ماذا تعرف عن القبر؟

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
[grade="800080 800080 800080 800080 800080"]ماذا تعرف عن القبر؟[/grade]
[grade="00008B 00008B 00008B 00008B 00008B"]ـ أول ليلة في القبر، وأهوال القبور [/grade]

[grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.....[/grade]{[grade="000000 000000 000000 000000 000000"] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (سورة آل عمران: 102)

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (سورة النساء: 1)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }(سورة الأحزاب:70،71)[/grade]


أ[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]ما بعد...،
فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى- وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل
محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.[/grade]
[grade="008000 008000 008000 008000 008000"]الــقـبـر... رؤيــة مـن الــداخــل [/grade]!!
[grade="0000FF 0000FF 0000FF 0000FF 0000FF"]قال عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ لبعض جلسائه يوماً:
يا فلان لقد بت الليلة أتفكَّرُ في القبر وساكنه
إنك لو رأيت الميت بعد ثلاث في القبر؛ لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك بناحيته،
ولرأيت بيتاً تجول فيه الهوام، ويجري فيه الصديد، وتخترقه الديدان، مع تغير الرائحة،
وبلى الأكفان، بعد حسن الهيئة، وطيب الريح، ونقاء الثوب، ثم شهق شهقة خرَّ مغشياً عليه "
(رواه ابن أبي الدنيا)
وصدق عمر بن عبد العزيز:
فإنك لو نظرت إلى القبر لرأيت منظراً فظيعاً، ستجد لحماً مقطعاً، ودماء تسيل، وصديد يجري، وأشلاء ممزقة، وعظاماً متناثرة، وهوام وديدان تجول بجسد الإنسان. يا له من منظر تقشعر له الأبدان. [/grade]

[grade="DC143C DC143C B22222 FF0000 DC143C"]وصدق الحبيب العدنان حيث يقول كما عند الترمذي:
" ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه" (صحيح الجامع: 5923)[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]ودخل رجلاً على عمر بن عبد العزيز فتعجَّب من تغير صورته لكثرة الجهد والزهد والعبادة، فقال له عمر:
"يا فلان لو رأيتني بعد ثلاث، وقد أُدخِلت قبري، وقد خرجت الحـدقتان، فسالتا على الخدين، وتقلصت الشفتان عن الأسنان، وانفتح الفم، ونتأ البطن فعلا الصدر، وخرج الصلب من الدبر، وخرج الدود من المناخر، لرأيت أعجب مما تراه الآن"[/grade]
[grade="C0C0C0 808080 C0C0C0 808080 C0C0C0"]وكان بعضهم يذكر حاله عند دخول القبر فيقول[/grade]:


[grade="FF1493 FF1493 FF1493 FF1493 FF1493"]ضعوا خدي على لحدي ضعوه
ومن عفر التراب فوسدوه
وفكـوا عني أكفـاناً رقـاقاً
وفي الرمس البعيـد فغيبوه
فلو أبصرتمـوه إذا انقضت
صبيحة ثـالثٍ لتركتمـوه
وناداه العلـي هـذا فـلان
هلموا فانظروا هل تعرفـوه
حبيـبكم وجـاركم المفدى
تقـادم عهدُه فنسـيتمـوه[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]وذات يوم شيَّع عُمر بن عبد العزيز جنازة:
فلما انصرفوا تأخَّر هو، فقال له بعض أصحابه: يا أمير المؤمنين: جنازة أنت وليُّها تأخرت عنها وتركتها ؟ قال: نعم. ناداني القبر من خلفي: يا عمر بن عبد العزيز، ألا تسألني ما صنعت بالأحبة ؟ قلت: بلى. قال: خرقت الأكفان، ومزقت الأبدان، ومصصت الدم، وأكلت اللحم،
قال: ألا تسألني ما صنعت بالأوصال ؟ قلت: بلى. قال: نزعت الكتفين من الذراعين،
والذراعين من العضدين، والعضدين من الكتفين، والوركين من الفخذين، والفخذين من الركبتين، والركبتين من الساقين، والساقين من القدمين، ثم بكى. وقال: ألا إن الدنيا بقاؤها قليل،
وعزيزها ذليل، وغنيها فقير، وشابّها يهرم، وحيّها يموت، فلا يغرنكم إقبالها مع معرفتكم بسرعة إدبارها، فالمغرور من اغتر بها[/grade]
[grade="000000 000000 000000 000000 000000"]قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ } (فاطر:5)[/grade][grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]فيا ساكن القبر غداً... ما الذي غرَّك من الدنيا ؟!
فأين سُكَّانها الذين بنوا مدائنها، وشقوا أنهارها، وغرسوا أشجارها، وأقاموا فيها دهوراً ؟!؛
فاغتروا بقوتهم فركبوا الذنوبا!!
سَلْهُم... ماذا صنع التراب بأبدانهم، والهوام بأجسادهم، والديدان بعظامهم وأوصالهم؟
سَلْهُم... عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون؟ وعن الأعين التي كانوا بها ينظرون؟
سَلْهُم... عن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة ما صنع بها الديدان؟
محت الألوان، وأكلت اللحمان، وعفَّرت الوجوه، وغيَّرت المحاسن، وكسرت الفقار، وأبانت الأعضاء، ومزَّقت الأشلاء
فأين حجَّابُهم...؟! وأين خدمهم وعبيدهم...؟! أين دارهم الفيحاء... ؟! أين رقاق ثيابهم... ؟!
أين طيبهم... ؟! أين بخورهم...؟! أين كسوتهم لصيفهم وشتائهم... ؟!
فمنهم والله الموسَّع له في قبره، المُنعَّم فيه، ومنهم والله المُضيَّق عليه في قبره، المُعذَّب فيه.


