كيف يتحد المسلمون - الشيخ محمد صالح المنجد

مجتمع رجيم / المحاضرات المفرغة
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-

كيف يتحد المسلمون - الشيخ محمد صالح المنجد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

الحمد لله الذي أمرنا بالاجتماع، ونهانا عن الفرقة، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 102-103].

وأمر الله المؤمنين بالألفة، ونهى عن الفرقة؛ لأن الفرقة هَلَكَة، والجماعة نجاة: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ هو الطاعة والجماعة، وهو القرآن، وهو الإخلاص والتوحيد، وهو الإسلام، كما قال المفسرون، وهذا شيء في النهاية واحد، سُمِّيَ ذلك حبلاً؛ لأن الممسك به ينجو كالمتمسك بالحبل في بئر وغيره، تمسكوا بحبل الله، السبب الذي يوصل إلى الله سبحانه وتعالى، وينجِّيكم.

وكذلك فإن النهي عن التفرق في قوله: (كَالذِينَ تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 105].

إشارة إلى ما حصل لغيرنا من اليهود والنصارى، وغيرهم في الافتراق، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وهذه الأمة يفترض أن تكون أمة واحدة: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء: 92].

فلذلك جاء الإسلام بإصلاح الاجتماع عن طريق إرشاد الخلق إلى توحيد صفوفهم، ومحي العصبيات، وإزالة الفوارق التي تباعد بينهم، وبيَّن لهم أنهم جنس واحد، ومن عائلة واحدة، أبوهم آدم، وأمهم حواء، ولا فضل لشعب على شعب، ولا لأحد على أحد إلا بالتقوى، وأنهم متساوون أمام الله ودينه.

وكذلك فقد بعث الله الأنبياء بالاجتماع، ووحدة الصف: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ)[الشورى: 13].

قال البغوي رحمه الله: "بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة، وترك الفرقة والمخالفة".

وهكذا جاءت نصوص السنة تأمر بالاجتماع، وتنهى عن الفرقة والاختلاف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً...: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا.." الحديث..

وقال عليه الصلاة والسلام: "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".

والاجتماع من سمات أهل السنة وصفاتهم، فهم يحرصون عليه، ويدعون إليه، كما قال الطحاوي رحمه الله: "ونرى الجماعة حقاً وصواباً، والفرقة زيغاً وعذاباً" .

قال شيخ الإسلام: "والخير كل الخير في اتباع السلف الصالح، والاستكثار من معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتفقه فيه، والاعتصام بحبل الله، وملازمة ما يدعو إلى الجماعة والألفة، ومجانبة ما يدعو إلى الخلاف والفرقة، إلا أن يكون أمراً بيناً قد أمر الله ورسوله فيه بأمر من المجانبة، فعلى الرأس والعين".

وهذا يقتضي -أي الالتزام بالجماعة- الالتزام بطريقة السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وسلوك نهجهم، والسير على دربهم؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك".

وقال: "إن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل".

وقال نعيم بن حماد: "إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك؛ فإنك أنت الجماعة".

وهذا الالتزام بالجماعة صفاً أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن علو شأن أصحابه، فقال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".

ثم إن الاجتماع مصالحه عظيمة؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "الجماعة بركة، والفرقة عذاب".

قال ابن مسعود: "يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة؛ فإنهما.." السبيل في الأصل إلى "..حبل الله الذي أمر به، وإنما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة".

وهذه الفرقة تعطيل، وهذه الفرقة هلاك، وقد قال تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)[الأنفال:46].

فهي سبب الهزيمة والفشل.

(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)[الأنعام: 159].

فهؤلاء ليسوا من الجماعة؛ لأنهم فرقوا دينهم، وافترقوا عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

والأمة محتاجة لوحدة الصف، وهذا أمر فطري تتعلق به أفئدة جميع المسلمين، وخاصة عندما يظهر تكالب الأعداء، وإذا كان الاجتماع ضرورياً في كل وقت وحين، فالأمة اليوم أحوج إليه بكثير من ذي قبل، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مواجهة المسلمين للمحنة إذا نزلت ببعضهم، وعن البلاء إذا حل بطائفة منهم: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وهذا التفريق الذي حصل من الأمة -علمائها، ومشايخها، وكبرائها- هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله، كما قال تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [المائدة: 14].

وهكذا متى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، ولا بد.

فإذا قال قائل: ما هو السبب الأصلي للافتراق؟ ما هو السبب الأصلي لحدوث الاختلاف؟ ما هو السبب الأصلي لتنافر القلوب؟.

