وفـد دوس

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : كيان انجرح
-
[FT=decotype naskh variants][FT=traditial arabic][FT=simplified arabic][FT=traditial arabic][FT=simplified arabic] [FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]الحمد لله الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وبصرهم بدين الحق وأسباب[/FT][FT=traditial arabic]السعادة والسرور، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة فهي لهم في الحياة الدنيا خالصة[/FT][FT=traditial arabic]يوم النشور، والصلاة والسلام على نبينا محمد الداعي إلى معالي الأمور، وعلى آله[/FT][FT=traditial arabic]وصحبه ومن تبعه بإحسان في الغدو والبكور، أما بعد[/FT][FT=traditial arabic]:[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]فقد بعث الله نبيه محمداً -صلى الله عليه[/FT][FT=traditial arabic]وسلم- على حين فترة من الرسل، فبلغ البلاغ المبين، ونصح النصح الكافي الشافي لما في[/FT][FT=traditial arabic]الصدور، وهدى الله على يديه الناس فأخرجهم من ظلمات الشرك والوثنية والجور والظلم[/FT][FT=traditial arabic]والفجور، إلى نور التوحيد والإسلام والعدل والقسط والطهور، وامتن الله عليه بذلك[/FT][FT=traditial arabic]وعلى المسلمين بقوله[/FT][FT=traditial arabic]: {[/FT][FT=traditial arabic]لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ[/FT][FT=traditial arabic]فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ[/FT][FT=traditial arabic]وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ[/FT][FT=traditial arabic]مُّبِينٍ[/FT][FT=traditial arabic]} (164) [/FT][FT=traditial arabic]سورة آل عمران،[/FT][FT=traditial arabic]وتبعه في حياته أناس كثر، ودخل الناس في[/FT][FT=traditial arabic]دين الله أفواجاً[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]وكان ممن استجاب لنداء الله تعالى أهل دوس، فجاء وفدهم إلى النبي -صلى الله[/FT][FT=traditial arabic]عليه وسلم- ممثلاً بالطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه-. وكان ذلك في غزوة[/FT][FT=traditial arabic]خيبر[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]قال ابن[/FT][FT=traditial arabic]إسحاق: كان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث أنه قدم مكة ورسول الله -صلى الله عليه[/FT][FT=traditial arabic]وسلم- بها فمشى إليه رجال من قريش، وكان الطفيل رجلاً شريفاً شاعراً لبيباً، قالوا[/FT][FT=traditial arabic]له: إنك قدمت بلادنا وإن هذا الرجل -وهو الذي بين أظهرنا- فرق جماعتنا وشتت أمرنا،[/FT][FT=traditial arabic]وإنما قوله كالسحر يفرق بين المرء وابنه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه،[/FT][FT=traditial arabic]وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد حل علينا، فلا تكلمه ولا تسمع منه، قال: فو الله[/FT][FT=traditial arabic]ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئاً ولا أكلمه، حتى حشوت في أذني حين غدوت[/FT][FT=traditial arabic]إلى المسجد كرسفاً فرقاً من أن يبلغني شيء من قوله. قال: فغدوت إلى المسجد فإذا[/FT][FT=traditial arabic]رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يصلي عند الكعبة، فقمت قريباً منه فأبى الله[/FT][FT=traditial arabic]إلا أن يسمعني بعض قوله، فسمعت كلاماً حسناً فقلت في نفسي: واثكل أمياه والله إني[/FT][FT=traditial arabic]لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما[/FT][FT=traditial arabic]يقول؟ فإن كان ما يقول حسناً قبلت وإن كان قبيحاً تركت. قال: فمكثت حتى انصرف رسول[/FT][FT=traditial arabic]الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته فتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت: يا[/FT][FT=traditial arabic]محمد إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا، فوا الله ما برحوا يخوفوني أمرك حتى سددت أذني[/FT][FT=traditial arabic]بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يسمعنيه فسمعت قولاً حسناً فاعرض علي[/FT][FT=traditial arabic]أمرك، فعرض علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإسلام وتلا علي القرآن، فلا والله[/FT][FT=traditial arabic]ما سمعت قولاً قط أحسن منه، ولا أمراً أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وقلت: يا[/FT][FT=traditial arabic]نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام، فادع الله لي[/FT][FT=traditial arabic]أن يجعل لي آية تكون عوناً لي عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال[/FT][FT=traditial arabic]: ([/FT][FT=traditial arabic]اللهم اجعل له آية[/FT][FT=traditial arabic]) [/FT][FT=traditial arabic]قال: فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية[/FT][FT=traditial arabic]تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح، قلت: اللهم في غير وجهي، إني أخشى[/FT][FT=traditial arabic]أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم، قال: فتحول فوقع في رأس سوطي[/FT][FT=traditial arabic]كالقنديل المعلق! وأنا أنهبط إليهم من الثنية حتى جئتهم وأصبحت فيهم، فلما نزلت[/FT][FT=traditial arabic]أتاني أبي وكان شيخاً كبيراً فقلت: إليك عني يا أبت فلستَ مني ولستُ منك، قال: لم[/FT][FT=traditial arabic]يا بني؟ قلت: قد أسلمت وتابعت دين محمد. قال: يا بني فديني دينك. قال: فقلت: اذهب[/FT][FT=traditial arabic]فاغتسل وطهر ثيابك ثم تعال حتى أعلمك ما علمت. قال: فذهب فاغتسل وطهر ثيابه ثم جاء[/FT][FT=traditial arabic]فعرضت عليه الإسلام فأسلم، ثم أتتني صاحبتي فقلت لها: إليك عني فلست منك ولست مني[/FT][FT=traditial arabic]. [/FT][FT=traditial arabic]قالت: لم بأبي أنت وأمي؟ قلت: فرق الإسلام بيني وبينك، أسلمت وتابعت دين محمد[/FT][FT=traditial arabic]. [/FT][FT=traditial arabic]قالت: فديني دينك. قال قلت: فاذهبي فاغتسلي، ففعلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام[/FT][FT=traditial arabic]فأسلمت، ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبطئوا علي فجئت رسول الله -صلى الله عليه[/FT][FT=traditial arabic]وسلم- فقلت: يا رسول الله إنه قد غلبني على دوس الزنا فادع الله عليهم، فقال[/FT][FT=traditial arabic]: ([/FT][FT=traditial arabic]اللهم اهد دوساً[/FT][FT=traditial arabic])[/FT][FT=traditial arabic]1[/FT][FT=traditial arabic]ثم قال[/FT][FT=traditial arabic]: "[/FT][FT=traditial arabic]ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله وارفق بهم[/FT][FT=traditial arabic]" [/FT][FT=traditial arabic]فرجعت إليهم[/FT][FT=traditial arabic]فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الله، ثم قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم[/FT][FT=traditial arabic]- [/FT][FT=traditial arabic]ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر، فنزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من[/FT][FT=traditial arabic]دوس، ثم لحقنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين، ثم[/FT][FT=traditial arabic]لم أزل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى فتح الله عليه مكة. فقلت: يا رسول[/FT][FT=traditial arabic]الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه، قال ابن اسحاق: فخرج إليه[/FT][FT=traditial arabic]فجعل الطفيل وهو يوقد عليه النار يقول[/FT][FT=traditial arabic]:[/FT]
