الرقية علاج أفسده الدخلاء والجهال

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
الرقية علاج أفسده الدخلاء والجهال

الرقية علاج أفسده الدخلاء والجهال


[frame="13 70"]
928874944.gif


الرقية علاج أفسده الدخلاء والجهال






%D9%82%D8%B1%D8%A7%D


* د· هاني بن جبير:
* انتشار العلاج بالرقية بلا ضوابط أدى إلى تلبّس الدجالين بلباس الرقية
* من الأخطاء في الرقية الخنق والضرب قد يترتب عليهما هلاك المريض

* د· عبدالله الطيّار:
* من أشد ضرر السحرة أنهم يصدون الناس عن الاستعانة بالله
* حُسن الاعتقاد وإخلاص النية والمقصد من قواعد الرقية الشرعية


تحدث عدد من المشايخ والدعاة عن أهمية الرقية الشرعية ومسألة تعدي الجهّال عليها، حيث تناولوا مشروعيتها وصفتها، وضرورة نقائها والقيام بها وفقاً لما جاء في الشرع الحنيف، والابتعاد بها عن البدع والخرافات والدجل والشعوذة والطلاسم·

وأكدوا أن الرقية الشرعية قضية علاجية عقدية يتم التعامل معها وفق ما جاء في السنّة النبوية المطهرة محذّرين من الانزلاق في هوى النفس واتباع الشيطان ومفارقة الطريق المستقيم، وتناولوا كيفية الرقية وفوائدها وشروطها العلمية وصفاتها، وذلك من خلال التحقيق التالي:

بداية قال الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (أستاذ الدراسات العليا بجامعة القصيم):

الأمة الإسلامية اليوم تمر بمراحل متغيّرة تختلف اختلافاً كلياً عن حياة السلف الصالح رضوان الله عليهم، حيث انفتحت على المسلمين أبواب الفتن والمحن والابتلاءات التي صرفت الكثير منهم عن دينهم، وإن المعاناة العظمى للأمة في وقتنا الحالي هي تسلط الأعداء على معتقدات المسلمين حتى وصل الأمر إلى تشكيكهم في كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ومن ضمن هذه الفتن أن يخرج من أبنائها من يتعامل بالسحر والشعوذة والكهانة والعرافة والتنجيم، حتى تعلقت قلوب كثير من أبناء المسلمين بهم، وبدلاً من أن يلجأ المرضى إلى ربهم بدعائه والاستعانة به إذا هم يستعينون بمن لا يملكون لهم ضراً ولا نفعاً، بل ربما يسببون لهم الأمراض التي لم تكن فيهم، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ

الراوي:عبدالله بن عكيم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2072
خلاصة حكم المحدث: صحيح



إن ضرر السحرة وغيرهم ممن هم على شاكلتهم كبير جداً لأنهم يصدون الناس عن الاستعانة بالله تعالى والتمسك بأوامره والبعد عن نواهيه، وما ذاك إلا بسبب ضعف وازع الدين في القلوب ووازع السلطان على النفوس، وما كان لمملكة السحرة أن تقوى وتزدهر إلا بسبب عدم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في كثير من بلاد المسلمين، فتسلط المنافقون، وانتشر المفسدون، وتمكّن أعداء الله من رقاب المسلمين·


لماذا الإصابة بالسحر؟

وعن أسباب الإصابة بالسحر، والصرع، والعين قال فضيلته:

الأسباب كثيرة جداً ولكن من أهمها:

* ضعف التوحيد في القلوب، وعدم التوكل الحقيقي على الله، قال تعالى {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة: 23]



فالكثير من الناس يعتقد الضر والنفع من الآخرين، ولو حقق المسلم التوحيد وصدق في التوكل على الله واللجوء إليه، وتحصن لما أصابته هذه السهام·

* ترك بعض الواجبات، أو فعل بعض المحرمات، فمن قصّر فيما يجب عليه، أو انتهك حرمات الله فقد عرَّض نفسه لهذه السهام، قال صلى الله عليه وسلم: (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ)، فمن حفظ أوامر الله، وانتهى عن نواهيه حفظه الله في نفسه، وفي أهله، وفي بيته، وفي كل مكان وزمان·


