محاولات حكامه فاشلة? الشعب الإيراني يدرك أهمية جولات بن سلمان

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
الإيراني -4579ذكرت كاميليا إنتخابيفارد ضمن مقالها في صحيفة “ذي اراب نيوز” السعودية أن شاشات وسائل الإعلام الفارسية المنتشرة في الخارج، خصّصت تغطية واسعة للجولات الخارجية الرفيعة المستوى لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مصر والمملكة المتحدة.

حين يتذمر الغرب من تمويل إيران للميليشيات وتدخلها في نزاعات المنطقة، فإنهم لا يفعلون ذلك بناء على الاتهامات السعودية بل بناء على ما يستطيعون التأكد منه بأنفسهم

ونشرت بي بي سي الفارسية وشبكة مانوتو بالتحديد تقارير مطولة عن تلك الجولات. ولفتت النظر إلى أن المواطنين الإيرانيين العاديين يريدون أن يعلموا أكثر عن ولي العهد من أجل أن يفهموا بشكل أفضل ما يمكنهم توقعه على مستوى العلاقات بين الرياض وطهران في المستقبل. ففي نهاية المطاف سيكون الأمير بن سلمان الملك المقبل للمملكة العربية السعودية.

لكن مع ذلك، لم يحصل هؤلاء إلا على معلومات قليلة واردة عبر الوسائل الإعلامية المحلية التي ركزت على عمر ولي العهد اليافع نسبياً.

وتشدد إنتخابيفارد على أن الحكام الإيرانيين لا يستطيعون إخفاء الحقيقة عن مواطنيهم الذين يدركون جيداً أهمية هذه الجولات وارتباطها بسياسات ولي العهد السعودي تجاه إيران.

لا تسامح مع طهران
حين وقف الأمير بن سلمان إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، كان واضحاً أنّ الرجلين يريان في إيران التهديد الأعظم للاستقرار والأمن الإقليميين وأنّ المملكة العربية السعودية وحلفاءها في المنطقة لن يتسامحوا مع التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية.

يعاني كل مواطن إيراني مما تنتقده الدولتان وغيرهما في المنطقة مثل الدعم الإيراني للميليشيات في سوريا والعراق ودعم طهران للميليشيات الحوثية في اليمن وتأجيج التوترات الطائفية في البحرين والكويت. هذه التدخلات هي واجهات لمشكلة مصدرها واحد.

نظام الملالي عاجز عن إصلاح نفسه
يرد النظام في طهران على هذه الوقائع بالقول إنها “خرافة” ويبرر وجوده في العراق وسوريا بالاستجابة لطلب قانوني قدّمته الحكومتان الشرعيتان فيهما من أجل المساعدة في محاربة الإرهاب. وينفي النظام الإيراني تسليح الحوثيين في اليمن رغم إصدار فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة تقريراً يتهم بموجبه إيران بمساعدة ميليشيات الحوثي على إطلاق هجمات صاروخية على الرياض.

تتابع إنتخابيفارد مقالها مؤكدة أن لا أحد يعلم أفضل من المواطنين الإيرانيين الذين يعيشون تحت أكاذيب النظام وحكمه الاستبدادي أنه لا يمكن للملالي الطغاة أن يصلحوا أنفسهم وأن لديهم هدفاً واحداً يتلخص في نشر عقيدتهم الطائفية. ولهذا السبب، لا يثق الشعب الإيراني بالقنوات المملوكة من الدولة والمليئة بالأكاذيب والحملات الدعائية.

طهران وتضييع الفرص
لقد ضيعت إيران الفرصة تلو الأخرى وقد باتت اليوم دولة معزولة من دون أصدقاء في المنطقة أو ضمن المجتمع الدولي. حتى الاتفاق النووي الذي تم توقيعه سنة 2015، والذي كان يفترض أن يحسن العلاقات بين إيران وجيرانها العرب ويفتح صفحة جديدة في التعاون الإقليمي، تبين أنه وعد كاذب بمستقبل أفضل للمنطقة.

وشدد الأمير بن سلمان في مصر على أنّ إيران استعملت ذاك الاتفاق كدرع لحماية نفسها من المساءلة بعد تدخلها في شؤون المنطقة. ويقترب المسؤولون الأوروبيون المؤيدون لإيران، في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، من هذا الموقف.

حين يتذمر الغرب من تمويل إيران للميليشيات وتدخلها في نزاعات المنطقة، فإنه لا يفعل ذلك بناء على الاتهامات السعودية بل بناءً على ما يستطيع التأكد منه بأنفسهم. والآن يريد هؤلاء المسؤولون أن يروا ما إذا كان بالإمكان حل هذه المشاكل قبل الموعد النهائي الذي حدّده ترامب في مايو (أيار) المقبل.

تشير إنتخابيفارد إلى أن لا أحد في المنطقة يريد العيش في حالة خوف من مواجهة أخرى. ويشدد المحللون المؤيدون للنظام الإيراني أنفسهم على أهمية تحسين طهران علاقاتها مع الدول الأخرى، حتى ولو كان الأمر فقط للحفاظ على الاتفاق النووي الذي يشكل أهمية قصوى بالنسبة إلى نظام الملالي.