الدرس الخامس / باب التفكر ( منقول )

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : بحر الجود
-
[frame="1 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين


باب : التفكـــر

أعمال القلوب اهتم بها العلماء فصنفوا فيها المؤلفات ، وابتدؤوا أعمالهم بالتذكير والحث عليها. أعمال القلوب تحتاج إلى مجاهدة وعناية،
وبما أن النجاة مدارها على أعمال القلوب بالإضافة إلى أعمال الجوارح التي لابد أن تأتي إذا صحّت أعمال القلوب.
التفكر
من أعمال القلوب العظيمة وهو مفتاح الأنوار ومبدأ الإبصار و شبكة العلوم والفهوم
وأكثر الناس قد عرفوا فضله ولكن جهلوا حقيقته وثمرته و قليل منهم الذي يتفكر ويتدبر
وقد أمر الله تعالى في التفكر والتدبر في كتابه العزيز في مواضع لا تحصى و أثنى على المتفكرين
فقال تعالى
{ الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً }.
وعن محمد بن واسع أن رجلاً من أهل البصرة ركب إلى أم ذر بعد موت أبي ذر فسألها عن عبادة أبي ذر فقالت
"كان نهاره أجمع في ناحية البيت يتفكر".
قال الحسن
" تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
قال الفضيل
" الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك".

قيل لإبراهيم إنك تطيل الفكر فقال:" الفكرة مخ العقل".
وقال الحسن
"من لم يكن كلامه حكمة فهو لهو، و من لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتباراً فهو لهو".
وفي قوله تعالى
{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق}
قال : أمنع قلوبهم التفكر في أمري .
وأشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الفكرة في التأمل في أسماء الله وصفاته، وجنته وناره ، و نعيمه وعذابه وآخرته وآلائه وآياته المسطورة في كتابه والمنثورة في كونه وما خلق سبحانه و تعالى .
وما ألذ هذه المجالس وما أحلاها وما أطيبها لمن رزقها..
وقال الشافعي رحمه الله
استعينوا على الكلام بالصمت وعلى الاستنباط بالفكر.
وقال أيضاً
صحة النظر في الأمور نجاة من الغرور والعزم على الرأي سلامة من التفريط والندم والفكر يكشفان عن الحزم والفطنة
و مشاورة الحكماء ثبات في النفس وقوة في البصيرة ، ففكر قبل أن تعزم وتدبر قبل أن تهجم وشاور قبل أن تقدم.
وقال أيضاً
الفضائل أربع، إحداها الحكمة وقوامها الفكرة والثانية العفة وقوامها التغلب على الشهوة
والثالث القوة و قوامها التغلب على الغضب ، والرابعة العدل وقوامه في اعتدال قوى النفس

معنى التفكر

التفكر لغة
مأخوذ من مادة- ف ك ر -التي تدل كما يقول ابن فارس رحمه الله من علماء اللغة : على تردد القلب في الشيء، يقال تفكر إذا ردد قلبه معتبراً.
ولفظ التفكر مصدر، وفكر مصدرها التفكير ، والفكر هو التأمل وإعمال الخاطر في الشيء، فالتفكر هو تصرف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب..

أما التفكر الشرعي

فقد قال ابن القيم رحمه الله قاعدة جليلة: أصل الخير والشر من قبل التفكر
فإن الفكر مبدأ الإرادة والطلب في الزهد والترك والحب والبغض
وأنفع الفكر
1- الفكر في مصالح المعاد ..
2-وطرق اجتلابها ..
3- وفي دفع مفاسد المعاد..
4- و في طرق اجتنابها..
فهذه أربعة أفكار هي أجل الأفكار ويليها أربعة
1- فكر في مصالح الدنيا..
2- وطرق تحصيلها..
3- وفكر في مفاسد الدنيا..
4- وطرق الاحتراز منها..
فعلى هذه الأقسام الثمانية دارت أفكار العقلاء.
قال
ورأس القسم الأول الفكر في آلاء الله ونعمه وأمره ونهيه وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته من كتابه وسنة نبيه وما والاهما،
وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة فإذا فكر في الآخرة وشرفها ودوامها وفي الدنيا وخستها وفنائها يثمر له ذلك الرغبة في الآخر ة والزهد في الدنيا،
وكلما فكر في قصر الأمل وضيق الوقت أورثه ذلك الجد والاجتهاد

