البوسنه وتاريخها

مجتمع رجيم / تاريخ الامم والاحداث التاريخية
كتبت : زهره الاسلام
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاريخ البوسنة
في الزمن القديم كان سكان البلقان من قبائل تُدعى قبائل "إليريه"، وبحلول القرن السابع الميلادي أخذت منطقة البلقان تتعرض لغزو جديد، حيث أخذت قبائل تُدعى "سقلبية" تغزو مناطق إليريه، ومن قبائل السقالبة من يُطلق عليهم السلافيون الروس الذين اتجهوا إلى روسيا، و الأوكرانيون الذين اتجهوا إلى أوكرانيا، والبولنديون الذين اتجهوا إلى بولندا، والتشيكيون الذين اتجهوا إلى تشيكوسلوفاكيا، والسلوفيون الذين اتجهوا إلى سلوفانيا، والصرب الذين توجهوا إلى صربيا، والكروات الذين سكنوا كرواتيا، والبشناق الذين كوَّنوا البوسنة و الهرسك.

ومع قدوم القرن التاسع الميلادي تم تنصير القبائل السلافية، لتقوم بعد ذلك دولتان هم دولة الصرب الأرثوذكس في الجنوب، ودولة الكروات الكاثوليك في الشمال، وامتد الصراع بينهم إلى الآن، وظلت بلاد البشناق منطقة نزاع تتعرض لضغط من الصرب الأرثوذكس تارةً ومن الكروات الكاثوليك تارةً أخرى. ظل البشناق في صراع مع الدولتين، حتى احتدم الصراع بعد تكوين البشناق لدولتهم الأولى سنة (1137م)، و هي دولة قائمة على المذهب البوغوميلي. فزاد الضغط عليهم من البابا و من ملوك المجر، و أصبح البشناقيون يتعرضون لجرائم كبرى أودت بحياة الكثير منهم.ظل البشناق أو البوغوميليون صابرين على ما يتعرضون له من إيذاء لأكثر من مائتين وخمسين سنة، بدأ عدها نور الإسلام يشع على المنطقة، عندما بدأ الإسلام الدخول لصربيا بعد فتح العثمانيين لها.فلما شعر البوغوميليون بعدل الإسلام وقوة الدولة العثمانية آنذاك، أقبلوا يطلبون العون من حملة "تيمورلنك" ولكن أُخرت الاستجابة لطلبهم إلى عام 1463م حين دخل الإسلام بلاد البشناق، فدخل العديد من السكان والكثير من السلاف المسيحيين إلى الإسلام، وحسن إسلامهم، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف البوسنة والهرسك عن الجهاد في سبيل الله وفي سبيل الحفاظ على إسلامها، ولمدة تزيد على الخمسة قرون لم يتوقف الصراع فيها ولم تتوقف المجازر و لم يتوقف البذل والعطاء، منذ دخول أهلها في الدين الإسلامي راغبين مقبلين مؤمنين،بعد الفتح الكامل لبلادهم على يد السلطان محمد الفاتح عام1464م والتحاق 30000 منهم بالجيش الإسلامي. كما ظلت الحروب قائمة بين الدولة العثمانية وبين روسيا والدول الأوربية التي يستثيرها البابا وذلك مدة خمسة قرون، حتى أتى مؤتمر برلين سنة 1878 و هو بمثابة اللطمة للمسلمين، حيث منح المؤتمر للإمبراطورية الأسترو هنجارية - النمسا و المجر حالياً - الإدارة المؤقتة للبوسنة والهرسك، لترحل بذلك الدولة العثمانية عن البوسنة والهرسك ، وتصبح البوسنة في يد النمسا بحلول عام 1908.



