تعلم حقيقة الله أكبر!

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : انهار الاسلام
-
[frame="1 10"]

معاني الله أكبر ، إصلاح ذات البين ، صلة الأرحام . خ 2 : الدعوة إلى الله فرض عين في حدود ما تعلم ومع من تعرف :
لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .

بسم الله الرحمن الرحيم
الخــطــبـة الأولــى :

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

عيد الفطر :

تكبيرات العيد :

أيها الإخوة الكرام ، نحن في عيد الفطر ، وعيد الفطر وتكبيراته وردت في القرآن الكريم ، قال تعالى :

( سورة البقرة)

حقائق مهمة :

الحقيقة الأولى : من لم يغلب على ظنه أن الله غفر له بعد رمضان ففي صومه خلل :

أيها الإخوة الكرام ، ورد أنه من وقف في عرفات ، ولم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له ، يقاس على هذه المقولة أنه من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، وقام رمضان إيماناً واحتساباً ، ولم يغلب على ظنه أن الله أعتقه من النار ، وأن الله غفر له كل ما كان منه فيما بينه وبين الله ففي الصيام خلل ، هذه الحقيقة الأولى .

الحقيقة الثانية : التكبير بين الحقيقة ومجرد التلفظ :

الحقيقة الثانية أيها الإخوة ، أننا في العيد نكبر ، وكذلك في عيد الأضحى ، ولكن هذه الكلمات العظيمة في الإسلام كأن في آخر الزمان فرغت من مضمونها .

ما معنى : الله أكبر ؟

معنى التكبير وحقيقته :

أولاً أيها الإخوة ، هناك لسان المقال ، وهناك لسان الحال ، ويكون بين اللسانين بونٌ شاسع .
المعنى الأول :
معنى : الله أكبر ، أي : أن الله سبحانه وتعالى لا يعرفه أحد إلا هو ، لا يعرف الله إلا الله ، فمهما عرفت عن الله ، مهما تبحرت في العلم بالله ، مهما درست أسماء الله الحسنى ، مهما سعيت فلن تعرف الله المعرفة التي يستحقها ، لأنه لا يعرف الله إلا الله ، بل إن الأنبياء جميعاً ما عرفوا الله المعرفة التي ينبغي ، بل إن سيد الأنبياء والمرسلين ، بل إن سيدنا محمد عليه أتم الصلاة والتسليم الذي بلغ سدرة المنتهى ، أعلى مخلوق عرف الله ، لكن المعرفة الحقيقة ليست لأحد من البشر ، هذا معنى الله أكبر ، فإذا قلت : الله أكبر ، أي : الله أكبر مما عرفت ، مهما عرفته ، مهما أقبلت عليه ، مهما تبحرت في العلم فلن تصل إلى المعرفة التي يستحقها الله عز وجل ، هذا المعنى الأول .

المعنى الثاني :

الحقيقة المُرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح :
ولكن أيها الإخوة ، المعنى الثاني هو الخطير ، الإنسان يقول : الله أكبر ، في العيدين ، ولن أحابيكم ، وسأقول الكلام الذي هو الحقيقة المُرّة :

الذي يغش المسلمين ، ويؤذيهم في صحتهم ، أو يبتز أموالهم ، أو يأخذ منهم ما لا يستحق عن طريق الغش ، الذي يغش المسلمين ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة ، لماذا ؟ لأنه رأى من دون أن يشعر أن هذا المبلغ الذي أخذه ظلماً وعدواناً على حساب صحة المسلمين أكبر عنده من الله ، إذاً : هو حينما يقولها كاذب .

الذي يطيع مخلوقاً كائناً من كان ، ويعصي خالقاً ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .

الذي يلقي الرعب في قلوب الناس بابتزاز أموالهم ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .
الذي يأخذ ما ليس له ، وهو يعلم ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .

أيها الإخوة الكرام ، دعونا من لسان المقال ، ففي العالم الإسلامي في المليار وخمسمئة مليون مسلم لا تجد أحدا ينكر ما علم من الدين بالضرورة ، ولكن أفعال المسلمين لا تنبئ بذلك ، فالذي يرضي زوجته في معصية في خروجها بثياب فاضحة ، ويأتي المسجدَ ، ويقول : الله أكبر ، ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة ، لأنه رأى بعقله الباطن أن إرضاء زوجته أكبر عنده من إرضاء الله عز وجل .

سامحوني ، الحقيقة المُرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، لأن الله تخلى عنا ، وصل المسلمون إلى القاع ، وصلوا إلى حد لا يأبه لهم ، تسمع في الأخبار كل يوم خبر مئة قتيل ، أو مئتي قتيل ، صار الخبر عاديا جداً ، إنسان يؤسَر من الأقوياء تقوم الدنيا ولا تقعد ، وخمسمئة قتيل كل يوم ، ولا أحد يتكلم ، ولا اعتراض ، ولا تنديد ، ولا استنكار ، شيء طبيعي ، هان أمر الله علينا فهنّا على الله ، كلمات الإسلام الكبرى فقدت مضمونها ، ومن ذلك : معنى الله أكبر .

والله أيها الإخوة الكرام ، الغش في البيع والشراء بشكل لا يوصف ، والذين يغشون يأتون إلى المساجد يوم العيد ، ويقولون : الله أكبر ، ووالله ما قالوها ولا مرة ، لأنهم رأوا أن هذا الربح من الغش أكبر عندهم من الله ، هذه الحقيقة ، هان أمر الله علينا فهنّا على الله ، فإلى متى نردد هذه الكلمات ؟ لا إله إلا الله ، كلمة التوحيد فرغت من مضمونها .

هل ترى أن الله بيده كل شيء ؟
هل ترى أن رزقك بيد الله لا عن طريق الكذب والغش والخداع والتدليس ؟

هل ترى أن الفعال هو الله ، فلا تنافق ، هل ترى أن الأمر كله بيد الله ، فلا تعلق الأمل بغير الله ؟

هذا معنى الله أكبر ، الله أكبر من كل شيء ، هل ترى رزقك بيد الله وحده ، فلا تفعل شيئاً يفعله معظم الناس .

مسلمون كثيرون وكلاء شركات ، يأتي وكيل الشركة ، يأتي مندوب الشركة فيأخذونه إلى مطعم ، ويطلب الخمر ، فيقدموه له ، وفي يوم العيد يأتون إلى المسجد ، ويقولون : الله أكبر ، والله ما قالها ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .

الذي يحرم البنات من الإرث ، وهو شرع الله عز وجل والله ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .
(( إن الرجل ليعبد الله ستين عاماً ، ثم يضر في الوصية فتجب له النار )) .

[ ورد في الأثر ]

أين نحن ؟ نعيش ظلما لا يعلمه إلا الله في الأُسر ، ظلما الأزواج ، ظلما الأولاد ، حرمان البنات ، ظلم الشركاء ، كلمة الله أكبر تنهد لها الجبال ، قال تعالى :

( سورة الحشر)

تقول : الله أكبر ، ترى أن هذا الكسب الحرام أكبر من الله ، ترى أن هذا الموقف المنافق هو المناسب ، وهو الحكمة ، وهو الذي يسلمك ، ومن أعان ظالماً سلطه الله عليه ، لا ترى أن الله معك ، قال تعالى :

( سورة طه)

فرعون وما أدراكم ما فرعون ، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك من معك ؟

وفي الأثر : " ما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي أعرف ذلك من نيته ، فتكيده أهل السماوات والأرض إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا ، و ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا جعلت الأرض هوياً تحت قدميه ، وقطعت أسباب السماء بين يديه " .

أين التوحيد ، أين رؤيتك أنه لا إله إلا الله ، ولا معطي ، ولا مانع ، ولا معز ، ولا مذل ، ولا رافع ، ولا خافض ، ولا ضار ، ولا نافع إلا الله .

