التقوى وبيان حدها وفوائدها
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
التقوى وبيان حدها وفوائدها
التقوى وبيان حدها وفوائدها
أختي الحبيبة
أعلمي حفظكِ الله أنه من اتقى الله وحذر من المعاصي,
فتح الله له الخير الكثير في علمه وماله, وصحته وأهله, حتى تكون حياته كلها مباركة ويسر
{َومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}
معنى التقوى لغة:
الستر والصون والحذر اى وقاية وصيانة كما يقال الوقاية خير من العلاج
معنى التقوى إصطلاحاً:
حفظ النفس عما يؤثم بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه تجنبا لعذابه
قال صلى الله عليه وسلم فى حديثه لمعاذ بن جبل (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)
ولقد حثنا القران الكريم على تقوى الله فى آيات عديدة منها:
قال تعالى (ياايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون) الحشر
اى اتقوا غضبه وسخطه وهو اعظم ما يتقى
قال تعالى( واتقوا النار التى اعدت للكافرين)
وقال تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله)
اى اتقوا النار واتقوا يوم القيامة ---- اى اتقوا عقاب الله
مفهوم التقوى وفوائدها
الحمد لله المتفرد بعظمته وكبريائه ومجده ، المدبر للأمور بمشيئته وحكمته وحمده
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وفضله ورفده ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،خير داع إلى هداه ورشده
اللهم صل وسلم وبارك على محمد ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وجنده .
أما بعد :
أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، فإن تقوى الله خير لباس وزاد ، وأفضل وسيلة إلى رضى رب العباد
قال تعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ** وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ **)
فوعد المتقي بالفرج والخروج من كل هم وضيق ، وبالرزق الواسع المتيسر من كل طريق
وقال تعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ** ،
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا **
فوعد من اتقاه أن ييسره لليسرى في كل الأمور ، وأن يكفر عنه السيئات ويعظم له الأجور
وقال تعالى :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ **
فبشرالمؤمنين إذا اتقوه بالفرقان ؛ وهو العلم النافع ، المفرق بين الحلال والحرام
وبتكفير السيئات ومغفرة الآثام ، وبالفضل العظيم من الملك العلام .
فإن سألتم عن تفسير التقوى التي هذه آثارها ، وهذه ثمراتها وفوائدها ، فإن أساسها التوبة النصوح من جميع الذنوب
ثم الإنابة منكم كل وقت إلى علام الغيوب ، وذلك بالقصد الجازم إلى أداء الفرائض والواجبات ، وترك جميع المناهي والمحرمات
وهو القيام بحقوق الله ، وحقوق المخلوقين .
والتقرب بذلك إلى رب العالمين .
علامة المتقي أن يكون قائما بأصول الإيمان ، متمِّمًا لشرائع الإسلام وحقائق الإحسان ، محافظا على الصلوات في أوقاتها
مؤديا الزكاة لمستحقيها وجهاتها ، قائما بالحج والصيام ، بارا بوالديه واصلا للأرحام ، محسنا إلى الجيران والمساكين
صادقا في معاملته مع جميع المعامَلين
سليم القلب من الكبر والغل والحقد والحسد ، مملوءا من النصيحة ومحبة الخير لكل أحد
لا يسأل إلا الله ، ولا يستعين إلا بالله
، ولا يرجو ولا يخشى أحدا سواه .
وقد وصف الله المتقي وبين ثوابه ، في قوله تعالى :
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ **
إلى قوله : { وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ** .
من الله علي وعليكم بتحقيق التقوى ،
وجعلنا وإياكم ممن استمسك بالعروة الوثقى ، وبارك لي ولكم في القرآن العظيم .
من كتاب
الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
- رحمه الله -
التقوى وبيان حدها وفوائدها
التقوى وبيان حدها وفوائدها