لعبة الإسقاطات ؟!

مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت : عبير ورد
-
هب حافظ نحو أمه صارخا : أمي 00 أمي لقد كسرت عبير النافذة ! تساءلت الأم : وكيف حدث هذا يا حافظ ؟
رد حافظ : لقد أليقت عليها حجرا كبيرا يا أمي ولكنها انحنت وتجنبته فأصاب النافذة !!!
وذات يوم اتصلت على زوجة تشتكي خرس زوجها المنزلي وكيف إنه يستحيل الى صنم داخل بيته لا يبدي رأيا ولا يشارك في حديث وبعد دقائق من حديثي معها عذرت زوجها !
يعلق الشاعر والفيلسوف الأمريكي الشهير رالف إيمرسون على أمثال حافظ وتلك الزوجة - وما أكثرهم مع الأسف - بقوله : ( سوف ترتقون دائما بحياتكم بمقدار المسؤولية التي تكونون مستعدين لتحملها!)
وأقول نعم إن أصحاب العقول الصغيرة والمنجزات الحقيرة هم الذين يكثرون من التنصل والتهرب من المسؤولية اكثر من فعل مايجب فعله !!
1- ليس خطئي 2- لم اكن اقصد فعل هذا 3- زوجي لا يحترمني 4- الاختبارصعب 0
مسلسل طويل من الاعذار وجملة من الاقنعة الواهية للهروب وجعل الآخرين كبش فداء !
اعمار تضيع في تقمص مشين لدور الضحية ولبس مسوح الشهيد الحي ومآل هذا فشل ذريع وعلاقات سيئة ونفسية مرتبكة مهزوزة 0 إن من أيسر الأشياء وأقلها كلفة وأقربها للراحة هي أن نلوم الظروف والاحداث ونحمل الآخرين مسؤولية اخفاقنا وان نكيل التهم للجميع فالكل متواطئ على الاضرار بنا والجميع يتآمر علينا ! ونظن - متوهمين - أن ذلك الطريق الأيسر لاستخراج صك البراءة من الإخفاق وضعف الإنجاز !
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
وفي استقراء للتاريخ نجد ان لعبة الاسقاط من الالعاب المفضلة عند المنافقين فكانت التبريرات السخيفة طبعا وديدنا لهم ومن ذلك قولهم :( ائذن لي ولا تفتني ) ( لاتنفروا في الحر) شغلتنا اموالنا وأهلونا ) ( نخشى ان تصيبنا دائرة ) ( بيوتنا عورة )
حيل مريضة تذرعوا بها هروبا من القيام بواجب الجهاد وفي المقابل يكفي ان نلاحظ تاريخ الابطال ونتتبع سيرة العظماء فعندها سنجد ان تلك العطاءات والمنجزات العظيمة لم تكن مصادفة ولا ضربة حظ بل كانت نتيجة اختيار صريح للحياة وشجاعة بالغة في تحمل المسؤولية فهذا ابونا آدم وزوجه يعترفان بالذنب بقولهما ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ) وموسى عليه السلام اعترف بخطئه عندما قتل الاسرائيلي بقوله ( رب إني ظلمت نفسي ) وحبيبنا محمد عوتب في القرآن وذلك لمبالغته - اللهم صلي وسلم عليه في تحميل نفسه المسؤولية ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) 0 أن هؤلاء المتدثرين خلف ستائر الاعذار والتبريرات السقيمة والذين هووا بمعاول الاسقاط على نعمة الاختيار سأتي يوم قريب تتمزق فيه تلك الستائر البالية المهترئة وسينكشفون وعندها لن يجدوا اعذارا تستر سوءة عقولهم ! يقول برايان تريسي : ان من علامات الناجحين وسماتهم الجميلة الاعتراف بالمسؤولية وعدم اللجوء لاختلاق الاعذار او ادمان الشكوى فهم يطرحون كل هذا ويستبدلونه بشعار أنا المسؤول 0 ولو سألتوني عن كبسولة النجاح الأولى لما ترددت في الإجابة بأنها تتمثل في تحمل المسؤولية في الحياة وهذا لا يكون بنسبة 80 % ولا حتى 90% بل بنسبة 100% كاملة عن كل شيئ عن الوزن الزائد عن العلاقات المتوترة عن الوضع المادي المتردي باختصار نحن من اوصل الاوضاع الى ماهي عليه !0
خطوات عملية
1- أعد شريط الذكريات وتأمل في ثمرة الشكوى ومخرجات إلقاء اللوم على الآخرين وتحميلهم مسؤولية إخفاقك ( نتائج مخزية )
2- اسأل نفسك ماهو المستقبل المنتظر متى مابقيت على هذا الاسلوب ( السقيم ) في التفكير ؟0 3- حدد أكبر ثلاث شكاوي لكي من زوجك او لك من زوجتك عملك وزنك اصدقائك وغيرها ثم اسال نفسك ماذا يمكنني ان اعمل لحل المشكلة او التخفيف من حدتها ؟0 4- ارصد بدقة كلماتك اليوم واحص عدد المرات التي تيتخدمي فيها لغة الانهزام والتراجع من قبيل ( هو السبب 0 زوجي لا يحترمني 0 اولادي اشقياء 0 مديرتي لا تقدرني ) ومن ثم حاولي السيطرة عليها فالعقل يصدق مايقوله اللسان 0
ومضة قلم :
مايرهقك ليس الجبل الذي تحاول تسلقه ولكنها حبة الرمل الموجودة داخل حذائك 0
ودمتم بخير وجمعة مباركة 0الإسقاطات ninja.gifالإسقاطات sick.gifالإسقاطات wub.gifالإسقاطات crying.gif
كتبت : فرفوووشه
-
رااااااااااااااااااائعه ياعبير الورد دائما متميزه حبيبتي سلمت يداكِ
كتبت : عبير ورد
-
ويداك عزيزتي ودمت بخير
كتبت : ضحكة الدنيا
-
كلامك جدا رااائع وحروفك درر..

تسلمين ..

تقبلي مروري وانتظر جديدك ...
كتبت : عبير ورد
-
جزاك الله كل خير لمرورك الكريم

التالي
السابق