.
1




وقد جمع الله تعالى أصول المفطرات في قوله:

{فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}

(187) سورة البقرة.

فذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أصول المفطرات، وهي الأكل والشرب والجماع، وسائر المفطرات بينها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته.




ومفسدات الصيام (المفطرات) سبعة، وهي:


1- الجماع .

2- الاستمناء

. 3- الأكل والشرب

. 4- ما كان بمعنى الأكل والشرب


. 5- إخراج الدم بالحجامة ونحوها

. 6- القيء عمداً

. 7- خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة .




أيها الصائم: إن هناك أموراً تنافي الصيامَ أو تُنقِّصه، فقد أجمع المسلمون على أن من تعمَّد في رمضان جماعَ امرأته أو تعمَّد أكلَ الطعام أو الشراب، فإنَّ هذا مفسدٌ لصيامه بإجماع المسلمين.



1 ـ فأول هذه المفطرات: الجماع:-


أعظَم مُفسد للصيام جماعُ المرأة في نهار رمضان، فهذا من كبائر الذنوب،

ومن استحلّه بعد علمه فذاك ضالّ كافر والعياذ بالله، وهو أعظم المفطرات

وأكبرها إثما، فمن جامع في نهار رمضان عامداً مختاراً بأن يلتقي الختانان،

وتغيب الحشفة في أحد السبيلين، فقد أفسد صومه، أنزل أو لم يُنزل،

وعليه التوبة، وإتمام ذلك اليوم، والقضاء والكفارة المغلظة:

وهي عتقُ رقبة، فإن عجز عنها أو لم يجِدها صام لله شهرين كاملين متتابعين،

وإن عجز لمرض أو كبر أطعمَ ستين مسكيناً،

ودليل ذلك حديث أَبِي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النـبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله! قال: ((وما أهلكك؟)) قال: وقعت على امرأتي في رمضان .

قال: ((هل تجد ما تعتق رقبة؟))

قال: لا . قال: ((فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟))

قال: لا . قال: ((فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟)) قال: لا... الحديث.
3



ولا تجب الكفارة بشيء من المفطرات إلا الجماع.



2 ـ وثاني تلك المفطرات: الاستمناء: وهو إنزال المني باليد أو نحوها، أو ما يسمى بالعادة السرية، والدليل على أن الاستمناء من المفطرات: قول الله تعالى في الحديث القدسي عن الصائم: ((يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي))4.

وإنزال المني من الشهوة التي يجب على الصائم أن يتركها،

فإن من تعمَّد ذلك فسد صومه، ووجب عليه قضاء ذلك اليوم،

وأصبح بذلك عاصياً لله، فعليه التوبة مما اقترف من هذا الخطأ العظيم،

وأما خروجُ المني بطريق الاحتلام في النوم أو تفكير مجرَّد فإنَّ هذا معفوٌّ عنه؛

لأنّ الاحتلامَ لا قدرة له عليه، خارجٌ عن اختياره، والنبي يقول:

((تجاوز الله لي عن أمتي الخطأ والنسيانَ وما استُكرهوا عليه)).
5




وإن شرع في الاستمناء ثمّ كفّ ولم يُنزل فعليه التوبة، وصيامه صحيح، وليس عليه

قضاء لعدم الإنزال، وينبغي أن يبتعد الصائم عن كلّ ما هو مثير للشهوة،

وأن يطرد عن نفسه الخواطر الرديئة.


وأما خروج المذي فالراجح أنه لا يُفطّر.






3 ـ الثالث من المفطرات: الأكل أو الشرب


أيها الصائم: ومما يحظر على الصائم تعمَّد الأكلِ أو الشرب في نهار رمضان،

وهذا لا شكّ أنه لا يقع من مسلمٍ يخاف الله ويرجوه،

لا يقع من مسلم يخاف الله ويعرف لقاءه،

فإنَّ من تعمَّد فطرَ يومٍ من رمضان لم يكفِه الدهر كلُّه ولو صامه، لعظيم الإثم والوزر،

أعاذنا الله وإياكم.


