رجل الأحلام (!!)

مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت : لولو اسيل
-
كم من غياب يثير الوجل و يشعل قناديل الأرق في العيون المتعبة
ما هذا القلق !
أغرقت نفسها في النوم ليلة بعد ليلة
و رجل الأحلام لم يطرق باب يقظتها و لم يفسد لذيذ نومها بهيئته الآسرة
ريشة خيالها العابث حوّلته إلى طيف صامت
يطول مقامه و لا صدى لكلامه
حتى انقضت ثلاثة عشر ليلة فحضر في الليلة الموعودة
عندما اكتمل بدر لهفتها و استدار وجه اشتياقها و تمّ نوره
تجسد هناك كقائد لثورة أحلامها يقود بصيرتها إلى حيث توقف عن السرد
حيث كان الرجل الصالح يستعد لمواصلة رحلته
يضمر في قلبه نية اجتياح غير معلنة
و لا متبلورة بالكيف الذي به سيحقق رغبته و يرضي فضوله
لغزو تلك الأرض العذراء
خارطة الطريق إليها حدسه
فلا الطرق موصولة بها
و لا الجبال تحيط بها
و لا مياه جداول الواقع تجري إليها أو تصب منها
كل ما هنالك شعور غامر في صدر هذا الصالح أنه موعود بها
صافح مضيفه البائع و قبل جبينه شكراً و امتناناً على كل ما قدمه له
لوّح له عند آخر منعطف يمكنه من رؤيته منه ثم استدار مستدبراً هذا العالم
يمضى على غير هدى مستدلاً بخطى قلبه التي تسبقه لتشق طريق المجهول
ابتعد عن كل مأهول بالحياة التي كان يعرفها
تأبط الأربعين عاماً إلا قليلا و توكّل على من حفظه و رعاه في كل خطاه
على الطريق كان يصادف عابري هذه الحياة
بظهور مثقلة و وجوه غائمة بالحزن
جميعهم قادمين من ذات الاتجاه الذي يتقدم إليه
يخشى سؤالهم و يجتنبون إثم مصافحته بأعينهم
كأن أحداً حذرهم منه
لم تستكين الرغبة و لم يأفل نجم الفضول للمضيّ قدماً
بل اشتدت عزيمته ليدرك ما يجهله
على طريق رحلته
اغتنم كل فرص احتياجه ليستخدم علومه التي اكتسبها
صنع ما صنع
و بنى ما بنى
و كتب ما اشتعلت به قريحته
و ذيّل على كل ما خلّفه اسمه ( ....... )
و مضى تاركاً آثاراً لن تمحوها ذاكرة الطبيعة
تهلّل فرحاً عندما لمح دخاناً يرتفع من السراب
ثم ..

أطرق رجل الأحلام صامتاً
و سرح بصر الفتاة في الفراغ مشتّتاً


و يتبع ( قريباً )



هذا الموضوع منقول من :: مسك الغلا :: يمكنك زيارته في اي وقت للاطلاع على مواضيعه
كما يمكنك زيارة اقسام مواقعنا مثل
منتدى او إبداع او دواوين ومحاورات شعريه او التصميم او فنون مرئيه او عدسات الاعضاء او مشكلتي أو معلومات عامه او أخبار او خواطر او طبخ او موضه او صور او العاب بلاستيشن

التالي
السابق