في وحدتي

مجتمع رجيم / سفر سياحة فنادق منتجعات
كتبت : *امـيره بضحكتي*
-
في وحدتي ؛ و الصمتُ لفَّ * .. الكون في رفق وخيم
إلا الـنـسـيـم فـقـد سـرى * متهادياً، وشدا ورنم
فـتـرنـح * الـغـصـن المـطل * .. علي كالشبح الملثمْ

في وحدتي ؛ و النجم بين * .. الغيم يبسم ثم يغربْ
وشعاعه من خلف نافذتي * .. يخالسني ويهربْ
يمضي إلى صحف الـغمام * .. كأنها نُشِرت ليكتبْ

في وحدتي ؛ وحبيـبـتي * أمي التي أهوى هواها
أمـي الـتـي آنـسـتـهـا ، * وسَهـِرتُ أنهل من رضاها
ذهـبـتْ تـنـام لـسـاعـة * والنور يشرق من تـُقاها

في وحدتي ؛ والنفس مرسلة * .. العِنان على السجيه
ألـقـتْ قـنـاع البــِـشـْر تـسـتر * .. فيه آلاماً خفيهْ
أمـــي تـــنــام فــمـــا عـلــى * جفني إذا أرِقَ العشيهْ!

في وحدتي ؛ و الفكر في .. * الآلام والآمال شاردْ
و الــهــم يـمــثـل حـيـثـمـــا * حولتُ أنظاري كماردْ
فــي أعـيــنــي هــمٌ يَـــؤُجّ * .. وفي الضلوع الهم واقدْ

في و حدتي ؛ و القلب في * خفقاته ظمأ وفـَوْرَهْ
و الـجــو مـــن أرج الـربـيــع * .. يحوك في الأعماق ثورهْ
و هـوايَ مـلـتـبـِس المعالم * مُرسلٌ في الغيب غَورهْ

فـي و حدتي ، فـي غرفـة * في الليل تبدو نائيهْ
.. وكأنها من هامش الدنيا * .. ثوت في هاويهْ
وعِبؤهم في كاهلي كلهمْ * تذوبُ سرَّائي بـِضرائهِ


في وحدتي ؛ في غرفتـي * في وَحشةٍ حرى كئيبه
أرنــو إلـى الـمـسـتـقـبـل.. * المجهول، أستجلي غيوبهْ
وعـلـى الــجـدار تـَـرِنُّ دقـة * .. ساعة تمشي رتيبهْ

في و حدتي ؛ وأنا أحاول * .. صيد لحن أشتهيهِ
مـتـنـقــلاً بـيـن الـبــلاد ، * أطير من تيهٍ لتيهِ
سَدِر * الشعور، فما يعيه * .. كأنه ما لا يعيهِ!

في و حدتي ؛ و أنا غريق * .. في اللحون وفي الشجون
غاضـت حـدودي عـنـدمـا * أسلـَمتُ للحلم العيونْ
وكـأنـنــي فـي اللانــهاية * لستُ أفقه ما أكونْ!

في وحـدتـي ؛ و أنـا عـلـى * عتباتِ نوم شبه هادئْ
لا أسـتـبـيــن حــقـيـقـتـي * أنا هانئ أم غير هانئْ
رَعَشَتْ على خدي تدغدغهُ * .. ملامسُ من مفاجئْ

في و حدتي ؛ ثار الحنين * .. يلوب* في أعماق قلبي
يـرجـو لـه سـكـنـاً يـلائـم * .. مشربي وينير دربي
ويـكـون رائـد هــمـتــي ، * ويبثّني حباً بِحُبِّ

في و حدتي ؛ حتى الفراشة * .. خلفت خدي وطارتْ
ورمـتْ بـهــيـكـلـهــا عـلـــى * بِلـَّور نافذتي ودارتْ
فــفــتــحــتُـــهـا حتى تـطيرَ، * ولستُ أدري أين صارت!

في وحدتي ؛ عاد العبوس * .. إلي وانتكأت جراحي
هذي الفراشة قــد مـضتْ * تسعى مرفرفة الجناح ِ
سَرَحَتْ كما يهوى الهـوى * ولبـِثت مغلول السراح ِ

في وحدتي ؛ و الروح في * أعماقه نصب وغربه
أرسلتُ نفسي في فِجاج * الليل، والآفاق رحبه
فاسـتـشعـرتُ بـالله نـفـح * .. سكينة في القلب عذبه

في وحدتي ؛ ارتوتْ الجوارحُ * .. من ندى تلك السكينه
و أحـاط بي خـدر عـجـيـــبُ * .. الكنهِ، لم أعرف معينه
وكـأنـنـي فــوق الــغــمـــام * .. أسيح في دنيا أمينه

في و حدتي ؛ آمنتُ أنَّ * .. النفس بالحرمان تصفو
فطويـتُ أحـنـاءَ الـضلوع ِ * .. على جواي ورُحْتُ أغفو
والحلم يرقى بي معارج * .. كلها ذوق ولطفُ

لــــ بهاء الدين الأميري رحمه الله .