فـيـا لـلــقـبــور... ظاهرها تراب وبواطنها حسرات، ظاهرها بالتراب والحجارة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينها وبين شهواتها وأمانيها
تالله لقد وَعظَتْ فما تركت لواعظٍ مقالاً، ونادت يا عُمَّار الدنيا لقد عَمَّرتُم داراً موشكة بكم زوالاً، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً.
عَمَّرتُم بيوتاً لغيركم منافعها وسُكْانَها، وخَرَّبْتُم بيوتاً ليس لكم مساكن سواها.
يـا لـلــقـبــور... إنها دار الاستباق، ومستودع الأعمال، وجني الحصاد
إنها محل للعِبَر، رياض من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار. (الروح لابن القيم)

فـيـا لـلــقـبــور... إنها أول منازل الآخرة[/grade]
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 DC143C"]فقد أخرج الترمذي وابن ماجة عن هانئ مولى عثمان قال:
"كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبلَّ لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا ؟ فقال: إن رسول الله قال:
"إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشدّ منه" (صحيح الجامع:1684)[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]هذا هو القبر ...
أول منزل من منازل الآخرة، فالرحلة إلى الدار الآخرة تبدأ مع أول ليلة في القبر، يا لها من ليلة.

يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:
يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط:
ليلة تبيت مع أهل القبور لم تبت ليلة قبلها، وليلة صبيحتها يوم القيامة.
أما اليومان: يوم يأتيك البشير من الله إما إلى الجنة وإما إلى النار.
ويوم تعطى كتابك إما بيمينك وإما بشمالك.[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]فتعالي أختي الحبيبة... نعيش أنا وأنتِ بقلوبنا
ما يحدث في أول ليلة في القبر؟ وما يكون فيها من أهوال؟[/grade]
[grade="A0522D A0522D A0522D A0522D A0522D"]أولاً:كـلام الـقـبـر لابــن آدم[/grade]:
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]تخيلي أختي الحبيبة... إذا وضعك أبناؤك وأحباؤك في قبرك، وأغلقوا عليك فأحكموا الإغلاق، ثم تركوك وحيدةًوانصرفوا عنكِ، وأنت تسمعين قرع نعالهم، ذهبوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، تركوك في هذا الجو المخيف المفزع، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرجت يدك لم تكد ترينها، ظلمة مخيفة، سكون قاتل، جو موحش.
وفي هذا الجو الموحش، والسكون القاتل، والظلمة المخيفة، تجدين مَن يُحدِّثُك ويُكلِّمُك ، يا له من هول يشيب له الولدان، مَن المتكلم؟ إنه القبر... فإذا كان العبد صالحاً قال له القبر: مرحباً وأهلاً
وإذا كان عاصياً قال له القبر: لا مرحباً ولا أهلاً[/grade]
.
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 FF0000"]فقد أخرج الترمذي بسند فيه مقال عن أبي سعيد الخدري قال :
"دخل رسول الله مصلاه، فرأى ناساً كأنهم يكتشرون (1)، قال: أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى، فأكثروا من ذكر هادم اللذات -الموت- فإنه لم يأتِ على القبر يوماً إلا تكلم فيه، يقول: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحدة، أنا بيت التراب، أنا بيت الدود، فإذا دُفِن العبد المؤمن قال له القبر: مرحباً وأهلاً، أما إن كنت لأحبَّ من يمشي على ظهري إلي فإذا وُلِيتُك اليوم وصِرتَ إلي، فسترى صنيعي بك. قال: فيتسعُ له مدَّ بصرِه، ويفتح له باب إلى الجنة.
وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحباً ولا أهلاً، أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذا وُلِيتُك اليوم وصِرتَ إلي فسترى صنيعي بك، قال:
فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه وتختلف أضلاعه، قال: قال رسول الله بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض، قال: ويقيض الله له سبعون تنيناً، لو أن واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئاً ما بقيت الدنيا، فينهشنَّه ويخدشنَّه حتى يُفضى به إلى الحساب، قال: قال رسول الله إنما القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار"
(ضعيف الجامع:1231)[/grade]

