قلوب لا تعرف الحقيقه/4

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : جذور
-
جاءت الفتاة وسلمت ثم جلست على الطاوله .. وقرأت في
عيناي كمّية سعادتي … سألتني: تبدو عليك السعادة جليّه
قلت: نعم … قالت: لماذا … لأن هناك أسراراً تخصني
قد لا يعرفها غيرك .. إبتسمت ثم قالت: نعم .. نحن بحاجة
إليك .. وقد تحدث صديقك عنك في سابق حديث جمعنا
الموضوع أننا بحاجة لعقد إقامة مهرجانات طويلة الأجل
ولن نستطيع فعل ذلك حتى تكون هناك مؤسسة متفرغة
وذات كفاءة لتنفيذ هذا العمل .. ولأن سوق إقامة مثل تلك
المهرجانات يفتقد للمنافسه .. فسيتم توفير خبرات التشغيل
عن طريق الشركة الأم وستكون المؤسسه كأنها مستقله
يمتلكها مستثمرون خارجيون وستقوم صديقتي بدفع كامل
المبالغ المترتبة لإنشاءها أما صديقك فسيدخل كمستثمر
ليس بصفته الشخصيه وإنما بأسمك … وسيتحقق للجميع
الفائدة المرجوة من هذا الاتفاق … بعيداً عن الشبهات التي
قد يتوهمها المسئولين … ستربح شركة صديقتي ويربح
صديقك وستربح أنت والعاملين في المؤسسه وبمعنى آخر
ستتخلص الشركه من تأثر عقودها الحكوميه في حال فشلالمؤسسه
2/ ستتخلص الشركه من متابعة أعمال المؤسسه إدارياً
ومالياً وقانونياً ويبقى فقط حقوقها بأرباح المؤسسه
3/ أرباح المؤسسه لن تدفع للشركه مباشره وإنما لملّاكها
بصفتهم الشخصيه … 4/ لن توقف بقية أعمال الشركه في
حال المطالبات القانونيه بين الجهة الحكوميه والمؤسسه
5/ إبعاد صورة الشركه من شبهة كثرة التعاقدات في هذا
المجال 6/ تسهيل توظيف المتقاعدين من الجهة الحكومية
والشركة نظراً للخبرات في هذا المجال (الجميع رابح وبطريقة قانونيه لا غبار عليها)
أربكني حديثها ذلك ولم أكن أتوقعه وشممت رائحة لعبه
قد تضر بالجميع … فقررت أن أتحدث لمحامي يعتبر
صديق صديقي لمعرفة قانونية هذا الإجراء ….. وحين
رأتني مندهشاً من حديثها هذا .. أرادت أن تزيد علي
هذا الإندهاش وقالت: أنت الوحيد الذي لم يفهم الحدث
منذ أول يوم … وكان صديقك يريد منا أن نشرح لك
حقيقة الموضوع بعيداً عن طرحه لك منه شخصياً حتى
لا يدخلك الشكّ من ناحيته … ثم بدأت تتحدث عن نفسها
وأنها كانت تراقب ردّة فعلي عن بُعد وتخبرهم مدى نجاح
الطرح من فشله .. وأرادت صديقتها أن تطرح الموضوع
مجدداً في الكوفي لكنني من أربك الجلسه وخرج منها قبل
طرحها علي … إذن كان الموضوع غير ما توقعته من
البدايه وتوهمت أنني باحث جنائي يريد تقصي حقيقة
سلوكيات المجرمين … صدمني حديثها هذا وحين رأتني
كذلك قالت إذهب وأدرس الموضوع جيداً وستجدني هنا
هذا الأسبوع كله … وعلى فكره صديقتي تراقبك من أول
يوم وهي من أوصتنا أن يكون اجتماع هؤلاء البنات هنا
بدلاً من الشركه لعلي أستطيع إقناعك بهذه الفكره والطرح
خرجت مندهشاً مما حدث … وما زادني دهشة أنها حين
تتحدث معي كنت أقرأ عينيها وشفتيها فلا أرى إلا ملامح
بريئة لا تحمل كذباً أو خداعاً وفوق كل ذلك الجمال كنت
أرى أنها فتاة عاطفيه متمكنه بالتركيز على دائرة التأثير
وقادرة أيضاً حين الشكّ في تشتيت الذهن من خلال
تعاملها مع قهوتها وطريقة تناولها الأنثوي للقهوة.
وكانت أحياناً تمارس الحياء الفطري حين تقع عيني
على أناملها الرقيقه … فتضعها خارج الطاوله … رغم
أنها تدرك أنني لست جريئاً في النظر إليها وأثبت ذلك
إستئذاني منها قبل أن تتحرك عواطفي مع صوتها الجميل

وللقصة بقيه …. تابعوني
فالقلوب التي لا تعرف الحقيقه لم يأتي الحديث عنها بعد
تحيتي لكم قلوب لا تعرف الحقيقه/4