قصة حرب البوسنة الأخيرة
منذ أضحت البوسنة والهرسك تحت إدارة النمسا - بنص معاهدة برلين -، والمسلمون يتعرضون للحروب المستمرة من عصابات الجوار الصليبية، وعلى الرغم من أن معاهدة برلين نصت على احترام حقوق المواطن دون تمييز، إلا أن المسلمين لم يسلموا من حرب التصفية المستمرة على أيدي العصابات الصربية و الكرواتية المدعومة من النمساويين و الهنغاريين. هذه التصفية أخذت أشكالاً مختلفة خلاف القتل و التصفية البدنية مثل: الضغوط المادية والمعنوية والحرمان من الحقوق المدنية.
ولما كان سبب اندلاع الحرب العالمية الأولى منبثقاً من الصرب الذين قتل أحدهم ولي العهد النمساوي، فقد دفع مسلمو المنطقة الثمن غالياً، إذ قتل كثير منهم وتعرضوا للإهانة ومصادرة الأراضي. وهو ما تكرر في الحرب العالمية الثانية بتوسع أكبر، إذ أصبح المسلمون متهمين من الجميع، واتهمهم الصرب بموالاة المحور؛ وبالتالي فهم يستحقون القتل، كما اتهمهم الكروات بموالاة الصرب!!.وفي أثناء الحرب العالمية، ساعدت ألمانيا النازية حليفتها كرواتيا لتضم البوسنة والهرسك إليها. ولكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً فقد شكل تيتو سنة (1943م) حكومة مؤقتة مهدت لإنشاء يوغسلافيا الاتحادية وريثة المملكة الصربية، تلك الدولة الاتحادية التي وضعت أول لبنات تأسيسها بعد الحرب العالمية الأولى ، وضمت ست جمهوريات هي:( صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، مقدونيا، الجبل الأسود، والبوسنة والهرسك)، وقد أُلحقت بيوغسلافيا سنة (1945م).قضى الشيوعيون في يوغسلافيا على الحركات الإسلامية كحركة "الشباب المسلم" سنة (1949م). وكانوا يلقون بالمسلمين أحياء في آبار طبيعية، و يضربون الأطفال الضعفاء على الصخور، و يذبحون من عاش منهم ويلقون بالجثث دون دفن.وفي دستور (1974م) اعترفت الدولة اليوغسلافية الشيوعية بالقومية الإسلامية، إلا أن الاعتراف لم يلغ العصبية الصربية الهائجة وأطماعها الممتدة إلى بناء صربيا الكبرى، لكن ما لبثت الجمهوريات اليوغسلافية الست في التفكك والانفصال بعد وفاة تيتو، وبدء انهيار الشيوعية في شرق أوربا عام (1988م). " وكانت صربيا المنتفع الوحيد من جمهورية يوغسلافيا، فالجيش النظامي صربي في معظمه، والنسبة الكبرى من كبار الموظفين والقادة كانت صربية. و بذلك فقد أعلنت سلوفينيا في (4 يوليو 1990م) تطبيق قوانينها الخاصة بدلاً من قوانين يوغسلافيا الاتحادية، وأيد التصويت الاستقلال التام في (24 ديسمبر 1990م). واعترفت ألمانيا بسلوفينيا وكرواتيا كدولتين مستقلتين؛ فحركت صربيا دباباتها إلى كرواتيا عبر أراضي البوسنة لتقاتل بها كرواتيا في (22 سبتمبر 1991م)، فتدخلت الدول الأوربية وقرر وزراء الخارجية في اجتماعهم ببروكسل إرسال قوات للبوسنة والهرسك لمنع انتشار القتال، خاصةً بعد أن أعلن برلمان سراييفو - عاصمة البوسنة - استقلال جمهورية البوسنة والهرسك عن بلغراد - عاصمة الصرب - في (15 أكتوبر 1991م)، ولم يأبه الصرب لذلك و أعلنوا في (5 يناير 1992م) قيام دولة جديدة من الصرب والجبل الأسود والمناطق الصربية في البوسنة والهرسك. عند ذلك اعترفت الدول الأوربية والمجتمع الدولي بكلٍ من كرواتيا وسلوفينيا، على أن يُترك المجال مفتوحاً أمام البوسنة والهرسك ومقدونيا لتقديم المزيد من الوثائق التي تثبت التزامها ووفائها بشروط الاعتراف باستقلالها!!، ومنها مثلاً القيام باستفتاء شعبي على الاستقلال، وبالفعل فقد أجرت الحكومة البوسنية استفتاءً أعلن فيه 99% رغبتهم في الاستقلال ليعلن بذلك "علي عزت بيجوفيتش" استقلال الجمهورية رسمياً في (4 مارس 1992م).