تاريخ مكة المكرمة

مجتمع رجيم / قسم التاريخ الاسلامى
كتبت : || (أفنان) l|
-





























بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


00004154.gif

تاريخ مكة المكرمة


f068d0d87a0bbbf0eb10


00003251.gif


أولا : الجانب التاريخي:

أ- مصدر أسم مكة المكرمة :


مكة المكرمة مدينة قديمة و لها جذور عميقة في التاريخ و لقد تعدد أسمها حسب الفترات الزمنية ،و لعل أسمها مشتق من كلمة ( بك ) السامية التي تعني الوادي(فروج:109)

فقد ورد اسم مكة بلفظ بكة في قوله تعالي في سورة آل عمران
( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) ".

ولعل أول إشارة وردت في الكتابات القديمة عن مكة المكرمة

ما ذكره بطليموس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي فقد ذكر اسم مدينة (مكربة) وقد ذهب الباحثون أن هذه المدينة
ما هي الإ مكة المكرمة

(عوض الله ،1398:35).

و قد أورد ياقوت الحموي في معجمه روايات عديدة
عن
(الحموي، دت:182)

تسمية مكة المكرمة منهاأنها سميت مكة من :

*مك القدي أي مصه لقلة مائها.

*إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضريع أمه فلا يبقي شيئا.

*لأنها تمك من ظلم أي تقصمه و ينشد قول بعضهم:
يا مكة الفجر مكي مكا و لا تمكي مدجحا و عكا.


ب-السكن في مكة المكرمة:

تاريخ مكة المكرمة عبر العصور حتى فجر الإسلام:


**عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام:

من المرجح أن بدء السكنى بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام و هذا يعني القرن التاسع عشر قبل الميلاد.


قال تعالي
(في سورة إبراهيم، آية 37)

"ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)

و قد استجاب الله عزوجل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان الماء.

(الشريفي،،1969م:10)


**مكة في عهد خزاعة:

في أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي الخزاعي و الذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية.

(السباعي،دت:23)


**مكة المكرمة في عهد قريش:

انتقل أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب ابن الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة، حيث حكم يعمر بن عوف بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة المكرمة

(الفاسي،،دت:143).

ولعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و لذي سمي بعام الفيل
و هي السنة التي ولد فيها سيدنا محمد
صلى الله عليه و سلم .

( زيادة:دت:123)


**مكة المكرمة في عهد النبوة:

لاشك أن ظهور الرسول صلى اله عليه و سلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم و حث عليه و يكفي أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم
و هي سورة إقراء

،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم
كثير من الأمور الاجتماعية
فمثلاً ألغي وأد البنات وحدد تعدد الزوجات
و نظم شئون الزواج و الطلاق و قضى على القبلية

(السباعي،دت:62).


و قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ،
و بن عباس ،و أبي ذر الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين

يترددون إليها بعد الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من علومهم .

(المرجع السابق)


**مكة المكرمة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:

أصبح المسجد الحرام مزدحما بحلقات رجال الحديث والقراء
و أصحاب الفتوى،

و في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول توسعة للمسجد الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم
وكان ذلك عام17 هـ ،

ثم قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و كسا الكعبة بالقباطي.

(السباعي،دت:84)


**مكة المكرمة في العهد الأموي:

بدأت الخلافة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41هـ، و قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية

و في سنة 91هـ قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام و توسعته و تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من الرخام.

(السباعي،دت،130)


**مكة المكرمة في العصر العباسي:

أهتم العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام و أهتم بجمال المسجد حيث زين أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ،

وفي سنة160هـ أشتري زاد المهدي في مساحة الحرم
وجعل دار القواير

(و هي دار بنيت بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء و المروة)

ومن أبرز الإصلاحات في العهد العباسي توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات الدرس و العلم و العلماء.
و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل.

(السباعي،دت:ج1،158)


**في عام 317هـ تمكن القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الحج ،و أخذوا معهم الحجر الأسود ،
ثم أعادوه عام330هـ.