* الغفلة عن ذكر الله تعالى، وعدم التحصّن بالأوراد الشرعية الواردة، وعدم تلاوة القرآن الكريم، وخصوصاً في البيوت، فالبيت الذي يرتفع فيه الذكر، ويتلى فيه القرآن يكون محصناً لا تضره هذه السهام، قال صلى الله عليه وسلم: (لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ)

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2877
خلاصة حكم المحدث: صحيح



يقول ابن القيم – رحمه الله -: (وفي الذكر نحو من مائة فائدة: أحدها أنه يطرد الشيطان، ويقمعه، ويكسره··)·
صفات الراقي
وأضاف: إن من يرقي الرقى الشرعية ينبغي أن تتوافر فيه أمور مهمة، منها:


1- حسن الاعتقاد: وذلك بأن يكون الراقي منتهجاً عقيدة السلف الصالح من هذه الأمة، وليحذر الراقي كل الحذر من الوقوع في الأمور الشركية أو البدعية، لأن بعض الرقاة يحاكون بعض المشعوذين في تصرفاتهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ)

الراوي: عائشة المحدث: لألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4606
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ومن حسن الاعتقاد صدق التوجه إلى الله تعالى، والتوكل عليه سبحانه {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة: 23]، ومن حسن الاعتقاد أن يعلم الراقي وغيره أن النفع والضر بيده سبحانه؛ فلا نافع إلا الله، ولا ضارّ إلا الله، يقول تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} [يونس: 107]·

2- إخلاص النية لله وحسن المقصد: فإن للنية أثراً في القراءة بإذن الله تعالى، خصوصاً إذا استحضرها الراقي واستصحبها في قراءته، فلا يبتغي بما يقرأ مالاً ولا سمعة، ولا شهرة، بل يريد ما عند الله والدار الآخرة، واضعاً نصب عينيه احتساب الأجر والمثوبة من عند الله، يقول صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ)

الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2442
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



ويقول تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]·
ويقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 10
خلاصة حكم المحدث: صحيح



وقال أيضاً: (إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلاً تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً


الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1295
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



3- الحرص على الطاعة، والبعد عن المعصية: فكلما كان القارئ إلى الله أقرب كان لقراءته أثر كبير بإذن الله تعالى، والعكس بالعكس، فبقلة الطاعة وكثرة المعاصي تستطيل الشياطين على الإنسان، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف: 36]

فلا بد أن يكون القارئ قدوة صالحة في نفسه فيحافظ على أداء الصلوات في الجماعة وأن يلتزم الصدق والأمانة والصبر·

خراب القلوب
وتابع: منها أيضاً البعد عن الحرام ومواطن الريبة: ومن ذلك عدم الخلوة بالمرأة الأجنبية بحجة القراءة، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ)

الراوي:عقبة بن عامر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5232
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ


الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2173
خلاصة حكم المحدث: صحيح




وكذلك الدعوة إلى الله تعالى: بعض القراء بمجرد ما يأتيه المريض يقرأ عليه مباشرة، وقد يرى عليه بعض آثار المعاصي الظاهرة، وقد يعلم من بعض أحواله عدم الاستقامة فلا ينصحه وهذا خطأ·
إن كثيراً من المرضى يصيبهم ما يصيبهم بسبب البعد عن الله لا سيما تسلط الجان كما يقول ابن القيم – رحمه الله -: (وأكثر تسلط هذه الأرواح على أهله من جهة قلة دينهم، خراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية··)



يقول تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33]
فينبغي على القارئ أن يقوم بجانب القراءة بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فينصح المريض وأهله، فيوصيهم بتقوى الله والمحافظة على الصلاة، وكثرة الذكر والدعاء، والبعد عن المعاصي، والصبر على أقدار الله·
ولا بد له من معرفة حقائق الجن وأحوالهم: ومن ذلك عدم الخوف منهم أو من تهديدهم يقول تعالى: { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا }[الجن: 6]



