خطبة السادات قبل الحرب

مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت : سحر هنو
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على
رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انا من المعجبين بشدة بهذة

الشخصية القيادية

لما كان يتمتع بة من قوة وذكاء

وحب لبلدة وقوة ايمانة

بربة واخلاصة لشعبة وبلدة

السادات flag_egypt_M.jpg



رحم الله الرئيس والقائد

رجل الحرب والسلام

جعلك الله يا قائدنا من اهل الفردوس

رحمك الله يامن كنت تحافظ على كرامتنا وهيبتنا امام العالم كلة

رحمك الله يامن شاهد العالم كلة قوة مصر والمصريين

فى دفاعها عن ارضها ووطنها

رحمك الله يا من اوقفت الدول الكبرى والعظمى

حائرة لا تدرى ماذا تفعل امام قوتك وحنكتك


رحمك الله يا من هزمت اسرائيل


وامريكا وكل من تحالف معهم



رحمك الله يا رئيسى ورئيس بلدى

وها هى الخطبة التى كانت قبل الحرب

وكم يظهر فى كلماتة قوتة وثقتة

وجراتة وشجاعتة وبث الخوف فى

قلوب اعدائة

رحمة الله رحمة واسعة










خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية

أمام مجلس الشعب حول وجوب الاستعداد لنشوب القتال
القاهرة، 28 ديسمبر 1972

جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 29 ديسمبر 1972

بسم الله،


قبل أن أبدأ حديثي أريد أن أهنئ الأخوة والأخوات الذين انتخبوا وانضموا إلى مجلس الشعب وأقول إنها أمانة أعانكم الله جميعاً على تحملها.


أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،


لقد جاءت اللحظة التي أصبح فيها محتماً على هذه الأمة أن تهب واقفة، وان تتماسك صفا واحداً، وان تؤكد من جديد كل القيم الغالية في تاريخها وتراثها، وان تثبت لنفسها وللعالم كله إنها على أتم الاستعداد لخوض اعنف وأقسى اختبار مرت به في حياتها العظيمة المجيدة.


لقد جاءت اللحظة التي لا ينبغي أن " يعلو فيها صوت على صوت المعركة " حتى يكون ما نسمعه، ويكون ما نلبيه، هو نداء التحرير ولا شيء غيره ولا شيء قبله ولا شيء بجانبه.


جاءت اللحظة التي نعطي فيها للوطن حقه ووفاءه، ونقدم فيها للأمة العربية ما هو واجبنا ومسؤوليتنا، ونشهد فيها الدنيا على أن هذه الأرض أرض عزة وارض كرامة وارض حق لا يضيع وارض تضحية لا تعرف التردد.


جاءت اللحظة التي يجب أن يتبدد فيها من فوق أرضنا وسمائنا كل ضباب لينجلي وجه الحقيقة فتبقى وحدها بيننا تفرض علينا ما لا بد أن تفرضه وتحرك عملنا الإيجابي إلى حيث ينبغي له أن يتحرك وتوجه خطانا بالأمل والقوة معاً إلى نصرنا الموعود بإذن الله.


جاءت هذه اللحظة.


وعلينا جميعاً أن نتنبه وأن نسمع صوت النداء وأن نلبي داعي الواجب المقدس.


لقد مررنا بفترة عصيبة وآن لنا أن نخلص أنفسنا من أسرها، وان نجند كل حيوية فينا، وان نقبل التحدي، بل وأن نتقدم نحن بالمبادأة إليه.



ولقد كانت للفترة العصيبة أسبابها الموضوعية حتى لا نظلم أنفسنا بغير مقتضى. من ذلك أن الأزمة التي نواجهها طالت بأكثر مما قدّرنا وقدّر غيرنا، وذلك لأسباب لم تكن إرادتنا هي المتحكمة فيها دائماً.


ومن ذلك أيضا إن حرب العدو النفسية علينا لم تهدأ لحظة لأن العدو كان يعرف أن النصر والهزيمة ييدآن من داخل أي مجتمع.


ومن ذلك أيضاً إن العالم من حولنا كان يحفل بمتغيرات كانت ملاحقتها تجربة مضنية لنا ولغيرنا من الشعوب المناضلة، ونستطيع بسهولة أن نرد بعض ما واجهناه في الفترة العصيبة الماضية إلى هذه الأسباب وتفاعلاتها.


