ملحمة اختنوس!

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : نورما
-
لقد تجددت الخيبات وشربت من كؤس المنايا حتى ارتويتُ غدرا وصدا ونزفا وعزفا وكآبة ، اطمئني يا صديقة الإصباح فأنا لم اشعر يوما لا بالتعثر ولا بالتبعثر أو بالهزيمة :
لا زلت امارس الشعور بالحياة وأتذكر أحداث العيد وقصة الشيطان!
اتذكرها جيدا ، كانت في عام الحزن وأنا بين المسافرين والغرباء في الشرق تحديدا: كنت في شرق الشرق : عندما كنت قد عدت الى غرفتي وأوقدت شمعة مائلة وبدأت أقرأ في صحراء الحضارات : عصر الأقباط الافارقة وامتداد هيمنة الاقواط الأوربيين ! وكنت أنوي التعريج على مملكة أوغوز في أواسط آسيا. كنت انتظر الأسحار وانبلاج غسق الإصباح!

وعندما هممت في جلب كتاب الأوغوز بجانب شمعتي المائلة :
وقبل أية مقدمات : داهمتني رسالة اعتقدت في اول وهلة انها أنثى أمامي تموق وتحترق :
كانت تلك الليلة : شديدة البرودة وحالكة السواد في نهاية شهر برمهات قبيل الإصباح !
فتحت المحتوى فوجدته يختلف عن المضمون ، كانت لهيب مد وجزر ، كانت خوالج نفس ، كانت نقاء روح كانت ذكاء أنثى : كانت كذلك او أني كنت اراها كذلك!
وعندما بالغت في قراءة دقائق تلك الرسالة وأقصى غاياتها !
حارت أفكاري في مخيلتي ، افكار شتى كانت تهمس : حتى انسجمتُ مع تلك المعطيات وتكيفت معها بدون أن أستدعي الزبانية ، كانت أنثى غرست بداخلها الكثيير من القيم ولديها الكثيييير من الإمكانات . كنت قد استطعت أن استشعر فن قابع بين طيات حديثها المعقول ، لأنني لا أتأثر أبدا بالأحاديث المعقولة ! الغريب كوني قد بدأت بالتأثّر ! فعرفت ذلك الشئ :
كانت ( واضحة - وألاحظ ثباتها في حديثها حتى وهي تهيم في لحظات غموضها ) كأنها تقول سأخسر أمامك اربعة عشر جولة في القمة :
لايهم!
اعرف أنني سأهزمك بضربة قاضية !
بدأت اشعر أنها عيطموس مصدرة للإلهام!
كانت فعلا تلك الضربة قاضية،

لأني اعشق الأنثى عندما تكون كثيرا واضحة ، عندما تكون قليلا غامضة عندما تملك قدرة خرافية على فلسفة كل الأمور على كل الوجوه .
اتحفني في تلك اللحظة بزوغ الوسن ودغدغ انيني ودهشتي التمني والفرح : والغرابة !
كيف لها أن تكون شرقية ، أمام رجل متعجرف قادم من الغرب اسمه الأول اختنوس ويسكن في الشرق في بلاد الأسوار ، كل شئ هناك يتشابه !
لكن هنا في الصباح شئ مختلف.
اعدت القراءة ! واعدت ترتيب تركيزي وبصري نحو مصدر التموّق والإحتراق:

كانت الرسالة من أوغوز
اجمل حضارة سكنت آسيا وعاشت في الشام وأسرتني في جزيرة العرب!

واستمر بوحها وضجيج الفهم الكامل للحياة والفاعلية ومعنى العيش ، كانت تتحدث بفلسفة مختلفة عن ما تعودت عليه في شرق الأرض!
كانت ليلة تنقضي سريعة عظيمة !
كانت أوغوز تعيش حياتها غريبة ، تصنع الحكمة لي ثم تعرّيها من الزيف ، كانت جريئة تشدو وترنو وتعبث ، تقول لاشيء يعرفك، ولاتعرف أي شئ !
لأنك مجرد شخص مختلف . وكأنها تحاول أن تغلّف ذلك الضجيج بأدب بأخلاق بكل ذكاء وذرابة .

وتطورت حالات ضياع الوسن فداهمتني فصول ذائقة رفيعة من عمق خيالها العشوائي ، عرفت عندها أن صباح برمهات موعدي مع اخراج مسلسل العام ( صديقة صباح العيد ).

مر الزمن وتم الانتقال من حفر قمة النفاق والخيانة ، فنزلت ضدي نقمة صباحات الاعياد وبدأ العتاب ثم بوادر انتقام أوغوز !
مارست الجنون كل صباح في الشرق كنت أراقبها ثم أمارسه كل صباح بين فينيسيا وغرناطة ، بالقرب من قصر الحمراء ! كأنها تريد إيقاف المسلسل وقتل البطل اختنوس بسبب خيانة مزعومة في أحد مشاهد التترات.

اليوم تم تدمير حسابين !
ولا زالت تعاتب وتصرخ وتتفنن في غرابيل الحزن وانا لا زلت ابتسم !
حنقي كان من التآمر مع متأنث ، ثم تطورت الحالة عند المساء وتفننت في العقاب المزعوم ، في العتاب : في أبشع الصور!
لقد قررت:
سأترك لها المكان ويجب ان تعرف أني لا زلت أعيش الماضي والحاضر وهي لا تشعر ! سأستمر في شم صوت الرحيق وهي لا تدري ، سأستمر في عدم مواجهة سقف الواقع والتوهمات ! وسأستمر في تعامدي مع الشمس وأنا أصافح الظل ! وسأظل اتذكرها وارسمها والوّن.
سوف استمر في حرب معنوية ضدها بدون وعي . ساعيش وأتنفس الذكرى والإنتظار وأتذكر كل صباح ما حدث للمرة الخامسة في حكايا الصباح.

أختنوس متأكد جدا من أن الهوى مرقده قلب العيطموس أوغوز ومسكنه عقلها !
لن تنام سوى به وسيستمر ذلك الحب يرهق اضلعها كاسرا ثم جابرا !
وتنتظر ليلة الغد لتتبادل الأدوار:
الجبر أولا ثم الكسر!

ستستمر في التعبير عن الحب بشكل مختلف بالتآمر مع سائق متأنث !
لأني أعرف كل شئ فيها يختلف ! حتى عندما تعبر عن الهوى . لن تتوقف مهما حاولت وحاولو إيقافها !
لا يعرفون أن هواها مثل الرياح يكر ويفر قبل وبعد أرتال المطر.
لكني أعرف!

لا يعرفون او يشعرون بطبيعة نبضات قلبها الدقيقة ولا يعرفون حجم نقاءه وصفاءه!
أنا فقط أعرف!

انثى مختلفة شرقية متمردة و مجنونة ليس في حسابها لا قوانين ولا نهايات : تعرف فقط انها قد عشقت الى ما لا نهاية! وأنا أيضاً لن أحاول تمثيل دور قدّيس يتجاهل :
هي !
الإلهام والاهتمام والقلم وكل هذا :
لن يموت !

لكني فقط اشعر بالخذلان بشكل أكبر عندما يتكرر !
واتسائل :
وماذا بعد ؟

ثم

انتظر القادم

رتل المطر