ومن ذلك العلم بأن الشيطان ضعيف كما قال تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [النساء: 76]·
يقول ابن القيم – رحمه الله -: (ومما ينبغي أن يعلمه الراقي والمرقي عليه أن كيد الشيطان ضعيف، وأنه رغم ما أوتي الجن من قوة غير عادية في كثير من الجوانب إلا أنهم أحياناً يبدون ضعافاً، وصدق الله العظيم: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [النساء: 76]·
ومن ذلك معرفة أن الجن كثيرو الكذب فلا يصدقون في كل أمر، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ يقول لأبي هريرة رضي الله عنه: (صدقك وهو كذوب
انتشار الظاهرة
وقال فضيلة الشيخ الدكتور: هاني بن عبد الله بن جبير (قاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة): انتشرت ظاهرة العلاج بالرقية في المجتمع انتشاراً ملحوظاً، وكان بعض من يزاولها غير كفء لها، مما أدى إلى حصول أخطاء شرعية وتلبّس بعض الدجالين والمشعوذين بلباس الرقية··
وذكر فضيلته ضوابط وملاحظات في هذا الموضوع المهم، وذلك من خلال أربع وقفات وهي:
* الرقية ليست مختصة بأشخاص معينين، وليست لها طريقة معقدة تستدعي دراسة خاصة أو خبرة معينة، بل هي نوع من الدعاء لأي شخص أن يستعملها كما أن يدعو الله تعالى·

إذا كان يعرف ضوابط الرقية الشرعية·
* للرقية ضوابط شرعية ذكرها أهل العلم وهذه أبرزها: أن تكون بعبارات واضحة ومعنى مفهوم، وألا يكون فيها شرك بالله واستعانة بغيره· عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك)

الراوي: - المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 90/8
خلاصة حكم المحدث: صحيح



وألا تكون بهيئة محرّمة، كأن يتقصد بالرقية وقت الجنابة أو في مقبرة أو حمام، وألا تشتمل الرقية على سب أو لعن أو غيرها من الألفاظ المحرَّمة، وألا يعتقد أن الرقية تأثر بذاتها·
مظاهر مخالفة للشرع
وأضاف الجبير: وهناك أمور منكرة وأخطاء تحدث بكثرة لدى المتفرغين للرقية لا بد من التنبيه عليها ومنعها، كما أن بعضها يدل على أن فاعلها قد يكون من أهل الشعوذة· ومن أبرزها ما يلي:
الرقية عبر مكبرات الصوت، وعبر الهاتف، وعلى مجموعة من الناس·



جاء في فتوى للجنة الدائمة للإفتاء: (الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بمكبرات الصوت ولا بواسطة الهاتف، لأن ذلك يخالف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد


الراوي:عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4606
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ومنها مس المرأة، إذ لا يجوز للراقي أن يمس شيئاً من بدن المرأة إلا من تحل له في الشرع·
قالت اللجنة الدائمة للإفتاء (لا يجوز للراقي أن يمس بدن المرأة التي يرقبها لما في ذلك من الفتنة، وإنما يقرأ عليها بدون مس)·
كذلك جعل الرقية وسيلة تشخيصية، فالرقية جعلها الله سبباً من أسباب الشفاء، وسواء عرف المرض أو لا، ولم يجعلها الله وسيلة لمعرفة سبب المرض هل هو عين أو سحر أو غير ذلك·
وقد يمكن أن يظهر للراقي شيء من ذلك لكن الجزم به غير ظاهر·
ومنها أيضاً الخلوة بالمرأة، فلا يجوز للراقي ولا لغيره أن يخلو بامرأة أجنبية عنه·
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلو رجل بامرأة إلا معها محرم)·