الجواب: مخالفة ما جاء به الله ورسوله: "وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا".

والتاريخ يثبت هذا، فلما أقام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه دولة الإسلام، وبدأت في هذه الجزيرة، ثم انطلقت لحمل الرسالة إلى الشعوب الأخرى خلال عشرات من السنين، انضم تحت لواء هذا الكيان المبارك كل الشعوب الأخرى التي بلغتها الرسالة الإسلامية؛ فآمنت بها عن طواعية واختيار، وأصبحت دولة الإسلام تضم مجموعة من الشعوب الممتدة من قلب آسيا على تخوم الصين شرقاً إلى المحيط الأطلنطي غرباً، ورغم ما كان بين تلك الشعوب من تباين في اللغات والثقافات، والألوان والعادات إلا أنها أصبحت متحدة في رباط الأخوة الإسلامية، فهذا يبين أن الأمر ممكن، وقد حصل من قبل، وانصهر الجميع في هذا الكيان الذي ضمهم، ولفَّهم، وجمع شملهم.

لقد تربص أعداؤنا بنا كثيراً، واجتمعوا، وقالوا كما قال أولياؤهم قديماً: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى)[طـه: 64].

وتواصوا فيما بينهم: (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) [ص: 6].

وأقاموا المجالس والهيئات التي راح المسلمون يدورون عبثاً في فلكها لا تزيدهم إلا تفرقاً وضعفاً.

والعجب أن هؤلاء الكفار قد حصل بينهم أنواع من التوحُّد، كما ترى في ايرلندا بين البروتستانت والكاثوليك، نجحوا في إقامة كيان ما لمَّ شملهم! وهكذا ما حصل في اتحاد أوروبا بالرغم من اختلاف لغاتهم ومذاهبهم، وعملاتهم وكياناتهم، ومع ذلك هاهم يتوحدون، فإذا كانت مقومات الاتحاد لدينا أكثر مما لديهم، الدين واحد، والقبلة واحدة، واللغة واحدة، والتقارب الجغرافي، بل حتى الميول العاطفية، فما بال المسلمين لا يتحدون في مواجهة عدوهم؟! وإذا نظرنا إلى التحديات التي تواجه هذا الاجتماع، والتي تعوق من أن يكون المسلمون كالجسد الواحد؛ فإنك سترى أن الأمة قد اخترقت -أولاً- بأنواع من الخلل العقائدي، وألوان من الشرك ضرب أطنابه من طرق ومذاهب، وملل منحلة، وبعض هذه الملل -وإن أتت باسم الإسلام في الظاهر فإنما هي- طرق باطنية في الحقيقة لهدم الإسلام، ولا علاقة لها بالإسلام حقيقة، وبعضها تدَّعي الإسلام، أو موالاة بعض الشخصيات التي ظهرت في التاريخ الإسلامي، كآل البيت، ونحوهم، ولكن في الحقيقة إذا دققت في عقيدتهم وجدت الشرك الأكبر بعينه موجوداً، فتتساءل: لماذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا بعث الرسل أصلاً؟ ولماذا شُرع الجهاد؟ أليس لمحاربة الشرك وإزالته؟ أليس لإقامة التوحيد؟ أليس لتكون كلمة الله "لا إله إلا الله" حقاً وحقيقة، ولا يكون هنالك اعتداء على الوحدانية، ولا على الربوبية؟.

وبُعث النبي صلى الله عليه وسلم ليقاتل من خرق "لا إله إلا الله"، ونقض "لا إله إلا الله"، وخالف "لا إله إلا الله" إذاً مهما اختلفت الأسماء العبرة بالحقيقة.

ثم تأمل فيما حدث من تسلط أعداء هذه الأمة عليها بألوان من الاحتلال العقدي الفكري الثقافي، الغزو بأنواعه المادي والمعنوي، فأذاقوا المسلمين ألواناً من الذل والعذاب، وتسلطوا لنزع الهوية الإسلامية، وتشغيل الطابور الخامس، طابور النفاق ليعبث في الحقائق والعقائد، والأسس والثوابت لدى هذه الأمة أمة التوحيد، والقيام بسلخ الأمة عن حضارتها وماضيها، وتاريخها ودينها، وسلفها، ثم تفتيتها وتقسيم أرضها، والتفريق بين شعوبها، وزرع الفرقة بينها، وإحياء النعرات العرقية والطائفية، ونحو ذلك.