وبذل الوسع في اغتنام الوقت .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى التفكر في كتابه مقروناً بذكر الأمثال والنعم
و المخلوقات وكذلك ما نراه في هذا الكون من قدرته عز وجل
وهذه بعض الآيات التي فيها الأمر بالتفكر أو مدح المتفكرين
أو أنه خلق أشياء للمتفكرين..
1-{ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر

وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون} فهذا الرجل قلبه متعلق بالبستان

من حيث:
‌أ-أنه جنة وليس مزرعة صغيرة.
‌ب- أن فيها أشجار متنوعة .. نخيل وأعناب.
‌ج-أن فيها أشجار نفيسة وأعلاها قيمة وقدراً.. النخيل والأعناب.
‌د-أن الماء الذي في هذه الجنة لا يستخرج من الآبار بالمجهود الكبير بل إن هناك أنهار تجري في هذه الجنة.
‌هـ-أصابه الكبر.. والإنسان إذا أصابه الكبر يحتاج إلى شيء يعود إليه بالمال دون أن يتعب فيه كثيراً.
‌و-له ذرية ضعفاء صغار مرضى فهو يخشى أن يموت والأولاد أين مصدر رزقهم.. لا يوجد إلا هذه الجنة.
فدرجة تعلقه بهذه الجنة كبير جداً، فكيف يكون شعوره وخيبة أمله والإحباط إذ أصابها إعصار فيه نار فاحترقت..؟..
كبير جداً..، فكر لماذا ضرب المثل ولأي شيء ساق هذا المثل..؟


إنه مثل ضربه الله للذي يعمل أعمالاً كثيرة..
صدقات وغيرها ولكنه يرائي..
يوم القيامة يأتي في غمرة الأهوال وهو محتاج إلى كل حسنة فيرى أعماله التي عملها في الدنيا
وأمامه النار من تلقاء وجهه والشمس دانية من رأسه وفي العرق والصراط مضروب على جهنم
ولا ينجو إلا بعمل صالح فجعل الله أعماله كلها هباءً منثوراً في وقت هو أحوج ما يكون إلى الحسنات
فكيف يكون إحباطه وذله وخيبة أمله في ذلك الوقت..
ما الذي ينشئ الانقياد والسعي للإخلاص في العمل؟


التفكر في مثل هذه الآيات..


2- { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب
الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار
ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار}.


3- {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام
حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغنَ بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}.


4- { الله الذي رفع السموات بغير عمدٍ ترونها ثم استوى على العرش و سخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون،
وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.


5- {هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون،
وسخر لكم الليل والنهاروالشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون،
وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون ، وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها
وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}.


6- { وما أرسنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر
وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}
يتفكرون في القرآن والتبيان السنة فيتفكرون في القرآن والسنة.


7- { أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون
أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها
وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن

كانوا أنفسهم يظلمون }

إذاً التفكر في النفوس والتفكر في مصائر الأقوام البائدة مجال آخر للتفكر.


8- { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون،
لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ على لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}.
فليتفكر الإنسان في هذا القرآن وقوته لو أنزل على جبل لانهدّ فماذا ينبغي أن يكون أثره على نفسه؟‍
[/frame]
كتبت : بحر الجود
-
[frame="1 98"]
وفائدة التفكر
تكثير العلم واستجلاب المعرفة لأنه إذا اجتمع في القلب اجتمعت المعلومات الأساسية وازدوجت على ترتيب مخصوص أثمرت معرفة أخرى،
فالمعرفة نتاج المعرفة ، فإذا حصلت معرفة أخرى وازدوجت مع معرفة أخرى حصل نتاج آخر!..
فالعلماء من أين أنتجوا انتاجهم وأحاكم الفقه والأحكام المستنبطة والتفسير..؟ جزء كبير خرج من التأمل في آيات الله والتأمل في الأحداث والوقائع..!
الأمور المشكلة والمستعصيات كيف حُلّت..؟!
أبو حنيفة قالوا له هذا شخص وهذا أخوه عقدنا لهما على أختين لما صارت الدخلة بالخطأ دخل الأخ الأول على زوجة الثاني
ودخل الأخ الثاني على زوجة الأول وطئها تلك الليلة و لم يكتشفوا ذلك إلا في الصباح ، الحل يحتاج لتفكر وتدبر ،
تعال يا فلان هل أعجبتك المرأة التي دخلت بها؟ رضيت بها؟ نعم، وأنت يافلان؟ نعم، يا فلان طلق فلانة التي عقدت عليها ويا فلان طلق فلانة ثم عقد لكل منهم على الأخرى!


