رمضان فرصة للتغيير
مجتمع رجيم / رمضان
كتبت :
أميرةالياسمين
-
رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هذا أوان تبتل وصـــلاح
واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح
رمضان مدرسة تربوية يتدرب بها المسلم المؤمن على تقوية الإرادة في الوقوف عند حدود ربه في كل شيء ، والتسليم لحكمه في كل شيء ، وتنفيذ أوامره وشريعته في كل شيء ، وترك ما يضره في دينه أو دنياه أو بدنه من كل شيء ، ليضبط جوارحه وأحاسيسه جميعاً عن كل ما لا ينبغي بتدربه الكامل في هذا الشهر المبارك ، ليحصل على تقوى الله في كل وقت وحين ، وفي أي حال ومكان
لماذا رمـضـــان ؟!!
لأن رمضان فرصة العمر السانحة وموسم البضاعة الرابحة والكِفة الراجحة ولما حباه الله تعالى من المميزات فهو بحق مدرسة لإعداد الرجال وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال .
ولأن رمضان تصفد فيه مردة الشياطين . فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غير رمضان ، وفي رمضان تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار ، وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
رمضان هو شهر تتعزز فيه التقوى فقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183] نعم انها التقوى فهو يعلمنا كيف نتقي الله في اعمالنا فمن ذا الذي يراقبك كي لا تشرب ولا تأكل في يوم حار شق عليك صيامه الا انك تراقب الله في صيامك ...
فالتقوى هي الخوفُ من الجليل ..والعملُ بالتنزيلُ ..والقناعةُ بالقليل ..والاستعدادُ ليوم الرحيل ..
ومن حقق التقوى شعر بأن حياته كلَّها .. ملك لله تعالى .. يفعل بها ما يشاء .. فهو يصلي وقت الصلاة .. ويصوم وقت الصوم ويجاهد في الجهاد .. ويتصدق مع المتصدقين ..
فليس لنفسه منه حظ ولا نصيب .. بل حياته كلها وقف لله تعالى، ففي الصحيحين ..
أن القتال اشتد أول معركة حنين .. وانكشف الناس عن رسول الله .. فإذا الهزيمة تلوح أمام المسلمين ..
فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه .. فإذا هم يفرون من بين يديه ..
فصاح بالأنصار ..
يا معشر الأنصار .. فقالوا : لبيك يا رسول الله ..
وعادوا إليه .. وصفوا بين يديه ..
ولا زالوا يدفعون العدو بسيوفهم .. ويفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحورهم .. حتى فر الكفار وانتصر المسلمون ..
وبعدما انتهت المعركة.. وجمعت الغنائم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .. أخذوا ينظرون إليها ..
وأحدهم يتذكر أولاده الجوعى .. وأهلَه الفقراء .. ويرجو أن يناله من هذه الغنائم شيء يوسع به عليهم ..
فبينما هم على ذلك ..
فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم .. يدعو الأقرع بن حابس - ما أسلم إلا قبل أيام في فتح مكة .. فيعطيه مائة من الإبل .. ثم يدعو أبا سفيان ويعطيه مائة من الإبل ..
ولا يزال يقسم النعم .. بين أقوام .. ما بذلوا بذل الأنصار .. ولا جاهدوا جهادهم .. ولا ضحوا تضحيتهم ..
فلما رأى الأنصار ذلك ..
قال بعضهم لبعض : يغفر الله لرسول الله .. يعطي قريشاً ويتركنا .. وسيوفنا تقطر من دمائهم ..
فلما رأى سيدهم سعد بن عبادة رضي الله عنه ذلك .. دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال :
يا رسول الله .. إن أصحابك من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم .. قال : وما ذاك ؟!!
قال : لما صنعت في هذا الفىء الذي أصبت .. قسمت في قومك .. وأعطيت عطاياً عظاماً .. في قبائل العرب ..
ولم يكن في الأنصار منه شيء ..
فقال صلى الله عليه وسلم : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟
قال : يا رسول الله .. ما أنا إلا امرؤ من قومي ..