أسلوب الضرب أو الخنق
وقال: بعض من يقوم بالعلاج يقوم بضرب المريض أو ربطه أو خنقه بدعوى طرد الجن·
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: (الذي ينبغي تركه: لأنه قد يعتدي عليه وقد يضره على غير بصيرة ولقد ورد عن بعض الأئمة فعل مثل ذلك الضرب·
وهذا يحتاج إلى نظر فإن الخنق والضرب قد يترتب عليه هلاك المريض والمشروع هو القراءة فقط بالآيات والدعوات الطيبة وهذا هو الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضوان الله عنهم، ولا نعرف منهم أنهم كانوا يضربون·· فالواجب عدم فعل ذلك، وعدم التعرض لهذا الخطر العظيم، ولو كان خيراً لبيّنه النبي صلى الله عليه وسلم ولبينه
الصحابة، ثم هذا في الغالب تخرصات قد تفضي إلى هلاك المريض)·
وكذلك طلب ذبح خروف أو ديك أو غيرها على شكل معين طلباً للشفاء·
جاء في فتوى اللجنة الدائمة بالإفتاء: (الذهاب إلى من يقرأ آيات ويأمر بذبح كبش أو ثور مثلاً فهذا لا يجوز، لأن ذلك رقية بدعية، وأكل للمال بالباطل)·
ومنها طلب اسم الأم أو شيء من ملابس المريض·
قد أجابت اللجنة الدائمة للإفتاء عن ذلك بقولها (يحرم الذهاب لمن يدّعي علم المغيبات، ولا يجوز أن يرسل لهم ثوب ولا قميص ولا غيرها ويحرم تصديقهم بما يقولون)·
وإعطاء أحجار أو خرق أو غيرها، أو ربط حيوان معين كالذئب، أو طلب وضع حيوان مخصوص في بيت المريض·
قد قالت اللجنة الدائمة للإفتاء (إنه نوع من الكهانة)

استعمال التمائم
إن استعمال التمائم من مظاهر الشعوذة وليست من الرقية في شيء وهي أوراق أو خرق أو غيرها تكتب عليها عبارات إما من القرآن أو غيرها وتعلق أو تلبس، وهذه استعمالها حرام مطلقاً·
جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء (تعليق التمائم على الإنسان أو غيره من القرآن محرم في أصح قول العلماء، وإن كان من غيره فهو أشد تحريماً وتختلف مراتب الحكم فيه باختلاف قصد صاحبه، فقد يكون شركاً أصغر وقد يكون بدعة ومعصية، وعلى كل حال لا يجوز فعله، ولا ينبغي الائتمان بمن يفعله أو يعلقه)·
ومنها كتابة سورة أو آيات من القرآن في لوح أو طبق أو ورقة بالزعفران وغسله بالماء·
جاء في جواب اللجنة الدائمة للإفتاء: (أما كتابة سورة أو آيات من القرآن في لوح أو طبق أو قرطاس، وغسله بماء أو زعفران أو غيرها، وشرب تلك الغسلة رجاء البركة أو استعادة علم أو كسب مال أو صحة أو عافية ونحو ذلك، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل لنفسه أو لغيره، ولا أنه أذن لأحد من أصحابه أو رخص فيه لأمته مع وجود الدواعي التي تدعو إلى ذلك، ولم يثبت في أثر صحيح فيما علمنا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه فعل ذلك أو رخَّص فيه)·
والأصل أن يكون الراقي ممن يحسن تلاوة القرآن الكريم، ويعرف الأدعية المأثورة والرقى التي ذكرها أهل العلم في كتبهم ككتاب الأذكار للنووي، والكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، والوابل الصيب من كلام الطيب لابن القيم·
كما أن الأصل أن يكون سمته سمت أهل الصلاح، فلا يكون عليه شيء من علامات الفسق، ولا يكون في مكانه شيء من آلات اللهو والمنكرات الظاهرة·
هذا بعض ما يمكن مراعاته في هذه المسائل المهمة·

