في زمن ما كان هناك إمراة آية في الجمال، ميسورة الحال، غنية ذات مال، من عائلة شريفة ومرموقة، يأتيها من كل مكان الخاطبون ويطلبها للزواج الكثيرون.
لكنها كانت ترفض الزواج وذلك لسبب ما وحاجة في نفسها، وأمر يشغل بالها ويحير فكرها ليل نهار، حتي احتار عقلها وتعبت نفسهاورحل النوم عن جفونها.
فقررت أن تذهب وتسأل رجل كان مشهودا له بالحكمة والورع والتقي، وبالفعل ذهبت إلي الحكيم وأخبرته أن هناك أمرا يحيرها يمنعها عن الزواج وهي لاتدري ماذا تفعل.
فقال لها الحكيم؛ ماهو يا بنيتي؟
قالت المرأة؛ إني إمرأة جميلة وغنية وذات حسب ونسب والكل يريدني ويطلبني للزواج،
وإني لأري فيهم من هو طامعا في مالي أو مفتون بجمالي أو متطلعا إلي مكانتي وعزة أهلي وشرف نسبي.
لكني أريد الزواج من شخص يريدني ويحبني أنا، كروح وعقل ونفس ووجدان ومشاعر وأحاسيس وصفات وتصرفات.
يقبلني بعيوبي قبل مميزاتي، يشاركني أحلامي وطموحاتي، ويقدرني ويحترمني لحسن أخلاقي، فإن مرضت وذهب جمالي لايتركني، وإن راح مالي لايهجرني، وإن فقدت أهلي ومكانتي لايذلني.
فأين أجده أيها الحكيم أرجوك أن تدلني؟
قال الحكيم؛ يابنيتي إن الزواج قدر مقدور ونصيب مقسوم ومع ذلك لامانع من الحذر في الإختيار، والتمهل في الإنتظار، حتي يأتي الرجل الذي يتمناه قلبك وترتاح له نفسك.
فعليك بالدعاء والتضرع إلي الله بأن يرزقك زوجاً متدينا صالحاً يصونك ويعرف قدرك.
ولأنك جئت إلينا لأجل النصيحة والمشورة، فنصيحتي لك عندما يأتي إليك من يطلبك للزواج لابد أن تتحري عن صفة معينة وخلق بعينه أهو يتحلي به أم لا؟
قالت المرأة: وماهو أيها الحكيم؟
قال الحكيم؛ ألا وهو الصدق، فإن كان صادقا في كل شئ ولايكذب أبدا، إذاً فهو الشخص الذي تبحثين عنه!
قالت المرأة؛ ولماذا صفة الصدق بالذات؟
قال الحكيم؛ فمن كان صادقا كان أمينا ومن كان أمينا كان مؤمنا ومن كان مؤمنا كان ضميره يقظا ومن كان ضميره يقظا كان مراقبا لله في أقواله وأفعاله ومن كان مراقبا لله فإنه يخاف الله عز وجل ومن كان يخاف الله سوف يراعي الله فيك؛
فلن يطمع في أي شئ عندك إلا في رضا الله عز وجل، ثم حبك ورضاك،
فإن زهد فيك فلن يظلمك،وإن ذهب جمالك لن يتركك، وإن راح مالك لن يهجرك، وإن فقدت أهلك وعشيرتك لن يذلك، وإن مرضت ظل بجوارك وفي خدمتك إلي أن تلقي ربك. </ul>
عابر سبيل معجب بهذا
</p>
<span id="twitter_btn" style="margin-left: 6px; ">
</div>
