الإباضية

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : كلمة صدق
-
</B></I>

الإباضية hut0zsp3nspepx067z2.






الإباضية

ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة، فهو أقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق وقد نشره عبد السلام الدولان
والتسمية كما هو مشهور عند المذهب ،جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبد الله بن أباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد المالك بن مروان، وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبد الله بن أباض في تلك الفترة.

أن الإباضية خرجوا على الدولة الأموية أو العباسية خروجا سياسيا وخروجا دينيا. ولم يكونوا راضين عن سياسة الأمويين.

ثم هم فيما بينهم فرق وكلهم يقولون أن مخالفيهم من فرق هذه الأمة كفار لا مشركون ولا مؤمنون ويجوزون شهادتهم
ويحرمون دماءهم في السر ويستبيجونها في العلانية ويجوزون مناكحتهم ويثبتون التوارث بينهم ويحرمون بعض غنائمهم ويحللون بعضها يحللون ما كان من جملة الأسلاب والسلاح ويحرمون ما كان من ذهب أو فضة ويردونها إلى أربابها

يعتبر المذهب الإباضي أول مذهب يظهر على الساحة الإسلامية قبل المذاهب أهل السنة والجماعة (المالكية والشافعية والحنابلية والحنفية)
ان اتساع دائرة المذهب الأباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل المذهب لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أو ينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه المذهب بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في كل من الكوفة ومكة والمدينة وخراسان عرف منها علماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لعلماء "الإباضية".

واكتملت صورة المذهب وتم تحرير أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، الذي خلف عبد الله بن اباض على إمامة أشياخ المذهب في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لعلماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث.

وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز "لدول إباضية"،لعبت دورا سياسيا خطيرا، في كل من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن، و ثُمَّ سلطنة عمان وفي شمال أفريقيا: ليبيا، تونس، الجزائر).

وقد عرف هؤلاء التلاميذ باسم خاص تطلقه عليهم كتب السير والطبقات "الإباضية" هو اسم: "حملة العلم".


الإباضية al7igp9mrn565gbjazn5




الدولة الرستمية

وبجهود حملة العلم تأسست دولة "الأباضية" في شمال أفريقيا، فكان إمام الظهور الأول لهذه الدولة هو: أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري أحد حملة العلم، وقد بايعه أصحابه بالإمامة في منطقة "صياد" قرب بلدة جنزور في طرابلس سنة 140 الهجري، ولعب دورا هاما في سياسة المنطقة في فترة قصيرة، التي حكمها أَيام ملك العباسيين. ثُمَّ بعد حروب متصلة بين جيوش الدولة العباسية وجموع "الإباضية"
في المغرب، أفلح تلميذ آخر من تلاميذ "أبي عبيدة" وأحد "حملة العلم" وهو عبد الرحمن بن رستم الفارسي في تأسيس الدولة الرستمية بتاهرت (تيارت حاليا، وهي مدينة جزائرية)، والتي استمرت قرابة مائة وعشرين سنة (120 سنة) وازدهرت مع ازدهارها، وما هيأته من ظروف الاستقرار حركة علمية ممتازة في كل من جبل نفوسة و"تاهرت" تركت ثروة علمية واسعة ذات قيمة جليلة، وبعد سقوط الدولة "الإباضية"
في "تاهرت" احتفظت التجمعات السكانية "الإباضية" بنوع من الاستقلال الديني والسياسي، مكنها في متابعة تلك النهضة العلمية التي تقوم على رعايتها مجالس العلماء، التي عرفت في اصطلاح الإباضية "بمجالس العزابة"، فاتصل الإنتاج العلمي بين "إباضية" المغرب في مختلف العلوم الإسلامية حتى أَيامنا هذه.

رغم تلك الجفوة التي اصطنعتها ظروف السياسة في تاريخ الأمة الإسلامية بينه وبين سائر مذاهب الأمة فإن المذهب يمثل في واقعه صورة من صور الإسلام الأصيل، في عقائده وفقهه ومسلك أتباعه، ويتميز تاريخه الطويل بذلك الصراع المتصل لإقامة وجود سياسي للعقيدة الإسلامية، ممثلا في إمامة عادلة في حال الظهور، أو في السعي المتصل لإقامتها في مسالك الدين الأخرى في أطوار "الدفاع" أو "الشراء" أو "الكتمان". ولا يزال لهم بقايا في الجزائر وعمان وزنجبار.




