والذين كفروا بعضهم أولياء بعض

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : كيان انجرح
-
[FT=arial black] 2_cur.gif 2_cul.gif
[FT=arial black]والذين كفروا بعضهم أولياء بعض
[/FT][FT=arial black]إن قوة هذا الدين تكمن في تصديه وتحديه لمؤامرات الأعداء على مر العصور، فكم من حرب مستعرة شُنٌت عليه، وكم من ضربة تلقاها ، مستهدفة كسر معالمه، وهدم أركانه، وصد أبنائه عن القيام بدورهم الريادي العظيم {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، لم تستطع أن تحقق شيئاً من أهدافها.
وأهم معالم هذه الحرب المستعرة أنها متواصلة {ولا يزالون}، فالكفار على مختلف مشاربهم مجمعون على المواصلة والاستمرارية في هذه الحرب، وهذا دليل على الأهمية الكبرى التي يولونها لهذه المواجهة، وبأنها جوهرية عندهم ولها علاقة بمستقبل وجودهم.

والمعلم الثاني هو تحالفهم واجتماعهم على حربنا،
[/FT]
[FT=arial black]{والذين كفروا بعضهم أولياء بعض}، فالكفر ملة واحدة، وحينما يتعلق الأمر بمحاربة الحق فإنهم يأتون في صعيد واحد، ويجمعوا كيدهم ومكرهم، ناسين أو متناسين خلافاتهم وتناقضاتهم إلى حين، لأنهم يعلمون علم اليقين أن الحق يهدد وجودهم ولو تركوه فسوف يجتثهم من أصولهم.
أمثلة من التاريخ
تاريخ أمتنا مليء بالأمثلة الواضحة والأدلة الدامغة على هذا التحالف الرهيب بين قوى الكفر والنفاق في سبيل مقاومة أهل الحق، بل من أجل استئصالهم من الجذور، وقد بدأت هذه المؤامرة منذ بداية الدعوة بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بعد في مكة ولماّ يُقِم دولة الإسلام بعد، حيث كانت الدعوة في مرحلة الضعف والتمحيص، فقد اجتمع رؤوس الكفر في مكة على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وتصفيته قبل أن يستفحل أمره، ولكن الله تعالى أراد غير ذلك، فنجى نبيه ومن معه من المؤمنين، لتنطلق الدعوة خارج مكة وتُقام دولة الاسلام في المدينة رغماً على أنوف المشركين.

ثم أعادوا الكرة في معارك متتالية مثل بدر وأحد والأحزاب والحديبية وتبوك ومؤتة، وهي معارك أنزل فيها الكفار والمشركون والمنافقون كل ثقلهم لإبادة المسلمين، والتخلص من هذه الدعوة إلى الأبد.
وكان الله تعالى يقف إلى جانب المؤمنين في كل مرة، ليقضي أمراً كان مفعولاً، وهو إظهار دينه وإزهاق الباطل ،{ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون}[الأنفال].

وما زالت المكائد تحاك في السر والعلن على مر تاريخ أمتنا الطويل، حيث كان هذا التحالف الكفري-النفاقي قائماً ومتواصلاً في مواجهة المد الإسلامي المبارك.

فبالرغم من أن المسلمين كانوا دوماً يحسنون إلى خصومهم في العقيدة ويضمنون لهم الأمن والأمان في ظل الدولة الإسلامية القائمة إلا أن هؤلاء كانوا يمكرون في الظلام ويحفرون خنادق الغدر ويبنون جسور التعاون مع أعدائنا لكي يبيدوا الإسلام وأهله.