[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"](1) ـ يكتشرون: يضحكون، والكشر ظهور الأسنان للضحك.[/grade]


[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]يا له من موقف مهيب، ومشهد عظيم عندما تجد جدران القبر تحدثك.
فقد جاء عند أبي نعيم في "حليته" عن عبيد بن عمير قال:
"يجعل الله للقبر لساناً ينطق به، فيقول: يا ابن آدم كيف نسيتني؟! أما علمت أني بيت الدود،
وبيت الوحدة، وبيت الوحشة".[/grade]
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 DC143C"]أخرج ابن المبـارك بسند صحيح في "زوائد الزهد" لنعيم عن أسيد بن عبد الرحمن
ـ رحمه الله ـ قال:
"بلغني أن المؤمن إذا مات وحُمِلَ قال: أسرعوا بي، فإذا وُضِعَ في لحده كلَّمته الأرض فقالت له:
إن كنتُ لأحبك وأنت على ظهري، فأنت الآن أحب إلي، فإذا مات الكافر وحُمِلَ قال: ارجعوا بي، فإذا وُضِعَ في لحده كلَّمته الأرض فقالت: إن كنتُ لأبغضك وأنت على ظهري فأنت الآن أبغض إليّ"
وأخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عبيد بن عمير أيضاً أنه قال:
"إن القبر ليقول: يا ابن آدم ماذا أعددتَ لي ؟
ألم تعلم أني بيت الغربة، وبيت الوحدة، وبيت الأكلة، وبيت الدود"
وأخرج ابن المبارك كما في "زوائد الزهد" لنعيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: "بلغني أن الميت يقعد في حفرته، وهو يسمع خطو مشيِّعيه، ولا يكلمه شيء أول من حفرته، تقول: ويحك ابن آدم!! أليس قد حُذِّرْتَني وحُذِّرْتَ ضيقي، وظُلمتي، ونتنِي، وهَوْلي؟!
هذا ما أعددتُ لك فما أعددتَ لي؟"[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]أختي الحبيبة ...
اقرأي هذا الكلام بعيني قلبك، وعيشي هذه اللحظة، واستعد ي لها من الآن، فإنها آتية لا ريب، والسعيد من وُعِظ بغيره.[/grade]
[grade="A0522D A0522D D2691E A0522D D2691E"]ثانياً: ضـمَّـة الـقــبـر :[/grade][grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]بينما الإنسان منَّا في هذه الدهشة وتلك الرهبة، لم يستفق من هذه الكربة وهذا الهول
وإذ بداهية أخرى تقع به حيث يجد جدران القبر تتحرك وتتقارب عليه، ويضيق القبر حتى يضمَّه ويضغط على جانبيه، وهذه الضغطة لا ينجو منها أحدٌ، صالحاً كان أو عاصياً، صغيراً كان أو كبيراً.[/grade]
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 FF0000"]فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله قال:"إن للقبر ضغطةً لو كان أحد ناجياً منها لنجا سعدُ بن معاذ " (صحيح الجامع: 2180 [/grade])
[grade="FF0000 FF6347 DC143C FF0000 FF0000"]سبحان الله...!!
سعد بن معاذالذي قال عنه النبي كما عند النسائي من حديث ابن عمر:
"هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضُمَّ ضمةً ثم فُرِّج عنه" (قال الألباني في "مشكاة المصابيح": إسناده صحيح)
وعند الطبراني من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعا:ً
" لو نجا أحد من ضمة القبر، لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضُمَّ ضمةً، ثم رُخي عنه"
(الصحيحة:1695)و(صحيح الجامع:5306)[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]فضمة القبر هول شديد رهيب، والأخطر أنه لا ينجو منه أحد حتى الصبي الصغير [/grade].
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 FF0000"]فقد أخرج الطبراني في "الكبير" عن أبي أيوب الأنصاري قال :
"دفن صبيٌ، فقال رسول الله r: لو أفلت أحد من ضمَّة القبر لنجا هذا الصبي"
(صحيح الجامع: 5307)[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]والسر في هذه الضمَّة كما قال محمد التيمي كما عند ابن أبي الدنيا:
"كان يقال: إن ضمَّة القبر تكون لأن الأرض أصل البشر، وأنها أمّهم، ومنها خلقوا، فغابوا عنها الغيبة الطويلة، فلما ردَّ الله تعالى أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها، ثم قدموا عليها، فمن كان مطيعاً ضمته برفق، ومن كان عاصياً ضمته بعنف، سخطاً منها عليه.[/grade]