أيها الإخوة الكرام ، ألم يخطر في بال أحدكم ما الأسباب التي دعت إلى أن نكون في الحضيض ؟ هناك خلل خطير في عقيدتنا وفي سلوكنا وفي عاداتنا وتقاليدنا ، كيف يكون رمضان شهراً اجتماعياً شهر الولائم شهر الشاشة فقط ، أين العبادات أين الصلح مع الله أين التوبة النصوح أين القرآن الكريم ؟ كان عليه الصلاة والسلام قرآناً يمشي ، السيدة عائشة سئلت عن خلقه قالت كان خلقه القرآن .

أين هذا المسلم المتمسك الملتزم الوقاف عند حدود الله الذي لا تأخذه في الله لومة لائم .

أيها الإخوة الكرام ، دققوا فيما سأقول أعيدها للمرة الأخيرة ، من قال : الله أكبر ، ورأى أن شيئاً أكبر عنده من الله ، مادة ، أو مالاً ، أو إرضاء إنسان ، أو موقفاً سليماً ، لا يرضي الله ، موقف ، أو مال ، أو إنسان ، إن رأيت إرضاءه أكبر من الله فما قلتها ولا مرة ، ولو رددتها بلسانك ألف مرة ، هذه النقطة الأولى .

النقطة الثانية ، الله عز وجل يقول :


( سورة الأنفال)



أيام العيد مناسبة لإصلاح ذات البين :






وأيام العيد أيام إصلاح ذات البين ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول :

(( إياكم وفساد ذات البين ، إنها الحالقة ، لا أقول : حالقة الشعر ، ولكن : أقول حالقة الدين )) .

[ الترمذي ]


مستويات إصلاح ذات البين :




عيد الفطر السعيد مناسبة أساسية لإصلاح ذات البين ، وإصلاح ذات البين تفهم على مستويات ثلاثة :

أصلح ما بينك وبين الله بالتوبة النصوح ، وبالطاعة التامة ، وبالتقرب إليه بنوافل العبادات وصالح الأعمال ,

وأصلح ما بينك وبين الآخرين بالمسامحة ، أو الاعتذار ، أو أداء ما قصرت في أداءه ,

ثم أصلح بين كل مؤمنين ، هذا معنى قول الله عز وجل :


(سورة الأنفال)

وعيد الفطر السعيد مناسبة كبرى لإصلاح ذات البين ، (( إياكم وفساد ذات البين ، إنها الحالقة ، لا أقول : حالقة الشعر ، ولكن أقول : حالقة الدين )) .

[ الترمذي ]


أيام العيد مناسبة لصلة الرحم :




شيء آخر ، العيد مناسبة لصلة الأرحام ، وقد أكدت الأحاديث الشريفة الكثيرة أن صلة الرحم تزيد في الرزق ، وتطيل العمر ، تنسأ في الأجل ، بمعنى أن الله عز وجل حينما أمر النبي عليه الصلاة والسلام فقال :


(سورة الشعراء)

ليس بينك وبين القريب حاجز ، فاستغل هذه الثقة ، وخذ بيده إلى الله .



هذا ما يجري في زيارات الأقارب في زماننا هذا :




كيف أصبحت صلة الأرحام في يومنا هذا ؟ زيارة لا تزيد على كلمات مجاملة ، ولا يهتم الزائر بأحوال قريبه المعاشية والصحية ، والتربوية والدينية ، يطل عليه إطلالة يتباهى بإنفاقه ، وبحجمه المالي ، وبأسفاره ، والحديث كما تعلمون لا يقدم ولا يؤخر ، ولا تنسوا أنه : (( مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ ، وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً )) .

[ أبو داود عن أبي هريرة ]

إنه حديث الدنيا ، حديث الأسعار ، حديث ما يجري في العالم ، حديث يملأ النفس غماً وهماً ، ويأساً وإحباطاً ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )) .

