صداقه ام صفاقه

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : *امـيره بضحكتي*
-
صداقة ام صفاقه ؟؟
لن اتحدث كثيرا عن الصداقة التي تتم من اجل مصلحة معينه ، لانها ببساطه تنتهي بانتهاء تلك المصلحه ؟؟ يتخللها النفاق والتزلف والرياء ؟؟ وهي عادة تتم ما بين شخص غني يحاول الطرف الآخر استغلاله واصباغ الصفات المبجله عليه من اجل ان ينال رضاه ؟ ويحقق بذلك اهدافه في مصلحة معينه يحتاجها منه ؟؟ هي وبال على الصديق المغفل الذي يقبل بهذا النوع من الصداقه ، لانها تقوده الى طريق بعيد عن الصواب بسبب ما يزين له هذا الصديق المزيف كل افعاله واقواله مهما كانت، بزينة بصورة الحق والعدل والصلاح ؟؟ فلا يجد النصح ولا يتعرف على اخطائه بل ربما يسير في غيه واهوائه ، دون ان يجد من صديقه النصح وتصحيح المسار ؟؟ وهم للاسف كثيرون هذه الأيام ؟؟ يمارسون الصفاقة بانواعها ، وخاصه من بطانة السوء للاغنياء ومن يدعون صداقتهم والنصح لهم ؟؟؟
ساتحدث عن الصداقة الحقيقيه ، والتي هي شكل من أشكال التجارب الانسانيه المتجذرة في اعماق الطبيعه الانسانيه . بل هي ارقى انواع الحياة الانسانيه . هي مصدر للراحة النفسيه وملاذ في اوقات الحزن والضيق والوحده . اذا قامت الصداقة على مبادئ وقيم الاخلاص والمودة والمحبة في الله، فستصبح مصدرا للتطور الأخلاقي وجزء لا يتجزأ من الحياة الانسانيه ، ومقوم من مقومات الحياة الصالحة المستقره .
احتلت الصداقة منذ القدم حيزا كبيرا في الفلسفات القديمه ؟ فقد جعلها الفلاسفة القدماء ، امثال ارسطو وافلاطون وابيقور وشيشرون وغيرهم قيمه حضاريه انسانيه راقيه ؟ اما الاسلام فقد اعتبرالصداقة نوع من الحب الذي يجمع المتحابين في الله تحت ظل الرحمن يوم لا ظل الا ظله . تلك المحبة الخالصة لوجه الله دون مصالح مادية ، بل هي قيمة روحيه تجمع اناس يحبون بعضهم البعض ، ويحبون الخير لبعضهم البعض كما يحبونه لانفسهم ، تلك هي القلوب البيضاء النقيه . فالصديق المخلص الوفي مرآة لصديقه ، يصلح اخطاءه ويدله على طريق الخير ويمسك بيده نحو بر الامن والامان والسلام . يشاركه افراحه ويقف معه في الشدة
ان الصديق الحقيقي هو كنز من كنوز العلاقات الاجتماعيه، ومصدر للمحبة والمعرفة والثقافة وسمو الخلق ، فكم من الاصدقاء الاوفياء استمرت صداقتهم تنبض بالحب طالما استمرت القلوب تنبض .
ان النموذخ الثقافي في المجتمع يحدد الى حد كبير النموذج الاخلاقي لذلك المجتمع والذي يتمثل في القيم والمبادئ والمعتقدات والقوانين الذي يتصف بها ذاك المجتمع ومدى تصوره للخير الأسمى لا يفهم من هذا انه لا يصح ان يتعاون الاصدقاء في اعمال عامه او يشتركون في تجارة او يقومون بمشاريع انتاجيه مشتركه ؟؟ على العكس ، فان يد الله مع الجماعه ، فحين تتوفر النوايا الحسنه والثقة المتبادله وتكملهما الصداقة الحقيقيه ، فان الله سبحانه وتعالى يأخذ بايديهم نحو النجاح والرزق الحلال ؟
لقد التقيت باصدقاء حقيقيين عديدين ، واشتركنا في مشاريع انتاجيه عديده ، واستمرت صداقتنا وشراكتنا عشرات السنين ؟؟ وحققنا خلالها نجاحات كبيره ؟؟ واذكر اني احتجت يوما توقيع ( شيك ) من أحد الاصدقاء الشركاء ، وكان في منطقة بعيده ، فقال لي وقع عني بتوقيعي ؟؟؟ وهذا ما حصل ، ولما اطلع على التوقيع المقلد من قبلي قال لي : ان توقيعك بدلا مني افضل من توقيعي الأصلي !!!؟ وكم من المرات يترك لي شيكا ا دون تسجيل القيمه ، على ان املأه حسب المطلوب ؟ وما زلنا اصدقاء منذ حوالي أربعين عاما

التالي
السابق