نسأل الله تعالى التوفيق والصواب، وإخلاص القول والعمل، وصلى الله على محمد وآله وصحبه·
قضية علاجية عقدية
وقال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس (إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة):
دَبَّجَتْ أمَّتُنا الإسلامِيّة عَبْر حضارتها السَّامِقَة الإنسَانِيَّة، المَثَل المُبْهِرَ الجليل، في مَيَادِين الاستشفاء الأصيل، المعتمدِ على نورِ الكتاب والسُّنَّة، القَاضِيين بإخراج النَّاس رُوحًا وذَاتًا من دَرَكِ الأدْواء والدُّجُنّة، ولكن في هذا العصر الزَّخَّار بشتَّى التّحَدِّيات، المضطرم بِمَشُوب المقاصِد والنِّيَّات، أسْفَر عَنْ قضِيّة علاجيَّة عقَديّة، مُهِمَّةٍ سَنيّة، تلكم -أيها الأحِبَّةُ الأكارِم- دَوَائيَّةُ الرُّقية الشرعيّة، والأدْعيَة النَّبَوِيّة، على صَاحِبِها أفْضَل الصَّلاة وأزْكى التَّحِيّة، وتَكمن أهمِّيَّتُها القصوى في كون جوهرها عِلاج الأبْدَان والنّفوس، التي لَيْس دونَ التّفريط فيهَا عِوض أو بَدَلْ، وتحصيل حفظِها وسلامتِها غَايَة المُنَى والأمل، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مَن بَات آمِنًا في سِرْبِه، مُعَافًى في بَدَنه، عِنْدَه قوت يَومه، فكأنما حِيزَت له الدّنيا



الراوي:عبدالله بن محصن و أبو الدرداء و عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6042
خلاصة حكم المحدث: حسن


في هذا الزَّمان عمَّت أَمْرَاضٌ جَمًّا مِن الأقطار وفيها تَوَغَّلت، وأمَّتها العِلل وتَغَلْغَلَت، مِن صَرْعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْن، ونَفْسٍ وحَسَدٍ مُفْضٍ إلى حَيْن، وقد أشْرَقتِ الآيات القرآنية بِأعْظم بُرْهَان، والنّصوص الحديثيّة بأروع بيان، والشاهِدُ مِن الواقِع والعَيَان، أنَّهما البَلْسَم والشِّفاء لكل دَاءٍ عَيَاء، قال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} [فصلت: 44]

وقال في مَعْرض تقرير الرُّقى والحثِّ عليها: (اعرضوا عليَّ رُقَاكم لا بَأسَ بِالرّقى ما لم تكن شركًا)، وكم مِن مريضٍ أشرف على الهلكات والمَمَات، ولم تُجْدِ في عِلَّتِه فَخَامَة المِصَحَّات، ولا البَرَعَة مِن النِّطاسِيِّين والأطِبَّاء، واستطَبَّ بِالرُّقيةِ الشرعيةِ فحَقق الله له البُرْء والشِّفَاء، وذاك مِصداق قوله:)عليكم بالشِّفاءيَن: القرآن والعسل)، ويَقُول العلاّمَة ابن القيم: )فالقرآن هو الشِّفاء التَّام، من جميع الأدْوَاء القلبِيّة والبَدَنِيّة، إذا أحْسَن العليل التّداوي به، وكيْف تُقاوم الأدْوَاء كلام ربِّ الأرض والسَّمَاء، الذي لو نزل على الجبال لَصَدَعَها، أو على الأرض لَقطعها·

