قصة أوكيغاهارا

مجتمع رجيم / الصور الطبيعية
كتبت : شروق
-
السلام عليكم











أوكيغاهارا %25D8%25A8%25D8%25AD






غابة اوكيغاهارا تقع عند سفح جبل فوجي المقدس الموجود باليابان ، وتتميز هذه الغابة بكثرة أشجارها التي شكلت مظلة ضخمة جعلت الغابة بأكملها مظلمة ومحجوبة عن الشمس




أوكيغاهارا بحرالأشجار2.jpg



وتدور حول غابة اوكيغاهارا العديد من القصص المخيفة منذ زمن قديم مما جعل الناس يرهبونها ويربطونها بالموت حتى يومنا هذا .
غابة العفاريت هو اللقب الذي أطلقة بعض اليابانيين على غابة اوكيغاهارا، وليس السبب في هذه التسمية هو كون الغابة مظلمة ومخيفة فقط، بل لإرتباطها في الماضي بتقليد يسمى ” تقليد أوباستي “، وفيه كان يتم أخذ المرضى والضعفاء وكبار السن من أفراد عائلتهم وتركهم في تلك الغابة ليلاقوا مصيرهم، وكان الهدف من ذلك التقليد هو حماية باقي أفراد العائلة من الموت جوعًا من خلال إنقاص عددهم .
يقال أن أولئك الضحايا كانوا يموتون ببطء شديد وبعد عذاب طويل مع الجوع والبرد والخوف، والبعض منهم كان يقرر أن يسلب روحه بيده اختصارًا لطريق العذاب، حيث كانوا يقومون بتجميع أطراف ثيابهم وربطها كالحبل ثم يشنقون أنفسهم بجذع شجرة، ويؤمن بعض اليابانيون أن أرواح هؤلاء الضحايا لازالت تجوب الغابة، وأن غضبهم الناتج عن الغدر والظلم الذي حاق بهم حولهم إلى أرواح شريرة تسعى للانتقام من البشر .

من الغريب حقًا عندما تعرف أن قصة هذه الغابة لم تنتهي عند هذا الحد، فالرعب والغموض مازال مستمرًا بها، فمنذ عقود طويلة والناس يأتون إليها من كل حدب وصوب لكي يقدموا على الإنتحار، حيث أشارت الإحصاءات الرسمية أن هناك أكثر من مائة شخص ينتحرون بهذه الغابة بشكل سنوي، وكأن غابة اوكيغاهارا هي مأوى للمنتحرين !



أوكيغاهارا غابةالعفاريت.jpg


أغلب المنتحرين كانوا يفضلون الموت شنقًا على جذع شجرة، وآخرين كانوا يتناولون جرعة زائدة من العقاقير والمخدرات، كما أن الكثير منهم كان يحضر معه نسخة من كتاب ” الدليل الكامل للانتحار ” الذي يعرض أساليب مختلفة للانتحار ومدى فاعليتها وتسببها للألم للفرد والوقت الذي تستغرقه كل وسيلة .
حاولت الحكومة اليابانية منع انتشار هذه الظاهرة بشتى الطرق، حتى وصل بها الأمر إلى منع نشر عدد المنتحرين بالغابة لعدم تشجيع الآخرين للذهاب إلى هناك، كما أنها نشرت لافتات تحذر الناس من الموت بهذه الغابة وتحث المنتحرين على تقدير قيمة الحياة ومراجعة أنفسهم وعدم القيام بهذا الفعل ابدًا، ولكن ومع الأسف مازالت المشكلة قائمة .





أوكيغاهارا أوكيجاهارا3.jpg




هناك عدد من المتطوعين الذين يقومون بجهود التدخل عبر دوريات في المنطقة، وهم لا يقومون بإنقاذ الناس إنما باستعادة رفاتهم.
فتقوم الشرطة وكذلك المتطوعون برحلات من أجل البحث عن الجثث في بحر الأشجار واستعادتها من أجل دفنها بطريقة جيدة.
ومؤخرًا، رفضت الحكومة اليابانية إصدار أرقام دقيقة للجثث التي تم اكتشافها.
لكن منذ عام 2000م فيتم اكتشاف بين 70100 جثة سنويًا.


تعتبر غابة اوكيغاهارا مقصد سياحي، حيث يأتي إليها الكثير من الناس لمشاهدة المناظر الخلابة الموجودة بها، خصوصًا عند أطرافها القريبة من بحيرة سايكو و لجبل فوجي، وهضبة الحمم البركانية، وأشجار عمرها 300 عام، وكهف ناروساوا الجليدي.




أوكيغاهارا 1200pxAokigahara_for



أوكيغاهارا tokushimafishingatth



أوكيغاهارا shutterstock_7227193



ولكن لا أحد يتوغل بعيدًا داخل الغابة؛ نظرًا لأنها غابة موحشة ومتداخلة ويمكن أن يضيع فيها الناس بلا رجعة، ومع الأسف فإنه من الصعب التفرقة بين الأشخاص الذين يأتون للغابة بغرض السياحة والذين يأتون بغرض الإنتحار لذلك فإن هذا الأمر يشكل صعوبة كبيرة في إيقاف عمليات الإنتحار .




أوكيغاهارا viewfrominsideaokiga



وتجعل كثافة الأشجار المتطوعين الذين يبحثون عن الجثث يحددون طريقهم بشرائط بلاستيكية حول الأشجار؛ حيث يمكن بسهولة أن يضلوا طريقهم ويُفْقَدوا في الغابة.
تتسب التربة الغنية بالحديد المغناطيسي في قطع خدمات الهاتف الجوال، وأنظمة تحديد المواقع الجغرافية وكذلك البوصلات



أوكيغاهارا غابةالانتحار3.jpg



قرر الباحثون النظر في كافة الأسباب المحتملة لاختيار المنتحرين هذا المكان بالذات دون غيره املاً منهم في معالجة تلك الأسباب ومنع عمليات الإنتحار، إلا أن جميع نظرياتهم كانت مجرد فرضيات فشلت في تقديم أسباب مقتنعة ونهائية لهذه الظاهرة، النظرية الأولى ترجع السبب إلى رواية يابانية تسمى ” برج الأمواج ” تم نشرها في الستينات وكانت تدور حول بطل وحبيبته قررا الانتحار في غابة اوكيغاهارا، إلا أنه ثبت فشل هذه النظرية نظرًا لوجود هذه الظاهرة قبل صدور تلك الرواية .

يقال أن ظاهر الانتحار نفسها هي ظاهرة منتشرة بكثرة في اليابان، وليس لها أي علاقة بالغابة، حيث أن اليابان هي واحدة من أكثر الدول التي تمتلك معدلات مرتفعة فنسب الانتحار، كما أن البعض يرى أن الانتحار هو جزء من الثقافة اليابانية، فقد كان محاربو الساموراي قديمًا ينتحرون علنًا باستخدام سيوفهم لكي يحافظوا على شرفهم .
واخيرًا كل من يزور هذه الغابة يكون ضحية ، فالبعض كان يقصد الغابة لأغراض شتى غير الانتحار، إلا أنهم ضلوا طرقهم وأبتلعتهم أغصان الغابة وكانت نهايتهم مفجعة .
وعلى كل حال فإن الحقيقة لازالت مجهولة، ولا أحد يعلم حقًا لماذا أصبحت تلك الغابة مقبرة الرعب والأشباح .


التالي
السابق