[ مسلم عن أبي هريرة ]

الأيام الثلاثة من العيد في الأعم الأغلب يمضيها المسلم في زيارة أقاربه ، فدقِّق في الحديث الذي ينبغي أن تقوله ، ما الحديث ؟ عرفهم بالله ، ذكرهم بآيات الله ، ذكرهم بآية كونية ، ذكّرهم بآية كونية ، ذكّرهم بآية تكوينية ، ذكّرهم بآية قرآنية ، ذكّرهم بكمال النبي عليه الصلاة والسلام ، ذكّرهم بسنته المطهرة ، ذكّرهم بالعلماء العاملين الربانيين ، ذكّرهم بهذا المجد العظيم ، ذكّرهم بهذا الدين القويم ، ذكّرهم بالصراط المستقيم ، ذكّرهم بالآخرة ، ثلاثة أيام تقتطع من حياتك في زيارات متكررة ، الحديث عن ماذا ؟ عن أشياء مألوفة يعرفها الجميع ، تنقل لهم خبراً أذاعته كل الإخباريات ، كلهم سمعوا هذا الخبر ، ماذا أفدتَ من هذا الكلام ؟

مناسبة العيد مناسبة في الدعوة إلى الله ، لذلك أيها الإخوة الكرام ، صلة الأرحام تعني أن تتصل بهم ، وأن تزوره ، والعبرة أن تلتقي به ، لا أن تضع له بطاقة ، وانتهى الأمر ، وتقول : سقط الوجوب ، وإن لم يحصل المطلوب ، العبرة أن تلتقي به ، والأولى أن مجموعة الأقرباء الذين يعيشون مع بعضهم طوال العام أن يجتمعوا في منزل واحد اجتماعاً مطولاً ، بدل تراشق الزيارات ، أما الذين لا تراهم في العام إلا مرة هؤلاء فتخصص لهم أطول وقت في العيد لزيارتهم ، ولتفقد شؤونهم ، فالغني يأخذ بيد الفقير ، والقوي يأخذ بيد الضعيف ، والعالم يأخذ بيد أقلّهم علماً .

حينما تصل الرحم فأنت مكلف بمهمة أن تتفقد شؤون هذه الأسرة ، أن ترعاها ، أن تأخذ بيد شبابها إلى الله عز وجل ، أنت في ثلاثة أيام في أعمال تعدّ قمة من الأعمال ، أنت تقوم بطاعة اسمها صلة الأرحام .

أيها الإخوة الكرام ، حاول أن تكون هذه اللقاءات مثمرة ، حاول أن تكون هذه اللقاء ومضات مما سمعته في رمضان ، من درس رمضان ، من صلاة التراويح ، من صلاة الفجر ، لا بد من أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله .

(( أمرني ربي بتسع : خشية الله في السر والعلانية ، كلمة العدل في الغضب والرضى ، القصد في الفقر والغنى ، وأن أصل من قطعني ، وأن أعفو عمن ظلمني ، وأن أعطي من حرمني ، وأن يكون صمتي فكراً ، ونطقي ذكراً ، ونظري عبرة )) .

[ رواه رزين عن أبي هريرة ، وانظر مشكاة المصابيح للتبريزي ]

أيها الإخوة الكرام ، الله أكبر ، الله أكبر ، كلمة كبيرة ( أكبر ) أي أكبر من أي شيء ، أكبر مما عرفت ، وأكبر من أي شيء ، وحينما قالها الصحابة الكرام كما أرادها الله عز وجل وصلت فتوحاتهم إلى الصين شرقاً ، وإلى مشارف باريس غرباً ، أما حينما فرغت من مضمونها خمسة دول إسلامية محتلة الآن ، والقتل فيها على قدم وساق ، ولا شأن للإنسان المسلم إطلاقاً .