وكان الله من ورائهم محيط وفي كل مرة يجعل كيدهم في نحورهم وينصر عباده ودينه رغم الكيد والمكر الدائمين.
أمثلة من الواقع
الأمثلة من الواقع أكثر من أن تحصى، فمنذ إسقاط الخلافة الاسلامية على يد الصليبيين وأعوانهم من اليهود الدونمة والطابور الخامس من المنافقين، تعرضت الأمة إلى تقسيم لا نظير له.
فكان تنصيب الحكام الخونة المرتدين بداية هذا المسلسل الخبيث من الخيانة، حيث جنوا ثمرة جهاد آبائنا وتضحياتهم وحكموا البلاد والعباد بقوانين الكفر ونحّوا شرع الله جانباً بل وصفوه بالتخلف والرجعية وبدأوا حملة تشويه للمفاهيم وطمس للمعالم والقيم الإسلامية في نفوس وعقول النشئ حتى أخرجوا أجيال غثائية تسير وراء الكفار حذو القذة بالقذة كما أخبر بذلك المعصوم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ثم لما بدأ يسري في جسد الأمة دم جديد من الوعي والرجوع إلى الدين، تحامل هؤلاء المرتدون مع أعدائنا في الخارج وأجمعوا أمرهم على وأد هذا النهوض المبارك، ففتحوا السجون والمعتقلات للشباب المجاهد، فقُتل من قُتل وشُرّد من شُرّد وطورد من طورد خارج الديار لكي تخلو الساحة لهذه الأنظمة العفنة ومن يناصرها من مثقفين وكتاب وإعلاميين ودعاة على أبواب جهنم، ليواصلوا مسلسل التشويه لمعالم ديننا وتجفيف منابع الوعي والنهوض في هذه الأمة.
ومن أخطر الفئات التي ساهمت في اللعبة واشتركت في الجريمة هي فئة النفاق من علماء وجماعات، حملوا شعار الدين كسلاح لتحقيق مآربهم الشيطانية، فانخدع الكثير من أبناء الأمة بهذه الشعارات المزيفة ودخلوا في دين الطاغوت أفواجاً تحت راية هذه الفئات المنافقة.
ولولا هذه الأخيرة لما استطاع الطغاة أن يجمدوا هذه الملايين من المسلمين لعقود من الزمن، فمرر أعداؤنا برامجهم التخريبية وسرقوا خيراتنا وأفسدوا أيما إفساد.
وقد رأينا وعايشنا هذا التعاون فيما بينهم والخيانة للمخلصين في كل ساحة قام فيها الجهاد يريد أن يرد الناس إلى ربهم ويعتقهم من عبودية الطغاة ليكونوا عبيداً لله وحده.
كلما قام مجاهدون يريدون تبصير الناس بواجباتهم اتجاه ربهم واتجاه دينهم واتجاه أمتهم، وجدوا هذه الفئات المنافقة بالمرصاد، يثبطونهم ويخذلونهم ويحاربونهم، ويقفون في صفوف الأعداء تحت ذرائع شتى وعلى رأسها محاربة التطرف والإرهاب، والدعوة إلى التسامح والانفتاح على غير المسلمين من أجل كسبهم إلى ديننا كما يدّعون أو التعاون معهم على البر والتقوى كما يكذبون لأنهم أهل كتاب.
وما زال حبل هؤلاء المنافقين على جرار أمتنا يطورون أساليب دعوتهم وكيدهم وخيانتهم، وما زالت الأنظمة الحاكمة تمدهم بكل العون والمدد اللازمين ليبثوا سمومهم وينشروا دين الطاغوت، ويحولوا الناس إلى أعوان للظلمة وجواسيس على المجاهدين.
دور الأمة في مواجهة هذا التحالف
على الأمة أن تفقه أبعاد المؤامرة التي تحاك في سبيل إخراجها من دينها ثم ذبحها وإبادتها من أجل استغلال خيراتها والعلو في أرضها، وإذا ما فقهت وأدركت خطورة هذه المؤامرة فإنها لن تتوانى في الانضمام إلى قافلة المجاهدين لكي تساهم في دحض هذه المؤامرة، والدفاع عن حصون الأمة المهددة من كل جانب.
لقد كثرت الثغرات من حولنا، وملأت سياج الأمة وبات من الضروري بل من أوجب الواجبات علينا جميعاً أن ننفر لسد هذه الثغرات، كل في ه وحسب طاقته .
