الجدة الجالسة بالسوق (2)

مجتمع رجيم / سفر سياحة فنادق منتجعات
كتبت : *امـيره بضحكتي*
-
(2)
أخذت من يدي البطانية بأبتسامة شكر لكن مع نظرة فيها شيئ من الاستنكار .. وهذه المرة دققت جيدا في ملامحها .. يبدو عليها امارات العز والكبرياء وكرم الأصل ، وليس عليها أى لمحة بؤس مما يكسو وجوه أولئك المساكين الذى طال عليهم شدة الزمان ، فليس على ملامح وجهها الوقور ولا على يديها البيضاء شيئ من ذلك
لم أستطع أن أمنع درجة الفضول التى تتصاعد عندى فسألتها مباشرة : يا حاجة ما حاجتك للجلوس منفردة في هذا المكان البارد ولم لا تدخلين لبيتك لتنعمى بالدفء واٍن كانت هناك مشكلة فلكل مشكلة حل
.. نظرت لى وترددت في الرد لكن العرفان جعلها ترد بهدوء : يا ولدى أنا أجلس بالفعل عند بيتى وأما متى فالعلم عند السميع العليم ولكل شيئ أوان ، ولست لوحدى فمن كان يؤانسه الخالق فما حاجته الى مخلوق ، قلت : فهل يمكن أن أساعد ، قالت بثقة : المساعدة من عند القادر على كل شيئ . وأشكر لك تعبك واهتمامك
لم أود أن أضغط عليها أكثر خاصة وقد أدارت وجهها وهى تدعو لى
لم يدعنى الفضول أمضى ببساطة فهدانى تفكيري ان أدخل المحل المجاور لمكانها .. دخلت واشتريت شيئا يسيرا لأضمن اهتمام البائع ، وسألته عن حال تلك الجدة وسبب جلوسها هكذا وهى ليست بالسائلة
أجابنى أنه لا يعرف الكثير لكن منذ شهرين حضر مندوب العقار بالسوق ومعه رجل استأجر الغرفة التى بجوار المحل وهى التى تجلس عندها وقد كانت مخزنا صغيرا للقماش ، ثم أحضر فرشا جديدا وبعض الأجهزة ، ثم بعد ذلك أحضر تلك الجدة لتسكن وكان معها خادمة صغيرة .. لكن بعد أسبوع ذهبت الخادمة وبقيت المرأة بمفردها
سألته ان كان هذا الرجل ابنها أو ما قرابته بها .. قال لا علم لى لكن مندوب العقار أوصانى أن أتصل به في حال احتاجت لشئ وعرفنى أن صاحب البقالة القريبة سيحضر لها احتياجات مرتين بالأسبوع لأن الرجل أعطاه مال لذلك
سالته بكل حماس وأين مكتب العقار هذا وما اسم مندوب العقار .. نظر الرجل باستغراب لكن ملامحى الطيبة .. أو هكذا يقول لى من يبدأ بتعارف جديد .. توحى أن وراء الأمر خير
وصف لى مكان المكتب وكان في الطرف الأخر من السوق فأسرعت وكلى لهفة أن اجد المكتب مفتوح وأجد نفس الرجل ليتحقق المراد
بفضل الله وجدت المكتب بسهولة بين المحلات التى على الواجهة الأخرى من السوق
وجدت بالمكتب العامل فسألته عن الموظف فأخبرنى أنه في جولة مع زبون وسيعود بعد قليل لأنه هو الذى معه مفاتيح المكتب
وبعد وقت طويل بالنسبة لدرجة الفضول والرغبة في استكشاف وحل الأمر في نفس الوقت
رجع الموظف وما أن رأنى وقدم لى الشاي والتمر وظن أنى زبون فقال عفوا للتأخير تفضل
سألته بادئا عن أسعار الشقق التى تعلو بعض المحلات في السوق ، ثم سألته عن المرأة المسنة التى تجلس في مدخل السوق في جو بارد فنظر لى باستنكار فأكملت وانا اشترى أغراض رأيتها وساءنى حالها خاصة مع سنها والبرودة
فلما ارتاح لكلامى وطريقتى بدأ يخبرنى بما يعرفه ..
وللقصة بقية ،،







hg[]m hg[hgsm fhgs,r (2)