ولكي يبقى السؤال الذي يفرض نفسه علينا بعد ذلك وهو:


- هل نترك الظروف لتفرض هي على إرادتنا، أو نتقدم نحن لكي نفرض إرادتنا على الظروف؟


ولا أخالكم جميعاً إلا معي في القول بأنه ليس أمامنا من سبيل أو وسيلة أو رجاء، إلا أن نتقدم نحن لكى نفرض إرادتنا على الظروف، مهما كان ينتظرنا وهو صعب، ومهما كان يتربص بنا وهو خطير؟!


أخالكم جميعاً، وأخال كل فرد من أفراد شعبنا، رجالا ونساء، شيباً وشباباً، أخالكم جميعاً معي في حتمية وضرورة أن نفرض إرادتنا على الظروف.


ما واجهناه في الفترة العصيبة الماضية كانت له أسبابه، ولكن أسبابه مهما كانت يجب أن تتوقف هذه اللحظة، بالصدق مع النفس وليس بالإكراه، بالإيمان وليس بالقسر، بالثقة المستنيرة وليس بالغيبية العمياء.


كانت له أسبابه.


ومهما كانت أسبابه فإنه يجب أن ينتهي هذه اللحظة.


لقد واجهنا موجات من الشك والقلق وكان ذلك كما قلت من طبيعة الظروف.

عدو شرس لا يخفي مطامعه في التوسع.
  • قوة عظمى هي الولايات المتحدة تتواطأ معه إلى آخر المدى وتحول الأرض التي يحتلها إلى ترسانة سلاح متطور ومتقدم.

  • والعالم من حولنا مشغول يجتاز عصراً لم يسبق له مثيل في سرعة ما يتلاحق فيه من متغيرات. وكان يجب أن نحزم أمرنا على المواجهة.
  • عدونا الشرس لن يفهم إلا لغة القوة.



    والمتواطئون معه لن يفهموا بالمنطق والإقناع.


    وحصولنا على ما نريد من السلاح يجب أن تكون له الأولوية الأولى.


    وامتنا العربية لا بد أن تستيقظ.


    والعالم كله لا يستطيع أن يتناسى أو يتهرب من مسؤوليته. ولكن كيف يحدث ذلك. لن يحدث ذلك كله أبدا إلا بنا وباستعدادنا للنضال والتضحية.


    ومهما كانت الأسباب فإن هذه اللحظة يجب أن تكون فاصلة.


    لقد واجهنا ما يمكن لي أن اسميه بدقة نوعاً من "الردة" عن قيم تمسكنا بها في تاريخنا الطويل العريق. من ذلك أن مجلسكم الموقر يذكر أنني طلبت تأليف لجنة تحقيق برلمانية تقوم باستظهار الحقائق في محاولات إحداث فتنة طائفية في مصر.


    وقد شكل مجلسكم الموقر بالفعل لجنة تحقيق قامت بجهد يستحق التقدير وأظهر تقريرها والمناقشات التي تلته حرص جماهير شعبنا على الوحدة الوطنية. الحقيقة هي التي كنت أريد لها أن تتجلى بأكبر قدر من الوضوح حينما طلبت إلى مجلسكم الموقر أن يبحث المسألة من جميع جوانبها بغير تخوف وبدون حساسيات، أؤمن من أعماق قلبى انه لا داعي لها في بلد كان دوره الإساسي القيادي حقيقة لا تنازع، وكان الوجود المسيحي من قبل الإسلام ومن بعده فيه إخاء ووطنية غير قابلة للاستغلال أو التحريض.


    ولقد أحال إلي مجلسكم الموقر تقرير لجنته وما دار حول هذا التقرير من مناقاشات طالبا مني أن أواجهه بحكم المسؤولية الدستورية والسياسية ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا.



    وبالفعل فإن هذا الأمر كان في الفترة الأخيرة من أهم شواغلي. وبالأمس فقط كنت في الأزهر الشريف منارة الإسلام المضيئة، وكنت في البطريركية القبطية قلعة المسيحية العتيدة في الشرق، وأستطيع بعدها أن أذكر لمجلسكم الموقر ولجماهير شعبنا وأمتنا ما يلي:


    أولاً: إنني واثق كل الثقة من حسن وعي وتقدير الجميع للظروف التي نمارس فيها نضالنا، وفي الضرورة القصوى والحيوية لوحدة الأمة، بل إنني واثق من ذلك كله، في كل الظروف، فلا حرب بغير الوحدة الوطنية، ولا سلم بدونها.


