توضيح الغربة والغرباء ومن الغرباء يا رسول الله؟
مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
ونجد في كتب السلف مدح السنة وأهلها، ووصفهم بالغرباء.قال الأوزاعي:
"أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة، ترفقوا ـ يرحمكم الله ـ فإنكم من أقل الناس".
وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي:
"إني أدركت من الأزمنة زمانا عاد فيه الإسلام غريبا كما بدأ، وعاد وصف الحق فيه غريبا كما بدأ، إن ترغب إلى عالم وجدته مفتونا بحب الدنيا، يحب التعظيم والرئاسة، وإن ترغب فيه إلى عابد وجدته جاهلا في عبادته مخدوعا صريعا غرره إبليس قد صعد به إلى أعلى درجة العبادة، وهو جاهل بأدناها، فكيف له بأعلاها،
وسائر ذلك من الرعاع، همج عوج، وذئاب مختلسة، وسباع ضارية، وثعالب ضوار".
وقال الآجري في وصفه الغريب:
"فلو تشاهده في الخلوات يبكي بحرقة ويئن بزفرة، ودموعه تسيل بعبرة، فلو رأيته وأنت لا تعرفه لظننت أنه ثكلى قد أصيب بمحبوبه وليس كما ظننت،
إنما هو خائف على دينه أن يصاب به، لا يبالي بذهاب دنياه إذا أسلم له دينه، قد جعل رأس ماله دينه يخاف عليه الخسران". أهـ.
وكما بين الحديث أنّ الغرباء قلة في الأزمان، من يطيعهم قليل ومخالفوهم كثير، وهم صنفان:
أحدهما:من يصلح نفسه عند فساد الناس.
والثاني: من يصلح نفسه ويصلح ما أفسد الناس من السنة وهو أعلى الصنفين وأفضلهما.