و لما كانت صربيا تريد تشكيل يوغسلافيا جديدة تضم البوسنة والهرسك إليها، فقد تفجر الموقف في البوسنة و الهرسك في (9 مارس 1992م) عندما شن الصرب معارك في جمهورية البوسنة و الهرسك، ودخل الصرب بالمدرعات والدبابات بلدة "بوسانسكي برود". فبعثت الأمم المتحدة بقوات في (23 مارس 1992م) إلى بلغراد لحفظ السلام، وإيقاف اعتداء الصرب على كلٍ من كرواتيا والبوسنة، وبالفعل توقف الاعتداء على كرواتيا، بينما امتد على المسلمين واتسع حتى عمَّ بحلول (25 مارس 1992م) جميع مدن البوسنة والهرسك، فصار المسلمون يجاهدون وحدهم ضد الجيشين الصربي والكرواتي يدعمهم صرب البوسنة وكروات البوسنة.وقد كان تركيز الصرب - في المناطق التي احتلوها - على أئمة المساجد ورجال الدعوة؛ حيث يتم شنقهم وتعليقهم على مآذن المساجد!!، كما حاول الصرب الأرثوذكس تنصير العديد من المسلمين، ونجح الرهبان في خطف (50 ألف طفل بوسني) من المستشفيات ومراكز اللاجئين، وتم شحنهم في حافلات إلى بلغراد، ثم إلى جهة تنصيرية ألمانية.حرب صليبيةارتكب الجنود الصرب فظائع كثيرة في حق المسلمين البوسنيين، وكان كل شيء بعلم الكنيسة الأرثوذكسية وأوامرها؛ فقام الجنود بقطع إصبعين وترك ثلاثة أصابع للضحايا كرمز على التثليث، ورسم الصليب على الأجسام بالسكاكين والحديد، كما أصدرت الكنيسة فتوى تبيح اغتصاب الصرب للمسلمات؛ فتم اغتصاب آلاف الفتيات، حتى أنه من كثرتهم لم يتوصل إلى إحصائية دقيقة تعبر عن عدد المغتصبات، وتشير بعض التقديرات إلى اغتصاب حوالي (60 ألف سيدة وفتاة وطفلة) بوسنية حتى (فبراير 1993م)، والمحزن أن كل واحدة من هؤلاء تم اغتصابها عدة مرات؛ ومن الأمثلة المثيرة للشجن: اقتحم ثلاثة من الجنود الصرب منزل أسرة مسلمة تتكون من امرأة مسنة (جدة 60 عامًا) وابنتها الكبرى (أم 42 عامًا) وبناتها الخمس (19 , 15 ,12 , 9 , 6 عامًا) وقاموا - تحت التهديد - باغتصاب الجدة أمام ابنتها وأحفادها، ثم قاموا باغتصاب الأم أمام أمها وبناتها، ثم قاموا باغتصاب الفتيات الخمسة الصغيرات أمام الأم والجدة, مما نتج عنه موت اثنين من الفتيات الصغيرات بينما فقدت الجدة والأم النطق والعقل.وكانت القوات الدولية - الفرنسية والأوكرانية - تبيع طعام المساعدات المجانية للبوسنيات بالنقود، والتي لا تملك النقود، فالاغتصاب مقابل الطعام، واستغاث مسلمو البوسنة بمسلمي العالم، فأرسل "علي عزت بيجوفيتش" - رحمه الله - 100 رسالة إلى زعماء العالم وخاصة المسلمين منهم.خلفت الحرب وراءها: 150 ألف قتيل, منهم 10 آلاف في "سراييفو" وحدها ، بينهم ألفا طفل، طبقًا لما أوردته اللجنة التي شكلتها الحكومة البوسنية لجمع المعلومات وهو رقم متواضع بالنسبة لما خلفته الحرب بعد انتهاءها؛ حيث قدرت الأمم المتحدة خسائر الحرب بحوالي (200 ألف قتيل) و(200 ألف جريح ومعاق). كما تم اكتشاف العديد من المقابر الجماعية في مدينة "موستار"، وأكد الأطباء الشرعيون أن جميع الضحايا تقريباً قُتلوا نتيجة إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة وبأسلحة أتوماتيكية.كما خلفت سنون الحرب وراءها تدمير60% من المنازل والمساكن , 33% من المستشفيات ,50% من المدارس، و85% من البنية التحتية, ومساحة300 كم مزروعة بالألغام بشكل مؤكد، طبقًا لتقدير مركز مكافحة الألغام التابع للأمم المتحدة في البوسنةunmac، هذا كله عن الأمراض العصبية والنفسية التي أصابت نصف الناجين من سكان البوسنة تقريباً.وبدأت الدول الأوروبية التي نزح إليها اللاجئون تشكو من وجودهم، وأسرعت بنقلهم جبريًا إلى البوسنة ليجدوا أنفسهم دون مأوى؛ بعدما استولي الصرب علي منازلهم, مما أدي لوجود 60 منطقة في البوسنة لم تشهد حتى الآن عودة اللاجئين المسلمين إليها".