    ثانياً: إن تاريخنا كله يؤكد للجميع إننا عشنا على مر العصور شعباً واحداً متجانساً متماسكاً، وأهمية تجربة التاريخ هنا أن المستقبل لا ينشأ في عزلة عن الماضي، ومن ثم فإن هذه الأمة التي عاشت الحياة، بحلوها ومرها، بخطرها وأمنها، أمة واحدة، سوف تعيش المستقبل بكل ما يحمله لها، وبكل ما تحمله له أمة واحدة.


    ثالثاً: إنني أعرف أنه كانت هناك دواع لسوء فهم لابد أن نزيل أسبابه، وفي نفس الوقت فإني أعرف أنه كانت هناك محاولات بسوء قصد لابد أن نواجهها بمنتهى الحزم.


    ولقد كان سوء القصد في هذا المجال جزءاً من الحملة الموجهة إلى شعبنا كله في معركة المصير التي يخوضها اليوم. ولم تكن بعيدة عن تدبير أعدائنا وأصدقائهم الذين عجزوا عن قهر إرادة شعبنا على خطر المواجهة. وكان قصدهم أن يوجهوا إليه ضربة من الوراء.


    رابعاً: إنني على يقين كامل بأنه مهما كانت المحاولات من الخارج فإن وعي جماهير شعبنا معززاً بسلطة الدولة النابعة من إرادة شعبها، هذا الوعي المعزز بسلطة الدولة قادر على أن يبت ويحسم بما يضمن المساواة الكاملة لكل المواطنين في ظل من سيادة القانون. إن ذلك وحده هو الذي يشكل خطاً فاصلا بين الحق والباطل وبين الأصالة والزيف.


    خامساً: إن هذا الوطن كان وما يزال وسوف يظل عمره كله مؤمناً برسالات السماء، مخلصاً في ذلك مؤمناً، عارفاً بالحق، متوسلا بالهدى، متوجهاً إلى الله، حاملا لكتبه المقدسة. ولقد كان هذا الوطن دائما قلعة من القلاع الحصينة في الدفاع عن الدين قبل الإسلام وبعده، بل إن الدين كان لديه في عصور طويلة وعاء للوطنية ذاتها.


    أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،


    لعلي أقول إننا لم نواجه شكوك الردة عن بعض قيمنا فحسب وإنما واجهنا أيضاً بعض مشاكل التقدم.



    ذلك إنني بحكم كل وثائق الثورة الأصيلة وتجاربها الغنية أردت أن نمارس ما كنا نحلم به وندعو إليه من ديمقراطية حقيقية وكان ذلك استلهاماً لمعاني الميثاق وبيان 30 مارس وحصيلة تجربة 14 مايو سنة 1971.


    ولم تكن هذه إرادتي وحدي وإنما كانت مطلباً شعبياً ملحاً، بل وكنت أراه مطلباً حيوياً.


    ولقد كنت أعرف أن الممارسة لها أعباؤها وتكاليفها.


    كانت لكم في هذا المجلس مناقشات مشهودة، تابعتها بالتقدير والإعجاب، واعتقد بأمانة إنها ساهمت في التوجيه والتصحيح، وعندما كان هناك من يبدي الخشية من آثار هذا الانفتاح ومن مخاطره كنت أقول: فلنمارس ولا نخشى شيئاً.


    وتنوعت الآراء والاجتهادات خارج مجلسكم في كل مجال، ولم يكن هناك مجال لم تتناوله المناقشات، قضايا التنمية إلى قضايا المعركة. وعندما كان هناك من يبدون الخشية من آثار هذا الانفتاح ومن مخاطره فلقد كنت أقول مرة أخرى فلنمارس ولا نخشى شيئاً.


    وكنت أتابع عن قرب مناقشات الشباب في الجامعات وما يعقدونه من مؤتمرات وما يبدون من آراء وعندما كان هناك من يبدون الخشية من أن يتحول الانفتاح إلى انفلات كنت أقول أيضا: فلنمارس ولا نخشى شيئاً.


