بين الحقيقة والخيال
مجتمع رجيم / موضوعات الأمومة والطفولة المميزة
كتبت :
نيشان سبرينغ
-
تعودنا في صغرنا ان نستمع لوالدتي قبل النوم وهي تروي لنا قصة جميلة خيالية ربما لايكون لها علاقة بالواقع تجعلنا هذه القصة نسرح بأفكارنا ونبني عالما ً جميلا ً افتراضيا ً في مخيلتنا في هذا العالم قصة ُ الفتاة الفقيرة المعذبة من زوجة والدتها تأتيها الساحرة الطيبة لتغير حياتها وتلبسها اجمل الملابس واجمل الاحذية والاكسسوارات وتركبها العربة لتحضر حفلة الامير الشاب الوسيم الذي أقام حفلة ليختار من خلالها عروسا ً تدخل البفتاة الجميلة يعجب بها الامير ولكن مع دقات الساعة الثانية عشر تضطر الفتاة للهرب مسرعة مع دهشة الامير وصراخه لايقافها ولكنها تستمر بالجري بدون النظر للخلف وتسقط فردة حذاءها التي يمسكها الأمير ويبدأ البحث عن عروسه في كل البلاد حتى يجدها ويتزوجها وينجب منها الاطفال وتنتهي قصة والدتي "بتوتة توتة خلصت الحدوتة" ننام ونحلم بأننا ابطال تلك القصة الخيالية ونحلم ونحلم
اما الآن يبدو أن الزمن قد اختلف وأطفالنا لايشبهوننا بشيء فهم يعيشون الوقع بكل تفاصيله ويفتقرون للخيال فعندما رويت القصة لبناتي وانا أتأمل أن أرى في وجههما نفس التعابير التي كانت ترتسم على وجهوههنا عندما تروي لنا أمي نفس القصة ..لم أجد نفس التعابير بل وجدت استهجانا ً لما ارويه بل ونظرات ريبة وتشكيك ..وأجد ابنتي الكبرى وقد قالت لي ماما ::
مالذي تقولينه ليس منطقيا ً بتفكرينا صغار !!! ...بالرغم أنها لم تتجاوز العاشرة !!!!
وأجد الصغيرة وقد قالت ماما :: في في الدنيا ساحرة !!
كلامهما جعلني أفكر هل نحن كنا ساذجين وبسيطين حتى كنا نصدق كل مايقال ام ان هذا الجيل تفكيره متطور ولو رويت له قصة يجب ان تكون قصة واقعية تخلو من الخيال الذي كنا نعيشه
لكن للأسف ليس في واقعنا مايصلح لأرويه كقصة تتفق مع كونهما طفلتين مهما تطور تفكيرهما
فعلا ً شيء محزن ان تكون "خلصت الحدوتة قبل أن تبدأ"
ولكن يبقى لحواديت وقصص والدتي الخيالية أكبر الأثر في نفسي ونفس أخوتي وربما يكون ذلك الأثر امتد لتكوين شخصياتنا وصقلها بالشكل الحالي
أطال الله عمر والدتي ...وجمــــَّل واقع أطفالنا