[FT=traditial arabic]يا ذا الكفين لست من عبادكا ... ميلادنا أقدم من[/FT][FT=traditial arabic]ميلادكا[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]إني حشوت النار في[/FT][FT=traditial arabic]فؤادكا[/FT]
[FT=traditial arabic]قال: ثم رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان معه بالمدينة حتى قبض رسول[/FT][FT=traditial arabic]الله -صلى الله عليه وسلم[/FT][FT=traditial arabic]-.[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]قال ابن إسحاق: فلما قبض رسول الله صلى[/FT][FT=traditial arabic]الله عليه وسلم وارتدت العرب خرج الطفيل مع المسلمين حتى فرغوا من طليحة، ثم سار مع[/FT][FT=traditial arabic]المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقال لأصحابه: إني قد رأيت رؤيا[/FT][FT=traditial arabic]فاعبروها لي، رأيت أن رأسي قد حلق وأنه قد خرج من فمي طائر وأن امرأة لقيتني[/FT][FT=traditial arabic]فأدخلتني في فرجها، ورأيت أن ابني يطلبني طلباً حثيثاً ثم رأيته حبس عني. قالوا[/FT][FT=traditial arabic]: [/FT][FT=traditial arabic]خيراً رأيت. قال: أما والله إني قد أولتها. قالوا: وما أولتها؟ قال: أما حلق رأسي[/FT][FT=traditial arabic]فوضعه، وأما الطائر الذي خرج من فمي فروحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها[/FT][FT=traditial arabic]فالأرض تحفر فأغيب فيها، وأما طلب ابني إياي وحبسه عني فإني أراه سيجهد لأن يصيبه[/FT][FT=traditial arabic]من الشهادة ما أصابني. فقتل الطفيل شهيداً باليمامة، وجرح ابنه عمرو جرحاً شديداً[/FT][FT=traditial arabic]ثم قتل عام اليرموك شهيداً في زمن عمر رضي الله عنه[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]فوائد من[/FT][FT=traditial arabic]القصة[/FT][FT=traditial arabic]:[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]قال[/FT][FT=traditial arabic]ابن القيم رحمه الله[/FT][FT=traditial arabic]:[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]"[/FT][FT=traditial arabic]فيها: أن عادة المسلمين كانت غسل الإسلام قبل دخولهم فيه، وقد صح أمر النبي[/FT][FT=traditial arabic]صلى الله عليه وسلم به. وأصح الأقوال وجوبه على من أجنب في حال كفره ومن لم[/FT][FT=traditial arabic]يجنب[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]وفيها: أنه[/FT][FT=traditial arabic]لا ينبغي للعاقل أن يقلد الناس في المدح والذم ولا سيما تقليد من يمدح بهوى ويذم[/FT][FT=traditial arabic]بهوى، فكم حال هذا التقليد بين القلوب وبين الهدى، ولم ينج منه إلا من سبقت له من[/FT][FT=traditial arabic]الله الحسنى[/FT][FT=traditial arabic]. [/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]ومنها: أن المدد إذا لحق بالجيش قبل انقضاء الحرب أسهم[/FT][FT=traditial arabic]لهم[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]ومنها: وقوع[/FT][FT=traditial arabic]كرامات الأولياء وأنها إنما تكون لحاجة في الدين أو لمنفعة للإسلام والمسلمين، فهذه[/FT][FT=traditial arabic]هي الأحوال الرحمانية سببها متابعة الرسول، ونتيجتها إظهار الحق وكسر الباطل،[/FT][FT=traditial arabic]والأحوال الشيطانية ضدها سبباً ونتيجة[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]ومنها: التأني والصبر في الدعوة إلى الله،[/FT][FT=traditial arabic]وأن لا يعجل بالعقوبة والدعاء على العصاة[/FT][FT=traditial arabic]. [/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]وأما تعبيره حلق رأسه بوضعه، فهذا لأن حلق[/FT][FT=traditial arabic]الرأس وضع شعره على الأرض وهو لا يدل بمجرده على وضع رأسه، فإنه دال على خلاص من[/FT][FT=traditial arabic]همٍّ أو مرض أو شدة لمن يليق به ذلك، وعلى فقر ونكد وزوال