تفسحوا يفسح الله لكم ؟!
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلة التفسح في المجالس خلق ذميم ومسلك شائن فهو ناتج عن ضيق النفس وحب الاستئثار وقلة مبالاة في الآخرين 0
فهناك من إذا جلس مجلسا أخذ فيه مكانا واسعا لأجل أن ينعم بالراحة فيسلم من المضايقة 0
بل أن بعضهم قد يوسع له في المجلس بل ربما لا يرضي ان يأتي أحد بعد ذلك بجانبه0
قال بعض الحكماء :{ رجلان ظالمان يأخذان غير حقهما : رجل وسع له في مجلس ضيق فتربع وتفتح ورجل أهديت له نصيحة فجعلها ذنبا } 0
ولهذا أدبنا الله - عز وجل - بأن نتفسح في المجالس لما في ذلك من زرع للمودة وتوثيق لعرى الأخوة وتخلص من الاخلاق الذميمة 0
قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم }
سورة المجادلة (11)
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله- عن هذه الآية ( هذا أدب من الله لعباده إذا اجتمعوا في مجلس من مجالس مجتمعاتهم واحتاج بعضهم أو بعض القادمين للتفسح له في المجلس فإن من الأدب أن يفسحوا له تحصيلا لهذا المقصود 0
وليس ذلك بضار للفاسح شيئا فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه والجزاء من جنس العمل فإن من فسح لأخيه فسح الله له ومن وسع لأخيه وسع الله عليه}0
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: { مما يصفي لك ود أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه وأن توسع له في المجلس } 0
وقال الأصمعي :{ كان الأحنف إذا أتاه إنسان وسع له فإن لم يجد موضعا تحرك ليريه أنه يوسع له } 0
لعلنا بعد ذلك نرجع البصر كرتين وتتامل الآية الكريمة السابقة وهي قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا قيل تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم } 0
فسنرى فيها عجبا وتأملي ذلك في نفسك عندما نكون في مكان ما إما في مسجد الحرام أو المسجد النبوي وقت الزحام أو في مكان عام يجتمع فيه جمهور من الناس ويضيق عليهم ذلك المكان قم أقبل قادم وصار يلتفت يمنة ويسرة يبحث عن مكان يجلس فيه ثم تكرمت وتحفزت وناديته وأجلسته بجانبك تأملي كيف فرحه وسروره واغتباطه بذلك
ثم تأملي أثر ذلك في نفسك فسترين صدرك ينشرح ويتسع وسترين أساريرك تتبلج بل سيلقى ذلك التصرف النبيل قبولا وارتياحا ممن يراه وربما اقتدوا بك فصار لك أجرهم0
وكذلك إذا كنت في مأدبة عشاء والمكان مزدحم ثم أقبلت واحدة من النساء تريد فرجة تنص من خلالها ثم فسحت لها وآثرتيها بذلك تاملي حالك وهي تبتسم في وجهك ويتطلق لك وترفع يدها مسلمة عليك شاكرة لك 0
وانظري - في مقابل ذلك- إذا قطبت في وجهها وتفتحت في مجلسك أو لم تتح لها فرصة الجلوس أنظر إلى صدرك كيف يكون في تلك الحال وتأملي تقاسيم وجهك حينئذ0
لا شك أنك ستشعرين بانقباض صدر واكفهرار جبين وسرعة ثورة فهذا سر من أسرار تلك الآية الكريمة العظيمة 0
ولا يبعد أن يدخل في إشارات تلك الآية فسح المجال للمتحدث وترك الاستئثار بالحديث في المجلس والبعد عن مقاطعة من يشرع بحديث أو تكذيبه أو أكمال كلامه فلعل ذلك كله داخل في مدلول الآية التي تشير إلى الإيثار وترك الاستئثار 0
ودمتم بخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلة التفسح في المجالس خلق ذميم ومسلك شائن فهو ناتج عن ضيق النفس وحب الاستئثار وقلة مبالاة في الآخرين 0
فهناك من إذا جلس مجلسا أخذ فيه مكانا واسعا لأجل أن ينعم بالراحة فيسلم من المضايقة 0
بل أن بعضهم قد يوسع له في المجلس بل ربما لا يرضي ان يأتي أحد بعد ذلك بجانبه0
قال بعض الحكماء :{ رجلان ظالمان يأخذان غير حقهما : رجل وسع له في مجلس ضيق فتربع وتفتح ورجل أهديت له نصيحة فجعلها ذنبا } 0
ولهذا أدبنا الله - عز وجل - بأن نتفسح في المجالس لما في ذلك من زرع للمودة وتوثيق لعرى الأخوة وتخلص من الاخلاق الذميمة 0
قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم }
سورة المجادلة (11)
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله- عن هذه الآية ( هذا أدب من الله لعباده إذا اجتمعوا في مجلس من مجالس مجتمعاتهم واحتاج بعضهم أو بعض القادمين للتفسح له في المجلس فإن من الأدب أن يفسحوا له تحصيلا لهذا المقصود 0
وليس ذلك بضار للفاسح شيئا فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه والجزاء من جنس العمل فإن من فسح لأخيه فسح الله له ومن وسع لأخيه وسع الله عليه}0
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: { مما يصفي لك ود أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه وأن توسع له في المجلس } 0
وقال الأصمعي :{ كان الأحنف إذا أتاه إنسان وسع له فإن لم يجد موضعا تحرك ليريه أنه يوسع له } 0
لعلنا بعد ذلك نرجع البصر كرتين وتتامل الآية الكريمة السابقة وهي قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا قيل تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم } 0
فسنرى فيها عجبا وتأملي ذلك في نفسك عندما نكون في مكان ما إما في مسجد الحرام أو المسجد النبوي وقت الزحام أو في مكان عام يجتمع فيه جمهور من الناس ويضيق عليهم ذلك المكان قم أقبل قادم وصار يلتفت يمنة ويسرة يبحث عن مكان يجلس فيه ثم تكرمت وتحفزت وناديته وأجلسته بجانبك تأملي كيف فرحه وسروره واغتباطه بذلك
ثم تأملي أثر ذلك في نفسك فسترين صدرك ينشرح ويتسع وسترين أساريرك تتبلج بل سيلقى ذلك التصرف النبيل قبولا وارتياحا ممن يراه وربما اقتدوا بك فصار لك أجرهم0
وكذلك إذا كنت في مأدبة عشاء والمكان مزدحم ثم أقبلت واحدة من النساء تريد فرجة تنص من خلالها ثم فسحت لها وآثرتيها بذلك تاملي حالك وهي تبتسم في وجهك ويتطلق لك وترفع يدها مسلمة عليك شاكرة لك 0
وانظري - في مقابل ذلك- إذا قطبت في وجهها وتفتحت في مجلسك أو لم تتح لها فرصة الجلوس أنظر إلى صدرك كيف يكون في تلك الحال وتأملي تقاسيم وجهك حينئذ0
لا شك أنك ستشعرين بانقباض صدر واكفهرار جبين وسرعة ثورة فهذا سر من أسرار تلك الآية الكريمة العظيمة 0
ولا يبعد أن يدخل في إشارات تلك الآية فسح المجال للمتحدث وترك الاستئثار بالحديث في المجلس والبعد عن مقاطعة من يشرع بحديث أو تكذيبه أو أكمال كلامه فلعل ذلك كله داخل في مدلول الآية التي تشير إلى الإيثار وترك الاستئثار 0
ودمتم بخير
[/align] 
