صحابية.. خلدت للتاريخ أسماً لأول أمرأة تقتل رجلاً كافراً
مجتمع رجيم / بهم نقتدى
- نشأتها وتنشئتها لابنها الزبير:
نشأت صفية في بيت زعيم مكة وحكيمها المطاع عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، صاحب سقاية الحاج وسيد قريش.
فقد نشأت سيدة قرشية، فصيحة بليغة، شاعرة باسلة،
في شعرها جودة، وفارسة شجاعة، تضرب بالسيف
وتطعن بالرمح، كأمهر الفرسان وأشجع الشجعان،
حتى أنها رضي الله عنها
خلدت للتاريخ أسماً لأول امرأة مسلمة تقتل رجلاً كافراً.
وقد عاشت لولدها الزبير وتربيته تربية المرأة العظيمة لأحد رجال الأمة العظماء، فصنعت بذلك بطلا من أبطال الإسلام وعلما من أعلام الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله،
وقد روي عنها رضي الله عنها، أنها بعدما ما عاتبها أعمامه على قسوتها عليه وضربها إياه بجفوة وغلظة
وكأنها تبغضه، ردت عليهم منشدة:
من قال قد أبغضته فقد كذب *** إنما أضربه لكي يلب
ويهزم الجيش ويأتي بالسلب
فكان الزبير بن العوام كما أرادت رضي الله عنها، لقد كان رجلا بألف رجل كما أقرت ذلك فيه شهادة أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما كتب إلى عمرو بن العاص إبان فتح مصر:
«إني أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف منهم رجل مقام الألف»، وكان الزبير على رأس هؤلاء الرجال الأربعة (2).
وقد ذكر المؤرخون أيضا أن أول سيف شهر في الإسلام
كان هو سيف الزبير.
- إسلامها رضي الله عنها:
لا خلاف في إسلامها، وقد أسلمت قبل الهجرة.
فحينما نزل قول الله عز وجل: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]،
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
"قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم" (3).