أيها الإخوة الكرام ، لو فهم الصحابة الإسلام كما نفهمه نحن ما خرج من مكة المكرمة ، أما أن يصل إلى أطراف الدنيا فبفهم عميق ، والتزام دقيق ، وطاعة تامة ، وتضحية وإيثار .



العيد مناسبة لحل المشكلات وفضّ الخلافات :




أيها الإخوة الكرام ، البند الثاني :


[ سورة الأنفال]

ينبغي أن تحل المشكلات في العيد ، ينبغي أن تصل من قطعك ، وأن تعفو عمن ظلمك ، وأن تعطي من حرمك .

والشيء الثالث : أن تصل الأرحام ، وهذه الصلة تعني أن تتفقدهم ، وأن تمد لهم يد العون ، فالغني يأخذ بيد الفقير ، والقوي يأخذ بيد الضعيف ، والمتعلم يأخذ بيد الأقل علم .

أيها الأخوة الكرام ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .



* * *



الــخــطــبة الثــانــية :




الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا



الدعوة إلى الله فرض عين :




أيها الإخوة الكرام ، أؤكد كثيراً في خطبي ، وفي دروسي أن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، أنا أسألك : لماذا تصلي ؟ تجيبني قطعاً : لأن الصلاة فرض عين ، وأنا أؤكد لك أن الدعوة إلى الله فرض عين كالصلاة ، لكن طالبني بالدليل ، قال تعالى :


( سورة يوسف)

يعني بالدليل والتعليل ، وقد قال الله عز وجل :


( سورة آل عمران)

فالذي لا يدعو إلى الله على بصيرة ليس متبعاً لرسول الله ، وبالتالي ليس محباً لله .



الدعوة إلى الله لا تعني التبحّر في العلم :




الدعوة إلى الله فرض عين ، لكن إذا قلت : فرض عين ، فلا يعني أن تمضي وقتك في التبحر في العلم ، التبحر في العلم ، والتعمق ، والتفرغ هذه فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، لقوله تعالى :

( سورة آل عمران)

فرض العين في حدود ما تعلم ، الذي سمعته في الخطبة ، الذي سمعته في درس ، الذي سمعته في ندوة ، وتأثرت به ، اكتب رؤوس أقلام عنه ، واجعل الأسبوع القادم مجالاً زمنياً في كل لقاءاتك لنقل هذه الحقائق ، هكذا قال عليه الصلاة والسلام ، :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ... )) .

[ البخاري ]

هذه الدعوة إلى الله التي هي فرض عين في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف :

(( حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعِ الْعَوَامَّ )) .

[ أبو داود ، ابن ماجه ، الترمذي عن أبي ثعلبة الخشني ]

هنا هذا المجال يعني أقرباءك ، أصدقائك ، جيرانك ، زملائك ، هذا معنى :

(( فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعِ الْعَوَامَّ )) .

خاتمة :

لذلك أيها الإخوة الكرام ، العيد مناسبة لإزالة سوء التفاهم بين الأقرباء لإصلاح البين ، والعيد مناسبة لصلة الأرحام بالمعنى الدقيق ، أن تأخذ بيدهم إلى الله ،
وأن تمد لهم يد المساعدة ، والعيد مناسبة للدعوة إلى الله .
أذكركم مرة ثانية ، (( مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ ، وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً )) .

[ أبو داود عن أبي هريرة ]

الدعاء :


اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك و نتوب إليك ، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام ، وأعز المسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، خذ بيد ولاة المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين ، إنك على ما تشاء قدير ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، لا تأخذنا بالسنين ، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين ، اللهم اسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام ، وأعز المسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، دمر أعداءك أعداء الدين اجعل تدميرهم في تدبيرهم ، اجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين ، انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها ، وفي شمالها وجنوبها ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

و الحمد لله رب العالمين منقوووووووووووول
[/frame]
كتبت : || (أفنان) l|
-
كتبت : سنبلة الخير .
-

التالي
السابق