    وكنت أضيف فيما يتعلق بالشباب انهم أصحاب المستقبل فكيف يجوز لنا أن نعزلهم عن قضاياه.


    ولقد بدا هذا الجو لآخرين خارج وطننا محيراً وراحوا يفسرونه على غير الحقيقة ويتصورون بعض التطورات ذخيرة يمكن أن تنفعهم في الحرب النفسية.


    جربوا ذلك في المظهر السطحي للتوتر الطائفي العابر. كانوا يحاولون اثارته من الخارج ولما بدت الظواهر على السطح حاولوا استخدامها لتعميق المشكلة أعادوا توجيهها إلينا ضمن ذخيرة الحرب علينا علّنا نتأثر أو نهتز.


    وجربوا ذلك أيضا في المناقشات المفتوحة التي دارت وتدور في وطننا وحاولوا اظهارنا وكأننا وطن انقسم على نفسه. أي أنهم استخدموا ممارستنا الديمقراطية لتكون ذخيرة في الحرب النفسية عّلنا نتأثر أو نهتز.


    جربوا ذلك أيضاً في معاناة شباب الجامعة لأقدار وطنهم وتصوروا أن يكون قلق شبابنا ذخيرة في الحرب النفسية عّلنا نتأثر أو نهتز.



    وأقول لحضراتكم وأمام مجلسكم الموقر،


    إننا لا تأثرنا ولا اهتزت فينا شعرة واحدة، فلقد كنا نعرف ما نفعله، ونقدر طبيعة ما نحاوله، ونرى التدبير المقصود ولا نخشاه. وقد كنا بين أمرين:

    وكان رأيي أن نمارس ولم أغير رأيي في أن الحرية هي السبيل إلى المشاركة الشعبية كأوسع وأقوى ما تكون المشاركة، ثم إن الضمان الحقيقي للحرية هو المزيد من الحرية.



    أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،


    على أن ذلك يتطلب منا أن نكون على حذر وأن نتنبه إلى مزالق لا يحق لنا، سواء بالنسبة لواجب تحرير الأرض أو حق الممارسة الديمقراطية، أن ننحرف إليها.


    أريد أن انبه إلى ما يلي على مرأى ومسمع منكم، وعلى مرأى ومسمع من جماهير شعبنا، وعلى مرأى ومسمع من جماهير أمتنا العربية:


    أولا: إن قضية تحرير الأرض العربية المحتلة هي التزامنا الأساسي. وعليها وفي سبيلها، يجب أن تتجه كل الأعمال، بل كل النوايا.


    لا طريق غير استرداد الحق بالقوة.


    ثانيا: إن قواتنا المسلحة لا يمكن أن تؤدي دورها إلا إذا كانت هناك، قبل السلاح، جبهة داخلية متماسكة وصلبة تؤمن بهدفها، وتعرف طريقها لتحقيقه مهما كانت التكاليف.


    ثالثا: إن الوحدة الوطنية هي الدعامة الوحيدة الداخلية المتماسكة والصلبة، وهنا وبدءاً من الآن ارفع صوتي لأقول بوضوح إنني لن أسكت، ولن تسمحوا، ولن يسمح شعبنا بنغمة طائفية من أي شخص. ومن أي مصدر ولأي سبب.


    ثم إنني أيضاً لن أسكت، ولن تسمحوا، ولن يسمح شعبنا باستقطاب يمزق قوى الوطن، خصوصا بين الشباب، بدعاوى اليسار المغامر أو اليمين الرجعي.



    إن لدينا منهاجا استخلصناه من وسط تجاربنا الثورية، ومن قلب النضال المستمر، وهو تحالف قوى الشعب العامل وسيطرته على وسائل الإنتاج وديمقراطيته النابعة من ذلك اجتماعياً.


    وقوى هذا التحالف محددة، معروفة. والواجبات الملقاة على كل منها محددة ومعروفة أيضاً.


    هناك الفلاحون والعمال والجنود والمثقفون والرأسمالية الوطنية.


    كل هؤلاء جميعاً يعرفون مكانهم، ويعرفون دورهم.


