أسس اختيار الزوجة

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : نورما
-
أسس اختيار الزوجة
الزواج الزواج هو ذلك الرباط المقدس الذي عليه تقوم الحياة وتستمر، وبدونه تنكمش الأمم وتضمحل، ولأجل ذلك كله وجدنا حرص الإسلام عليه والدعوة والحث عليه، وفق ما قضى وشرع وأمر ليحقق الغاية والمقصد الذي شرع من أجله على أكمل وجه. أسس اختيار الزوجة حين أقام الشرع الزواج على عقد قويم بين رجل وامرأة عاقلين راشدين، فقد حدّ هذا العقد بجملة من الشروط التي لابدّ من توفرها والأخذ بها حتى يكون هذا العقد صحيحاً سليماً وإلا فهو باطل منتقض، و لما كان للزواج هذه الأهمية الكبيرة فقد أولى الإسلام قضية اختيار كل منهما الآخر اهتماماً كبيراً؛ لما لذلك أبلغ الأثر نجاح هذه العلاقة واستمراريتها ونمائها، وعلى ذلك فقد حدّد لنا النبي صلى الله عليه وسلم عدداً من الأمور التي يتم أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوج لزوجته في حديثه الشريف حيث قال:" تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" إذن فإن الأمور التي تنكح المرأة لأجلها هي: جمالها وحسبها ونسبها ودينها التي وقف عندها وأفاض، لما للدين من أهمية كبرى وفضلى تفوق ما سواها؛ إذ إنّ صاحبة الدين لا تشيب، ولا تفتقر، ولا يخبو حسبها ولا نسبها ولا يهرم قلبها؛ لأنّه قلب حيّ بالله رب العالمين، وكلّما تقدّم بها العمر ازدادت تآلفاً زحباً لزوجها مصداقاً لقوله تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" وهي صاحبة خُلِقٍ قويم هذّبها دينها وأحسن تربيتها، ونظراً لأهمية ذلك وجدنا لقمان الحكيم يوصي ابنه في شأن ذلك فيقول:"يا بني اتق المرأة السوء فإنها تشيبك قبل المشيب، يا بني استعذ بالله من شرار النساء، واسأله خيارهن، فاجهد نفسك في الحصول على الصالحة الطيبة تلق السعادة أبد الحياة، كما أن هنالك شروطاً أخرى ذكرها النبي في حديث آخر فقال:" تزوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ فإنِّي مُكاثِرٌ بكم الأنبياءَ يومَ القيامةِ" إن هذا الإسلام العظيم لم يكن ليشرع سوى ما فيه من خير وفضيلة ورشاد لنا في الدنيا والآخرة، وما يصلح لنا المعيشة ويسرها، وبناء على ذلك كله وجدنا ذلك الاهتمام البليغ بأسس اختيار كل من الزوج والزوجة، ثم يشدد على الزوجة ويطيل لما لها من دور في قيام هذه الأسرة ونشوئها وتهذيبها، كمربية، وزوجة، وأم، فالمرأة هي من تصنع الرجال، ومن تخرج النساء الطاهرات، وهي التي على كاهلها تقوم المجتمعات الفاضلة وترتقي، لذلك كله كان لابد من التريث والتعقّل قبل الإقبال على اختيارها.منقول