سورة يوسف فرائد و فوائد

مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
كتبت : هيليدا
-
مقدمة


الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أما بعد
مرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيبًا زارنـا في كل عـام
قد لقينـاك بِحب مفعـم كل حبُ في سوى المولى حرام
فاقبل اللهم ربِي صومنـا ثم زدنا من عطاياك الجسـام
مرحبًا بك يا رمضان، حبيبًا جئت على فاقة، جئت بعد عام كامل، مات فيه قوم ووُلِدَ آخرون، واغتنى قوم وافتقر آخرون، وسَعِدَ قوم وشقي آخرون، واهتدى قوم وضلَّ آخرون. جئتنا بعد عام كامل وكأَنّ في ردائك كتابًا تقول فيه لكل مسلم: إذا أنت أدركتني هذه السنة فقد لا تُتِمّني، وإن أتممتني فقد لا تلقاني بعد عامي هذا، فالبِداَر البِدارَ قبل فَوَات الفُرَص وذهاب الأعمار.

{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }
رمضان شهر القرآن، ولذا تعظم في هذه الأيام الصلة بكتاب الله - جلَّ علا- تلاوةً واستماعاً وتدبُّراً وانتفاعاً،
وكان جبريل - عليه السلام - يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان - كما في الصحيحين - ، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة ، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل القرآن مرتين .
كان السلف يخصصون جزءًا كبيرًا من وقتهم في رمضان لقراءة القرآن، حتى قال الزهري - رحمه الله-: إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن، وإطعام الطعام.
وكان الإمام مالك - رحمه الله- إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، وأقبل على قراءة القرآن الكريم من المصحف.
و من هذا المنطلق سوف نتدارس في هذا الشهر المبارك و لمدة عشرين يوما سورة يوسف
و أتمنى من الأخوة و الأخوات المشاركة في اثراء الموضوع لأن هذا الموضوع نواة لكتاب أقوم بجمعه من فترة
نسأل الله أن يفعنا و يرفعنا بالقرآن و أن يجعلنا من أهل القرآن


SORAF.jpg

شرف علم التفسير :

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد
فإن قيمة أي علم وأهميته إنما تقاس بأهمية المعلوم، والغرض من تعلمه، وبمقدار حاجة العباد إلى ذلك العلم وضرورتهم إليه، ومن ثَم كان علم تفسير القرآن من أجل علوم الشريعة وأرفعها قدرًا، إذ هو أشرف العلوم موضوعا وغرضا وحاجة إليه _ لأن موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة ولأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية .

وحاجة الناس إليه وضرورتهم له فوق كل حاجة ، وأعظم من كل ضروروة، وإنما اشتدت الحاجة إليه لأن كل كمال ديني أو دنيوي لا بد وأن يكون موافقا للشرع ، وموافقته تتوقف على العلم بكتاب الله . وبمعرفة التفسير يعرف الإنسان منهج الله الذي أودعه كتابه، وما في هذا المنهج من الراحة والطمأنينة والرفعة والبركة والطهارة، كما يعلم أيضا منهج الشيطان ، ووهو كل منهج خالف منهج القرآن ، وما في هذه المناهج من الفساد والضياع والضنك والضلال ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى).

SORAF.jpg

الأمر بتدبر القرآن :

لما كان القرآن الكريم رسالة الله إلى عباده ودستوره الذي أنزله إليهم ليعملوا به ويتحاكموا إليه كان لابد لهم أن يفتحوا تلك الرسالة ويقرؤوها ويفهموا ما فيها حتى يمكنهم أن ينفذوا ما فيها ويطبقوه؛ ولذلك أمرهم الله سبحانه بتدبره وتفهمه وحثهم عليه فقال سبحانه : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) وقال : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )، ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )
وقال تعالى: ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ،
قال ابن عباس :
"الحكمة: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله". (أخرجه ابن أبي حاتم وغيره)
وقال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون).
أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو ابن مرة قال: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني؛ لأني سمعت الله يقول : " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ".