المجتمع الدولي وعلاقته بالمشكلة
اتهم بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة - زمن الحرب - بالانحياز إلى الصرب الأرثوذكسي ضد المسلمين, كما تم إدانة الجنرال ماكنزي قائد القوات الدولية في البوسنة بالتعاون الوثيق مع القوات الصربية لقاء رشاوى مالية، ومشاركته في اغتصاب الفتيات المسلمات الأسيرات لدى الصرب!!, واتهم الجنرال فيليب موريو - الذي خلف الجنرال ما كنزي - بالتستر على المذابح الجماعية وعمليات التطهير العرقي، بالإضافة إلى دوره في إعاقة خطط التدخل الإنساني لتوصيل المواد الإغاثية بالقوة إلى المناطق المسلمة المحاصرة, واستخدمت المفوضية العليا للاجئين سلاح الطعام وسيلة للضغط على المسلمين أثناء فترات المفاوضات؛ التي شهدت أقل نسبة لتوزيع المساعدات الغذائية, وألزمت المفوضية المسلمين المفرج عنهم من معسكرات الاعتقال الصربي بمغادرة البوسنة إلى أي جهة غربية, كما شاركت القوات الدولية في عمليات تهريب السلع والسيارات, وتورطت في جرائم أخلاقية.

وكشفت إحدى الدراسات عن أنّ قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - خاصة القوات الهولندية - تتحمل مسئولية مجازر "سربينيتسا" التي شهدتها البوسنة والهرسك عام (1995م)، وراح ضحيتها حوالي (8 آلاف مسلم بوسني) على أيدي القوات الصربية.