الإباضية al7igp9mrn565gbjazn5




أبرز الشخصيات:

• مؤسسها الأول عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم، ويرجع نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة، وعبد الله عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان.

• يذكر الإباضية أن أبرز شخصياتهم جابر بن زيد (22ـ93ه‍ ) الذي يعد من أوائل المشتغلين بتدوين الحديث آخذاً العلم عن عبد الله بن عباس وعائشة و أنس بن مالك وعبد الله بن عمر وغيرهم من كبار الصحابة. مع أن جابراً قد تبرأ منهم. (انظر تهذيب التهذيب 2/38).

• أبو عبيدة مسلمة بن أبي كريمة: من أشهر تلاميذ جابر بن زيد، وقد أصبح مرجع الإباضية بعده مشتهراً بلقب القفاف توفي في ولاية أبي جعفر المنصور 158هـ‍.

• الربيع بن حبيب الفراهيدي الذي عاش في منتصف القرن الثاني للهجرة وينسبون له مسنداً خاصاً به مسند الربيع بن حبيب وهو مطبوع ومتداول.

• من أئمتهم في الشمال الإفريقي أيام الدولة العباسية: الإمام الحارث بن تليد، ثم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري، ثم أبو حاتم يعقوب بن حبيب ثم حاتم الملزوزي.

• ومنهم الأئمة الذين تعاقبوا على الدولة الرستمية في تاهرت بالمغرب: عبد الرحمن، عبد الوهاب، أفلح، أبو بكر، أبو اليقظان، أبو حاتم.



الإباضية al7igp9mrn565gbjazn5



الجذور العقائدية

· الإباضيون يعتمدون على القرآن والسنة (( مسند الربيع بن حبيب)) والرأي والإجماع.
· ولقد تأثروا بمذهب أهل الظاهر ، إذا أنهم يقفون عند بعض النصوص الدينية موقفاً حرفياً ويفسرونها تفسيراً ظاهرياً .
· وتأثروا كذلك بالمعتزلة في قولهم بخلق القرآن .
· ولكن منهم من استند في كتاباته الفقهية إلى آراء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة دون تحامل.
· ويعتبر كتاب النيل وشفاء العليل – الذي شرحه الشيخ محمد بن يوسف إطفيش المتوفي سنة 1332هـ‍ - من أشهر مراجعهم . جمع فيه فقه المذهب الإباضي وعقائده .



الإباضية al7igp9mrn565gbjazn5




العقائد عند الأباضية:

* يقول الأباضية: أن الله واحد في ذاته وصفاته وان ذات الله وصفاته شيء واحد ولا يشاركه فيه شيء ما بأي حال من الأحوال وبأي وجه كان مع الإقرار والاعتقاد بأن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله أي : أن الله هو المالك الوحيد الخالق لهذا الكون والمدبر الوحيد الكامل لكل ما يقع من أحداث وان محمد رسول الله خاتم الأنبياء والرسل ورسالته حق على العالمين مع الإلزام بتطبيقها وأتباعها في هذه الحياة.

*يؤكد الأباضية على التنزيه المطلق لله عز وجل لقوله تعالى "ليس كمثله شيء"، فصفاته لذاته هي ذاته لا غيرها، بمعنى أن الله عز وجل غني بذاته سميع بذاته حي بذاته بصير بذاته وهكذا في بقية الصفات لكن المذاهب الكلامية الأخرى قد اختلفت في ماهية الصفات الإلهية
فالأشعرية ترى أن صفات الله غيره وهي قديمة بقدمه الله معنى هذا أن العلم صفة ثابتة قديمة من صفاته الله ولكنها ليست جوهره أي ذاته.
فلا يقال أن الله مريد بإرادة وإرادته ذاته، أما الأباضية تقول: أن صفات الله هي عين ذاته والله قادر بذاته أي أن ذاته كافية في التأثير في جميع المقدورات، فصفات الله عز وجل هي عين ذاته لأن الله قديم وصفة القديم مثله في القدم.