[grade="FF7F50 FF6347 FF7F50 FF4500 FF7F50"]ورضي الله عن عمر بن الخطاب حيث يقول:
"لو كان لي طلاعُ الأرض ذهباً لافتديت به من هول المطلع" [/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]فهيا نتب الآن ونستقيم على طاعة الواحد الديان حتى ننجو من هول المطلع غداً [/grade]
[grade="A0522D A0522D A0522D A0522D A0522D"]ثالثاً: دخـــول المـلـكـيــن [/grade]:
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]يا له من موقف عصيب، تأمل أختي الحبيبة وأنتِ وحدكِ في قبركِ قد أصابكِ ما أصابكِ من هول المطلع، ومشاهد لم تعهديها من قبل، وأنتِ لم تفيقِ منها، وإذ بملكين أسودين أزرقين يدخلا عليك ِ
ياالله!! اللهم ثبتنا يا أرحم الراحمين.
يصف النبي لعمر هذين الملكين [/grade]
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 FF0000"]ففي الحديث الذي أخرجه البيهقي وابن أبي الدنيا مرسلاً ووصله ابن بطة في "الإبانة" من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله لعمر بن الخطاب:
"يا عمر كيف بك إذا أنت مِتّ، فانطلق بك قومك، فقاسوا لك ثلاثة أذرع في ذراع وشبر، ثم رجعوا إليك فغسَّلُوك وكفَّنُوك وحنَّطُوك، ثم احتملوك حتى يضعوك فيه، ثم يهيلوا التراب ويدفنوك، فإذا انصرفوا عنك أتاك فتَّانَا القبر منكر ونكير، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، يجران أشعارهما، ويبحثان القبر بأنيابهما، فتَلْتَلاك وثَرْثَرَاك، كيف بك عند ذلك يا عمر؟ فقال عمر: ويكون معي عقلي منك عقلي الآن؟ قال: نعم. قال: إذن أكفيكهما"
ـ وفي رواية:"قال عمر: أيرد إلينا عقولُنا ؟ قال: نعم. كهيئتكم اليوم، فقال عُمر:
بفِيهِ الحجر"
ـ فتَلْتَلاك: حرَّكاك بشدة وعنف.
ـ بفيه الحجر: أي بفم الملك الحجر، قالها عُمر بن الخطاب حَسُن ظنه بربه على ما سيكون عنده من حُسن جواب.[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]والله لو دخلا على أهل قرية ـ بهذه الصورة ـ لماتوا من هول وفظاعة المنظر
فكيف وهما يدخلان عليك القبر وأنت وحدك في قبرك، مع ضعفك وانفرادك، فكيف سيكون حالك؟[/grade]
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 FF0000"]قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/44):
"وهما فتَّانا القبر موكلان بسؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه، ويمتحنان البر والفاجر، وهما أزرقان أفرقان لهما أنياب وأشكال مزعجة وأصوات مفزعة. أجارنا الله من عذاب القبر، وثبتنا بالقول الثابت. أهـ[/grade]