أهل الشعوذة والطلاسم
وفي إغفال كثير من شرائح المجتمع آثار الرُّقية الشرعِيّة، والجوانب الإيمَانِيّة والعقديّة لَدَى المَرْضَى، يَنْجَفِلُ كثِير منهم إذا بطَّأَ بِهم الشّفاء، وفدَّحتهم الآلام والسِّقام والرَّهَق، وغَدَوا مِنَ العَجْزِ والضَّرَاعَةِ في وَهَق -عَافاهم الله- انْجفلوا بِقصْدٍ أو بِغَيْرِه إلى أحْلاسِ الشّعْوَذة والطّلاسم والخُرَافات، والسحر والدجل والمُخَالفات، وتَلَقَّفَهم مَنْ في سِلْكِهِم مِن أدْعِيَاءِ الرُّقية الشرعِيّة· وهنا مقام عَجْم الحروف، ولا بُدَّ مِن كَشْف أحوال الرُّقَاةِ الزُّيوف، ومَنْع مَن يتطرَّق إلى الرُّقيَة وهو عَارٍ من رِدَائها، وكَفِّ مَن يتقحّم عِلاج النُّفوس وهو عَطِلٌ عن معرفة أدْوائها، فضلاً عن دَائها، وأن تُصَان أوْصَابُ العِبَاد عن غَيْر رَاقِيها الصادق البَصِير، وتُحمَى حَوزة الاسترقاء عن الجهلة أهل التَّكدِير، كيف وإنَّك لَرَاءٍ خَلْفَ الأكمَاتِ عَجَبَا!! فَهَذَا رَاقٍ يُقَرْمِط بِكتابة غامضة ويُتَمْتِمْ، وآخر يُهَرْطِق بِمُبْهم الكلام ويُدَمم، وآخر يَقْطع بأنَّ الدَّاء عَيْن، والعَائِنُ من ذوي القُرْبى، ومَا دَرى أَنَّه أَتَى الحمق وقطع الأرحام وأرْبَى·
جُلُّ هؤلاء الأدْعِيَاء، يُمَوِّهون بِإظْهَار سَمْتِ العُقلاء التُّقَاة، وإن هم إلاَّ مِنَ المُخَادِعين الدُّهَاة، المُحْتالِين لابْتِزَاز أموال النَّاس، واسْتِدْرَارِها على غير قِيَاس، وقد يُزَجُّ بوصفاتٍ تروِّجُ للوهم، وتجارة الدجل باسم المشاهير لخداع الجماهير، واستغلال ربَّات الخدور بما يجر إلى البلايا والشرور، وإنك لواجدٌ في عالم المرأة مع هؤلاء الدجاجلة ما يذهل الألباب ويثير العجب العجاب، كيْف والمُدْنَفُ العَلِيل، تَمَنَّى زوال السَّقَم ولو فَدَّاه، بالنُّضَار وما مَلَكت يَدَاه·



شروط الرقية الصحيحة

وقال: إن أهل العلم عدوا شروطًا ثلاثة للرقية الصحيحة أولها: أن تكون بأسماء الله وصفاته وآياته القولية، الثاني: أن تكون بلغةٍ عربيةٍ واضحة المباني مفهومة المعاني، الثالث: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثِّر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى·
ناهيكم عن أهمية تحصين البيوت والأولاد بالأوراد الشرعية والأذكار الصباحية والمسائية، فهي الحصن الواقي -بإذن الله-، مَع التوكُّل الجازم على المولى البصير السّميع، وتفويض الأمر لِتَدْبيره المحكم البديع، وليس معنى ذلك ترْك الأسباب وحسن التدبير، كلاَّ وإنَّما حقيقته عَدَم الاعتدَادِ بِمُكنةِ الرَّاقي وكفَايته، والاعتمَاد في حصول السّبب على توفيق الله وعنايته، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } [الزمر: 36]