الجمع بين النصوص كيف حُلّت..؟!
كيف نجمع بين { لا تزر وازرة وزر أخرى} و (الميت يعذب ببكاء أهله عليه)(بما نيح عليه)..؟!!
فيفكر العلماء .. يقولون هذا خاص بالكافر مثلاً ..هذا إذا كان راضياً بالنياحة و هو يعلم بما يفعلون بالعادة و لم ينههم قبل موته..وهكذا..

من وسائل زيادة الإيمان التفكر في آيات الله في الكون.. في الآفاق .. في النفس.. { أولم يتفكروا في أنفسهم } ..
فيما خلق الله..، فهذه الميادين في التفكر مهم جداً للإنسان المسلم والتفكر رأس المال وينتج بضاعة عظيمة جداً..

فالثمرة الخاصة للتفكر العلم..

وإذا حصل العلم في القلب تغير حال القلب..
وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح ..، فالعلم تابع للفكر فالفكر هو المبدأ ينتج علماً والعلم ينتج حال في القلب من الخشية والإحساس بالتقصير في حق الله والرغبة والجد ..
ينتجها العلم فيؤدي إلى زيادة أعمال الجوارح لأن القلب يأمر الجوارح بالعمل..، فيصلح الإنسان ويعلو شأنه ويتحسن حاله من نتيجة التفكر..

محبة الله تحصل من التفكر في النعم..لأن النفس مجبولة على محبة من أحسن إليها..
وكذلك فإن التفكر وسيلة لفهم الشريعة و وسيلة للفقه في الدين
( ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).. وهكذا تحصل البصيرة بالتفكر..

التفكر في النفس ماهو..؟
يشمل أن يتفكر في خلق الله كيف خلق نفس الإنسان وجسده،
والتفكر في النفس أيضاً يشمل التفكر في عيوبها وهذا مهم جداً جداً جداً ولا يمكن عمل تقويم وتصحيح وتعديل وتحسين إلا بعد التفكر ،
وإذا كان فكره صحيحاً عرف العيوب واكتشف الأخطاء وبالتالي يمتنع عن الوقوع فيما وقع فيه سابقاً من الأخطاء ويجتهد في تحصيل ما يستر به عيوب نفسه

ومن التفكر..
التفكر في خلق الله تعالى..
فإن فيه من العجائب والغرائب الدالة على حكمة الله وقدرته وجلاله شيء يهون الناظرين والمتفكرين
والموجودات منقسمة إلى أشياء معروفة و غير معروفة..
ومجال العلم التجريبي والدنيوي أن يكتشف الأشياء غير المعروفة وهي موجودة مما خلق الله عز وجل { ويخلق مالا تعلمون}

فمالا نستطيع أن نعرفه فلا يمكن إضاعة الوقت في استكشافه وهذا من الفروق في النظرة الإسلامية والغربية في قضايا المستكشفات والمخترعات

مجال التفكر في الموجودات التي نعلمها من جهة الاستكشاف العلمي الدنيوي المقدور عليه..
وغير المقدور عليه لا يمكن ندخل
فيه، وهناك أشياء موجودة لا يمكن معرفة تفاصيلها إلا من الوحيين

( مثل معرفة الملائكة والجنة وما بعد الموت)
فالتفكر فيها يكون منطلقاً فقط من النصوص الشرعية..