فقال : فاجمع لي قومك.. فلما اجتمعوا .. أتاهم رسول الله ..
فحمد الله وأثنى عليه .. ثم قال : يا معشر الأنصار .. ما قالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟
قالوا : أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ..
فقال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار .. ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ..
قالوا : بلى ولله ورسوله .. المنة الفضل ..
قال : ألم تكونوا عالة فأغناكم الله .. وأعداءً فألف بين قلوبكم ..
قالوا : بلى ولله ورسوله .. المنة الفضل ..
ثم سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وسكتوا .. وانتظرَ .. وانتظروا ..
فقال : ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ..
قالوا : وبماذا نجيبك يا رسول الله .. ولله ولرسوله المنة والفضل ..
قال : أما والله لو شئتم لقلتم .. فلصَدَقتم ولصُدِّقتم ..
لو شئتم لقلتم : أتيتنا مكذباً فصدقناك .. ومخذولاً فنصرناك .. وطريداً فآويناك .. وعائلاً فواسيناك ..
ثم قال : يا معشر الأنصار .. أوجدتم على رسول الله في أنفسكم .. في لعاعة من الدنيا .. تألفت بها قوماً ليسلموا .. ووكلتم الى إسلامكم ..
إن قريشاً حديثوا عهد بجاهلية ومصيبة .. وإني أردت أن أجبرهم .. وأتألفهم ..
ألا ترضون يا معشر الأنصار .. أن يذهب الناس بالشاة والبعير .. وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم ..
لو سلك الناس وادياً أو شعباً .. وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً .. لسلكت وادي الأنصار .. أو شعب الأنصار ..
فو الذي نفس محمد بيده .. إنه لولا الهجرة .. لكنت امرءاً من الأنصار .. اللهم ارحم الأنصار .. وأبناء الأنصار .. وأبناء أبناء الأنصار ..
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم .. وقالوا : رضينا برسول الله قَسْماً وحظاً.. ثم انصرف رسول الله وتفرقوا ..
فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى ؛ ولباس التقوى خير لباس لو كانوا يعلمون ، فليس هناك اعلى من حب الله في قلوبنا وحب نبيه المصطفي صل الله عليه وسلم من بعده.
فليكن رمضان بداية انطلاقتنا الجديدة وفرصتنا للتغيير للأفضل وهذا ما سنوضحه الان :
1/ يا من ضيعت صلاتك فرمضان فرصتك فهناك ما يساعدك على ذلك فقد كفاك الله شياطين الجن وما عليك الا ان تبتعد عن شياطين الانس ممن يزينون لك ترك الصلاة ويقولون لك ان ترك الصلاة بالأمر السهل فلتعلم يا تارك الصلاة ان الصلاة هي عمود الدين فلو صلحت صلح سائر عملك كما قال الله تعالى " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "(45) العنكبوت
وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : "ان بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة " رواه مسلم
فصلي قبل ان يصلى عليك وقتها لن ينفعك أي شيء تركت الصلاة من اجله .
2/ الكثير منا مقصر في نوافل العبادات فيأتي رمضان فنصلي قيام الليل ، الضحى ، صلاة الشروق وغيرها من صلاة النوافل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك " رواه ابن ماجه (1425) ، ومنا لا يصوم غير رمضان فيقول كافي علي صمت رمضان ليس ضروري اصوم غيره ونسى وتجاهل ان ما من عمل قال عنه الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه صل الله عليه وسلم الا ليقربنا له اكثر ولكي يعوضنا عما يفوت من الاجر في العبادات الاساسية فلا تضيع صيام النوافل مثل صيام الست من شوال ،صيام عاشوراء مع يوم قبله او بعده لكي نخالف اليهود ،صيام ثلاثة(13-14-15) من كل شهر وصيام الاثنين والخميس او كما يريد الشخص فاحب الصيام لله كان صيام النبي داود عليه الصلاة والسلام كان يصوم يوم ويفطر يوم فلا تبخل على نفسك بالأجر طالما وانت صحيح البدن والفرصة سانحة لك.