*الأباضية يرون أن الدين والإيمان والإسلام أسماء لشيء واحد وهو طاعة الله وتطبيق قواعد الإسلام تطبيقًا عمليًا
لذا قيل في التوحيد عند الأباضية : أن قيل لك : ما قواعد الإسلام ؟ فقل: أربعة ،العلم والعمل والنية والورع.
فالإسلام لا يصح إلا بهذه الأركان الأربعة ولا يجوز الفصل بين القول والعمل.

القول هو: الإقرار بالله انه لا اله إلا هو وبمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بأنه عبد الله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وختم به أنبيائه وفضله على جميع خلقه، والإتيان بجميع أركان الإسلام واجتناب جميع المحرمات والوقوف عند الشبهات، فهذه الأصول تناقض رأي المرجئة التي ترى أن الأعمال شيء واحد وان العمال شيء آخر، فالإيمان في زعمها هو التصديق بالقلب فقط إلا أن الأباضية يؤكدون أن الإيمان بدون تطبيق فرائض الإسلام لا معنى له وإلا أصبح فكرة جوفاء
وأما الاشعرية فترى الإيمان : من أتى بالقول وضيع العمل وهذا الإنسان تراه مسلمًا عاصيًا مذنبًا فليس بمشرك.

أما الأباضية فتراه فاسقًا عاصيا موحدًا ولا يخرج عن ملة الإسلام وتجري علية أحكام الإسلام والمسلمين. وقد اعتنقت المعتزلة والشيعة والزيدية رأي الإباضية في هذا الأصل.

*عندما نفى الأباضية رؤية الله عز وجل تأكيدا لقوله تعالى : "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" كان ذلك عن حق منهم فهم فتحوا باب الاجتهاد والتأويل معتمدين في ذلك علي الأدلة العقلية والنقلية لتدعيم النص القرآني المتشابه بالدليل اللغوي المتمثل في لغة العرب في الجاهلية.وهذا يؤكد سمو وعلو المستوى العقلي الذي يتمتع به الفكر الإباضي في فهم وإدراك المجازات اللغوية والابتعاد عن الاتجاه التجسمي الذي لا يؤمن إلا بما هو متصور ومحسوس وله نظيرة وشبيه في الواقع المادي.

*الأباضية أعطت للقدر مفهومًا أصيلا يتمثل في القدرة المرتبطة بالمقدور بمعنى الكسب ،أي للإنسان القدرة على الفعل والله عز وجل خلق فينا القدرة ولا يحاسبنا على هذه القدرة بل أن الحساب ينصب على الأعمال التي اكتسبها الإنسان اكتسابًا عن طريق جوارحه وإرادته الحرة.

كالمسلم الذي صام رمضان فأكل يومًا متعمدًا، فإن ظاهرة الجوع والعطش أمر جبري من عند الله لأننا لا يمكن أن نزيل دوافعنا الفطرية
أما التعمد في الأكل وعدم ضبط الدوافع بإرادة قوية فأمر مكتسب من الإنسان ذاته أذن ليس هناك تعارض بين إرادة الله عز وجل وعمله الأزلي القديم مسبقًا وبين كسب الإنسان، فالله يعذب على المقدور ولا يعذب على القدر.

الخلاصة إن المؤمن الصالح عليه أن يعتقد بالقدر خيره وشره انه من الله ولن يبلغ حقيقة الإيمان حتى يؤمن بذلك مع العمل الدائم وعدم التواكل اعتمادًا على سيرة الرسول وأقواله حين قال أعرابي للرسول : أرسل ناقتي وأتوكل على الله ؟ قال : بل اعقلها وتوكل.

*إن قضية الوعد والوعيد أي الثواب والعقاب تعد أصلاً من أصول العقائد الأباضية، فهي المرتبطة بالعدل الإلهي الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولا ينسب إليه الجور والظلم تعالى الله عن ذلك، فلا يحكم على أحد بما ليس أهلاً له، ولا يفعل بأحد ما لم يكن أهلاً له فحكمه على القاتل بالقتل عدل، وقطع يد السارق عدل، ورجم الزاني والزانية عدل، وعد الطائع بالجنة عدل، وتوعد العاصي بالنار عدل وعقاب إن مات بدون توبة.