[grade="A0522D A0522D A0522D A0522D D2691E"]رابعاً: سؤال الملكين، ورؤية العبد مكانه في الجنة أو في النار[/grade]:
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]وتتوالى المفاجآت، فلا يكاد العبد يفيق ممن داهية إلا وتأتي أخرى على إثرها، فهو ما زال في رعب من منظرهما إذ يسألانه بصوت كالرعد، ينخلع معه القلب ويطير منه العقل سؤالاً محدداً واضحاً صريحاً والسؤال يحتاج إلى إجابة فورية.[/grade][grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 FF0000"]إنه الاختبار الذي قال عنه الحبيب المختار كما في صحيح البخاري ومسلم من حديث أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها ـ:
" ولقد أُوحي إليَّ أنكم تفتنون في قبوركم، مثل أو قريباً من فتنة المسيح الدجال"[/grade]
[grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 DC143C"]وفي هذا الامتحان يُسئَل العبد عن ثلاثة أسئلة
ذكرهم النبي في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن البراء بن عازب حينما تكلم النبي عن المؤمن وتعرضه للفتنة في القبر فقال :
"فيأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له: مَن ربك؟ ما دينك؟
من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (إبراهيم: 27)، فيقول:
ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّ محمد فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي"
(السلسة الصحيحة: 3/1391)


أخرج ابن حبان والطبراني في "الأوسط" والحاكم في "المستدرك" عن أبي هريرة عن النبي قال :
" والذي نفسي بيده إن الميت ليسمعُ خفقَ نعالِكم حين تولُّون عنه مدبرين، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصوم عن يساره، وكل فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه. فيُؤْتى من قِبَل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي مدخلٌ، فيُؤْتى عن يمينه فتقول الزكاة: ما قبلي مدخلٌ، فيُؤْتى عن يساره فيقول الصيام: ما قبلي مدخلٌ، فيُؤْتى من رجليه فيقول فعل الخيرات: ما قبلي مدخلٌ". فيقال له: اجلس، فيجلِس قد مثلت له الشمس قد دنت للغروب، فيقال: أخبرنا عمَّا نسألك، فيقول: دعني حتى أصلي فيقال له: إنك ستفعل فأخبرنا عما نسألك، فيقول: وعمَّ تسألوني؟ فيقال: أرأيت هذا الرجل الذي كان فيكم، ماذا تقول فيه، وما تشهد عليه؟ فيقول: أمحمدٌ؟ فيقال له: نعم. فيقول: أشهد أنه رسول الله وأنه جاءنا بالبيِّنات من عند الله فصدَّقْناه، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك متَّ، وعليه تُبْعث إن شاء الله تعالى، ثم يُفْسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويُنوَّر له، ويُفْتح له باب إلى الجنَّة، فيقال له: انظر إلى ما أعدَّ الله لك فيها، فيزداد غبطة وسروراً، ثم تُجْعل نسمتُهُ في النسم الطيب، وهي طير خضر يعلق بشجر الجنَّة، ويُعاد الجسد إلى ما بدأ من التراب وذلك قول الله {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (إبراهيم:27)"
وعند البخاري ومسلم من حديث البراء بن عازب أن رسول اللهقال :
" المسلم إذا سُئل في القبر، شهد أن لا إله إلا لله وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }(إبراهيم: 27)"
ويقول طاووس في قوله
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قال:لا اله إلا الله، { وَفِي الآخِرَةِ }:المسألة في القبر
وقال قتادة: أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر.
يا طيب كرامة المؤمن في قبره حين ينادي منادٍ من السماء:" أن صدق عبدي"
ويا طيب مثواه حين يقول الملكان له:
"على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله"