ثم تراهم قد أعدوا للأمر عدته، فهم قد جهزوا من أنواع الفرق الباطنية التي دعموها، وقاموا حيالها، وبعثوها، ونفخوا فيها، وأيدوها حتى أقامت لها كيانات، وأقامت لها جيوشاً، وأقامت لها إعلاماً، هكذا تنشر بدعها، وتنشر عفنها، وكفرها وشركها.

لقد عرف اليهود والنصارى من أين تؤكل الكتف، وأن هذه الأمة أمة التوحيد لا بد أن يُسَلَّط عليها من الداخل والخارج.

لقد عرف اليهود والنصارى من أين تؤكل الكتف، وأن هذه الأمة أمة التوحيد لا بد أن يُسَلَّط عليها من الداخل والخارج، ومن أنواع المشركين والمنافقين من يضربها في الصميم، وهكذا تعاونوا جميعاً لأجل الإفساد، ولأجل اغتيال التوحيد، ولأجل الحيلولة دون اتحاد المسلمين.

إن مؤامرة عبد الله بن سبأ لا تزال مستمرة، وإن اتصال الفكرة اليهودية القديمة بالحديثة، والمؤامرة التي تعود إلى مئات السنين وراء للتمزيق، وهكذا كما خرجوا على الخليفة عثمان رضي الله عنه، وأرادوا تمزيق وحدة المسلمين والتفافهم حول خليفتهم، فنجحوا حقيقة في بذل الفرقة والفتن، وحصل في أهل الإسلام من التفرق والفتنة والقتل أمر عجب.

إن هذا التسليط، وهذا التحريك، وهذا التخطيط لعلمهم بأن الإسلام قوة عظيمة، وأنه لا بد من أن يُسلَّط عليه طوائف يتسمَّون بأسماء المسلمين، ويدَّعون أنهم من المسلمين، بالإضافة إلى تسلط الأعداء الخارجيين، فإذا اجتمع النفاق، وهذا العدو الخفي، بالإضافة إلى هذه الطوائف التي تدَّعي الإسلام وهم على الشرك، بالإضافة إلى قوة الغزاة، وما أعدوه من أنواع الغزو عسكرياً، وإعلامياً، واقتصادياً، ونحو ذلك تحقق لهم ما يريدون بظنهم من التمزيق الكلي الذي لا قيام بعده.

فإذا أضيف إلى ذلك إحياء العصبيات، والنعرات، والقبليات، وأنواع التفرق والتعادي بين المجتمعات الإسلامية حتى الذين يدينون بالتوحيد ليكون بينهم تقاطع وتقاتل، واختلاف وتباغض، وتفاخر وتعاظم، ونحو ذلك، يظهر لك اكتمال هذا المخطط.

لقد جاء الإسلام وحارب العصبيات محاربة شديدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن قاتل تحت راية عمية؛ يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل؛ فقتلة جاهلية".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى".

وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية، وفخرها بالآباء؛ مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن".

فهذه الدويبة السوداء التي تُديرُ هذه النجاسة بأنفها، والعذرة، مثال لما يمكن أن يكون عليه المتعصب الذي يفخر بجاهلية أن يكون عليه ما هي منزلته عند الله؟ أهون من هذه الجعلان.

(يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) [هود: 46].

(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)[المجادلة: 22].

قال عليه الصلاة والسلام: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة".

هذه الأنساب لن تنفع يوم القيامة: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ)[المؤمنون: 101].

ولذلك جاء الإسلام فجمع بين الحبشي، والفارسي، والعربي، والعربي بأنواعه من القبائل المختلفة التي لها شرف ومنزلة، والتي هي أقل.

لعمرك ما الإنسان إلا بدينه *** فقد رفع الإسلام سلمان فارس
فلا تترك التقوى اعتماداً على النسب *** وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب

عباد الله: لقد ساهم التعصب المذهبي في نتائج من الفرقة التي حصلت بين المسلمين ، والمقصود بـ"المذهبي" هنا مذاهب الفقه الإسلامي بين أهل السنة، بين أتباع السلف في الأصل، فلقد كان الأئمة الأربعة يقتبسون من الكتاب والسنة، ولهم تلاميذ نشروا فقههم ومسائلهم، فآل الأمر ببعض الناس إلى التعصب لأولئك الأئمة، مع أن الأئمة أنفسهم قد حذروا من التعصب لهم.

قال أبو حنيفة: "إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين".

وقال مالك: "ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر"، وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب؛ فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه".

