إليك يامن ضعت عني?

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : جذور
-
إليك يامن ضعت عني…
‘الجزء الأول’


صباح يوم الأحد، والشمس قد بدأت تشرق،
كان يوما جميلا وممتازا لبعض النشاطات الخارجية…

لولا وجود أختها الآن في قسم الطوارئ…

حادث مفاجئ، مجموعة شباب مستهترين وخلف المقود، فتاة بريئة وغير واعية بما كان يحدث حولها، أرادت فقط أن تشتري بعض الحاجيات، وما كادت تعبر الشارع إلا وقد اصطدم أحد هؤلاء الشباب بها…

وصلها الخبر وهي في الشغل، ماعرفت ايش
تسوي، كيف حتقول لأمها…

بمجرد ما سمعت ثمن إجراء العملية قلبها كان راح يوقف عن النبض…

‘ياويلي! من فين أجيب الفلوس؟!’ فتحت محفضتها تتفقدها لعل وعسى أنها تجد فيها ما يكفي لعملية اختها، ولكن، دون جدوى…

ومابين هي تفكر في حل لمصيبتها، تقدم أحد الدكاترة في اتجاهها، وبكل هدوء عرفها عن نفسه : “السلام عليكم، اختي، ممكن لحظة من وقتك؟ أنا الدكتور يوسف المسؤول عن عملية اختك”…

حولت انتباهها له وهي ماهي عارفة ايش تقوله : “وعليكم السلام، الله يسعدك يا دكتور ما يمديك تسوي العملية لأختي وانا حدفع لك بعدين؟ للأسف ما عندي فلوس في حوزتي الآن”…

هو شاف طلبها كنقطة ضعف يقدر يستغلها لصالحه : ” أكيد اختي، انا اصلا جيت اكلمك وأقول لك اني مستعد ادفع ثمن العملية وأشرف عليها بنفسي كمان، بس عندي شرط”…

وكأن رزق العالم كله نزل عليها، أتاها الفرج بشكل ما توقعته، أجابته والسعادة تملأ صوتها : ” انا مستعدة اسوي اللي تبغاه، انت قول وانا حأنفذ، بس أهم شيء اختي”…

أجابها وفي رأسه بدأت ملامح خطته تظهر بوضوح : “خلاص تمام، بيني وبينك اتفاق، الآن بروح استعد عشان اعمل العملية، أتمنى منك لو تنتظري هنا على بال ما نخلص”…

جلست على أحد مقاعد الانتظار ودعت ربها بأن تكون العواقب سليمة…

مرت الساعة تلو الأخرى ومازالوا لم يخرجوا، بدأ القلق يسري في عروقها، وما إن همت بالنهوض لتتفقد الامور، فتح الباب الدكتور الذي ساعدها، تقدمت نحوه بخطوات مسرعة لتسهل : “ها؟ طمني يا دكتور، كيفها اختي؟”…

ابتسم نحوها ووضع يده على كتفها ليقوم بتهدئتها : “الحمدلله اختك كا فيها إلا العافية شوية كسور، ما راح تصحى الآن ولكنها بخير”…

جثت على ركبتيها التي لم تستطع حملها أكثر من هذا وحمدت ربها مليون مرة، رفعت رأسها من جديد لتنظر إلى منقذها، ولكنها لم تستطع أن تراه من بين دموعها التي غطت على عينيها : “يارب لك الحمد والشكر، وشكرا لك يا دكتور، أفرجت علي كربتي الله يفرج عليك”…

نزل لمستواها وعينه بعينها : “اوكي، اسمعي يا بنت الناس، انا ساعدتك انتي واختك، والآن حان الوقت تؤدي شرطي، انا راح أتقدم لك بالزواج، وابغاك توافقي، ممنوع عليك تسأليني ليش، بس توقعي مني كل الاحترام”…

أكيد حتوافق، ما عمرها أخلفت بوعد أو اتفاق، وهي ما عندها أي نية أنها تخلف ذا الانفاق، هي وافقت وهي حتلتزم : “لك منك كلمتي اني موافقة، راح اعطيك عنوان بيتنا تجي تزوره عشان تكلم امي”…

طلعت ورقة و قلم من شنطتها وبدأت تكتب عليها، مدت له الورقة وأخذها، تعلق نظره على الورقة لعدة ثواني قبل لا يرفعه و : “خلاص تمام، راح أخلي أمي تزوركم، على يوم الثلاثاء هذا أن شاءالله”…

مد يده ليصافحها وليتأكد بأنها قد فهمت ما قاله، وبالمقابل هي مدت يدها وأمسكت يده بإحكام، وبعدها كل واحد ذهب في طريقه وفي باله أمور كثير تتمحور حول اللقاء الذي سيحدث يوم الثلاثاء القادم…
_________________
_____________
________
____


كيف؟ ايش رأيكم؟ أتمنى أنكم اذا شفتو أي خطأ تقولوا لي…​