شمال سوريا?تجربة متقدمة من المساواة بين المرأة والرجل

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
سوريا?تجربة -7982كتب رود نوردلاند تحقيقاً في صحيفة “نيويورك تايمز” أن ستة أعوام من السيطرة على شمال سوريا أتاحت للأكراد فرصة تطبيق الإصلاحات على صعيد المساواة بين الجنسين بنسبة غير مسبوقة، دون أن يتعرضوا لمعوقات من الحكومة التركية، التي شنت حملات قمع على المؤسسات النسائية في المناطق ذات الغالبية الكردية في تركيا.

في منطقة كوباني ذات الغالبية الكردية، حظر على الرجال التزوج بأكثر من إمرأة واحدة. لكن عندما حاول المسؤولون تطبيق هذا الحظر على منبج، أدى غضب رجال العشائر إلى استثناء هذه المنطقة من هذا الحظر

فمن الناحية القانونية، يتعين على كل مؤسسة حكومية في المناطق الكردية من سوريا، أن تكون هناك رئيسة مشاركة في رئاستها إلى جانب الرجال.

ومعظم مجالس الإدارة الحكومية تضم لجاناً مختلطة من الرجال والنساء، باستثناء المؤسسات النسائية الحكر على المرأة فقط.

وحدات حماية المرأة
وتضم الميليشيات الكردية وحدات حماية المرأة التي تعتبر شريكاً مهماً لوحدات حماية الشعب في المعارك.

وعندما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على الرقة من تنظيم داعش، كانت القائدة العامة للمعركة هي روجدا فيلات، من وحدات حماية المرأة.

ويقول التركي أرزو ديمير الذي ألف كتاباً عن وحدات حماية المرأة: “ثمة دوماً رجال يؤمنون باستعباد النساء، لكن عندما تنخرط المرأة في القتال، فإن الرجال يخشونها”.

منبج
وقال نوردلاند إن الجهد الكردي لتطبيق المساواة بين الجنسين واجه اختباراً في مدينة منبج بمحافظة حلب، التي يغلب عليها السكان العرب، فضلاً عن هيمنة الذهنية المحافظة والعشائر. وقد سيطرت قوات سوريا الديمقراطية المكونة بغالبيتها من مقاتلين أكراد على منبج قبل 18 شهراً بدعم من القوات الأمريكية الخاصة وطيران الإئتلاف الدولي.

وفيما يتألف مجلس منبج العسكري الذي يدير المدينة بغالبيته من قوات عربية، فإن الإدارة الجديدة تم إرساؤها وفقاً للمبادئ الثورية لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون مدى الحياة في تركيا. فالنساء هناك يتمتعن بحق تطليق أزواجهن بينما كان هذا الحق في السابق حكراً على الرجال، كما تتمتع النساء بحق المساواة في الإرث، وبحق الاحتفاظ بالأولاد بعد الطلاق. كما ذهبت الأيام التي كانت شهادة المرأة أمام المحاكم لا ترتقي إلى شهادة الرجال.

غضب العشائر
ولفت نوردلاند إلى أن هذه التغييرات لم تطبق دون مقاومة. ففي منطقة كوباني ذات الغالبية الكردية، حظر على الرجال التزوج بأكثر من إمرأة واحدة. لكن عندما حاول المسؤولون تطبيق الحظر على منبج، أدى غضب رجال العشائر إلى استثناء هذه المنطقة منه.

ومع ذلك بدأ “بيت المرأة” في منبج بإرشاد النساء اللواتي يتزوج أزواجهن للمرة الثانية، على طلب الطلاق والهرب بالأولاد. وكانت النتيجة العام الماضي حصول 200 طلاق، معظمها بسبب تعدد الزوجات والزواج من قاصرات، وفق ما قالت ويدات حياة، وهي امرأة عربية وعالمة اجتماع تتولى مسؤولية قسم الأبحاث في “بيت المرأة”. وهذا العدد من حالات الطلاق غير مسبوق.

“بيت المرأة”
وقال نوردلاند إن “بيت المرأة” في منبج يعج بالنساء والرجال الذين يطلبون استشارات، وتبدو علامات الغضب على وجوه الرجال بشكل واضح. ويدرك المسؤولون الأكراد السخط على القوانين الجديدة، لكنهم يقولون إن التغييرات تأخرت كثيراً وأنها تكتسب قبولاً، خاصةً في أوساط النساء الأصغر سناً.