ليس لدينا وقت للتفكير لأخذ القرار، لأن نار الأعداء قد أحاطت بنا من كل جانب وحاصرتنا، ولم يبق أمامنا سوى النهوض لاستجماع الجهود لإطفائها وإنقاذ ما تبقى من معالمنا.
والأمة لابد أن توحد جهودها للقيام بهذا الواجب العظيم، وتوحيد الجهود لا يمكن أن يتم إلا إذا استشعرت الأمة خطورة الوضع الذي تعيش فيه، ووحدت عقيدتها ووضعت ثقتها في الله عز وجل، حينئذ سيسخر الله لها من يقودها في هذه الحرب الشاملة.
ثم لابد من توفير شرط الإخلاص لكي يكون العمل مقبولاً عند الله، فالله عز وجل سيهديها حينئذ إلى السبيل الحق وإلى التجمع الصحيح الذي تتقرب فيه الى الله وتساهم معه في نصرة دينه.
التوجهات العامة للمعركة
من خلال الأحداث الراهنة وتموجاتها، يمكننا الجزم بأن اتجاه المعركة لصالح المؤمنين، ذلك لأن العدو قد بات يستنجد بأحلافه بعدما كان العكس هو الصحيح، حيث استطاعت القوات المجاهدة أن تستنزفه وتسد عليه السبل من كل جانب، فأصبح محاصراً من كل الجهات، وبات يقاتل جنوداً لا يراهم، هم الذين يتحكمون في المعارك، ويفرضون عليه شروط الحرب مكاناً وزماناً.
ثم إننا نرى العدو قد بدأ يلعب أوراقه الأخيرة ويحرقها في ساحات المعركة، حيث بات يستعمل أساليب غير معهودة يمكننا تسميتها بأساليب النساء والجبناء، تلك هي الحرب الدعائية التي يستعمل فيها السب والشتم والاستهزاء بمقدسات ديننا، وهذا دليل على استنفاذه للوسائل التقليدية أو وسائل الرجال وعلامة على كساد أسلحتهم الأخرى في مواجهة عبقرية المجاهدين وحفظ الله لهم.
إنها حرب استفزازية وهي جزء من الحرب النفسية لكي يُشغلوا المجاهدين عن المعارك الكبرى والأساسية في هذه الحرب الصليبية المتجددة.
ولكن هذا لا يعني أن الحرب قد حُسمت من الآن فدونها دماء وأشلاء وآهات لم تدفع الأمة منها سوى جزءاً يسيراً، وما بقي أعظم وأغلى ، ويتطلب المزيد من الجهد والبذل والفداء ليكتمل النصر، ولكي تُسقى مسيرة الجهاد والاستشهاد حتى تؤتي ثمارها المرجوة كاملة غير ناقصة بإذن ربها {ويكون الدين كله لله}.
إن ما يحدث على أرض يبشر بالخير العظيم ويقذف في نفوس المؤمنين الأمل لمواصلة المسير، كما أنه يحض القاعدين على النهوض للالتحاق بركب الجهاد لأن بوادر النصر قد لاحت في الأفق ولا تتطلب منا معشر المسلمين سوى صبر ساعة.
لقد استطاع المجاهدون بفضل الله تعالى ثم بفضل تضحياتهم وحنكتهم أن يجعلوا العدو في موقف الدفاع بعدما كان في موقف الهجوم، وصار هذا العدو مشتت القوى وضعيف الجانب، لا يستطيع التركيز في الحرب وهذا يدفعه إلى التسرع والارتباك ثم ارتكاب أخطاء فادحة يخرب بها بيته بيده.
كما استطاع المجاهدون أن يمسكوا بزمام الأمور على ساحة المعركة وتكون لهم المبادرة في بدء أو تأجيل أو تفادي المعارك وهي نقطة قوة كبيرة من شأنها أن تحسم الحرب لصالحهم بأقل الخسائر الممكنة.
وفوق هذا وذاك ، فإن هناك وعد الله لعباده بالنصر والتمكين حينما يوفرون الشروط اللازمة ومنها الصبر والتقوى {بلا إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}[125-126 آل عمران].
[/FT]
2_cdr.gif 2_cdl.gif
[/FT]
[FT=arial black]
[/FT] </ul>

التالي
السابق