ستة دروس في مكافحة الإرهاب من الحرب السورية

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
السورية -542مرت سبع سنوات على بداية الاضطرابات في سوريا، والتي تحولت إلى حرب أهلية قضت على قرابة نصف مليون شخص، وشردت الملايين.

حروب أفغانستان والجزائر والشيشان والعراق ولبنان والصومال واليمن أمثلة لصراعات أخرى أوجدت إرهابيين، أو وفرت فرصة لاكتساب إرهابيين كامنين مزيداً من القوة

ويرى دانييل بيمان، زميل بارز متخصص في السياسة الخارجية لدى مركز سياسة الشرق الأوسط، في مقالته في موقع “لوفير”، أن تلك الحرب وما رافقها من جهود ديبلوماسية توفر للعالم، وللأمريكيين خاصة، دروساً مستفادة حيال إنجازات تحققت في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك إخفاقات لا بد من معرفة أسبابها.

ويلخص بيمان تلك الدروس في ست نقاط:

1ـ ثنائية الحروب الأهلية والإرهاب
تعتبر سوريا نموذجاً لكيفية انتعاش الجهاديين من خلال حروب أهلية تدور في العالم الإسلامي. وفيما تم التطرق لأسباب التحاق بعض الأشخاص بتنظيمات إرهابية( التهميش والبطالة والفقر)، فإن الحروب بذاتها تلعب دور”الجاذب إليها”. فقد تحمس عدد من المسلمين الأوروبيين للتطوع في تلك الحروب انسياقاً وراء أوهام بأنهم مدافعون عن الحريات، وليسوا إرهابيين سريين.

وتجسد حروب أفغانستان والجزائر والشيشان والعراق ولبنان والصومال واليمن أمثلة لصراعات أخرى أوجدت إرهابيين، أو وفرت فرصة لاكتساب إرهابيين كامنين مزيداً من القوة.

2- الأعداء منقسمون
وتشير العبرة الثانية من هذه الحروب، بحسب بيمان، لوجود أعداء كثر للجهاديين، بالإضافة للولايات المتحدة وحكومات عدة. فالجهاديون يقومون بتصفية بعضهم الآخر، وغالباً ما يتم ذلك بأعداد كبيرة.

فقد تشكل داعش بداية ضمن جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا. ومن ثم حارب عدداً من الفصائل الإسلامية داخل سوريا، بعدما انقلب بعضها على أبو بكر البغدادي.

3- دول داعمة
ويلفت كاتب المقال لتقديم دول دعماً مالياً ولوجيستياً وعسكرياً للإرهابيين. وكان أشد أمثلة ذلك الدعم وضوحاً، إبقاء تركيا لحدودها مفتوحة مع سوريا خلال السنوات الأولى للحرب، ما سهل وصول مقاتلين من أوروبا ومن كل مكان، ودخول سوريا عبر البوابات التركية.

4- توحد تكتيكي
يشير بيمان لوقوف كل من إيران وحزب الله وميليشيات شيعية جميعاً في صف واحد في مقابل الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإسرائيل، عندما يتعلق الأمر بمحاربة داعش. ورغم ذلك، لم تتحسن العلاقات بين أمريكا وتركيا نظراً لتباين أجندات كل منهما في سوريا.

5- الحلفاء بحاجة للتنسيق
ويلفت كاتب المقال لحاجة الحلفاء في محاربة الإرهاب لتنسيق جهودهم، وحيث يتضح أن دور الولايات المتحدة التقليدي بات اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وبالفعل تعزز التعاون في مكافحة الإرهاب، خلال السنوات الأخيرة. وبداية من عام 2015 تحسنت وسائل تبادل المعلومات بشأن إرهابيين مشبوهين. ولكن لا بد للولايات المتحدة من ممارسة دور قيادي في التنسيق بين الحلفاء، وبخاصة بعد الغزو التركي لمنطقة عفرين في شمال سوريا.

6- برامج التدريب
يرى بيمان أن أداء الولايات المتحدة كان ضعيفاً في مهمة محددة: بناء حلفاء محليين. إذ بالرغم من سنوات من التدريب وإنفاق مليارات الدولارات، هربت قوات عراقية أمام قوات داعش عند اكتساحها غرب البلاد، رغم أن الجهاديين كانوا أقل عدداً وعدة.

وفشلت جهود الولايات المتحدة في تأسيس قوة معارضة سورية معتدلة. ونتيجة لذلك، بدأت واشنطن في الاعتماد على الأكراد السوريين، وقوات أخرى كان بمقدورها أن تقاتل، ولكنها تفتقر لدعم شعبي واسع يمكنها من حكم مناطق تقع تحت سيطرتها.

ويخلص الكاتب إلى أن سوريا لم تكن كالعراق، وكان العراق مختلفاً عن أفغانستان، والصراع المقبل سيضم جماعات إرهابية مختلفة تماماً. ولكن إن تعلمت الولايات المتحدة من الدروس الآنفة الذكر، فقد تفلح فيما أخفقت فيه سابقاً، أو تتجنب، على الأقل، الوقوع في أخطاء جديدة.