3/ يا من هجرت القرآن وجعلته كتكملة لزينة البيت ونسيت انه انزل ليكون زينة في قلبك انت وليس في بيتك لماذا تهجره وهو رسائل موجه من الله إليك لتصلح من امور دينك ودنياك فرمضان فرصتك للمحافظة على قراءة القرآن لان الكثير يسارع لختم القرآن اكثر من مرة في رمضان لما في قراءته من اجر عظيم فلكل حرف تقرأه حسنة والحسنة بعشر امثالها فحاول ان يكون لك ورد يومي من القرآن بعد رمضان لكي يأتي القرآن شافعاً لك يوم القيامة .
4/ يا من ادمن على ما يضر صحته يامن شربت المخدرات والكحول والسجائر والشيشة وغيرها ما الذي صبرك على تركها لمدة قد تقارب الـ15ساعة من اذان الفجر الى اذان المغرب ؟؟؟ الا يدل هذا على انك تستطيع تركها اذا اردت ذلك فلتبدأ الان ولا تقل غداً ابدأ بتدارك صحتك فكم من الوفيات كان الدخان والكحول والمخدرات هي سبب موت اصحابها.
5/ في نهار رمضان تشعر بالجوع والعطش بحيث انك تتعرف على حال الفقراء الذي يشعرون بالعطش والجوع طول السنة فلتجعل من شعورك هذا بداية لتخصيص جزء من راتبك او مصروفك لمساعدتهم ولا تنسى انت من هو بحاجة لهذه المساعدة فهي تقوم بتطهيرك كما قال الله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) 103 التوبة
ولا تعاملهم بقسوة واحتقار فأنت تتعامل بكل اعمالك مع الله فكيف تتعامل باحتقار معهم وهو من تكرم عليك ولم يجعلك منهم؟
6/ ان رمضان شهر في السنة ولكن هناك من يغفل عن هذا وبدل ان يستثمر ايامه بكسب الحسنات فإنه يضيع رمضان في الاسواق فلنجعل من رمضان هذا بداية لتخفيف خروجنا الى السوق بدون حاجة فالوقت هو من الموارد التي تحدت وتستفني بنفس اللحظة فلا تستطيع ان تحتفظ به لترجع لاستخدامه فلتستغل وقتك الذي ستحاسب عليه امام خالقك نعم سوف تحاسب وتسأل عن شبابك فيما أفنيته وعن عمرك فيما افنيته فركز ان من اهمية الوقت انك ستسأل عليه مرتين .
7/ فليكن رمضان بداية حقيقية لابتعادك عن مجالس الغيبة والنميمة ومجالس اللهو والطرب ولتستغل هذا الشهر بكل ما هو مفيد لك وبعدها ستعلم انك تستطيع ان تبتعد عن تلك المجالس فأنت لست بحاجة إليها ولن تخسر حسناتك من اجلها .
8/ فلنترفع عن الصغائر في رمضان ونراجع حساباتنا و نسامح ونعتذر عن اخطائنا وان نرجع لكل حق حقه فإنه لا يحق للمسلم هجر اخاه فوق ثلاث ورمضان شهر يعلمنا التقوى فكيف نتقى الله ونحن لمن نصلح بيننا وبين البشر ولنعلنها توبة نصوح .
9/ في رمضان اذا كنت ممن شرح الله صدروهم بقراءة القرآن وتدبره والتقرب إليه وزرع التقوى في قلبك تأكد انك لن ترضى بما يقوم به اعداء الله لزعزعة الدين من قلوب المسلمين وستحرص على تقوية دينك فرمضان هو زمن الجهاد والانتصارات فجاهد نفسك لتعمل اشياء تنصر بها دينك من نشر تعاليم دينك بإهداء كتاب يشرح فيه الاسلام لخدمك لجارك الاجنبي ، ان تتعامل مع الناس بأخلاق الاسلام فهي من تعرفهم بدينك قبل ان تعرفهم انت به وقبل كل شيء ان تصلح نفسك وتلتزم بتعاليم دينك فأنت هنا سفير الاسلام التي تمثله في كل مكان تذهب إليه.
(غير منقول )