ولو أدخل إلى معدته شيئاً عن طريق الأنف فهو كالأكل والشرب؛

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:

((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)).
6




فلولا أن دخول الماء إلى المعدة عن طريق الأنف يؤثر في الصوم لم يَنْهَ النبيُ صلى الله عليه وسلم الصائمَ عن المبالغة في الاستنشاق.



فمن تعمَّد تناوُل الطعام والشراب فسد صيامُه، فإن كان بعذرٍ عذره الله به كمريض حلَّ به مرضٌ لا يستطيع مواصلةَ اليوم، أو اضطرّ إلى علاج في ذلك اليوم ضرورةً فأفطر فإنه لا إثم عليه،

لكنه يقضي هذا اليوم، وأما وقوع الأكل أو الشرب من المسلم عن طريق النسيان فإن هذا لا يؤثِّر على صيامه، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:

((من أكل ناسياً وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))
7،

فجعله خارجاً عن إرادته، ونسبَ الطعامَ والشراب إلى الله، بمعنى أن الله هو الذي قدّر له ذلك،

وأن الأمرَ لم يكن باختياره.




4 ـ ومن مفطرات الصائم تناول ما كان بمعنى الأكل والشرب.

وذلك يشمل أمرين:



الأول: حقن الدم في الصائم، كما لو أصيب بنزيف فحقن بالدم، فإنه يفطر؛

لأن الدم هو غاية الغذاء بالطعام والشراب.




الثاني : الإبر (الحقن) المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب؛ لأنها بمنزلة الأكل والشرب.8

وأما الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب ولكنها للمعالجة كالبنسلين، والأنسولين، أو تنشيط الجسم، أو إبر التطعيم فلا تضرّ الصيام سواء عن طريق العضلات أو الوريد.9



والأفضل أن يحتاط الصائم لصيامه، وأن يجعل هذه الإبر بالليل.



ومن المفطرات أيضاً ما يعرف بعملية غسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته، ثم رجوعه مرة أخرى مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم يعتبر مفطّراً.10



5 ـ ومما يحظر على الصائم فعله إخراج الدم بالحجامة؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((أفطر الحاجم والمحجوم)).


11
وفي معنى إخراج الدم بالحجامة التبرع بالدم؛ لأنه يؤثر على البدن كتأثير الحجامة.

وعلى هذا لا يجوز للصائم أن يتبرع بالدم إلا أن يوجد مضطر فيجوز التبرع له، ويفطر المتبرع، ويقضي ذلك اليوم. 12ومن أصابه نزيف فصيامه صحيح؛ لأنه بغير اختياره.13



وأما خروج الدم بقلع السن أو شق الجرح أو تحليل الدم ونحو ذلك فلا يفطر؛

لأنه ليس بحجامة ولا بمعناها إذ لا يؤثر في البدن تأثير الحجامة.




6 ـ ومما يفسد على الصائم صيامه إخراج القيء من المعدة عمداً ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض)).


14
ومعنى ذرعه أي غلبه.

قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على إبطال صوم من استقاء عامدا.15



فمن تقيأ عمداً بوضع أصبعه في فمه، أو عصر بطنه، أو تعمد شمّ رائحة كريهة، أو داوم النظر إلى ما يتقيأ منه، فإنّ هذا منافٍ للصيام، فعليه قضاءُ ذلك اليوم، وإذا راجت معدته لم يلزمه منع القيء؛ لأن ذلك يضره.16

وأما إذا خرج القيء من غير سبب، بل أمرٌ خارج عن إرادته، فإنّ هذا لا شيء عليه،

بل لا يلزمه منعُ القيء إذا تهيّأ للخروج؛

لأن خروجَه يكون راحةً له، وهو لم يتعمّد ذلك ولم يقصده.




7 ـ ومما يفسد الصيام: خروج دم الحيض والنفاس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم)).
17

فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها ولو كان قبل غروب الشمس بلحظة،

وإذا أحست المرأة بانتقال دم الحيض ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس صح صومها، وأجزأها يومها.


والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلاً فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة صومها. 18والأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها، وترضى بما كتب الله عليها، ولا تتعاطى ما تمنع به الدم، وتقبل ما قَبِل الله منها من الفطر في الحيض والقضاء بعد ذلك، وهكذا كانت أمهات المؤمنين، ونساء السلف.19



بالإضافة إلى أنه قد ثبت بالطبّ ضرر كثير من هذه الموانع وابتليت كثير من النساء باضطراب الدورة بسبب ذلك، فإن فعلت المرأة وتعاطت ما تقطع به الدم فارتفع وصارت نظيفة وصامت أجزأها ذلك.



فهذه هي مفسدات الصيام . وكلها -ماعدا الحيض والنفاس- لا يفطر بها الصائم إلا

بشروط ثلاثة:



أن يكون عالما غير جاهل. وذاكراً غير ناس. مختارا غير مُكْرَه.



أيها الصائم: إن المسلمَ يحفظ صيامَه، ويصونه عن كلّ مفسد، ويبتعد عن كل وسيلة من شأنها

أن تخدَش صيامَه، ولمَّا أخبرت أم المؤمنين عائشة أن النبي ربما قبَّل بعض نسائه وهو صائم قالت لهم:

وأيّكم كان أملك لإربه؟!

أو قالت: إن محمداً أملك الناس لإربه
20 ،

بمعنى أنه مسيطرٌ على شهوته، لا تغلبه شهوته ولا تقهره، فالمسلم يبتعد عن كلّ وسيلة يمكن أن تفسدَ صومَه، فإن صومَه أمانة في عنقه، فليتق الله في المحافظة عليه وصيانته من كل مفسد قولياً أو فعلياً، من كلّ مفسد ومن كل منقّص، من كل مفسد من الأفعال أو منقّص للثواب من الأقوال، ليكون صومُه مصاناً حتى يكمل الثوابُ إن شاء الله.




اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا،


واجعلها خالصة لوجهك وابتغاء مرضاتك.




1 مجموع الفتاوى 25/248.
3 رواه البخاري (1936) ومسلم (1111).
4 رواه البخاري (1894) ومسلم (1151).
5 رواه ابن حبان في صحيحه (7219) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح.
6 رواه الترمذي (788). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (631).
7 رواه البخاري (6292) ومسلم (1155) واللفظ للبخاري.
8 مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين ص(70).
9 فتاوى محمد بن إبراهيم (4/189).
10 فتاوى اللجنة الدائمة (10/19).
11 رواه أبو داود (2367) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2047).
12 مجالس شهر رمضان ص (71).
13 فتاوى اللجنة الدائمة (10/264).
14 رواه الترمذي (720) صححه الألباني في صحيح الترمذي (577).
15 المغني لابن قدامة (4/368).
16 مجالس شهر رمضان ص 71 .
17 رواه البخاري (304).
18 فتح الباري (4/148).
19 فتاوى اللجنة الدائمة (10/151).
20 أخرجه البخاري (1927، 1928)، ومسلم (1106) بنحوه.















align="left">
كتبت : Coeur de Rjeem
-
بارك الله فيكم وزادكم من علمه
و الله اخواتي انا الان دائمه الدخول هنا وكم ارتاح عندما اقرا ما تضعون
جزاكم الله الخير كله
لا تنسوني بالدعاء فانا في امس الحاجه له
كتبت : مامت توتا
-
اخواتى الغاليات
كنت قرات قصه لاختى رسولى
وهى انا شخص مات قبل رمضان
وكان ينوى الصوم فى شهر رمضان
فهل يحسب له صوم شهر رمضان


************

أختي هنا الغاليه بارك الله فيكِ


تفضلي الإجابه


رقم الحديث: 277

(حديث قدسي) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، نَا إِسْحَاقُ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، ثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،

ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ . ح وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ ،

ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنَا مَعْمَرٌ ، ثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ،

وَإِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَفْعَلْهَا فَإِذَا فَعَلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا "

، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : يَا رَبَّ عَبْدُكَ فُلانٌ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا ، فَقَالَ

: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا ، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً مِنْ جَرَّايَ "

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" إِذَا أَحْسَنَ إِسْلامُ أَحَدِكُمْ كُتِبَتْ كُلُّ حَسَنَةٍ لَهُ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَكُتِبَتْ لَهُ بِكُلِّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ "

، لَفْظُ إِسْحَاقَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ .


إنما الأعمال بالنيات


المقاصد والنيات هي محل نظر الله جل وعلا , وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد , فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح ,

وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار , وكل عبادة لم تقم على نية صالحة ومقصد شرعي صحيح

, فإنها في ميزان الله هباء تذروه الرياح , وسراب إذا طلبه صاحبه لم يجده شيئا , من أجل ذلك عني الشرع عناية عظيمة بإصلاح مقاصد العباد ونياتهم ,

وورد في ذلك الكثير من النصوص في الكتاب والسنة , ومن الأحاديث العظيمة التي وضحت هذا المعنى الحديث الذي في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله , فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , فهجرته إلى ما هاجر إليه ).



الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



فهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الدين , ولذلك صدر به أهل العلم كتبهم , وابتدؤوا به مصنفاتهم , قال الإمام الشافعي رحمه الله :

( هذا الحديث ثلث العلم , ويدخل في سبعين بابا من أبواب الفقه , وما ترك لمبطل ولا مضار ولا محتال حجة إلى لقاء الله تعالى ) .

والنية هي القصد الباعث على العمل , ومقاصد العباد تختلف اختلافا عظيما بحسب ما يقوم في القلب .


فقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) يعني أحد أمرين الأول :

أن وقوعها واعتبارها شرعا لا يكون إلا بالنية , فكل عمل اختياري يفعله العبد لا بد له من نية باعثة على هذا العمل ,

والثاني أن صحة هذه الأعمال وفسادها , وقبولَها وردَّها , والثواب عليها وعدمه لا يكون إلا بالنية .

فالعبادات والأعمال الصالحة بأنواعها , من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج وغيرها لا تصح ولا تعتبر شرعا إلا بقصدها ونيتها ،

بمعنى أن ينوي تلك العبادة المعينة دون غيرها , فلا بد من النية لتمييز صلاة الظهر عن صلاة العصر مثلا , ولا بد منها لتمييز صيام الفريضة عن صيام النافلة , وهكذا .

وكما أن النية مطلوبة لتمييز العبادات بعضها عن بعض , فهي مطلوبة أيضا لتمييز العادة عن العبادة , فالغسل مثلاً يقع للنظافة والتبريد ،

ويقع عن الحدث الأكبر ، وعن الجمعة ، والنية هي التي تحدد ذلك , وهذا المعنى للنية هو الذي يذكره الفقهاء في كلامهم .

وأما المعنى الثاني ,

فهو تمييز المقصود بهذا العمل , هل هو الله وحده لا شريك له , أم غيره, ففيه دعوة للعبد إلى إخلاص العمل لله في كل ما يأتي وما يذر ,

وفي كل ما يقول ويفعل , فيحرص كل الحرص على تحقيق الإخلاص وتكميله ، ودفع كل ما يضاده من رياء أوسمعة ،

أوقصد الحمد والثناء من الخلق ، وهذا المعنى هو الذي يرد ذكره كثيرا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة ,

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) , أي أنه ليس للإنسان من عمله إلا ما نواه من خير أو شر , فمن نوى نية حسنة تقربه إلى الله ,

فله من الثواب والجزاء على قدر نيته , ومن نقصت نيته وقصده نقص ثوابه , ومن اتجهت نيته إلى غير ذلك من المقاصد الدنيئة فاته الأجر والثواب , وحصل على ما نواه .

ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للأعمال التي صورتها واحدة , واختلف صلاحها وفسادها بسبب اختلاف نيات أصحابها ,

وهو مثال الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام , كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ,

فأخبر أن هذه الهجرة تختلف باختلاف النيات والمقاصد منها , فمن هاجر إلى دار الإسلام حبا لله ورسوله ورغبة في تعلم دين الإسلام ,

وإظهار شعائره التي يعجز عنها في دار الشرك , فهذا هو المهاجر حقا , وهو الذي يحصل أجر الهجرة إلى الله ورسوله , ومن هاجر لأمر من أمور الدنيا

, أو لامرأة في دار الإسلام يرغب في نكاحها , فهذا ليس بمهاجر إلى الله ورسوله على الحقيقة , وليس له من هجرته إلا ما نواه .


