[align=center]ام المؤمنين : خديجة بنت خويلد , سيرة عطرة , وقدوة صالحة
السيدة خديجة : اسم يتلألأ في تاريخ الأسلام كما يتلألأ القمر ليلة البدر في
افق السماء.
السيدة خديجة : رمز الوفاء , والصدق, والحكمة , والعقل , والصبر , والثبات.
تزوجت رضي الله عنها من الرسول صلى الله عليه وسلم, فكانت نعم الزوجة لزوجها.
ملأت عليه ( صلى الله عليه وسلم ) كل حياته ,اذ كانت دائماً المبادرة الى مرضاته لا ترى له رغبة في شيء الا وأسرعت بما يعينه على تحقيقها
رأت اعجابه بغلامها ( زيد بن حارثة) فوهبته له
رأت تعلق قلبه بالخلوة في غار حراء الليالي الطويلة قبل البعثة فكانت تهيء له الزاد , وترسل معه من يقوم برعايته دون ان يفسد خلوته
تفعل ذلك بنفس راضية,مع ان خلوته بعيداًعنها, اضراراً بها , فالزوجة تحب قرب زوجها منها
وجاء الأمين جبريل فجأة, ونزل بالرسول صلى الله عليه وسلم فظنه الموت أو الجنون أو احدى الدواهي العظيمه, فرجع الى بيته مسرعاً هلعاً,خائفاً, فطمئنته ,وهدأت من روعه , وقالت ( كلا والله لا يخزيك الله أبداً, أنك لتصل الرحم وتحمل الكل, وتكسب المعدوم,وتقري الضيف , وتعينه على نوائب الدهر ) فأخذته الى ابن عمها ورقة بن نوفل, وكان اعلم الناس بالأديان السماوية وقص عليه خبره ,فقام ابن نوفل , وقبل رأس المصطفى صلى الله عليه وسلم وبشره انه نبي هذه الأمة
وكانت رضي الله عنها , أول من أمن به, وجاء الحصار الآثم من قريش على بنى هاشم الذي استمر 3 سنوات, وتنتقل السيدة خديجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم مع انها ليست من بني هاشم, وقد تجاوزت بعمرها 60 عاماً
وانتهى الحصار الغاشم , ولكن بدأت رحلتها مع المرض (مرض الموت)
ويأتي جبريل من السماء ليبلغها على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم,السلام من الله تعالى والسلام منه, ويبشرها ببيت في الجنة من قصب ( من ذهب ) (لا صخب فيه ولا نصب ) ، ثم جاء ملك الموت , وقبض روحها الطاهرة , وحزن عليها صلى الله عليه وسلم حزناً عظيماً, لانها كانت رضي الله عنها وفية له ولم يشغله عن ذكراها اعباء الدعوة ولا هول الحروب ، كان معها على غاية الوفاء.
ومن صور وفائه اكرامه لصديقاتها, فما ذبح شاةً الا وأرسل اليهن اكراماً لذكرى السيدة خديجة ، ومرة جاءته امرأة عجوز, فهش وبش وأقبل عليها, وأكرمها , فتعجبت السيدة عائشة رضي الله عنها ( وكانت حينها زوجته ) من هذه الحفاوة , فقال صلى الله عليه وسلم : انها صديقة خديجة.
وها هي هالة بنت خويلد أخت السيدة خديجة يسمعها تستأذن للدخول عليه فهب قائماً يقول: ... اللهم هالة , اللهم هالة.. يعني هالة ..
وقد جعلها صلى الله عليه وسلم , في مصاف مريم بنت عمران,حيث يقول صلى الله عليه وسلم: خيرنسائها (يعني الجنة ) مريم بنت عمران , وخير نسائها (يعني الجنه) خديجة بنت خويلد .
ويقول مبيناً بلوغها قمة الكمال الذي لم تبلغه من نساء العالمين الا قليل:
..كمل من الرجال كثير, ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وأسيا بنت مزاحم.
رضي الله تعالى عن خديجة , وأخذ بنواصي نساء الاسلام ليتخذن منها قدوة وأسوة ، وصلى الله على هذا النبي الوفي الكريم وعلى أله وصحبه أجمعين .[/align]
