عودة الغائب

مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت : ♥♥♥..تـرتيـل ..♥♥♥
-
عودة الغائب



3358482563.jpg




align="right">منذ صغرها ،إعتادت هواية عجيبة الشكل ، وهي : أن تنظر إلى الثقوب في حائط وتعيد رسم الثقب في مخيلتها فتارة تجده فأرا ، أو طائرا ، وتارة أخري تجده وردة أو غير ذلك من الأشكال .... ، كذلك الحال مع شكل السحاب وتكوينه ، حتى أصبحت الهواية تتملك منها لدرجة أنها تقف بالمطبخ إلى جانب والدتها وهى تقوم بتحمير لقمة القاضي فتطلب من والدتها أن تضعها بشكل عشوائي بالزيت لتخرج بأشكال متعددة تمارس هوايتها فيها، وكان يتوقف شكل الأشياء حسب حالتها النفسية.
فكانت الأم كلما شعرت بضيق ابنتها ترسم لها رسما عشوائيا وتطلب منها أن توضح لها كيف التقطته عيناها، ومن خلال الصورة المتكونة لديها تعلم حالتها النفسية .

ولأن الأب توفي منذ كانت هند ( الابنة ) صغيرة جدا ، فكانت الأم كثيرة القلق عليها ،فارتأت أن تأخذها إلى طبيب نفسي في البداية ظناَ منها أنها تعاني خللا نفسيا نتيجة فقدان الأب الذي كانت تتعلق به بصورة كبيرة ، فأكد لها أنها لا تعاني إلا من ذكاء حاد كما يتوقع ، وطلب قياسه بعدة طرق ، وبعد عدد من الجلسات أكد لها توقعه وقدرة المخ على برمجة أشياء وربطها بسرعة تفوق الكمبيوتر ، تفوقت في دراستها في الجانبين الأدبي والعلمي وهذه كانت ميزة لها بين أقرانها فيتحدث عنها معلم التاريخ كما يتحدث عنها معلم الرياضيات.

قابلت الأم هذه الميزة بالخوف الشديد وتعاملت مع ذكائها بطريقة عكسية ، فكانت تخشى عليها من الحسد بطريقة ملفتة أزعجت الكثير منها فطالبتها بالتظاهر بعدم الفهم في كثير من الأمور ، وعندما وجدت أن فهمها لبعض الأمور الحياتية وتعاملاتها الإنسانية أدى إلى تعرية الآخرين من كذبهم من خلالها بطريقة صارخة تسبب لهم الحرج أحيانا ، فلا تقبل مثلا ان يكذب أحد كذبة أمامها فتكشفه بعفوية شديدة وبسرعة كبيرة فاتجهت معها اتجاها آخر.

قامت بتربيتها على أساس آخر هو : ان التعامل من خلال القلب والعاطفة هو خير دليل للمسلم ، و كانت تمزح معها دائما بأغنية ليلى مراد ( أنا قلبي دليلي ) ، فليست كل الأمور كما ترى الأم بل ليس معظمها يحسمه العقل ، وكانت هند ( الابنة ) ، رغم قدراتها المتميزة إلا أنها تؤمن بكلام الأم بصورة كبيرة وقد يكون سبب ذلك ، مرده إلى ما عرفت به الأم من صفات مميزة فهي : سياسية ، و طيبة ، ولسانها ناعم ولا يخطئ ، لدرجة أنها ينصاع لها كل من يتعامل معها ، ويقتنع بآرائها رغم شهادتها المتوسطة.

كبرت الابنة وهي في محاولة لإلغاء قدراتها التي منحها الله إياها لاعتبارات الأم التي كانت ترى أنها الأصح في تعاملاتها الإنسانية ومن هنا جلبت لها مشكلات لا حصر لها و صدمات متتالية فيمن تتعرف عليهن من صديقاتها ، حسمت كل علاقة إنسانية بريئة بالقلب بالفشل الذر يع وذلك لطيبتها الزائدة عن الحد ، وثقتها العمياء فيهن .

ذات ليلة صرخت صرخة مدوية تصدع في أركان غرفتها ، وكأنها تنادي غائبا أو ميتا ، اقتربنا منها ، فسمعنا كلمات متقطعة استطعنا تجميعها ، سمعناها تقول ( أما آن الأوان لأن تعود ، أما آن الأوان ) ، وإذا بنا في محاولة لمعرفة الغائب فوجدناه عقلها الذي غيبته الأم عمدا ظنا منها أن القلب وحده ينجى المسلم .

أفاقت وهى تتصبب عرقا ، وتقبض على يديها وتبتسم ، وكأنها تحتضن غائب عاد إليها بعد زمن.
00000245.gif
كتبت : ஜروح الـمـلاكஜ
-
روووووووووووووووووعة
يسلموووووووووووووووو
يعطييييييك العااااااافية ^_^
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : طيور النورس
-
سلمت الانامل غاليتي اختيار رآئع
كتبت : ♥♥♥..تـرتيـل ..♥♥♥
-
شاكرة مروركم الطيب مشرفاتي طيور النورس ورورح ملاك ويسلموووووووو

التالي

بيتى ارابياتا

السابق

مجموعة منوعة من الدهانات لعيونكم الحلوة

كلمات ذات علاقة
العانة , عودة