وقال الشافعي: "إذا صح الحديث فهو مذهبي".

وقال أحمد: "لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا".

يقصد طبعاً أهل العلم، خذوا من المصدر الذي أخذنا منه، أما العامي يتبع العلماء، لكن ماذا حصل بعد ذلك؟ تعصب، فقال بعضهم:

فلعنة ربنا أعداد رمل *** على من رد قول أبي حنيفة

وقال الآخر: "يجب على كافة العاقلين، وعامة المسلمين شرقاً وغرباً، بعداً وقرباً انتحال مذهب الشافعي".

وقال آخر:

أنا حنبلي ما حييت وإن أمت *** فوصيتي للناس أن يتحنبلوا

فآل الأمر إلى وجود أربعة محاريب في الحرم إلى عهد قريب يقام فيها أربع صلوات بالمذاهب المختلفة، وهكذا في بعض مساجد العالم الإسلامي الكبيرة لا يصلي هؤلاء خلف هؤلاء، ولا هؤلاء خلف هؤلاء، ويكون بينهم من التقاتل والتخاصم، والسباب والشتم عجب عجاب.

اللهم إنا نسألك أن تجمع كلمة المسلمين على الحق والتقوى.
اللهم اجعلنا بحبلك مستمسكين، واغفر لنا أجمعين.
اللهم رد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً.
اللهم انصر أهل التوحيد والسنة يا أرحم الراحمين، واخز أهل الكفر والمشركين والمنافقين إنك أنت القوي العزيز.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:

الحمد لله رب الأولين والآخرين، ومالك السموات والأرضين.
الحمد لله الذي بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، عليه توكلت وإليه أنيب.
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد سيد ولد آدم، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، والشافع المشفع يوم الدين.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله، وأزواجه وذريته الطيبين، وعلى خلفائه وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله: فإذا أضيف إلى ما سبق الأطماع الشخصية، وتصديق الإشاعات، وانعدام الثقة من المسلمين ببعضهم، والشبهات التي صارت تعم مجتمعاتهم، وما حصل من نشر الفساد بهذه القنوات، وجعل الناس آحاداً وعامة منشغلين بألوان هذا، فمن الذي سيقوم أصلاً بالدعوة إلى توحد الأمة، ويعمل على تنفيذ ذلك؟.

فإن القناعة بالشيء مهمة جداً، ثم العمل على تحقيق ذلك، هذه الثمرة العملية، وإذا كان لدينا من الأسس والثوابت هذه العقيدة، هذه العقيدة عقيدة التوحيد، وهذه الصلاة التي ينادى لها هذا النداء، وهذه الزكاة التي تكفل الفقراء، وتعالج المشكلات الاجتماعية، وهذا الصيام الذي نجتمع عليه، وهذان العيدان من الشعارات العظيمة جداً لهذه الأمة، عيد الفطر والأضحى بالإضافة لعيد الجمعة الأسبوعي، وهذا المؤتمر السنوي الذي يجتمع فيه المسلمون للحج.

قد أعطانا الله من المقومات ما يؤدي للاجتماع، ويذكرنا به ولو غفلنا، وأعطانا كتاباً واحداً، وحفظه لنا، وضمن لنا حفظه: (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ)[الزمر: 28].

(أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً)[الرعد: 37].

ولذلك كانت اللغة العربية من سمات وحدة المسلمين؛ لأن الله أنزل كتابه بها: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)[فصلت: 44].

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإنَّ فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، وقال: "ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر، ولغة أهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان، ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب، ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديماً".

نجاح عظيم للصحابة في الحقيقة بتغيير لغات بلدان حتى صارت العربية هي السائدة، وإن كنت في ريب فسائل التاريخ عن وحدة المسلمين، وعزتهم يوم كانت اللغة العربية صاحبة السلطان في الأقطار الإسلامية، شرقية وغربية، عربية وأعجمية، يوم كانت لغة التخاطب والمراسلات، لغة الأذان والإقامة والصلوات، لغة الخطابة في الجمع والأعياد والحفلات، لغة المكاتبات بين الخلفاء والقواد والجنود، لغة المدارس والمساجد، والكتب والدواوين، حتى جاءت لغات الأعاجم في وقت هيمنة أهل الكفر لتطغى على اللغة العربية، وتنسينا حتى التأريخ القمري الهجري؛ لكي يُعتمد هذا التأريخ الميلادي الأجنبي عن هذه الأمة.