وسائر الأعمال الصالحة في هذا المعنى كالهجرة , فإن صلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها , وحين سئل صلى الله عليه وسلم عن الرجل

يقاتل شجاعة أو حمية أو ليُرَى مكانُه , أيُّ ذلك في سبيل الله ؟

قال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )

كما في الصحيحين ,

وقال تعالى في اختلاف النفقة بحسب النيات :

{ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة .... الآية }

(البقرة 265 )

وقال : { والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ..... الآية }

(النساء 38)

وهكذا جميع الأعمال.

فالأعمال إنما تتفاضل ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العبد من الإيمان والإخلاص ، حتى إن صاحب النية الصادقة يكون له أجر العامل نفسه ولو لم يعمل ,

ولهذا لما تخلف نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن غزوة تبوك بسبب بعض الأعذار الشرعية التي أعاقتهم عن الخروج قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح :

( إن بالمدينة أقواماً ما سِرْتُم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حبسهم العذر ) .

وكما تجري النية في العبادات فكذلك تجري في المباحات , فإن قصد العبد بكسبه وأعماله المباحة ,

الاستعانة بذلك على القيام بحق الله والواجبات الشرعية , واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه , ونومه وراحته ,

ومكسبه ومعاشة , أجر على تلك النية ، ومن فاته ذلك فقد فاته خير كثير , يقول معاذ رضي الله عنه

( إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي )

, وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا أجرت عليه ، حتى ما تجعله في فيِّ امرأتِك )


وأما الحرام فلا يكون قربة بحال من الأحوال حتى لو ادعى الإنسان فيه حسن النية .


وبذلك يكون هذا الحديث جامعاً لأمور الخير كلها , فحري بالمؤمن أن يفهم معناه وأن يعمل بمقتضاه في جميع أحواله وأوقاته .





والله أعلم



ونعتذر أختي الغاليه على تأخير الإجابه

وأدعوا الله أن تكون الإجابه واضحة المقصد من خلال هذين الموضوعين

وبارك الله فيكِ
كتبت : سنبلة الخير .
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة :))NEHLA:)):
بارك الله فيكم وزادكم من علمه
و الله اخواتي انا الان دائمه الدخول هنا وكم ارتاح عندما اقرا ما تضعون
جزاكم الله الخير كله
لا تنسوني بالدعاء فانا في امس الحاجه له
بارك الله فيك اختنا الغالية
هلا وغلا فيك تنوري دائما
واي سؤال في بالك اطرحي ولا تترددي فهذه الحملة وضعت من اجلكم
الله يسعدك ويحقق ما تتمنين ويرضى عنك
كتبت : * أم أحمد *
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة :))NEHLA:)):
بارك الله فيكم وزادكم من علمه
و الله اخواتي انا الان دائمه الدخول هنا وكم ارتاح عندما اقرا ما تضعون
جزاكم الله الخير كله
لا تنسوني بالدعاء فانا في امس الحاجه له
ويبارك فيكِ أختي الغاليه
ونحن حضوركِ يسعدنا ويفرحنا
وهذا يدل على حبكِ للعلم والتفقه في الدين
هنيئاً لكِ هذا أختي الحبيبه
واللهم يفرج همك ويعطيكِ سؤلكِ ويسعدكِ في الدنيا والآخره
اللهم آمين
رمضان مبارك حبيبتي
الصفحات الأولى ... 4  5  6  7  8 9  10  11  12  ... الأخيرة

التالي

حملة الدعاء المستجاب شاركينا اختى الحبيبة:)

السابق

افكار دعوية للأسرة في شهر رمضان

كلمات ذات علاقة
** , لشهر , أسئلة , اللهفان , العضوات , حملة , رمضان , صفحة , في , إغاثة , وضع