SORAF.jpg

اهتمام السلف بتفسير القرآن :

ذكر الإمام الطبري بسنده عن ابن مسعود قال : كان الرجل مـِنـَّا إذا تعلَّم عَشر آيات لم يجاوزهُنَّ حتى يعرف معانيهُنَّ ، والعمل بهنَّ .
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلَّموا عَشر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العلم والعمل ، فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعــًا .
وعن عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ قال: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمَ نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحدٍ أعلم بكتاب الله مِنّي تنالُه المطايا لأتيته .
قال ابن عبد البر رحمه الله : فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب معه .

وقال ابن تيمية رحمه الله : قد فتح الله علَيَّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن .
قال العلامه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه أصول التفسير :

"إن من أجل فنون العلم، بل هو أجلها وأشرفها، علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلام الله -عز وجل-"؛ لأن شرف العلم يشرف بموضوعه، وموضوع علم التفسير كلام الله -عز وجل- فالاعتناء به أهم من الاعتناء بشرح الحديث، وأهم من الاعتناء بشرح متن من متون العلماء؛ لأنه تفسير لكلام الله -عز وجل- والعلوم تشرف بحسب موضوعها.

SORAF.jpg


عنوان الدورة ( سورة يوسف فرائد و فوائد )

SORAF.jpg

طريقة الدورة :
تقسيم السورة الى مقاطع و ذكر الفوائد و الفرائد .

SORAF.jpg

لماذا قصة يوسف ؟

قصة يوسف لأنها أكمل قصة في القرآن وأشمل .
أيضا فيها عجائب من البلاء والفوائد أيضا لأنه كل من ذكر فيها من الأشخاص كانت نهايتهم سعيدة فهي محل فأل .فقال بعضهم: سميت أحسن القصص؛ لأنها وردت متكاملة من أولها إلى آخرها في نفس السورة، أما بقية القصص فتذكر في عدة مواضع. قصة موسى -عليه السلام- مثلاً، أشمل موضع ذكرت فيه هو سورة القصص، ومع ذلك فصل فيها في سور أخرى.
وقال ابن عطاء: لا يسمع سورة يوسف مخزون إلا استراح إليها
قال العلامة القرطبي: ذكر الله أقاصيص الأنبياء في القرآن، وكررها بمعنى واحد، وفي وجوه مختلفة، وبألفاظ متباينة، على درجات البلاغة والبيان، وذكر قصة يوسف عليه السلام ولم يكررها، فلم يقدر مخالف على معارضة المكرر، ولا على معرضة غير المكرر، والإعجاز واضح لِمَنْ تأمل. وصدق الله {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ}!.

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي في معرض كلامه عن قصة يوسف :
{ وفي هذه القصة من العبر والفوائد والحكم ما يزيد على ألف فائدة لعلنا إن وفقنا الله أن نفردها في مصنف مستقل }

قال الشيخ السعدي رحمه الله في آخر تفسيره لسورة يوسف :

( فهذا ما يسر الله من الفوائد والعبر في هذه القصة المباركة، ولا بد أن يظهر للمتدبر المتفكر غير ذلك )


SORAF.jpg
كتبت : عبير ورد
-
بارك الله فيك غاليتي لهذا الطرح الرائع والمميز
فعلا سورة يوسف عليه السلام فيها الكثير من العبر الذي يستفاد منها عبر الأزمان
جزاك الله الفردوس الأعلى من الجنة
بوركت
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خيرا أختي الغالية
وأثقل موازين حسناتك
طبت والجنة جزيت
كتبت : * أم أحمد *
-
بارك الله فيكِ

وجزاكِ الله خيرا
كتبت : بنتـي دنيتـي
-
كتبت : سنبلة الخير .
-

التالي

أختبار سورة الفاتحه

السابق

لطائف قرآنية "قل قتال فيه كبير "

كلمات ذات علاقة
يوسف , صورة , فرائد , فوائد