وإلا أصبحت أوامر الله كاذبة ومتناقضة مع النصوص القرآنية وعدالته المطلقة فالله عادل لا يظلم أحد وسوف ينفذ وعيده الخالد الأبدي في حق لكافرين العصاة وكذلك سينفذ وعده الخالد الأبدي في حق المؤمنين الصادقين، فالأباضية دحضوا رأي المرجئة والحشوية بالدليل العقلي والنقلي حين زعموا أن الله سيخلف وعيده لأهل الكبائر والعصاة من المسلمين ولا يخلف وعده وعللوا ذلك بقول القرآن :
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا انه هو الغفور الرحيم ".

ولكنهم أجيبوا بالدليل النقلي في قول القرآن :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين " صدق الله العظيم

*يرى الأباضية أن شفاعة النبي لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائر وإنما تكون للمؤمنين كافة لتخفيف عليهم يوم الحشر والتعجيل بهم للدخول في الجنة أو زيادة درجة لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة النصوح.

وفي هذا قال نور الدين السالمي:
وأنه من أطاع الله يدخله*** جناته أبدا لا يبتغي نقلا
ومن عصاه ففي النيران مسكنه*** ولم يجد مفزعا عنها فينتقلا
وما الشفاعة إلا للتقي كما*** قد قال رب العلا فيها وقد فصلا
والمؤمنون عن النيران قد بعدوا*** وما الورود لهم بل للذي انخذلا

*الأباضية تؤكد على أن القرآن الكريم كلام الله وانه مخلوق له الله لفظه وكلماته سوره ومعناه إلا ما قام الدليل على قدم معناه فقط كلفظ الرحمن الرحيم لوصفه الله له بكونه منزلاً من عنده وهذه الفكرة مرتبطة بالتصور النقي الخالص لفكرة التنزيه للذات الإلهية عن كل مماثلة لما يحتمل تصوره ووجوده من المحدثات الحسية الواقعية فالقرآن الكريم شيء من الأشياء الموجودة فهو يكون محدثًا أي مخلوقًا أو غير محدث والله الخالق لكل شيء والدليل على ذلك قول القرآن :"إنا جعلناه قرآنًا عربيًا "
وقول القرآن: "وجعلنا الليل والنهار آيتين " هذه الآية الأخيرة في غير القرآن من الخلق ثم أن الله عز وجل بين أن القرآن الكريم محدث
فقال :" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون "
وقال :" ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم " وقال في غير القرآن من الخلق :" وكل شيء فصلناه تفصيلا"
ولقد قال الله تعالى في غير موضع من القراءن النص صراحة فقال : "الله خالق كل شيء" صدق الله العظيم

* قضية الكفر والإيمان التي أثيرت في الفكر الإسلامي : هل المسلم إذا ارتكب كبيرة من الكبائر يفقد صفة الإيمان ؟
فيقول الأباضية في هذه القضية: أن من أقر بوحدانية الله ورسالة محمد ولكنه ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب كبائر،
فتسميه موحدًا وليس بمؤمن ولا بمشرك وان مرتكب الكبيرة يعد كافر كفر نعمة وليس كافر كفر شرك لقول القرآن:
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون "
وقول الرسول :ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة.

فالكفر عند الأباضية ينقسم إلى:
كفر نعمة ونفاق: يتمثل في المسلم الذي ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب الكبائر وأجمع بينهما
كفر شرك وجحود:ويتمثل في الإنسان الذي يجحد بالله وآياته ورسالة محمد فهنا يعد خارجًا عن ملة الإسلام.

فرأي الأباضية واضح جدًا في شأن المسلمين فهي تعدهم في الملة الإسلامية وتجري عليهم أحكام المسلمين ويحرم أن تستحل دماؤهم وأموالهم لقول الرسول :
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)

*الولاية والبراءة يقصد بهما الحب وإيجاب الترحم والاستغفار لكل المسلمين الصالحين سلوكا، أما البراءة فهي عكس ذلك، بحيث توجب هجرة من جاهر بالكفر, ثم أصر على المعاصي ولم يتب، وهي تنطبق على الكافرين جملة وعصاة المسلمين الذين خرجوا عن الدين الصحيح، فإذا تابوا توبة خالصة, فإن حقوقهم تعاد إليهم.

