ترامب قد يتدخل عسكرياً ضد النظام السوري

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
-3393تناول الباحث كونور فريديرسدورف احتمالات التدخل الأمريكي العسكري في سوريا، قائلاً إن الرئيس دونالد ترامب يكرر وصفه لسلفه باراك أوباما بالمغفل بسبب موقفه من الحرب في سوريا.

من المؤكد أن الضربة لن توقف القتال، في الغوطة الشرقية أو في أنحاء البلاد، لكن من شأنها أن توقف إحدى الوسائل العديمة الضمير التي يستخدمها الأسد لترويع مواطنيه

ورفض الكونغرس التصويت على منح تفويض لشن حرب في سوريا. ويقول فريديرسدوف في مجلة “ذا أتلانتيك” إن القوات المسلحة يقودها الآن قائد عام يفتقر إلى الخبرة والحكمة والثبات والدعم الشعبي لخوض حرب في بلد ناءٍ حيث يمكن أي خطأ في الحسابات أن يؤدي إلى اشتعال إقليمي أو حتى حرب نووية.

ولكن حتى مع اشتباك القوات الأمريكية مع المرتزقة الروس على الأرض السورية، ثمة أصوات متنامية تحض ترامب على تكثيف الوجود الأمريكي غير الشرعي هناك- والانتقال من قتال داعش إلى مواجهة النظام السوري- ليس لاعتقادهم أن الضربة الصاروخية الرمزية التي شنها ترامب في أبريل (نيسان) الماضي قد منعت فعلياً بشار الأسد من استخدام الغازات السامة ضد شعبه، وإنما بسبب اعتقادهم أنه من غير المقبول عدم القيام بأي شيء.

ونقل عن محررين في موقع بلومبرغ قولهم إنه “حان الوقت لرسم خط أحمر آخر…على ترامب أن يبلغ الأسد وداعميه الروس أن أي استخدام مثبت لأي سلاح كيماوي، بما في ذلك الكلورين، سيتم الرد عليه بضربة انتقامية حتى أكبر من تلك التي حدثت في أبريل (نيسان). ومن المؤكد أن الضربة لن توقف القتال، في الغوطة الشرقية أو في أنحاء البلاد، لكن من شأنها أن توقف إحدى الوسائل العديمة الضمير التي يستخدمها الأسد لترويع مواطنيه”.

وفي حال ارتدع الأسد بعض الشيء عن استخدام الوسائل المفرطة في ترويع مواطنيه في حرب مديدة- سيبدو ذلك خطوة صغيرة عند مقارنته بمخاطر تدخل أمريكي سيتسبب بمزيد من القتل أكثر مما سينقذ بشراً، أو قد يتسبب في إشعال نزاع أوسع مع إيران وروسيا، مع مخاطر وجود رجل في البيت الأبيض يغرد بكل ما يتبادر إلى الذهن. ويتساءل الباحث: “كيف يمكن لصقور رأوا الفوضى التي أحدثها جورج دبليو بوش وديك تشيني ودونالد رامسفيلد في العراق، أن يؤيدوا حرباً أخرى حتى مع وجود رئيس أقل خبرة- رئيس عيّن جاريد كوشنر مسؤولاً عن تحقيق السلام في الشرق الأوسط؟ “.
ومع ذلك، يبدو أن ذلك السياق هو قيد الدرس الآن، على رغم عدم قانونيته. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين أن “إدارة ترامب تدرس عملاً عسكرياً جديداً ضد الحكومة السورية رداً على تقارير عن استخدام السلاح الكيميائي”، مما أثار احتمال توجيه ضربة عسكرية أمريكية ثانية للأسد في أقل من سنة. وأضافت أن “ترامب طلب درس خيارات لمعاقبة حكومة الأسد عقب تقارير عن استخدامها الكلورين في هجمات بالغاز سبع مرات على الأقل هذه السنة- ومع احتمال استخدام مواد كيميائية أخرى في مناطق سيطرة المعارضة”.

ورأى الباحث أنه على الرؤساء بالرؤساء ألا يشنوا الحرب بشكل آحادي، خصوصاً بعد أن درس الكونغرس تمرير تفويضاً بالحرب ثم عدل عن ذلك، بسبب الافتقار إلى التأييد المطلوب. ومع ذلك، فإن السناتور ليندسي غراهام يحذر ترامب من أن “ترك الروس والإيرانيين يسيطرون على سوريا سيجعل الحرب لا تنتهي، فيما أصدقاؤنا في إسرائيل والعالم يتعرضون للأذى”.