وأخرج الترمذي وابن حبان بسند حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
"إذا قُبِر الميتُ ـ أو قال أحدكم ـ أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا. ثم يُفْسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم يُنوَّر له فيه، ثم يُقال له: نم. فيقول: أرجعُ إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم كنومةِ العروسِ الذي لا يُوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك. فيقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها مُعذَّباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك"
وفي رواية أخرى قال النبيعن العبد الكافر أو الفاجر:
"ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه، فيقال: محمد ؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون ذلك، فيقولان: لا دريت ولا تلوت، فينادي منادٍ من السماء أن كَذِب عبدي" (السلسلة الصحيحة:3/1391)
ـ لا دريت ولا تلوت: لا دريت ولا تبعت الناس بأن تقول شيئاً يقولونه.
وأخرج الإمـام أحمد عن أبي قتادة في قوله تعالى:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }(إبراهيم:27)، قال:
"إن المؤمن إذا مات أُجْلس في قبره، فيقال له: مَن ربك؟ فيقول: الله ، فيقال له: مَن نبيك؟ فيقول: محمد بن عبد الله ، فيقال له ذلك مرات، ثم يُفتح له باب إلى النار، فيقال له: انظر إلى منزلك من النار لو زغت، ثم يُفْتح له باب إلى الجنَّة، فيقال له: انظر إلى منزلك من الجنَّة إذ ثبتَّ، وإذا مات الكافر أُجْلس في قبره، فيقال له: من ربك؟ ومن نبيك؟ فيقول:لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون، فيقال له: لا دريت، ثم يُفْتح له باب إلى الجنَّة، فيقال له: انظر إلى مجلسك من الجنَّة لو ثبتَّ، ثم يُفتح له باب إلى النار فيقال له: انظر إلى منزلك من النار إذ زغت، فذلك قوله تعالى:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (إبراهيم:27)"

وأخرج أبو داود عن أنس عن النبي :
"إن المؤمن إذا وُضِع في قبره أتاه ملك، فيقول له: ما كنت تعبد ؟ فإن الله هداه، قال: كنت أعبد الله، فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يُسأل عن شيء غيرها، فينطلق به إلى بيت كان في النار، فيقال له: هذا بيتك كان في النار ولكن الله عصمك ورحمك، فأبدلك به بيتاً في الجنة، فيقول: دعوني حتى أذهب فأُبشِّر أهلي، فيقال له: اسكن،
وإن الكافر إذا وُضِع في قبره، أتاه ملك فينتهره، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت، فيقال: فما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما تقول الناس، فيضربه بمطراق من حديد بين أُذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين" (صحيح الجامع: 1926)[/grade]

[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]يتضح مما سبق أن هناك ثلاثة أسئلة محددة سيسأل عنها العبد، وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة فورية صحيحة، فهيا نستعد لهذه الأسئلة من الآن، فإنه لا يجيب عنها إلا من عاش لها، فعرف ربه وعاش لدينه واتبع رسوله .
ـ فعندما يسأل العبد عن ربه
فإنه لا يجيب عن هذا السؤال إلا من عرف ربه في الدنيا وعبده.
فهل تعرفيه حقا...؟! معرفة تجعلك لا تعصيه وتعبدينه كأنك ترينه؟
فهل تعرفيه حقا...؟! معرفة تدعوك إلى الخضوع له والإذعان؟
فهل تعرفيه حقا...؟! معرفة تجعلك تعودين إليه كلما أذنبت ترجين رضاه ولا تخشى أحدا سواه؟
ـ وكذلك عندما يُسأل العبد عن دينه
فإنه سيجيب عن دينه الذي يدين لله به, ويخضع له، ويعيش في كنفه، ويلتزم بأوامره، ويتحاكم إليه في كل شئونه.
ـ وكذلك عندما يُسأل عن نبيه
فإنه لا يجيب عن هذا السؤال إلا من عرف النبي حقاً، واهتدى بهديه واقتفي أثره واستن بسنته، فجعل النبي إمامهُ وقائدهُ ومرشدهُ ودليلهُ وأستاذهُ ومعلمهُ، أما من كان يقلِّد الناس ويتبع هواه، فإنه يتلعثم في الإجابة؛ لأنه كان بعيداً عن هديه فلا يهتدي لاسمه.[/grade]
كما [grade="FF0000 FF6347 FF0000 FF0000 FF0000"]جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ
أن النبي قال:"وأما فتنة القبر فبي يُفتنون وعنِّي يُسألون، فإذا كان الرجل الصالح أُجْلِس في قبره غير فزع ولا مشعوف، ثم يقال له: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمد رسول الله r جاءنا بالبيِّنات من عند الله فصدَّقْنَاه، فيُفرجُ له فرجةً قِبَل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثم يُفرجُ له فرجةً إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له: هذا مقعدك منها، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه متّ، وعليه تبعث إن شاء الله، وإذا كان الرجلُ السوءُ أُجْلِس في قبره فزِعاً مشعوفاً، فيقال له: ما كنت تقول، فيقول: لا أدري، فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلت كما قالوا، فيُفرجُ له فرجةً من قِبَل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يُفرجُ له فرجةً قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، ويقال: هذا مقعدك منها، على الشك كنت وعليه متّ، وعليه تبعث إن شاء الله، ثم يعذب" (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب)
ـ مشعوفاً: الفزع حتى يذهب بالقلب.
وأخرج البخاري ومسلم عن أنس أن رسول الله قال:
"إن العبد إذا وُضع في قبره، وتولَّى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد r؟ فأما المؤمنفيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. وأما الكافر أو المنافق ـ وفي رواية: وأما الكافر والمنافق ـ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيه، فيُقال: لا دريت ولا تليت"[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]وانظر ي إلى قول هذا العبد عندما يقول: "سمعت الناس يقولون قولاً فقلت كما قالوا، أو كنت أقول ما يقول الناس فيه"، فهؤلاء لا يتحاكمون إلى شرع، بل يتحاكمون إلى العادات والتقاليد، وإلى كلام الناس، يقال لهم: قال رسول الله كذا وكذا، فيقولون: بل قال فلان: كذا وكذا، ويقولون: بل قال الآباء كذا وكذا، فهؤلاء يصدق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى[/grade]:
{[grade="000000 000000 000000 000000 000000"]وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }(البقرة:170) [/grade][grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]فهيا من الآن نستعد لهذه الأسئلة، حتى نستطيع أن نجيب عنها غدا بمشيئة الله وكرمه.
واحذري أختي الحبيبة... أن تكوني عن الله من الغافلين، وعن شرعه من المُعرضين، وعن هدي رسوله من المخالفين، وفي ملذات الدنيا من المنغمسين.
وأُذكِّرك أختي ونفسي أن الموت يأتي بغتة، وملك الموت لن يُؤجِّلك، وضمة القبر لن ترحمك، فهيا استعد من الآن لهذا اليوم العصيب، وارجع إلى رب العالمين قبل أن يأتيك اليقين، واستكثري الزاد ليوم الميعاد[/grade]