فالإباضية وبنو مزاب عقائديا, اعتمدوا على هذا الركن الإسلامي, الذي استطاعوا به أن يقوا مجتمعاتهم من انتشار الآفات الإجتماعية.

*الإمامة : مما لا جدال فيه أن مشكلة السلطة, أي الخلافة تعد أول مشكلة خطيرة ظهرت في الإسلام بعد وفاة الرسول، إذ مزقت وحدة المسلمين إلى يومنا هذا, ومن هنا فإن الإباضية, يرون أنه لا يجوز في أي حال من الأحوال أن تبقى الأمة الإسلامية بدون إمام أو سلطان، مهما كانت الظروف السياسية والإجتماعية، وإلا لا تقام الحدود الإسلامية, وبالتالي, لايجوز الخروج عن الإمام العادل, سواء أكان إباضيا أم غير إباضي.



الإباضية al7igp9mrn565gbjazn5



الفرق الاباضية

* ومن الأباضية يقال لهم الحفصية وهم أتباع حفص بن أبي المقدام وكان يقول
ليس بين الكفر والإيمان إلا معرفة الله فمن عرفه فهو مؤمن وإن كان كافرا
بالرسول وبالجنة والنار واستحل جميع المحرمات كالقتل والزنا واللواط
والسرقة فهو كافر ولكنه بريء من الشرك وهؤلاء يقولون في عثمان كما تقول
الروافض في أبي بكر وعمر ويقولون في علي نزل قوله تعالى ومن الناس من
يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام
وفي عبد الرحمن بن ملجم قوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة
الله والله رؤوف بالعباد وهذا من أتم الفضائح والبدع

*ومن الأباضية قوم يقال لهم الحارثية وهم أتباع الحارث بن مزيد الأباضي
وكانوا يقولون بقول القدرية في القدر والإستطاعة وسائر الأباضية كانوا
يكفرونهم بسبب ذلك

* ومن الأباضية فريق يقال لهم أصحاب طاعة لا يراد الله بها وهؤلاء يقولون
بجواز طاعات كثيرة من العبد لا يقصد بها طاعة ربه كما كان يقوله أبو
الهذيل المعتزلي وكان من قصتهم أن رجلا من الأباضية اسمه إبراهيم أضاف
جماعة من أهل مذهبه وكانت له جارية على مذهبه قال لها قدمي شيئا فأبطأت
فحلف ليبيعها من الأعراب وكان فيما بينهم رجل اسمه ميمون فقال له تبيع
جارية مؤمنة من قوم كفار فقال وأحل الله البيع وحرم الربا وعليه كان
أصحابنا وطال الكلام بينهما حتى تبرأ كل واحد منهما من صاحبه وتوقف قوم
منهم في كفرهما وكتبوا إلى علمائهم فرجع الجواب بحواز ذلك البيع وبوجوب
التوبة على ميمون وعلى كل من توقف في نصر إبراهيم فمن هاهنا افترقوا ثلاث
فرق الإبراهيمية والميمونية والواقفية.

* وظهر بعدهم قوم آخرون يقال لهم البيهسية أصحاب أبي بيهس هصيم بن عامر
وهؤلاء يقولون أن ميمونا كفر بقوله أن بيع تلك الجارية من كفار يكونون في
ديار التقية حرام وكفروا الواقفية أيضا لتوقفهم في كفر ميمون وكفروا
إبراهيم لتبريه من هؤلاء الواقفية .

ثم قالت البيهسية لا يطلق على المذنب أنه كافر أو مؤمن حتى يدفع إلى
السلطان ويقيم عليه الحد وقال بعضهم متى ما كفر الإمام كفر رعيته أيضا
وقال قوم منهم إن السكر كفر إذا كان معه ترك الصلاة.