رياسة وجاه لمن لا يليق[/FT][FT=traditial arabic]به ذلك، ولكن في منام الطفيل قرائن اقتضت أنه وضع رأسه، منها: أنه كان في الجهاد[/FT][FT=traditial arabic]ومقاتلة العدو ذي الشوكة والبأس. ومنها: أنه دخل في بطن المرأة التي رآها وهي الأرض[/FT][FT=traditial arabic]التي هي بمنزلة أمه، ورأى أنه قد دخل في الموضع الذي خرج منه، وهذا هو إعادته إلى[/FT][FT=traditial arabic]الأرض، كما قال تعالى[/FT][FT=traditial arabic]: {[/FT][FT=traditial arabic]منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها[/FT][FT=traditial arabic]نخرجكم[/FT][FT=traditial arabic]} [/FT][FT=traditial arabic]طه : 155، فأول المرأة بالأرض إذ كلاهما محل الوطء، وأول دخوله في[/FT][FT=traditial arabic]فرجها بعوده إليها كما خلق منها، وأول الطائر الذي خرج من فيه بروحه، فإنها كالطائر[/FT][FT=traditial arabic]المحبوس في البدن، فإذا خرجت منه كانت كالطائر الذي فارق حبسه فذهب حيث شاء؛ ولهذا[/FT][FT=traditial arabic]أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، وهذا هو[/FT][FT=traditial arabic]الطائر الذي رئي داخلاً في قبر ابن عباس لما دفن وسمع قارئاً يقرأ[/FT][FT=traditial arabic] {[/FT][FT=traditial arabic]يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية[/FT][FT=traditial arabic]} [/FT][FT=traditial arabic]الفجر 27[/FT][FT=traditial arabic]. [/FT][FT=traditial arabic]وعلى حسب بياض هذا الطائر وسواده وحسنه وقبحه تكون الروح؛ ولهذا كانت أرواح آل[/FT][FT=traditial arabic]فرعون في صورة طيور سود ترد النار بكرة وعشية[/FT][FT=traditial arabic]. [/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]وأول طلب ابنه له باجتهاده في أن يلحق به[/FT][FT=traditial arabic]في الشهادة، وحبسه عنه هو مدة حياته بين وقعة اليمامة واليرموك. والله أعلم[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=traditial arabic]2[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]ومن الفوائد[/FT][FT=traditial arabic]:[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]- [/FT][FT=traditial arabic]أن المسلم منذ أن يعرف هذا الدين يكون داعياً إليه بالحكمة والموعظة[/FT][FT=traditial arabic]الحسنة، وألا يكون عالة على الإسلام والمسلمين، فما أعظم الطفيل -رضي الله عنه[/FT][FT=traditial arabic]- [/FT][FT=traditial arabic]عندما صار داعياً إلى الله من لحظته الأولى.. وإن المؤمن ليتقطع قلبه ألماً وحسرة[/FT][FT=traditial arabic]عندما يرى بعض المسلمين يصدون عن سبيل الله بأفعالهم وأقوالهم، فما أكثر المشوهين[/FT][FT=traditial arabic]للإسلام في الشرق والغرب الذين يمارسون أعمالاً لا تمت إلى الإسلام بصلة، فينقلبون[/FT][FT=traditial arabic]حرباً على الإسلام وأهله[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]- [/FT][FT=traditial arabic]الحذر من أهل الباطل الذين يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً، وينفرون[/FT][FT=traditial arabic]الناس عن دين الله، وعن حملة شريعته. ولهذا نجد أن الطفيل -رضي الله عنه- رفض[/FT][FT=traditial arabic]إنذارات قريش وحكَّم عقله الذي وهبه الله إياه، واستمع إلى الحق واهتدى به ودعا[/FT][FT=traditial arabic]إليه. وبعض الناس اليوم يتهرب من الدعاة إلى الله تعالى بسبب ما سمع في الإعلام[/FT][FT=traditial arabic]المروج للشائعات بأن هؤلاء أصوليون ورجعيون، فتراه لا يقترب منهم إلا على حذر، ولو[/FT][FT=traditial arabic]عرف حقيقة دعوتهم لاهتدى إلى الصواب في زمن طغت فيه الماديات والأهواء. والله[/FT][FT=traditial arabic]المستعان[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]- [/FT][FT=traditial arabic]أن[/FT][FT=traditial arabic]الله