وقالت الدراسة التي أجراها المعهد الهولندي للتوثيق الحربي بناء على تكليف من الحكومة الهولندية: "إن تلك المجزرة المروعة وقعت في (11 يوليو 1995م) رغم وجود قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في المنطقة التي كانت مسرحًا للمجازر".
واتهمت الدراسة الجنود الهولنديين الذين كانوا متمركزين في "سربينيتسا" بأنهم تركوا المدنيين المسلمين العزل فريسة سائغة للقوات الصربية التي ارتكبت في صفوفهم أفظع مجازر جماعية تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وأدانت الدراسة الحكومة الهولندية؛ لإرسالها جنودًا غير مؤهلين بالقدر الكافي لتولي مهماتهم في إطار مهمة قوات الأمم المتحدة في المناطق التي كانت مشمولة بالحماية الدولية آنذاك. وأكدت الدراسة أنّ الأمم المتحدة لم تقم بتأمين الدعم الضروري لجنود القوات الدولية العاملين في البوسنة والهرسك، مشيرة إلى أن المنظمة الدولية قد قللت من جدية المخاطر القائمة بالفعل، وهو ما أسفر عن وقوع أعداد مذهلة من الضحايا المسلمين المدنيين على أيدي القوات الصربية!!.
وأكدت الدراسة أنّ ما وقع في "سربينيتسا" من مجازر لم يكن بمثابة ممارسات عفوية، وإنما تم بناء على تخطيط مسبق؛ الأمر الذي أدى إلى تحقيق نتائج تمثلت في مقتل سبعة آلاف وخمسمائة مسلم، وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة.
قدمت الحكومة الهولندية استقالتها الثلاثاء (16 أبريل 2002م)؛ بسبب مسئوليتها عن الفشل في تجنب وقوع مذابح ضد المسلمين في "سيربرنتسا" بالبوسنة والهرسك عام (1995م).
والمحصلة النهائية للحرب هي استيلاء الصرب والكروات على ديار المسلمين في البوسنة, وقطع علاقات البوسنة بالدول الإسلامية - خاصة إيران - كشرط أمريكي لمساعدة البوسنة في الحصول علي أسلحة وتدريبات عسكرية، كما صممت الولايات المتحدة علي طرد جميع المجاهدين من البوسنة واصفة إياهم بالإرهابيين.
ونص اتفاق "دايتون" في شقه العسكري علي وجود قوة متعددة الجنسيات - "الإيفور ifor" - للعمل علي تنفيذ الاتفاق؛ مهمتها: الفصل بين الفصائل المتشابكة في البوسنة , والإشراف علي إذعان الأطراف المعنية بتنفيذ الاتفاق، وتعقب مجرمي الحرب .
وانتهت مدة هذه القوات في (ديسمبر 1996م)، وتجددت مدتها تحت اسم "سفورsfor"، والتي تكونت من 31000 جندي منهم 8500 جندي أمريكي، ثم انسحبت من البوسنة في (2 ديسمبر 2004م).
كما دعت فرنسا لتشكيل قوة تابعة للأمم المتحدة لحماية المنطقة التي يسكنها المسلمون، من الهجمات الصربية، وقدمت (3500) جندي فرنسي في قوة حفظ السلام في البوسنة. أما روسيا فقد كانت ومازالت ذات موقف داعم للصرب؛ مما يسبب الكثير من الأزمات إذ يصعب على المسلمين أن ينتزعوا قراراً من الأمم المتحدة يوجه عقوبات دولية للصرب، لتعويض المسلمين عما لحقهم من آذى. كما كانت ألمانيا ذات موقف داعم لكرواتيا ولكن يبدو أن العلاقات بينهما قد اهتزت فأصبحت ألمانيا تقوم بتوجيه الدعوة للمجتمع الدولي لفرض عقوبات على كرواتيا.


العالم الإسلامي وعلاقته بالمشكلة
إن جرائم الصرب إزاء المسلمين لم تكن لتحدث إلا لضعف الأمة الإسلامية وليس من قوة الصرب, وهكذا فإن سبب الحرب على البوسنة في الأساس هو هوان المسلمين علي العالم.

وللأسـف المسلمون في سبات عميق؛ فلم يستغلوا موقف فرنسا المساند لمسلمي البوسنة، ولم يستغلوا موقف ألمانيا إزاء الكروات، وانقسموا على أنفسهم بين مؤيد للمساندة الدبلوماسية كالسعودية التي قامت بجمع الكثير من التبرعات من أجل البوسنة, وفريق ثوري يؤيد الجهاد ومثلته إيران التي دفعت 50 مليون دولار لمساعدة المجاهدين، وإعمار البوسنة، وتركيا.

