الصبر فى الدنيا وتحمل بلائها ( حمله سماء الابداع )
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
اخواتى الغاليات لا شك ان الدنيا لا تثبت على حال ، فلا سعاده او لذه دائمه وكامله والا لو كمُلت السعاده ما وُجدت الجنه !!والسعيد من لازم التقوى، وإن افتقر أغنته، وإن ابتلي جملته، فلازم التقوى في كل حال، فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة، ولا في المرض إلا العافية، ولا في الفقر إلا الغنى
فالسعيد من رضى بقضاء الله وقدره وتيقن ان كل شيىء يحدث لحكمه قد لا نعلمها ابدا او نعلمها فيما بعد ولكنه فى النهايه كله خير .
ولقد قدر الله مقادير الخلائق وآجالهم،وقسم بينهم معايشهم وأموالهم،وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملاً. والإيمان بقضاء الله وقدره ركن من أركان الإيمان، وما في الأرض من حركة أو سكون إلا بمشيئة الله وإرادته، وما في الكون كائن إلابتقدير الله وإيجاده.
قال تعالى ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)
قال تعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) .
فالرجل يكون فى اهله يحبهم ويحبونه ويانس بهم ويانسون به ويدخل كل يوم على اولاده بالابتسامات ويتلقونه بالترحيب ويحمل اليهم ما لذ وطاب من الطعام والشراب وذات يوم وهم ينتظرونه يتاخر ولا ياتيهم بل ياتيهم خبره وانه قد مات فى حادث فماذا عساهم ان يصنعون ؟؟!!
لا شك انهم اذا كانوا مؤمنين بالله وباقداره وقضائه استرجعوا فقالوا انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنا فى مصيبتناواخلفنا خيرا منها فيبدلهم الله خيرا منها ويرزقهم ايمانا يجدون حلاوته فى قلوبهم وطمانينه وسكينه تباشر قلوبهم ايضا وفضلا عن ذلك فعليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك هم المهتدون
اما اذا لم يكونوا مؤمنين فماذا عساهم ان يفعلون ؟؟!! امرأته تشق الجيب وتلطم الخد وتعترض على الاقدار وتسب الايام والشهور والليالى وتصيح صياح المجانين بل ويكون المجنون افضل منها فى حالتها تلك فالمجنون مرفوع عنه التكليف اما هى فتقام يوم القيامهوعليها سربال من قطران ودرع من جرب كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شان النائحه , وقد تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصالقه والحالقه والشاقه
وماذا عساها ان تجنى بعد ذلك ؟ انها تجنى ثمار اعتراضها على القدر
حسرات الى حسرات وخسارا الى خسار ,يتسرب اليها الندم الذى لا ينفع بشيىء فتقول : يا ليته ما خرج من بيتهفتقع فيما يقع فيه الكفار الذين نهانا الله عن التشبه بهم حيث قال سبحانه وتعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصي)
فنهى الله سبحانه وتعالى عن التشبه بالكفار , ولكن عن تشبه بالكفار فى ماذا ؟؟!!
عن التشبه فى قولهم فى شان اخوانهم الذين سافروا فماتوا او خرجوا فى الغزو فماتوا فقالوا : لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا , فهذا حال الكافر اذا مات اخوه او ابوه او قريبه فى سفر او غزوه فيقول : لو كان عندنا ما مات ولا قتل !!
يا ليته ما خرج ! يا ليته ما سافر !
فيحل الندم وتحل الحسرات على القلوب وهذا نوع من انواع العذاب ينزله الله باهل الكفر الذين لا يعرفون الله ولا يؤمنون باقداره فنهى الله المؤمنين عن التشبه بالكفار فى هذه التصرفات الحمقاء .
فلا يجب ان يكون المؤمن مثل الكافر قال تعالى( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
قولوا انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنا فى مصيبتا واخلف لنا خيرا منها
بهذا تسكن القلوب وتهدا وتسترخى الاعصاب وترتاح ويتنزل الايمان وتحل السكينه وترفع الدرجات
فالله هو يحيى ويميت وهو عليم بما نقول وبصير بما نعمل .
والطالب يكون فى دراسته مجتهدا غايه الاجتهاد ذكيا وكل عام ينجح ويتفوق على اقرانه وياتى فى امتحان الثانويه مثلا التى تحدد جامعته المستقبليه يخرج من بيته صباحا للامتحان فيسقط من على الدرج فتنكسر رجله او يهشم راسه ويذهب للمستشفى فيعالج ويتالم وزملائه فى نفس الوقت فى الامتحان يؤدون الامتحان فى هدوء وراحه بال , فماذا عساه ان يفعل اذا لم يكن مؤمنا بأقدار الله ؟!!