الإباضية al7igp9mrn565gbjazn5



البدع الاباضية :

* يجعلون الكافر تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء لم يعذبه ( 1 )
يقول الإباضية في عذاب القبر :
( إن الخلق جميعا في مشيئة الله يفعل بهم ما يشاء ... فإن شاء عذب في الدنيا و إن شاء عذب في القبر و إن شاء عذب في الآخرة .... )
منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية , و تمت مراجعة الكتاب من قبل لجنة برئاسة الخليلي 1/66

*إبليس عند الإباضية مؤمن و كذلك فرعون و ملائه ( 2 )

قول الإباضية في تعريفهم للإيمان :
( الإيمان هو التصديق بالقلب حيث صرح القرآن بإضافة الإيمان إلى القلب .... فإذا حقق العبد الإيمان في قلبه و أرساه في نفسه إنتقل إلى درجة أعلى مما كان فيه و هي درجة الظن بمعنى اليقين .. )
منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية 1/69

*الخلق هم الذين جعلوا لله أسماء و صفات
فلما أفناهم بقي بلا إسم و لا صفة(3)

يقول الإباضية في توحيد الأسماء و الصفات :
أثناء الحديث عن اشتقاق الإسم قالوا :
( ب ـ الإسم مشتق من السمة و هو العلامة :
يقول المرء : كان الله تعالى في الأزل بلا اسم و لا صفة . فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء و صفات , فلما أفناهم بقي بلا اسم و صفة .. ..
و الإسم أيضا ما دل على الذات من غير اعتبار معنى يوصف به الذات )
أصول العقائد الإسلامية ـ العقيدة 2/25

*عقيدة الإباضية نفي الحياة و العلم و القدرة عن الله جل جلاله .. ( 4 )
يقول الإباضية في أقسام الصفات و أحكامها :
( صفة الذات (1)
التعريف :
صفات الذات أمور اعتبارية أي معان لا حقيقة لها في الخارج ... )
أصول العقائد الإسلامية ـ العقيدة 2/39
أي إن هذه الذات لا حقيقة لها خارج الذهن فوجودها محصور في الذهن و ليس لها أي حقيقة في الخارج
و هم يقولن إنما جاءت الصفات الذاتية لنفي أضدادها
فجاءت صفة الحياة لنفي الموت و لا يجوز لك أن تقول إن لله حياة
و جاءت صفة العلم لنفي صفة الجهل و لا يجوز لك أن تقول إن لله علم
و هكذا السمع و البصر و القدرة و الإرادة
فالله تعالى عند الإباضية لا علم له و لا حياة و لا سمع و لا بصر و إرادة و لا قدرة
إنما هي ذات جوفاء مجردة من جميع الصفات و لا حقيقة لأي صفة خارج الذهن

*حصر الصفات الواجبة لله تعالى على ما أوجبه العقل و البديهة فقط.. ( 5 )
يحصر الإباضية الصفات الواجبة لله تعالى على ما أوجبه العقل و البديهة

فيعرفون الصفات الواجبة فيقولون :
( الواجب في حق الله تعالى هو ما ترتب على ثبوته له كمال و على عدمه نقص و محال كجميع صفات الذات .. )
منهج الطالبين و بلاغ الراغبين ـ قسم العقيدة 2/47
فعندما أرادوا أن يثبتوا الصفات لم يحسنوا الإثبات و قسموا الصفات إلى أقسام من حيث الثبوت و العدم
فالعقل هو الذي يحكم و ينفي هذه الصفات
فالقسم الأول عندهم هي الصفات الواجبة أي عقلا
و قالوا إنها ما يترتب على ثبوته له كمال
أقول يدخل في هذا :
الحياة
العلم
القدرة
السمع
البصر
العلو
الكلام
القوة
الملك
و غير ذلك من الصفات التي ينفيها الإباضية
فكل ذلك يترتب على ثبوته كمال و على عدمه نقص
فإما أن يكون تعرف الإباضية للصفات الواجبة تعريفا قاصرا أو يلزمهم أن تدخل باقي الصفات في التعريف
و يقدح في تعريفهم هناك صفات في حق البشر كمال
مثل الولد و مع ذلك فهي في حق الله تعالى نقص لذلك نفى عنه الولد
فعندما جعل الإباضية العقل هو الضابط جاءتهم جيوش الحق تدمر ما توهموه من بنيان
فلم يستطع العقل وحده أن يحدد ما هو لله و ما هو لغيره لذلك نقول لهم
الضابط في الصفات الواجبة لله هو :
كل ما وصف الله به نفسه من الصفات فواجب علينا أن نثبته من غير تحريف أو تكييف أو تعطيل أو تمثيل
و نقول أيضا إن هناك صفات تثبت عقلا و جاء النقل بها
كالعلو و الحياة و العلم و الإرادة غير ذلك
و هناك صفات لم نعرفها إلا عن طريق الوحي فقط
كالإستواء على العرش و غير ذلك مما ثبت عن طريق الوحي
هذه هي الطريق الصحيحة بعد السبر و التقسيم لا طريقة أهل البدع الزنادقة