**ثم حكم الخشيديون مكة المكرمة بين عام 331 إلى 357.

**في عام 358 طرد جعفر بن محمد بن الحسين،
وكون بذلك حكومة الطبقة الأولى

من الأشراف.
و يسمون بالموسويين ، نسبة إلى موسي الجوني.


**الطبقة الثانية :

وهم السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
وهم الذين أجلو جميع الموسويين..

الطبقة الثالثة: الهواشم

حصل الهواشم على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا السليمانيون الذين استمر حكمهم لمدة عامين فقط وذلك بمساعدة

"علي بن محمد الصليحي "
حاكم اليمن، وستمر حكمهم إلى سنة 597هـ.

(السباعي،دت:202)


الطبقة الرابعة "بنو قتادة":

كان بني قتادة يسكنون البادية فلما كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فاحتلها ، ثم تطلع إلى أمارة مكة المكرمة فسار إليها بجيش كبير فستولى عليها وأجلى منها بنوا هاشم سنة 597هـ

وظلت هذه الطبقة في الحكم نحو سبعة قرون ونصف
إلى أن أجلاهم السعوديون عنها.

(المرجع السابق)



**الحكم السعودي :

في 17/3/1343هـ دخل الملك عبد العزيز يرحمه الله
إلى مكة المكرمة وهو محرم ، وخطب في الناس الذين كانوا تجمعوا لاستقباله

( أمين أسعدج/166:2)

و منذ ذلك الوقت و مكة المكرمة تعيش نهضة تعليمية و صحية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية لم يسبق لها مثيل .


تعمير المسجد الحرام عبر التاريخ وزارة الاعلام نشرة اعلامية،1411هـ


قال الله تعالى

( أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك و هدى للعالمين)

سورة آل عمران آية رقم 96


و لقد الله سبحانه و تعالى المسجد الحرام بهذا الاسم خمس عشرة مرة و ذكره بأسماء عديدة كلها تضح الناس ما ينبغي عليهم تجاه المسجد الحرام من احترام و إكبار لمكانته و فضله و شرفه.

و كان نبي الله إبراهيم و ولده إسماعيل عليهما السلام أو من نزل بمكة المكرمة و قد رفعا عليهما السلام بأمر من الله عزوجل قواعد البيت الحرام.

و قد ظل البيت الحرام تحيط به البيوت من جميع الاتجاهات من عهد إلى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم

و خليفته سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم بدأت الزيادات



و قد تم ذلك على النحو التالي:


1-زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه و تمت سنة سبعة عشرة للهجرة النبوية المباركة.

2-زيادة عثمان بن عفان ذى النورين رضى الله عنه حيث جعل فيها رواقا مسقوفاً و كان ذلك سنة ست وعشرين للهجرة النبوية المباركة.

3-زيادة عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما التي تمت سنة 66 للهجرة.

4-زيادة الوليد بن عبد الملك عام (91) للهجرة ، حيث أضاف مساحات أخري إلى الحرم و جدد بناءه و أقام فيه أعمد من الرخام فكان أول من جعل في البيت أعمدة.

5-زيادة أبي جعفر المنصور عام (139هـ) التي أضيفت فيها مساحات أخري للمسجد ، و بعض الأروقة .

6-زيادة الخليفة العباسي المهدي سنة(160هـ) حيث زاد
في المسجد الحرام من الجهتين الشمالية و الشرقية
وفي عام (164هـ )
أمر المهدي بتوسعة الحرم من الجهة الجنوبية .

7-في عام (284هـ)زاد الخليفة العباسي المعتضد بالله في مساحة المسجد و أضاف باب جديد يعرف باسم " باب الزيادة"

8-زاد الخليفة العباسي المقتدر بالله مساحة أخري إلى المسجد و تعرف هذه الزيادة بباب إبراهيم و كان ذلك عام(306هـ)
وفي عام (604هـ) شب حريق هدم جانباً من المسجد الحرام
ثم جاء سيل أطفاء النيران و أوقف انتشارها

و اهتم حاكم مصر السلطان فرج بن برقوق بذلك فأمر بإصلاح ال المتهدم و أعاد بنائه على أفضل صورة.