أما قضايا الدنيا .. علم الأجنة .. والنجوم..
مثلاً
وكالة ناسا أطلقت مناظير و مسبارات..
أو في أعماق البحار و قيعان المحيطات..
تنظر فيها تتأمل في ملكوت الله
و خلقه..
تبقى الأشياء القطعية حتى في الأمور الدنيوية وهي ما جاء الكتاب والسنة مثل من كل شيء زوجين اثنين.. وهكذا..



والتفكر في أمور الآخرة من الأمور المهمة جداً ..
وحيث أننا ما رأينا الآخرة ولا عشنا فيها ولا عندنا الآن من ثمار الجنة شيء ولا سلاسل النار شيء
لكن عندنا من النصوص الشرعية ما يصف لنا بدقة بالغة كيف سيكون الحال يوم القيامة

وهذه الأوصاف والتفاصيل من رحمة الله حتى نجد شيء نتفكر فيه
فلذلك كلما ازداد علمك بتفاصيل مافي اليوم الآخر كلما ازدادت حركة القلب في التفكر في هذه التفاصيل
ولذلك لما سأل ابن المبارك ذاك لما رآه يتفكر قال له أين بلغت ؟

قال
الصراط.. التفكر كان يأخذ وقت طويل جداً عند العلماء والأولياء بل كانوا يقدمون التفكر على صلاة الليل..


لماذا ذكر الله أشراط الساعة ..؟

لتكون مجالاً للتفكر.. لا بد أن تشغلنا هذه القضايا دائماً و هذا من الخلل الموجود فينا أننا لا نتأمل..
المشكلة أن مجالات التفكر اليوم يا في الحرام والعشق والحب والغرام أو في الدنيا فقط..
طغت الحياة الدنيا على الناس..

فصار التفكير نادر في القضايا المهمة التي عليها مدار السعادة..

وأحد السلف كان على تنور فرن خباز فوقف ينظر في النار التي في التنور..

ثم جعلت دموعه تنهمر فبكى بكاء حاراً..فقيل له مالك؟
قال: "ذكرت النار"..
قال ابن عباس:" ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب"..

وبكى عمر يوماً فسئل عن ذلك فقال:" فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها ،
ما تكاد
شهواتها تنقضي حتى تكدرها مرارتها ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر ، إن فيها مواعظ لمن ادّكر"..


فمن رحمة الله أنه جعل لذات الدنيا مهما عظُمت فيها تنغيص وتكدير
حتى لا يستسلم العباد إليها ومع ذلك يستسلمون إليها!


وسأل عبدالله بن عتبة أم الدرداء ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء؟
قالت: "التفكر والاعتبار"..


نور الإيمان التفكر.. أفضل العمل الورع والتفكر.. تفكر ساعة خير من قيام ليلة..



عودوا قلوبكم البكاء وقلوبكم التفكر..
إني رأيت عواقب الدنيا
فتركت ما أهوى لما أخشى
فكرت في الدنيا وعالمها
فإذا جميع أمورها تفنى
وبلوت أكثر أهلها فإذا
كل امرئ في شأنه يسعى
أسمى منازلها وأرفعها
في العز أقربها من المهوى

تعفو مساويها محاسنها
لا فرق بين النعي والبشرى
وقد مررت على القبور
فما ميزت بين العبد والمولى
أتراك تدري كم رأيت
من الأحياء ثم رأيتهم موتى؟




فالإنسان عليه أن يديم التفكر ويطيله لأنه يوصل إلى مرضاة الله وانشراح الصدر وسكينة القلب
ويورث الخوف و الخشية من الله ويورث العلم والحكمة والبصيرة ويحيي القلوب
و يصير هناك اعتبار واتعاظ من سير السابقين..


هذا التفكر.. العمل القلبي العظيم..
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يتفكرون ومن الذين يعقلون ومن الذين يتدبرون..


[/frame]

كتبت : سحر هنو
-
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : بحر الجود
-
أختي أبنة الحدباء
كتبت : بحر الجود
-
أختي بنت الإسكندرية
الصفحات 1 2 

التالي

الدرس السادس / باب الإخلاص. (منقول )

السابق

{بين الرجاء والأماني} ( منقول من كتاب الداء والدواء)

كلمات ذات علاقة
منقول , التفكر , الخامس , الحرص , باب