لا شك انه اذا كان مؤمنا بالله وباقداره رضى وحمد الله على كل حال وعلم ان هذا ابتلاء من الله وان الله عز وجل يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فكان امله ورجاؤه فيما عند الله واحتسب كل ما فى نفسه وبدنه ودنياه , فحينئذ يبدله الله ايمانا يجد حلاوته فى قلبه ....
والمرأه او الفتاه تكون جميله حسناء يتحدث اهل البلده عن حسنها وجمالها فما تلبث الا قليلا حتى تبتلى تذهب لطهى طعام فيتناثر زيت حار على وجهها وجسدها فيشوهها ويفر الناس منها عند رؤيتها ... فكيف تصنع مثل هذه اذا لم تكن تؤمن بالله وبأقداره وترضى بقضائه ؟!!
ولذلك نجد ان قلب المؤمن دائما مطمئن وهادىء وصابر وراض وشاكر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .
يعلم المؤمن ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطئه لم يكن ليصيبه فيطمئن قلبه !!
يعلم ان الامور مقدره عليه قبل ان يخلق فيطمئن قلبه !!
يعلم ان الآجال مقدره كما قال تعالى ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ) فيطمئن قلبه !!
يعلم ان الله هو الذى يُسلط وهو من يصرف السوء , كما قال تعالى ( ولو شاء الله لسلطهم عليكم ) وكما قال تعالى ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة ) , وكما قال تعالى ( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
يعلم ان الانجاب والعقم من الله كما قال سبحانه وتعالى ( لله ملك السماوات والأرض يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور*أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) فيطمئن قلبه .
يعلم ان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء كما قال سبحانه ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
ويعلم قوله تعالى ( ومن يهن الله فما ماله من مكرم ) فيطمئن قلبه !!
يعلم ان النصر من عند الله كما قال تعالى ( وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ) فيطمئن قلبه !!
يعلم ان منتهى الامور اليه سبحانه وخزائن كل شيىء بيديه فيطمئن الشخص ويهدا ولا يتشعب عليه فكره ولا يتشتت عليه قلبه . فيبتغى عند الله الرزق ويطلب من الله الفضل ويسأل الله الشفاء ويتعوذ به من الشقاء !!
فيا له من قلب سعيد مطمئن , قلب موقن هادىء قلب قد عرف طريق العلاج فسكن وعرف طريق السعاده فسلكها فاطمئن ....
فيحل الندم وتحل الحسرات على القلوب وهذا نوع من انواع العذاب ينزله الله باهل الكفر الذين لا يعرفون الله ولا يؤمنون باقداره فنهى الله المؤمنين عن التشبه بالكفار فى هذه التصرفات الحمقاء .
فلا يجب ان يكون المؤمن مثل الكافر قال تعالى( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
قولوا انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنا فى مصيبتا واخلف لنا خيرا منها
بهذا تسكن القلوب وتهدا وتسترخى الاعصاب وترتاح ويتنزل الايمان وتحل السكينه وترفع الدرجات
فالله هو يحيى ويميت وهو عليم بما نقول وبصير بما نعمل .
والطالب يكون فى دراسته مجتهدا غايه الاجتهاد ذكيا وكل عام ينجح ويتفوق على اقرانه وياتى فى امتحان الثانويه مثلا التى تحدد جامعته المستقبليه يخرج من بيته صباحا للامتحان فيسقط من على الدرج فتنكسر رجله او يهشم راسه ويذهب للمستشفى فيعالج ويتالم وزملائه فى نفس الوقت فى الامتحان يؤدون الامتحان فى هدوء وراحه بال , فماذا عساه ان يفعل اذا لم يكن مؤمنا بأقدار الله ؟!!
ولذلك اخواتى المقدور لا حيلة في دفعه، وما لم يُقدّر الله لا حيلة في تحصيله، والرضا والتوكل يهونان المصائب، والله هو له الأمر والتدبير،وتدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه، وهو أرحم به من الأم بولدها,ومن رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به، وإلا جرى عليه القدر وهو مذمومٌ، ومع هذا فلا خروج عما قُدّر عليك.
لذلك اختى الغاليه ارضى بما قُسم لك ولا تحزنى على شيىء فاتك او لم تحصلى عليه فكله بقدر والاخره خير وابقى