[grade="A0522D A0522D A0522D A0522D A0522D"]خامساً: دخـــول الـجـلـيــس[/grade]:
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]فعندما يفتح للرجل الصالح باب من النار ثم يغلق عنه، فيقال له: هذا مقعدك لو كنت عصيت الله، ثم يفتح له باباً إلى الجنة يرى مقعده، فيتمنى على الله أن تقوم الساعة، حتى يعود إلى منزله في الجنة.

وأما من عاش لدنياه واتبع هواه وعصى مولاه، فهذا يفتح له باب إلى الجنة حتى يرى قصورها ويشمُّ عبيرَها ثم يغلق عنه، ويقال: هذا مقعدك لو كنت أطعت الله، ثم يفتح له بابٌ إلى النار ويقال: هذا مقعدك لأنك عصيت الله.
إنه لألم وحسرة تعمل في النفوس، كما تعمل الديدان في الأجساد.
-ومع هذه الحسرات وتلكم الكربات والدواهي العظام والتي تأتي تباعاً، فلم يكد هذا العبد المسكين يفيق من واحدة إلا والثانية على إثرها، فلم يستفق من فزع تكليم القبر له، إلا ويجد جدران القبر قد ضمَّته ضمة اختلفت معها أضلاعه، ثم يأتيه الملكان أسودان أزرقان ينتهرانه بصوت كالرعد، فيسألانه فيتلعثم، فيفتح له باب من النار، ويأتيه من حرها وسمومها، ويا ليت الأمر يقف عند هذا...!
لكن يدخل عليه رجل أسود الوجه، قبيح الثياب، نتن الرائحة، فيقول له العبد في ألم وحسرة: من أنت؟! وكأنه يقول له: من أنت أيضاً؟
-ولك أن تتخيل تلك الصورة فمع ظلمة القبر، ووحشة الإنفراد، وتتابع الأهوال، وخوف المجهول، فيدخل على العبد كذلك رجل أسود اللون، كئيب الوجه، قبيح المنظر، وهكذا الذنوب كذلك تكن بهذا القبح، والإنسان منَّا إذا جلس دقائق مع إنسان يكرهه أو مع إنسان رائحته كريهة لمرَّت هذه الدقائق كأنها سنين، فكيف بهذا الجليس كريه الرائحة، أسود الوجه يكون مع هذا الإنسان إلى يوم القيامة؟! إنها داهية من دواهي وأهوال القبر.
- أما العبد الذي عاش لمولاه وخالف هواه، فيتمثل عمله في صورة رجل أبيض الوجه، أبيض الثياب، طيب الرائحة.
كما أخبر بذلك النبي حيث قال كما في حديث البراء بن عازب:
"يمثل له رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرُّك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح..."[/grade]
فهيا [grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]أختي الحبيبة...بادري بفعل الخيرات، فإنها الباقيات الصالحات.[/grade]
[grade="800080 800080 800080 800080 800080"]أيتها المقابر فيك *** من كنا ننازله


