بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال
ما حكم الحلف بغير الله_تعالى_؟
مع أن النبى صلى الله عليه وسلم روى عنه أنه قال "أفلح وأبيه ان صدق"؟
الفتوى
الحلف بغير الله عز وجل مثل أن يقول "وحياتك" أو "وحياتى" أو "والسيد الرئيس" أو "والشعب" كل هذا محرم بل هو من الشرك.
لأن هذا النوع من التعظيم لا يصح الا لله عز وجل ومن عظم غير الله بما لا يكون الا لله فهو شرك,لكن لما كان هذا الحالف لا يعتقد أن عظمة المحلوف به كعظمة الله لم يكن الشرك شركاً أكبر , بل كان شركاً أصغر فمن حلف بغير الله فقد أشرك شركاً أصغر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تحلفوا بأبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت" وقال صلى الله عليه وسلم "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك".
فلا تحلف بغير الله أيا كان المحلوف به حتى ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم أو جبريل أو من دونهم من الرسل أو الملائكة أو البشر أو من دون البشر فلا تحلف بشئ سوى الله عز وجل.
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم " أفلح وأبيه أن صدق" فهذه الكلمة "وابيه" أختلف الحفاظ فيها فمنهم من أنكرها وقال لم تصح عن النبى صلى الله عليه وسلم وبناء على ذلك فلا أشكال فى الموضوع لأن المعارض لابد أن يقوم قائماً وإذا لم يكن المعارض قائماً فهو غير مقاوم ولا يلتفت اليه. وعلى القول بأنها ثابته _اى الكلمة_وأبيه_ فان الجواب على ذلك أن هذا من المشكل والحلف بغير الله من الواضح _أى من المحكم_ فيكون لدينا محكم ومتشابه وطريق الراسخين فى العلم فى ذلك أن يدعوا المتشابه ويأخذوا بالمحكم قال الله تعالى " هو الذى أنزل عليك الكتاب منه أيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون فى العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا". آل عمران7.
ووجه كونه متشابهاً أن فيه احتمالات كثيرة فقد يكون هذا قبل النهى وقد يكون هذا خاصا بالرسول عليه الصلاة والسلام لبعد الشرك بحقه وقد يكون هذا مما يجرى على اللسان بغير قصد ولما كانت هذه الاحتمالات واردة على هذه الكلمة أن صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله. صار الواجب علينا أن نأخذ بالمحكم وهو النهى ولكن قد يقول بعض الناس أن الحلف بغير الله قد جرى على لسانه ويصعب عليه أن يدعه فما الجواب؟ نقول أن هذا ليس بحجة بل جاهد نفسك على تركه والخروج منه. وأذكر أننى قد نهيت رجلاً يقول "والنبي" وكان يخاطبنى فى شئ فقال "والنبي لا أعود لها" فهو قالها على أساس أن يؤكد أنه لن يعود لها , لكنها تجرى على لسانه . فنقول حاول بقدر ما تستطيع أن تمحو من لسانك هذه الكلمة لأنها شرك والشرك خطره عظيم ولو كان أصغر حتى أن شيخ الاسلام أبن تيمية_رحمه الله_ يقول " ان الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر". وقال ابن مسعود _رضى الله عنه_ "لأن أحلف بالله كاذبا أحب من أن أحلف بغيره صادقا". قال شيخ الاسلام وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكبيرة .