تمشي على استحياء
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
وفي حديث أنس رضي الله عنه : وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء .
رواه البخاري ومسلم .
وكان الحياء خُلُقًا تتوارثه الأجيال ، وتَفْخَر به الأمم ..
ففي خَبَر موسى عليه الصلاة والسلام حين وُورِده ماء مَدين
أنه جاءته إحدى المرأتين تمشي على استحياء ..
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) ..
قال عُمر رضي الله عنه : قد سَتَرَتْ وَجْهها بِكُمِّ دِرْعها .
وكان دليل هذا الحياء أنها لم تَنسب أمْر الدعوة والجزاء لِنفسها بل نسبته إلى أبيها ، فـ
(قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) ..
قال ابن كثير :
وهذا تأدُّب في العبارة ، لم تَطلبه طَلبا مُطلقا ، لئلا يُوهِم رِيبة ،
بل قالت : إن أبي يدعوك لِيجزيك أجْر مَا سقيت لنا ،
يعني : لِـيُثِيبك ويُكَافئك على سَقيك لِغَنَمِنَا .
اهـ .
وما كان مِن موسى عليه الصلاة والسلام إلاّ أن قابَل الحياء بِحياء ..
كيف لا ، وهو الْحَيِيّ ؟
قال سلمة بن دينار رحمه الله :
لَمَّا سَمِع ذلك موسى أراد أن لا يَذهب ، ولكن كان جائعا فلم يَجِد بُدًّا مِن الذهاب ، فَمَشَت المرأة ومَشى موسى خلفها ، فكانت الريح تَضرب ثوبها فَتَصِف رِدْفها ، فَكَرِه مُوسى أن يرى ذلك منها ، فقال لها : امْشِي خَلفي ودُلّيني على الطريق إن أخطأت ؛ ففعلت ذلك .
وكان الحياء مِن أخلاق العَرب في الجاهلية .. مِمَّا لَم يَنْدَرِس مِن الأخلاق ..