حكاية الأنفلونزا مع البشرية منذ 412 عاماً قبل الميلاد

مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت : سحر هنو
-
بسم الله الرحمن الرحيم

وبة نستعين

وصلى اللهم على سينا محمد وعلى آلة وصحبة وسلم

--------------------------------------

حكاية الأنفلونزا مع البشرية منذ 412 عاماً قبل الميلاد

------------------------------------------

الأنفلونزا البشرية bf0e64f9-f340-4f2a-a





إيماناً منا بأن المرض عامل حاسم في كتابة التاريخ لم يحسب أهل التاريخ له حساباً فكانت هذه الدراسة في سفر تاريخ الانفلونزا منذ 412 عاماً قبل الميلاد وحتى أيام الهلع والخوف التي نعيشها اليوم بسبب وباء انفلونزا «H1 N1» بآثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية التي نعانيها هذه الأيام.

الأنفلونزا البشرية Untitled-2_smaller.j
تم اكتشاف فيروس الأنفلونزا العام 1931


مروراً بالمنعطفات التاريخية لمرض الانفلونزا الذي سجل وصفا دقيقا مدونا للمرض عام 1580 مع وباء اكتسح أوروبا وافريقيا وخلف وراءه 8000 وفاة في روما وحدها.
ثم استمر المرض يضرب مدنا متفرقة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى أن أتى عام 1830 بكارثة وبائية أصابت وقتها ربع سكان المعمورة.


الأنفلونزا البشرية 5bc12f50-f2e9-4469-a
صور من وباء 1918 الذي قضى على 25-40 مليون شخص


ولا يزال وباء عام 1918 هو الأعنف دون منازع إذ أودى بحياة 40 مليون شخص من شرق الأرض إلى غربها حتى تعادل في حجم كارثة الوفيات مع الطاعون الأسود الذي كان أعظم مأساة عرفها الطب في تاريخه.
واجتاحت العالم الانفلونزا الآسيوية في العام 1957 بوباء انفلونزا «H2 N2» الذي كان شديدا وراح ضحيته مليوني شخص والذي سمي بالانفلونزا الآسيوية.
وفي العام 1968 هاجمنا وباء انفلونزا «H3 N2» الذي أطلق عليه انفلونزا هونغ كونغ ووصل ضحاياه إلى مليون شخص.
ثم في عام 1977 عانت البشرية مع وباء انفلونزا «H1 N1» وكان طفيفا.
وما بين 412 عاما قبل الميلاد واليوم في القرن الحادي والعشرين فرق كبير كالفرق بين السماء والأرض في وسائل التشخيص وعلاج الأمراض وتحضير أمصال مضادة للميكروبات ومعرفة أدق تفاصيل مكونات الفيروسات وخصائصها الذي مكن العلماء في أشهر قليلة من تصنيع لقاح للوقاية من خطر انفلونزا «H1 N1» الذي يهاجمنا هذه الأيام.
والاحصاءات تقول إن نسبة الوفيات من انفلونزا «H1 N1» تعادل ما تسببه الانفلونزا الموسمية، ونستطيع أن نقول الام الخوف بينكما الاما وهذه الضجة الكبرى علاما.