ومن كنا نتاجره *** ومن كنا نعامله


ومن كنا نعاشره *** ومن كنا نطاوله


ومن كنا نشاربه *** ومن كنا نؤاكله


ومن كنا له إلفا *** قليلاً ما نزايله


ومن كنا له بالأمس *** أحيانا نواصله


فحل محله من حلها *** صرمت حبائله


ألا إن المنبة منهل *** والخلق ناهله


قد كان عمرك ميلا *** فأصبح الميل شبرا


وأصبح الشبر عقدا *** فاحفر لنفسك قبرا[/grade]
كتبت : رسولي قدوتي
-
زار علي بن أبي طالب رضي الله عنه المقبرة
في رمضان فقال يا معشر القبور ما خبركم ؟؟
فسكت ..
وأجاب نفسه بنفسه خبركم عندنا :
إن أموالكم قُسِمت
وبيوتكم سُكِنت
وزوجاتكم نكحت

ثم بكى وقال ماخبرنا عندكم ؟؟
فقال :
لو أجابوا لقالوا : إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى ...


صدق والله

ثبتنا الله على القول الثابت في الدنيا والآخرة

وجعل قبورنا روضة من رياض الجنة

وأعاذنا من وحشة القبر وظلمته

بارك الله فيكِ أختي الغالية
موضوع يلامس شغاف القلوب
اختيار موفق وانتقاء مميز
في انتظار جديدكِ

ودي وورودي
كتبت : سنبلة الخير .
-
موضوع رائع وموثر جدا
جزاكِ الله خيرا على طرحكِ المتميز
سلمت يداكِ وكتب الله لكِ الاجر
انار الله قلبكِ ونفع بكِ
كتبت : * أم أحمد *
-
اللهم أجعل قبورنا روضه من رياض الجنه
ولا تجعلها حفرة من حفر النيران
آمين آمين
أختي الغاليه جزاكِ الله خيرا
وأعاذنا الله وإياكم من القبر وعذابه
سلمت يداكِ
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
[quote=رسولي قدوتي;1377433] زار علي بن أبي طالب رضي الله عنه المقبرة
في رمضان فقال يا معشر القبور ما خبركم ؟؟
فسكت ..
وأجاب نفسه بنفسه خبركم عندنا :
إن أموالكم قُسِمت
وبيوتكم سُكِنت
وزوجاتكم نكحت

ثم بكى وقال ماخبرنا عندكم ؟؟
فقال :
لو أجابوا لقالوا : إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى ...


صدق والله

ثبتنا الله على القول الثابت في الدنيا والآخرة
وجعل قبورنا روضة من رياض الجنة
وأعاذنا من وحشة القبر وظلمته

بارك الله فيكِ أختي الغالية
موضوع يلامس شغاف القلوب
اختيار موفق وانتقاء مميز
في انتظار جديدكِ

ودي وورودي[/quot
[grade="00008B FF0000 FF0000 4B0082 800080"]تنير مشاركاتي اذا كان بين القراء اسمك فكيف اذا اثراها قلمك
اجارنا الله من فتنة القبر ومنهول الامر
روعتك تجعل قلمي يخجل من مجاراتك
بوركت اينما كنت[/grade]
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء:
موضوع رائع وموثر جدا
جزاكِ الله خيرا على طرحكِ المتميز
سلمت يداكِ وكتب الله لكِ الاجر
انار الله قلبكِ ونفع بكِ
[grade="0000ff 0000ff 0000ff 0000ff 0000ff"]بارك الله فيك علي الدعاء و المرور دمت اختا عزيزة[/grade]
الصفحات 1 2  3 

التالي

كلمات كالزهر،، بل كقطرات العسل،، لا لا بل كاللآلئ والدرر

السابق

كيف تخشع في الصلاة

كلمات ذات علاقة
ماذا , القبر؟ , تعرف , عن