    وكل هؤلاء موجودون في مواقع عملهم، في الحقول، في المصانع، في أجهزة الخدمة العامة، على الجبهة، في الجامعات ومراكز البحث والتفكير، في كل مجال ونشاط.


    ثم إن كل هؤلاء موجودون في القيادة السياسية للتحالف وهي الاتحاد الاشتراكي.


    وكل هؤلاء موجودون هنا في هذا المجلس الموقر الذي يمثل السلطة التشريعية.


    ثم إن كل هؤلاء موجودون أيضاً يتابعون أعمال الحكومة التي تتحمل مسئولياتها لتحقيق سياسة يعرفونها لأنها نابعة منهم.


    هكذا قلنا ونقول إنها دولة مؤسسات. وأقول لكم إن هذا هو الضمان الحقيقي للاستمرار، ومن واجبنا جميعاً أن نسهر وأن نراقب.


    وفيما يتعلق بي، وبمسئولياتي السياسية والدستورية، فإني أقول لحضراتكم إنني لا اعتبر نفسي حكماً فوق كل السلطات وإنما أعتبر نفسي منحازاً، وبالكامل لتحالف قوى الشعب العامل ومواثيقه ومبادئه ومطالبه.


    وفيما يتعلق بالأشكال التنظيمية والتنفيذية، فإنني بكل وضوح مع تنظيم الاتحاد الاشتراكي بقدر ما يحسن التعبير عن الناس، ومع الوزارة بقدر ما تحسن خدمتهم، أو فإنني في كل الأوقات على استعداد أن أصحح وأن أقوم بحيث يتكامل العمل الوطني، وتنسجم مؤسساته بمعيار تحقيق الأهداف العظمى لقوى التحالف الشعبي الكبير.


    أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،


    إن الواجب يفرض علي أن أصارحكم لأنني طوال الفترة العصيبة التي مررنا بها كنت أشعر ببعض الأسف.



    كنت أترك كل شيء يسير في مجراه الطبيعي تحت شعار "فلنمارس" . ولم تكن بي خشية من أية ظواهر تبدو على السطح. ولكن ما شعرت به من أسف كان مبعثه إنني حذرت منه في وقت مبكر، بل وكان تحذيري قاطعاً هنا في هذا المجلس الموقر حين التقيت بكم قبل شهور عند افتتاح دورتكم.


    لقد قلت أمامكم بالحرف الواحد:


    إن شعوباً قبلنا واجهت مثل ما نواجه اليوم، وسمعت صيحة النذير تقول لها ليس أمامكم إلا العرق والدم والدموع، والصيحة التي يجب أن تملأ آذاننا نحن اليوم هي أنه ليس أمامنا إلا العرق والدم والأمل. لأنه لم يعد هناك مجال في نضالنا للدموع، فالذي نخوضه اليوم ليس حرباً بالمعنى القديم للحروب، وإنما الذي نخوضه هو صراع الحياة والموت نفسه، ونتيجته ليست مجرد النصر والهزيمة، وانما نتيجته، كم قلت أمام حضراتكم وأمام شعبنا أكثر من مرة، هي: نكون أو لا نكون.


    وقلت أمام حضراتكم بالحرف الواحد:


    إن الخطر كبير من حيث إن العدو الذي يتربص بنا لا يشتبك معنا على نزاع حدود أو مغانم تكون له أو تكون لنا، إنما الصدام على أرضنا لكل ما فيها ومن فيها.


    وقلت أيضاً:


    ولكن الخطر على جسامته ليس هولا لا يقهر، وانما على العكس من ذلك تماماً فان هزيمته ممكنة ويساعد عليها أن هذا الخطر رغم جسامته مضاد لمنطق الطبيعة، مضاد لمنطق التاريخ.


    واستطردت أمام حضراتكم:


    أي أن الخطر جسيم، ولكن هزيمته ممكنة. وقلت لكم بالحرف الواحد:


    إن هزيمة الخطر ليست معجزة مستحيلة، وانما هي مسألة قابلة للتحقيق عندما يتوافر المناخ الملائم لها، والمناخ الملائم لها هو مناخ الوطنية التي تجعل من كل إنسان كتله حية من أرض وطنه، وتجعل من كل كتله أرض حياة تنبض وتهب وتقاتل.