الانفلونزا «Influenza» مرض يصيب الجهاز التنفسي للإنسان والحيوان والطيور وفيروس الانفلونزا شديد العدوى وسريع الانتشار وقد يأخذ منحى الوباء العالمي كما يحدث في وقتنا الحاضر.
وقد حدث خلال فترات غير منتظمة تتراوح ما بين 40-50 عاماً.
وقصة الانفلونزا مع الإنسان تبدأ منذ 412 عاماً قبل الميلاد وحتى يومنا هذا.
أصل كلمة انفلونزا وتاريخها
دخل لفظ «انفلونزا إلى قاموس الانكليزية عام 1743 واعتمد رسمياً كلفظ انكليزي في أعقاب وباء اجتاح أوروبا آنذاك.
وتعود اللفظة في أصلها إلى اللغة الايطالية القديمة اشتقاقاً من الكلمة «Influence» والتي تعني «يؤثر» إذ كانت الخرافة تقول إن المرض هو تأثير الأفلاك والنجوم».
ووصف أبوقراط أعراض الانفلونزا في عام 412 قبل الميلاد التي اجتاحت العالم في فصل الشتاء واتسمت بالسعال وسرعة العدوى ولم تكن دقة الوصف آنذاك لتفرق إذا كانت الأعراض تخص حمى التيفوئيد أو الدفتريا أو حمى الدبح.
إلا ان أول وصف دقيق مدون للمرض كان عام 1580 مع وباء اكتسح أوروبا وافريقيا وخلف وراءه 8000 وفاة في روما وحدها ومحا مدناً بكاملها من خارطة اسبانيا.
ثم استمر المرض يضرب مدنا متفرقة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى أن أتى عام 1830م بكارثة وبائية أصابت وقتها ربع سكان المعمورة.
ولايزال وباء عام 1918 هو الأعنف دون منازع إذ أودى بحياة 40 مليون شخص من شرق الأرض إلى غربها حتى لقد تساوى والطاعون الاسود في حجم الوفيات الناجمة فيما وصف حينها بأنه «أعظم مأساة عرفها الطب في تاريخه».
وفي عام 1931 تم اكتشاف عائلة فيروسات «أورثوميكسو فيرايدي - Orthomyxoviridae» التي ينتمي إليها فيروس الانفلونزا للمرة الأولى بعد عزلها من الخنزير.
وفي عام 1932 تم عزل الفيروس من الإنسان بواسطة باحثون بريطانيون.
أول لقاح للأنفلونزا
بعد عزل الفيروس من الخنزير والإنسان تم اكتشاف طبيعة الفيروس ومكوناتها «اللاخلوية» في عام 1935 وسهل ذلك معرفة خصائص الفيروس.
وبدأت التجارب والأبحاث لايجاد تحصين ضد فيروس وظهرت للمرة الاولى في تكساس بأميركا في شهر مارس 1918 وانتشرت في زمن قصير (أسبوع واحد) الى جميع الولايات الاميركية فكان من تظهر عليه الاعراض في الصباح يموت في المساء.
وقد بلغ المرض من الشدة ان ينضح الدم من الاغشية المخاطية في الانف والمعدة والامعاء بل انه حتى الاذن نزفت دما.
وبحلول شهر ابريل وصل المرض الى اوروبا والصين واليابان وافريقيا وآسيا واميركا الجنوبية.
وفي اواخر شهر اغسطس ظهرت الموجة الرئيسية للمرض والتي كانت اكثر خطورة وأشد فتكا وقتلت 40 مليون شخص خلال 18 شهرا.
وفي العام 1944 فقد اكتشفت العالم «توماس فرانسيس» ان الفيروس يفقد خواصه المرضية المعدية اذا وضع في مزرعة فيروسات تتكون من بيض الدجاج المخصب وبعد ذلك تم انتاج اول لقاح بواسطة علماء اميركا من جامعة ميتشغن بالتعاون مع علماء في الجيش الاميركي الذي كون خبرة بهذا المرض اثناء الحرب العالمية الاولى والثانية اذ قتل الفيروس مئات الآلاف من الجنود اثناء الحرب.
مجموعات وأنواع فيروس الأنفلونزا
فيروس الانفلونزا ينتمي الى عائلة أورثوميكسوفيرايدي orthomyxoviridae التي تصيب الثدييات والطيور والبشر.
وينقسم فيروس الانفلونزا الى ثلاثة انواع او ثلاث فئات او ثلاث مجموعات وهيB وC وA.
المجموعة «A» أو الفئة «A» او النوع «A» يصيب البشر والطيور والخنازير والخيول والحيتان وحيوان المنك.
والمجموعتان او النوعان «C وB» يصيبان البشر فقط.
فيروس «A» الذي يصيب الحيوانات الثديية والمائية هو الاشد فتكا بالانسان من بين الانواع الاخرى من فيروسات الانفلونزا وعند انتقاله بين البشر يسبب الاوبئة.
والفيروس دائم التغير والتحور وتحدث طفرات منه كل عدة سنوات.
وهذا التغير المستمر يمكن الفيروس من تجنب جهاز المناعة البشري وبالتالي نتعرض للاصابة بالانفلونزا على مدى الحياة.
وهذا يحدث عند الاصابة بفيروس الانفلونزا يقوم جهاز المناعة بإنتاج اجسام مضادة نوعية للفيروس الحالي وتتغير خصائص الفيروس عند حدوث الطفرات لا تستطيع الاجسام المضادة القديمة الموجودة في جسد الانسان التعرف على الفيروس الجديد وبالتالي تتم الاصابة الجديدة.
بالطبع الاجسام المضادة القديمة لا تزال لها قدرة على توفير مناعة جزئية ضد الفيروس وذلك حسب نوعية التغيير الذي يتم على الفيروس.
وفيروس «B» الذي يصيب الانسان فقط هو اقل انتشارا من الفيروس «A» وتحدث به طفرات اقل وبسبب البطء في حدوث الطفرات والتغييرات في خصائص الفيروس فإن الانسان يكتسب عادة مناعة ضد الفيروس في مرحلة مبكرة من العمر.
ونتيجة لهذا فإن احتمال انتشار وباء عالمي بسبب الفيروس «B» تكون شبه معدومة.
فيروس المجموعة «C» هو الاقل انتشارا مقارنة بالانواع الاخرى ويسبب اعراضا طفيفة عادة في الاطفال ولا يسبب انتشارا وبائيا.