فاليقين في الله أجلُّ العزائم قَدْرَا، وأجْلاها في حُلكِ الحيرة بدرَا مع اتخَاذِ السَّبَب الدَّوائي مِن الطِّبِّ الحديث، سواءً أكان المَرَضُ عُضوِيًّا أم نَفسِيًّا، لقوله: )تدَاوَوْا عِبَاد الله، ولا تدَاوَوا بحرَام)·
استنفار الهمم وتبرئة الذمم
وأضاف: إن الرّقية الشرعِيّة -تطبيقًا وعلاجًا- تستوجب استنفار الهِمم، وتبْرِئة الذِّمم في سائر الأقطار، للضَّبطِ والتّأصيل، والبَيَانِ والتّفْصِيل تحت مِظلِّةٍ راسِخةٍ عِلْمِيّة، مكينةٍ رسميّة، تنطلق بهذا العِلم الدَّوائي إلى معارج النُّور والانتفاع، والتّالُّق والإبْدَاع، حفظًا للأفْرَادِ والمُجتمعات، وغيرَة لجَناب العقيدة العتيدة، وحِياض الشريعة البديعة· ذلكم -وإنَّا لنحمد الله سبحانه- على ما تنعم به هذه الدِّيار المباركة، من تحقيق الرّقية الشرعية وفْق الضوابط المرْعِيّة، والآدَابِ السَّنِيَّة، وفي تعَقُّب يقظ لأهل الخرافة والدّجل، ومن في مَسْلَكِهم زَيْغ وضلال ودَخَلْ، تصحيحًا للمسار وكشفًا للدخلاء· وإن الغيور ليبارك هذه التوجهات الميمونة الحثيثة حيال تنظيم أمر الرقى ومتابعة الرقاة، في الوقت الذي كثر فيه الأدعياء والمتخرصون والمتاجرون، الذين وصل بهم الحال إلى استنفار وسائل الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية لنشر الأضاليل والأباطيل، وإنه لا بد لصد هذا الطوفان الجارف من تأهيل كل متصدٍّ لهذا المجال، وحصوله على ما يؤهله لذلك من شهادات شرعية وتزكياتٍ علمية من جهات الاختصاص·

عادات حميدة
كما قال فضيلة الشيخ سامي بن أحمد الخياط (مدير إدارة القضايا والتحقيق بفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في منطقة مكة المكرمة): جاء الإسلام لهداية البشرية جميعاً لما فيه صلاحهم في دنياهم وأخراهم، فأقرَّ ما كان حقاً ومحموداً من عادات العرب وأخلاقهم ومنع خلاف ذلك كضروب الشرك وأدران الوثنية، بل منع من أي وسيلة تجر للخرافة وتخدش جناب التوحيد وأوصد بابها، وقد كان لدى المشركين العرب رقى وتعويذات وعزائم يستعملونها لمداواة بعض الأمراض الحسية والروحية كالعشق والعين واللدغ وغير ذلك متضمنة التعلُّق بغير الله ودعاء الأشجار والاستغاثة بالأحجار والجن من دون الله رجاء النفع ودفع الضرر، ولما كانت رقى العرب قبل الإسلام مشوبة بالشرك والتعلق بغير الله نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الرقى والتمائم وأخبر أنها من الشرك، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال صلى الله عليه وسلم: إن الرقى والتمائم والتولة شرك خرَّجه أحمد وأبو داود، ولما استأذنوه في الرقية رجاء ما فيها من النفع في علاج أنواع من الأمراض والأذى أمرهم صلى الله عليه وسلم بأن يعرضوا عليه رقاهم، جاء في صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟



فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال: كان لي خال يرقي من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال فأتاه فقال: يا رسول الله: إنك نهيت عن الرقى، وأنا أرقي من العقرب، فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل·

نسأل الله العافية للجميع

ودمتن بكل خير
[/frame]
كتبت : * أم أحمد *
-

بارك الله فيكِ أختي الغاليه عبير الزهور
أختيار رائع وهام ونافع
فيه توضيح قيّم عن المشعوذين والسحره
ولفت الإنتباه لأمور هامه جداً
قد أختلط على الناس
كثرة العاملين بالرقيه الشرعيه
شكراً لكِ وتقبلي ودي ومروري
وتقييمي
كتبت : *بنت الإسلام*
-
جزاك الله خيرا
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خير الجزاء
طرح مهم جدا
الكثير يغفلون عن هذه الامور
سلمت يمنياك لطرحك الهادف والقيم
تقبلي تقييمي
كتبت : صفاء العمر
-
سلمت يديك عبير
موضوع مهم
نفع الله به المسلمين
جزاك الله خير
كتبت : الماسة الحب
-
جزاك الله خيرا


و


اكثر الله من امثالك


جعلها في موازين حسناتك
الصفحات 1 2 

التالي

هيا قبل هجمة الموت.." الله أكبر، توبة هذا العاصي على يد طفله الصغير!!..

السابق

صوره تخجلك من نفسك؟؟؟!

كلمات ذات علاقة
أفسده , الدخلاء , الرقية , علاج , والجهال