ثم تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، وجعلت مساعدة الدول الإسلامية للبوسنة شيء صعب؛ ومن ثم تُركت البوسنة الآن تحت راية منظمة حلف الأطلسي الذي خطط لطريقة إدارة البلاد كما جاء في اتفاقية دايتون، التي تحوم حولها الشبهات؛ فوقعت الاتفاقية سنة (1995م) أي بعد أربع سنوات من الحرب؛ حينما بدأ المسلمون تحقيق بعض الانتصارات وكانوا علي وشك تحرير المجمعات الاقتصادية الاستراتيجية, ولكنهم توقفوا في (12 أكتوبر 1995م) - بعدما حرروا ساكيموست - خوفاً من التعرض لقصف جوى من الناتو. وهنا وعندما تأكد الجميع أن في وسع المجاهدين تحرير أرضهم بدأ الترتيب للاتفاقيات والمباحثات التي تعلن أن هدفها حقن الدماء والحفاظ علي وحدة البوسنة والهرسك، لكنها في الحقيقة تريد تقديم المسلمين لقمة سائغة للصليبيين؛ فنصت الاتفاقية على أن يعطى صرب البوسنة (49 %) من الأراضي التي تتكون من 42 بلدة ومدينة أغلبها في أماكن ومراكز صناعية, أما المسلمون والكروات فقد أصبحوا فيدرالية مسلمة كرواتية لها 51 % من أراضي البوسنة؛ وبالتالي ذهب 49% من الأراضي إلى يد 31 % من السكان وذهب 17% منها إلى الكروات، ولم يتبق للمسلمين سوى 34% فقط من الأرض رغم كونهم يشكلون 52% من السكان وهو ما لا يقبله عقل أو منطق .

نجحت الاتفاقية في تفتيت البوسنة والهرسك كما كانت تهدف الحرب ولم تحافظ علي وحدة البوسنة والهرسك كما كان معلنًا، بل استمر صراع القوميات ولكن بدموية أقل, فما زال صرب البوسنة يأملون في الانفصال والانضمام لحلم صربيا الكبرى. وفي استطلاع دولي أجرته شبكةcnn الأمريكية في (سبتمبر 1996م) وجد أن نسبة التأييد لاستمرار وحدة البلاد تبلغ بين الصرب 4% فقط، بينما بلغت النسبة بين المسلمين 97% وبلغت بين الكروات 31% . كما أن الكروات غير مستعدين للتعايش في دولة واحدة مع الطرفين المسلمين والصرب, حيث إنه على أرض الواقع لم يكن هناك اتحاد فيدرالي مسلم كرواتي، وإنما اتحاد يتكون من كيانين : كروات يستخدمون الكونا الكرواتية عملة لهم، والمسلمون يستخدمون عملة خاصة بهم.

ولم تعد العائلات الكرواتية إلى ديارها في شطر المسلمين، ولكن باعها الصرب, كما لم تسجل أي عودة للمسلمين إلى ديارهم في الشقين الكرواتي والصربي؛ خوفًا من ملاقاة مصير أسلافهم، كما أجبر المسلمون علي حذف الكلمات والتعابير الخاصة بالحديث عن العدوان الصربي في المناهج الدراسية.


من قصه الاسلام
كتبت : بحر الجود
-
كتبت : طيور النورس
-
كتبت : زهره الاسلام
-
[align=center]بارك الله فيكم اخواتى
مشكورات على المرور
[/align]
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : العفة تاجي
-
[align=center]الله يعطيكِ العافية على هذا الموضوع الراااااائع
والمميز المفيد
والممتع
وجعل كل ما قدمتِ في موازين حسناتكِ
ودمتِ بخير
[/align]
الصفحات 1 2 

التالي

دور المسجد في بناء الحضارة

السابق

مسجد مقديشو - الصومال

كلمات ذات علاقة
البوسنه , وتاريخها