الأنفلونزا البشرية 7802715e-3fd9-40ee-9
إسعاف مريض من وباء الأنفلونزا في القرن الماضي

تركيب فيروس
الأنفلونزا
كما اوضحنا تنقسم الانفلونزا الى ثلاثة انواع او مجموعات «A» - «B» - «C» وفقا لنوع الفيروس المسبب لها.
وجميع الفيروسات حاملة للمادة الوراثية «RNA» وهو ما يعرف بالحمض النووي الريبوزي التي تحتوي على ثمانية جينات ويحيط بها غشاء داخلي من البروتين.
كما يحميها من الخارج غلاف يحوي نوعين من الجزئيات البروتينية السطحية وهما:
• جزيء الهيماغلوتينين «Haemagglutinin» ويرمز له بالبروتين «H» والذي يلعب دورا اساسيا في قدرة الفيروس على اصابة خلايا الجهاز التنفسي باندماجه مع مستقبلات موجودة حول الخلية ويتكاثر بداخلها.
• جزيء نيورامينداز «Newraminidase» يرمز له بالبروتين «N» ودوره يتمثل في خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي لتنتشر في انحاء الجسم.
ويوجد من الجزيء «15H» نوعا ويوجد من الجزيء «N9» وأنواع.
وهناك ثلاثة انواع فقط من الخمسة عشر نوعا من الجزيء «H» خاصة بالانسان (H1 - H2 - H3) ونوعان من الجزيء «N» من التسعة جزيئات «N» وهما (N1 - N2).


والنوع الانفلونزا «A» اهم انواع الانفلونزا لأنه لا يصيب الانسان فقط بل قد يصيب معه انواعا من الحيوانات كالطيور والخنازير والخيول وكلاب البحر والحيتان.
طفرات فيروس
الأنفلونزا
يتميز فيروس الانفلونزا بحدوث طفرات وراثية فيه وقد تكون طفرات خفيفة ويطلق عليها «Amtigenic Disc» وهو نوع من التغيرات الوراثية البسيطة اما في الجزيء «H» او الجزيء «N».
وهناك طفرات كبيرة اخرى تحدث في فيروس الانفلونزا ويطلق عليها «Antigelic Shift» ما ينتج عنه فيروس جديد ذو صفات وراثية جديدة ولهذا ترجع خطورة فيروس الانفلونزا وكونه مخادعا قادرا على تغيير جيناته الوراثية كل عام ما يستحيل معه اعطاء لقاح او مصل يدوم تأثيره لأكثر من هذه الفترة.
كما ان الفيروس يستطيع تغيير كل جيناته الوراثية خلال اربع سنوات ما يستحيل على جسم الانسان وأجهزته المناعية التعرف عليه ومقاومته.

الأنفلونزا البشرية 6922b4a0-7eac-4b3e-9
أبوقراط (أبوالطب) وصف حالات التهاب الصدر والسعال 412 ق.م

كفانا الله واياكم شر المرض

كتبت : دفاعمري
-
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : فوفو 2002
-
[align=center] شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . [/align]
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : مشموشة العراق
-
كتبت : سحر هنو
-

التالي
السابق