    وقلت أيضاً: والوطنية بهذا المعنى ليست مجرد نبره حماسية وإنما هي وبهذا المعنى رباط مقدس بين الأرض والإنسان في كل شيء في الحياة، وفي الحرية، وفي الكرامة، وفي الشرف.



    وقلت أيضاً أمام حضراتكم:


    لابد أن نتذكر دائما أن كل شيء يبدأ بنا، وان كل شيء ينتهي بنا. كل شيء يبدأ بإيماننا، وكل شيء ينتهي بتصميمنا.


    قلت ذلك كله هنا تحت هذه القبة، وأنكم لتذكرون.


    أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،


    أعود أمام حضراتكم لأكرر مرة أخرى إن الجبهة الداخلية هي الأساس. والوحدة الوطنية هي الجبهة الداخلية. وعلى هذه القاعدة الصلبة الصامدة نستطيع أن نواجه مسؤوليات شاء الله تعالى بحكمته أن يجعلها قدرنا ونحن نعتبر ذلك شرفاً وتشريفاً، لأن الأمم العظيمة تبنيها التجارب العظيمة، بل والمحن العظيمة.


    وعلينا أن نتذكر في كل الظروف:


    أولا: إننا لا نواجه إسرائيل وحدها وإنما نواجه وراءها مدداً أمريكياً لا ينقطع، لأن الولايات المتحدة كما علمتنا التجارب تستخدم إسرائيل كرأس جسر للإرهاب ضد أمتنا العربية، وكعازل يقطع وحدتها، وكوسيلة لاستنزاف طاقاتها.


    وثانياً: إننا تمسكنا ونتمسك بالصداقة العربية السوفيتية ونعتقد أنها أدت وتؤدي دوراً كبيراً في مساعدتنا على مواصلة نضالنا ضد الاستعمار والإمبريالية وان كان علينا أن نقدر لكل صديق ظروفه وحدوده.


    ثالثاً: إننا لا نواجه الخطر وحدنا وانما تواجهه معنا كل امتنا العربية، وإذا كانت الوحدة العربية حقيقة تاريخية ومصيرية لا شك فيها فإننا لا نستطيع أن نغفل عن الواقع العربي وأوضاعه الراهنة. وعلينا ألا نيأس وأن لا نكف إطلاقا عن مواصلة العمل بهدف التحريك وإعادة الحشد والتوجيه على المستوى القومي.


    رابعاً: إن القوة الرئيسية في المعركة هي القوة الذاتية للشعب المصري وهذا قدره، وهو أيضاً مبعث فخاره واعتزازه.


    خامساً: إن الشعب المصري يواجه ما يواجه مدعماً باتحاد ينتمي إليه يضم الجمهورية العربية السورية والجمهورية العربية الليبية.



    سادساً: إن هذا الدعم سوف يتخذ لنفسه بعداً آخر بالوحدة الكاملة بين مصر وليبيا. وهي وحدة لا تفرضها المعركة وحدها وانما يفرضها المنطق التاريخي للوحدة العربية وظروفها.


    سابعاً: إن المعركة، والمعركة وحدها، سوف تكون الاختبار الحقيقى تجاه كل ما نحارب ضده، وتجاه كل ما نحارب دفاعاً عنه.


    ومن هنا أيها الأخوة فإنني أقول لكم بأعلى صوت، وبكامل المسؤولية، إن باب المعركة هو باب المستقبل، وليس هناك طريق آخر


    أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،


    لقد كان فكري في بداية الأمر يتجه إلى أن أَرُدْ على تكليفكم لي بمواجهة محاولة إثارة فتنة طائفية في وطننا بخطاب إلى مجلسكم الموقر أطمئنكم فيه على ما تحققت منه في مسعاي لتأكيد وتعزيز الوحدة الوطنية.


    وخطر لي أن محاولة إثارة الفتنة الطائفية في وطننا في هذا الوقت حلقة من سلسلة، فهي ليست موضوعاً عارضاً مستقلا بذاته وإنما هي جزء من كل، ومن هنا كان قراري أن أجئ إلى مجلسكم الموقر وأن أتحدث إليكم فيما هو أوسع وأشمل.