وهكذا إذا أزيحت الثوابت، والأسباب التي تؤدي لاجتماع الأمة، ونسيت الأمة أسباب الاجتماع؛ فإن الفرقة ستبقى.

ولإدراك أهمية وحدة الصف لا بد أولاً من معرفة الأساس الذي بعث الله به الأنبياء، التوحيد؛ ولذلك من خالف هذا التوحيد يُبَيَّن له حكم المخالفة، ووجوب الرجوع إلى التوحيد، ونبذ الشرك، فإن أصر فهو مشرك من المشركين يُتعامل معه كما تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع مشركي العرب؛ لأن الشرك ظلم عظيم لا يقبله الله عز وجل، ولا فرق بين أن يشرك باللات والعزى، ومناة وهبل، والأصنام، وبين أن يشرك مع الله بأموات، أو أولياء، فيجعل لهم من أنواع العبادات كالاستغاثة، والاستعاذة، والنذر، ونحو ذلك، وتحج المشاهد والأضرحة، ويصرف لمن فيها أنواع من العبادة التي لا تجوز إلا لله، فإن مبدأ الشرك واحد سواء كان المشرك به شجراً أو حجراً، أو شخصاً أو وثناً، حياً أو ميتاً، وهكذا.

لا بد أن نعتقد بأن الكتاب والسنة وحي من الله، ومن لم يعتقد ذلك فعليه غضب الله، ولا بد أن نعتقد بأن النبي عليه الصلاة والسلام المعصوم من الله، وأنه لا معصوم غيره من هذه الأمة، وأن البشر -سوى النبي عليه الصلاة والسلام- في هذه الأمة يخطئون، ويحصل منهم ما يحصل من أنواع الخطأ والمعصية، ونحو ذلك من الخروج عن النهج، قل أو كثر، سواء كان دقيقاً أو جليلاً، وبالتالي فمن ادعى العصمة لأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم فقد جعله نبياً.

فإذا قلت: إن فلاناً من الصحابة، أو فلاناً من التابعين، أو فلاناً ممن بعدهم معصوم، يعني كلامه تشريع، يعني التشريع لم ينته بوفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما استمر، فإذا اعتقد العصمة لأحد غير النبي عليه الصلاة والسلام معناه أنه لا يخطئ، وما يقوله حق؛ إذاً كلامه تشريع، وهذا كفر واضح جداً.

ثم لا بد من معرفة الإجماع، واتباع سبيل المؤمنين كما أخبر ربنا تعالى: (ومَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى)[النساء:115].

ولا بد أن نعتقد بأن الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام، والصحابة، وأن خير القرون الصحابة، ومن بعدهم، ومن بعدهم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الصحابة هم أولوا العرفان، عايشوا التنزيل، وحضروا الوحي، ورأوا النبي عليه الصلاة والسلام، وسألوه، وأفهمهم، وبَيَّن لهم، وسمعوا حديثه، ونقلوا سنته، فإذا قيل: هؤلاء ارتدوا إلا أربعة، أو ستة، أو سبعة، فما معنى ذلك؟ إسقاط السنة، إسقاط الجزء الأكبر من السنة، والسنة وحي، وشطب وحذف هذه الأحاديث الكثيرة التي جاءت عن طريق هؤلاء الصحابة، وهكذا لن يكون أعظم الأمة سلفها، ولن يكون أعظم الأمة الصحابة؛ لأنهم أصلاً جماعة من المنافقين والمرتدين، ولم يثبتوا بعد وفاة نبيهم، واتهام النبي بالفشل؛ أنه لم يربِ ناساً ثبتوا على الدين، وأن العملية كلها كانت هكذا، وهذا -ولا شك- ظلم عظيم للنبي عليه الصلاة والسلام، وللصحابة، وللأمة كلها.

ثم لا بد من الاستبصار برأي أهل العلم والفقه والبصيرة: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)[النساء: 83].

وهكذا: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[النحل: 43].

فلا بد من العودة إلى أهل العلم.

وأيضاً أهل العلم، أهل الإخلاص، أهل التقوى، الذين يبتغون وجه الله، وإخلاص الدين، والانتماء الحقيقي للإسلام: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[فصلت: 33].

هذه المفخرة الحقيقية، الانتماء إلى الإسلام، الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن بعضهم حاول أن يختطف هذا الإسلام ليسمي الإسلام إسلامات، وأنواع من الإسلام، والمقصود بالإسلام الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.

أبي الإسلام لا أبا لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم

وأن نحافظ على صلاة الجماعة؛ لأنها من أسباب الاجتماع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان؛ فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية".