ووقفة ثانية :
و هي قولهم الصفات الواجبة ,, فم الآن يشرعون في الإثبات
فلم يوجبوا لله تعالى إلا أربع صفات فقط
1) الوجود
2) الوحدانية
3) القدم
4) البقاء
نقول لهم هذا هو الإثبات الذي عندكم ليس له حقيقة في الخارج عندكم
فالوجود عندهم ذهني و ليس له وجود خارج الذهن عند الإباضية
و كذلك هو واحد في الذهن و ليس له حقيقة في الخارج عن الإباضية
و قديم في الذهن و ليس له قدم خارج الذهن
بقاء ذهني ليس له بقاء خارج الذهن
و لو كان له وجود و وحدانية و قدم و بقاء خارج الذهن فأين هو الموجود الواحد القديم الباقي ؟؟
فكل موجود جاز السؤال عنه بأين ؟؟
و العدم لا يسأل عنه بأين ...

*كل صفة من صفات المخلوق مستحيلة على الله فلا هو حي و لا عالم ( 6 )
سبق و أن تحدثنا عن فساد مسلك الإباضية في طريقة إثبات الصفات
و الآن نتحدث عن طريقتهم في نفي الصفات
يقول الإباضية :
( الصفات المستحيلة :
... كل صفة من صفات المخلوق مستحيلة على الله تعالى و الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه , لا يشبه شيء من خلقه .. .. ..
و سنكتفي بذكر بعض منها على سبيل المثال :
استحالة الموت .... ..... الخ )
مختصر من : منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية 2/53
فالمخلوق موصوف بعدة صفات يلزم الإباضية نفيها عن الله
فالمخلوق الإنسان يوصف بأنه حي
و المخلوق الإنسان يوصف بأنه قادر
و المخلوق الإنسان يوصف بأنه مريد
و المخوق يوصف بأنه له وجود
فعلى قاعدة الإباضية في النفي يلزمهم نفي أن يكون الله حي أو قادر أو مريد أو موجود أو عالم أو غير ذلك مما ثبت وصف المخلوق به
و أيضا نفي الإباضية للصفات جعلهم يشبهون الله بالمخلوقات الناقصات
فهناك مخلوقات لا تتحرك و لا سمع لها و لا بصر و لا تتكلم و تنتقل من مكان إلى مكان
فقاعدتهم مخروقة و غير صحيحة و متناقضة قامت على غير أساس من تقوى الله بل قامت على حثالة أفهام الفلاسفة
و قالوا من الصفات المستحيلة على الله :
استحالة الموت و الفناء
قلنا هذه الصفة يتصف بها بعض مخلوقات الله
فالحور لا تفنى كذلك جنة المأوى و ما فيها من الولدان فالله تعالى أذن لها بعدم الفناء فيستحيل أن تموت أو تفنى
فهذا أول مثال طرحه الإباضية خرقوا فيه قاعدتهم
فنفيهم سراب و إثباتهم هباب