    ولعلي أنتهز هذه الفرصة لأحدد أمامكم بعض خطواتنا المقبلة:


    أولا: إنني طلبت من الوزارة أن تستعد لاحتمال نشوب القتال وليس لمجرد الأعداد للحرب، فلقد أبلغتكم الوزارة هنا بأن خطة إعداد الدولة للحرب قد تمت، وهي الآن جاهزة وكخطوة أكثر تقدماً فإنني طلبت أن يكون هناك استعداد لنشوب القتال.


    ثانياً: إن ذلك سوف يقتضي إجراءات توجه كل شيء للمعركة. ولقد طلبت أن تبدأ الدولة بنفسها وأن تتخذ ما يتحتم عليها أن تتخذه من إجراءات لضرورة ذلك أولا، ثم ليكون منه قدوة لأية تضحيات تطلب من الشعب.


    ثالثاً: إنني سوف أنشئ فوراً في كل محافظة من محافظات الجمهورية لجنة عليا لشئون المعركة تضم المحافظ وأمين الاتحاد الاشتراكي ورئيس المجموعة البرلمانية الإقليمية والمستشار العسكري للمحافظة ومدير الأمن فيها.


    وبهذا فإن السلطة التنفيذية، والسلطة السياسية، والسلطة الشعبية وجهة الاختصاص العسكري في الأمن الداخلي، تكون جميعها ممثلة في هذه اللجنة العليا.



    رابعاً: سوف تكون هناك لجنة على مستوى الجمهورية أتولى بنفسي عملها، وتشمل جميع السلطات وتضمن مشاركتها. وسوف يكون عملي في ممارسة مسؤوليتي بها من الاتحاد الاشتراكي باعتباره مقر تحالف قوى الشعب العامل.


    خامساً: سوف تكون لهذه اللجنة العامة لجنة دائمة في حالة انعقاد مستمر.


    سادساً: إننا سوف نطرح خطة عمل على مستوى دولة الاتحاد تضمن لجبهة القتال عمقاً وفاعلية وكفاءة تستطيع جميعها أن تُؤَمِنْ لنا معركة ذات نفس طويل.


    سابعاً: إننا سوف نقوم بمبادرات جديدة نأمل أن تصل إلى تحقيق قومية المعركة إلى أبعد حد ممكن ومستطاع.


    ثامناً: إننا وضعنا خطة لتحرك دولي يضع العالم بما فيه القوى العظمى أمام مسؤوليات لم يعد ممكناً تناسيها أو نسيانها.


    أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،


    لقد جاءت لحظة نقول فيها لأنفسنا ولغيرنا:


    لن تصدنا عقبة، ولن ترهبنا قوة، ولن يقهرنا عدو.


    سوف نشق طريقنا وسط النار والعاصفة، وسوف نفدي بالعرق حريتنا، وسوف نفدي بالدم شرفنا، وسوف نضع أعلامنا، بإذن الله وتوفيقه، حيث يجب أن ترتفع أعلامنا.






    رحمك الله يا سادات

    يا من مت شهيدا للخيانة والغدر

    السادات flag_egypt_M.jpg
    كتبت : زهره الاسلام
    -
    [align=center]رحم الله هذا الرجل
    لقد كان نعم القدوه
    وقد مات غدرا ونحسبه من الشهداء
    فلولاه ما كنا حصلنا على ارضنا سيناء

    رحم الله السادات وجعله من اهل الجنه

    [/align]
    كتبت : سحر هنو
    -
    [align=center]
    يسلملى ردك يا زهرة

    واسال الله العظيم ان يقبل دعاؤنا لة

    رحمة الله وغفر لة ذنوبة وجعلة من الشهداء
    [/align]
    كتبت : ✿ موكآ فرآولة ✿
    -
    [align=center]
    نسأل الله ان يغفر له ويرحمه


    بارك الله فيك

    :)

    [/align]

    التالي

    برنامج رائع لمعرفة الرصيد Touch Balance v.1.2.1

    السابق

    انا ماسة من فرنسا

    كلمات ذات علاقة
    0000 , ماذا , ليكون , معجزة , الله , التي , الدين , الدنيا , النار , اسرائيل , بلدى , بالوحدة , تؤدي , يبدأ , جديدة , يجوز , يعرف , صديق , عليكم , فيها , إرادتي , نداء , ورحمة , قدوة , كامل