قال السائب: "يعني بالجماعة الجماعة في الصلاة".

والشيطان يتسلط على من يخرج عن عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن يجتنب مساجدهم ولا يصلي معهم؛ ولذلك كان الخروج عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وترك مساجد أهل السنة والجماعة مما يؤدي إلى الفرقة.

ثم لا بد من البعد عن البغي والحسد والهوى؛ فإن كثيراً من الخلافات شخصية، شخصية! وليست عقدية شرعية، ومع ذلك تستقطب هؤلاء وهؤلاء، ويصبحوا فرَقاً متناحرة، وبعض الخلافات أسبابها دنيوية: "فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم؛ فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم".

وأيضاً فلا بد من رفع لواء الأخوة، وبيان مكانة الأخوة، والمحافظة على الأخوة، وما يقوي الأخوة، والنأي عمَّا يجرح الأخوة، ويخدش الأخوة.

الأخوة لها آداب، الأخوة ثمرة لهذا الدين: "لا تؤمنوا حتى تحابوا".

ولابد أن يسعى المصلحون في رأب الصدع، وتدارك الخلاف، وليست القضية أن نجمع الموحِّد مع المشرك، مع السني، مع المبتدع، ونجمع المنافق، ثم نقدم الجميع، ونقول: هذا هو...، هذه أمتنا، كلا.

نريد أمة ينصرها الله، نريد أمة نقية، نريد أمة على التوحيد، على الحق، نريد أمة اجتمعت على ما جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه؛ ولذلك فلا بد من الدعوة والبيان، والصراحة في قول الحق، وأن يكون الاجتماع على ماذا؟ لا بد من توضيح، الاجتماع على ماذا؟ هذا الكتاب، وهذه السنة، الأمر واضح بين، ولا غير.

عباد الله: يألم المؤمن بأهل الإيمان كما يألم الرأس لما في الجسد، وعندما يسمع المسلم عما يصيب إخواننا من أهل السنة اليوم من أنواع التشريد، والإخراج من الديار، وكذلك القصف، والاغتيال والقتل، والنشر بالمناشير، والذبح والنحر كنحر الخراف، والتعذيب بأنواع التعذيب، والتسلط حتى على حجاجهم الذين لم يحج منهم إلا القليل، ومع ذلك لم يسلموا عندما رجعوا إلى بلادهم من الخطف والقتل، وهكذا يُتخطف الناس من حولنا، من إخواننا، ويذوب القلب المؤمن لما يرى ما حل بإخوانه.

اللهم انصر أهل السنة والتوحيد، يا رب العالمين.. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم. . اللهم انصرهم على اليهود والمشركين والصليبيين.
اللهم إنا نسألك لهم المدد، يا رب العالمين. . اللهم أنت القوي، اللهم أنت العزيز، لا تُمانَع ولا تُغَالب، وأنت الحي القيوم، وأنت مالك الملك.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني.

اللهم إنا نسألك بعزك، وبقوتك، وحولك أن تنصر إخواننا أهل السنة، يا أرحم الراحمين.. اللهم انصرهم، اللهم أنزل عليهم نصرك الذي وعدت به عبادك المؤمنين.
اللهم أفرغ عليهم صبراً، وثبت أقدامهم، وانصرهم على المشركين.. اللهم يا رافع السموات بغير عمد، ويا باسط الأرضين، اللهم إنا نسألك بقدرتك، وقوتك، وبحولك أن تعز أهل الإسلام، أن تعز أهل التوحيد، يا رب العالمين.

اللهم عجل فرج المسلمين، عجل فرج المسلمين، عجل فرج المسلمين، يا رب العالمين .. اللهم اشدد وطأتك على أعداء الدين، اللهم العنهم لعناً كبيراً، وخذهم أخذاً شديداً.

اللهم أرنا فيهم آيات من آياتك، يا رب العالمين.. اللهم إنا نسألك أن تجعل عاقبتهم الذل، والخزي، والهوان في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم عجل بهزيمتهم، وفرق شملهم، وشتت جمعهم، وألق في قلوبهم الرعب.
اللهم خذهم ودمرهم، اللهم فرقهم وشتتهم.. اللهم إنا نسألك وأنت الله لا إله إلا أنت أن تحفظنا في بلادنا وبلاد المسلمين بحفظك، وأن تجعلنا في إيمان وأمن بحولك وقوتك.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا في بلادنا آمنين مطمئنين، وسائر إخواننا المسلمين.

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



التالي
السابق