غالب على أمره ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون، وكما أنه نصر دينه في[/FT][FT=traditial arabic]الماضي أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام وفتح له قلوب الناس، فسوف[/FT][FT=traditial arabic]يأتي اليوم الذي يفتح الناس قلوبهم لهذا الدين لينجوا من عذاب الله تعالى في الدنيا[/FT][FT=traditial arabic]والآخرة، وهذا مصداق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه[/FT][FT=traditial arabic]: ([/FT][FT=traditial arabic]ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركاب من صنعاء إلى ما يخاف إلا[/FT][FT=traditial arabic]الله، والذئب على غنمه[/FT][FT=traditial arabic])[/FT][FT=traditial arabic]3[/FT][FT=traditial arabic]. [/FT][FT=traditial arabic]وقوله -صلى الله عليه[/FT][FT=traditial arabic]وسلم[/FT][FT=traditial arabic]-: ([/FT][FT=traditial arabic]ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله[/FT][FT=traditial arabic]بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به[/FT][FT=traditial arabic]الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر[/FT][FT=traditial arabic])[/FT][FT=traditial arabic]4[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]- [/FT][FT=traditial arabic]وجوب هدم الأصنام؛ لأنها تعبد من دون الله تعالى، والذين يتباكون اليوم[/FT][FT=traditial arabic]على هدم التماثيل في بعض البلدان الإسلامية ما هم إلا قوم جاهلون لم يعرفوا حقيقة[/FT][FT=traditial arabic]الإسلام التي أرسل الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- لأجلها، فكم هدم -صلى الله[/FT][FT=traditial arabic]عليه وسلم- من صنم حول الكعبة، وكم أمر أصحابه أن يهدموا من أصنام! فهل قال لهم[/FT][FT=traditial arabic]: [/FT][FT=traditial arabic]لا، اتركوها لأصحابها فهذا من حرية العقيدة! هذه الكلمة الجوفاء التي يدندن بها بعض[/FT][FT=traditial arabic]الناس اليوم إنما تخفي وراءها ما تخفي. إن الإسلام هو الإسلام بتوحيده وصفائه[/FT][FT=traditial arabic]ونقائه، ولا مكان للكفر والشرك والوثنية في دياره ما دام مسيطراً عليها، ولا يجوز[/FT][FT=traditial arabic]إبقاء تلك الأوثان تعبد من دون الله تعالى. والقدوة في ذلك إبراهيم عليه السلام[/FT][FT=traditial arabic]الذي كان أمة يمشي على الأرض، فقد هدم أصنام قومه، وما تذرع بكثير من الأسباب[/FT][FT=traditial arabic]الواهية التي يتذرع بها بعض الأئمة المضلين اليوم الذين يتكلمون في شئون الأمة[/FT][FT=traditial arabic]بمصالح وهمية ضررها أكثر من نفعها[/FT][FT=traditial arabic]..[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الداعين إلى[/FT][FT=traditial arabic]سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه[/FT][FT=traditial arabic]وسلم[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]1[/FT][FT=traditial arabic]رواه البخاري ومسلم[/FT][FT=traditial arabic]وغيرهما[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]

[/FT]
[FT=traditial arabic]2[/FT][FT=traditial arabic]زاد المعاد - (ج 3[/FT][FT=traditial arabic] / [/FT][FT=traditial arabic]ص 545[/FT][FT=traditial arabic])[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]3[/FT][FT=traditial arabic]رواه[/FT][FT=traditial arabic]البخاري[/FT][FT=traditial arabic].[/FT][FT=simplified arabic]
[/FT]
[FT=traditial arabic]4[/FT][FT=traditial arabic]رواه أحمد وهو حديث[/FT][FT=traditial arabic]صحيح[/FT][FT=traditial arabic].[/FT]
[/FT][/FT][/FT][/FT][/FT] </ul>
التالي

ماذا تعرف عن عقلية الوفرة وعقلية الندرة

السابق

الحلم الغريب

كلمات ذات علاقة
وفـد , دوس