*تعريف الصفات الجائزة على الله يطبق على الصفات الجائزة للمخلوق ( 7 )
يقول الإباضية في تعريف الصفات الجائزة لله تعالى :
( هو كل ما لا يترتب عليه و على عدمه نقص في حق الله تعالى , كالخلق و الإفناء و الإعادة .. )
منهج الطالبين و بلاغ الراغبين في أصول العقيدة الإسلامية 2/57
فالمخلوق لا يخلق و لا يفني و لا يعيد
فلو كان هذا الوصف ليس بنقص في المخلوق فقد شبهتم المخلوق بالخالق
و لو كان هذا الوصف نقص في المخلوق
فقد جعلتم المخلوق أكمل من الخالق لأن من يخلق أقدر ممن لا يخلق
و إذا قصدتم بقاعدتكم أفعال الله تعالى
لزمكم إثبات الأصل و جعل القدرة على فعل كل شيء صفة واجبة فالله على كل شيء قدير
فإن أثبتم أن لله قدرة حقيقية على كل شيء نقول بعدها
إن الله لا يسأل عما يفعل ...
و تعريفيكم الصفات الجائز يصلح أن يكون للمخلوق و للجماد الناقص فلا فرق في تطبيق التعريف عليهم
و بهذا يظهر مدى سخافة الفكر الفلسفي الذي لم يعلمه النبي صلى الله عليه و سلم صحابته الكرام
و قرره الإباضية في عقائدهم منهج غير مانع من القدح فيه و غير جامع لما جاء في الكتاب و السنة

*يستحيل السؤال عن الله بـ أين و متى .. ( 8 )
و عند حديث الإباضية عن الألفاظ التي يستحيل أن يسأل عنها الله تعالى قالوا :
( و حاصل القول أن ذات الله تعالى هي حقيقته التي لا يمكن أن يعلمها أحد من مخلوقاته ...
تحديد الألفاظ التي يستحيل أن يسأل بها عن الله عز وجل ـ ثم ذكر عدة ألفاظ و منها ـ متى , كم ,أين .. )
منهج الطالبين و بلاغ الراغبين في أصول العقيدة الإسلامية 2/61

*يرى جمهور الإباضية أن الصراط إنما هو طريق الإسلام ( 9 )
و أختار لكم من عجائب القوم و تخبطهم في فهم أخبار الله تعالى التي أخبر بها عن المغيبات التي لا يردها العقل ...
( يرى جمهور الإباضية أن الصراط المستقيم إنما قصد به طريق الإسلام و دين الله القيم .... كما لا يرون غرابة في تعريف الصراط بالجسر .... و قد ذكر الجيطالي أنه من الممكن عقلا أن يكون الصراط جسرا ممدودا فوق جهنم لأنه ليس فيه ما يحيله و لا في الشرع ما يبطله فإن القادر على أن يطير الطير في الهواء قادر على أن يسير الإنسان على الصراط و الله أعلم بكيفيه .. )
منهج الطالبين و بلاغ الراغبين في أصول العقائد الإسلامية ..2/143



الإباضية al7igp9mrn565gbjazn5




والحمد لله على نعمة الاسلام الحق




من تجميعي

كتبت : || (أفنان) l|
-

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنآ على دينك"
اسأل الله العلي القدير أن يثبتنا على دينه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
ونشكر الله على نعمة الاسلام


مـا شــاء الله لا قـوة الا بالله العلى العظيم ..

جهد رائع وموضوع شامل عن الفرقة الضالة "الإباضية"
ليس بالغريب عليك وعلى عطـاءك
بـارك الله لك .. وجــزاك عنه خيـر الجــزاء .. وجعله في ميــزان حســناتك
في انتظـار المزيد إن شـاء الله
كتبت : * أم أحمد *
-
ما شاء الله تبارك الرحمن
سلِمت يداكِ أختي الغاليه
جعل ما قدمتي في ميزان حسناتكِ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلاً واجنبنا إتباعه
كتبت : سنبلة الخير .
-
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

جزاكِ الله خير الجزاء
موضوع رائع
دوما متميزة بمواضيعك القيمة
لاحرمك الله الأجر والثواب

اللهم ثبت قلوبنا على دينك
كتبت : *بنت الإسلام*
-
[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]جزاك الله خيرا اخيتي

ما شاء الله مميزة[/grade]
كتبت : كلمة صدق
-
شكرا يا غاليات على مروركن الكريم
دمتن بكل الود
الصفحات 1 2 

التالي

نفائس الثمرات

السابق

((.. رد الي روحي ..))

كلمات ذات علاقة
الإباضية