9-و في عام (979هـ) قام السلطان سليم العثماني بتجديد عمارة المسجد كاملاً.

10-التوسعة السعودية المباركة:

كان في مقدمة اهتمامات الملك عبد العزيز يرحمه الله شئون الحرمين الشريفين حيث أذاع يرحمه الله بياناً في عام
(1386هـ)

يبشر المسلمين باعتزامه توسعه الحرمين الشريفين ،
و بداء بالحرم النبوي الشريف.


و في عام (1375هـ)

بدأ العمل في توسعة المسجد الحرام و الذي يعرف بالتوسعة السعودية الأولى
وكان ذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود
يرحمه الله



**التوسعة السعودية الجديدة:

هدف مشروع خادم الحرمين الشريفين

الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله

لتوسعة المسجد الحرام المبارك أقصى توسعة ممكنة و ذلك لرفع طاقته الاستيعابية إلى أكبر حد ممكن و ذلك لتوفير مزيد من الأماكن للصلاة في المسجد أو فيما حوله من الساحات.

و قد بلغة مساحة الإضافة (76,000) متر مربع

وتتناول توسعة المسجد الحرام من الناحية الغربية من
"السوق الصغير "
باب العمرة و باب الملك مما يستوعب حوالي
(140,000) مصلى ،
في الطابق الأرضي و العلوي و السطح.


00003251.gif


ثانياً: الجانب الجغرافي:


1- ال الجغرافي:

تقع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال السروات ، فهي تمثل نقطة التقاء بين تهامة وجبال السروات
وبذلك فهي تقع في غرب شبة الجزيرة العربية

"غرب المملكة العربية السعودية"

وتقع على يعد75 كم شرق البحر الأحمر، كما تقع بجوارها
إلى الجنوب الشرقي على بعد 80 كم تقريباً مدينة الطائف.


ال الفلكي:

تقع مكة المكرمة على دائرة عرض،19, 25،21 شمالا
وخط طول 26، 59، 39 شرقاً

وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر عن سطح البحر.


التضاريس :

تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما بين 20 1912 متر فوق سطح البحر و تقع مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال.


البناء الجيولوجي :

ذكر أحمد المهندس

"أن منطقة مكة المكرمة تعد جزاء من الدرع العربي ،
ومعظم صخورها نارية جوفية و الذي يغلب عليه نوع الصخور النارية الجرانيتية و التي يدخل في تركيبها الصخري الكوارتز ديورايث إلى التونالايت، كما يوجد بعض التكوينات الرسوبية
و المتحولة .


و بوجه عام

فان البناء الجيولوجي لمكة المكرمة يعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة فصخورها تعود إلى التكوينات الاركية التي تتمتع بمقاومة جيدة للعوامل الجيوموفولجية الظاهرية
و الباطنية.


المناخ:

تقع مكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية

بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط و المناخ الموسمي
ويؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة جداً

ومكة المكرمة تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فان درجة الحرارة ترتفع بها في الصيف و في الشتاء دافئ،

و أمطارها قليلة وغير منتظمة
ورياحها تكون في الشتاء شمالية غربية
وفي الصيف شمالية شرقية جافة .


00003265.gif
كتبت : طيور النورس
-
جزاك الله كل خير موضوع رائع غاليتي
كتبت : || (أفنان) l|
-
[align=center]
،^
طلتـك دائمــآ رائعــهُ ،^
وكلامـك دايمـ رائـعُ ،^
والاروع هـو حضـورُك ،^
ويعطيك العآفيـهُ وعسآك عالقـوهـ وتحيآتي لك

[/align]
كتبت : white rose
-
كتبت : || (أفنان) l|
-
كتبت : بنتـ ابوها
-
جزاك الله خير حبيبتي موضوع جميل جداً
بصراحه نفسي اجلس في مكه طول العمر
الصفحات 1 2  3 

التالي

القيروان عبر العصور الاسلامية

السابق

معركة اليرموك ... و انحسار دولة الروم

كلمات ذات علاقة
مكة , المكرمة , تاريخ