{بين الرجاء والأماني} ( منقول من كتاب الداء والدواء)
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
بحر الجود
-
[gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين
{بينَ الرَّجاءِ والأمانِيِّ}
مما ينبغِي أَن يعلمَ أنَّ منْ رجا شيئاً استلزمَ رجاؤُه
ثلاثةَ أمورٍ
-أحدهما:محبَّةُ ما يرجُوه.
-الثَّانِي:خوفُه من فواتِه.
-الثَّالثُ:سعيُه في تحصِيِله بحسبِ الإِمْكَانِ
وأمَّا رجاءُ،لا يُقارِنه شيءٌ منْ ذلكَ فهُو منْ بابِ الأماني
والرجاءُ شيءٌَ والأماني شيءٌ آخر؛فكلُّ راجٍ خائفٌ،والسَّائِرُ عَلَى الطَّريقِ إذا خافَ أسرعَ السيرَ مخافةَ الفواتِ.
وفي "جامع الترمذي
"من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنهُ قالَ:قالَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
"منْ خَافَ أدْلَجَ،ومنْ أدلجَ بلغَ المنزلَ،أَلا إنَّ سلعةَ اللهِ غاليةٌ،أَلا إنَّ سلعةَ اللهِ الجنَّةُ".
ومن تأملَ أحوال الصَّحابةِ رضيَ اللهُ عنهمْ
وجدهمْ في غايةِ العملِ مع غايةِ الخوفِ
ونحنُ جمعنَا بَين التقصيرِ –بل التفريطِ-والأمْنِ.
*فهذَا الصدِّيقُ رضي الله عنه يقول:
"وددتُ أنِّي شعرةٌ في جَنْبِ عبدٍ مؤمن"
وذُكر عنهُ أنه كان يمسكُ بلسانهِ ويقولُ:
"هذَا الذي أوردني المواردَ"
*وهذَا عمر قرأَ سُورة الطُّور حتَّى إذا بلغ"(إنَّ عَذَابَ رَبِكَ لَوَاقعٌِ)الطور:7
بكى واشتدَّ بكاؤُه حتَّى مرضَ وعادُوه.
وكان يمرُّ بالآيةِ في وردِه بالليلةِ فتخيفُه،فيبقى في البيتِ أياماً يعاد،يحسبونه مريضاً.
وكان في وجهه رضي الله عنه خَطَّان أسودان من البكاءِ.
*وهذا عثمان بنُ عفان رضي الله عنه
كان إذا وقفَ على القبرِ يبكي حتى يبلَّ لحيته.
وقال:
"لو أنني بين الجنةِ والنارِ لا أدري إلى أيتهما يُؤمَرُ بي،
لا خترتُ أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصيرُ"
*وهذا عليُّ بن أبي طالب وبكاؤه وخوفه وكان يشتدُّ خوفه من اثنتين:طُول الأملِ وإتباع الهوى
قال:
"فأما طول الأمل فيُنسِي الآخرةَ وأما أتباع الهوى فيصدُّ عن الحق،أَلا وإنَّ الدنيا قد ولَّت مدبرةٍ،والآخرةُ،لا تكونوا من أبناء مقبلةٌ ولكل واحد بنون،فكونوا من أبناء الآخرةِ،ولا تكونوا من أبناءِ الدنيا؛فإن اليومَ عملٌ ولا حسابَ،وغداً حساب ولا عمل"
*وهذا أبو الدَّرداء رضي الله عنه كان يقول:"إِن أشدَّ ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يُقال لي:يَا أبا الدرداءِ قد علمت فكيف عملت فيما علمتَ؟"
*وقال ابن مُليكةَ:أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلُّهم يخافُ النفاق على نفسه،ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
وقال البخاريُّ في صحيحة بابُ خوف المؤمن من أن يحبطَ عمله وهو لا يشعر.
من كتاب الداء والدواء
للمؤلف/أبن قيم الجوزية
الإمام/شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أبي بكر.
[/gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين
{بينَ الرَّجاءِ والأمانِيِّ}
مما ينبغِي أَن يعلمَ أنَّ منْ رجا شيئاً استلزمَ رجاؤُه
ثلاثةَ أمورٍ
-أحدهما:محبَّةُ ما يرجُوه.
-الثَّانِي:خوفُه من فواتِه.
-الثَّالثُ:سعيُه في تحصِيِله بحسبِ الإِمْكَانِ
وأمَّا رجاءُ،لا يُقارِنه شيءٌ منْ ذلكَ فهُو منْ بابِ الأماني
والرجاءُ شيءٌَ والأماني شيءٌ آخر؛فكلُّ راجٍ خائفٌ،والسَّائِرُ عَلَى الطَّريقِ إذا خافَ أسرعَ السيرَ مخافةَ الفواتِ.
وفي "جامع الترمذي
"من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنهُ قالَ:قالَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
"منْ خَافَ أدْلَجَ،ومنْ أدلجَ بلغَ المنزلَ،أَلا إنَّ سلعةَ اللهِ غاليةٌ،أَلا إنَّ سلعةَ اللهِ الجنَّةُ".
ومن تأملَ أحوال الصَّحابةِ رضيَ اللهُ عنهمْ
وجدهمْ في غايةِ العملِ مع غايةِ الخوفِ
ونحنُ جمعنَا بَين التقصيرِ –بل التفريطِ-والأمْنِ.
*فهذَا الصدِّيقُ رضي الله عنه يقول:
"وددتُ أنِّي شعرةٌ في جَنْبِ عبدٍ مؤمن"
وذُكر عنهُ أنه كان يمسكُ بلسانهِ ويقولُ:
"هذَا الذي أوردني المواردَ"
*وهذَا عمر قرأَ سُورة الطُّور حتَّى إذا بلغ"(إنَّ عَذَابَ رَبِكَ لَوَاقعٌِ)الطور:7
بكى واشتدَّ بكاؤُه حتَّى مرضَ وعادُوه.
وكان يمرُّ بالآيةِ في وردِه بالليلةِ فتخيفُه،فيبقى في البيتِ أياماً يعاد،يحسبونه مريضاً.
وكان في وجهه رضي الله عنه خَطَّان أسودان من البكاءِ.
*وهذا عثمان بنُ عفان رضي الله عنه
كان إذا وقفَ على القبرِ يبكي حتى يبلَّ لحيته.
وقال:
"لو أنني بين الجنةِ والنارِ لا أدري إلى أيتهما يُؤمَرُ بي،
لا خترتُ أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصيرُ"
*وهذا عليُّ بن أبي طالب وبكاؤه وخوفه وكان يشتدُّ خوفه من اثنتين:طُول الأملِ وإتباع الهوى
قال:
"فأما طول الأمل فيُنسِي الآخرةَ وأما أتباع الهوى فيصدُّ عن الحق،أَلا وإنَّ الدنيا قد ولَّت مدبرةٍ،والآخرةُ،لا تكونوا من أبناء مقبلةٌ ولكل واحد بنون،فكونوا من أبناء الآخرةِ،ولا تكونوا من أبناءِ الدنيا؛فإن اليومَ عملٌ ولا حسابَ،وغداً حساب ولا عمل"
*وهذا أبو الدَّرداء رضي الله عنه كان يقول:"إِن أشدَّ ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يُقال لي:يَا أبا الدرداءِ قد علمت فكيف عملت فيما علمتَ؟"
*وقال ابن مُليكةَ:أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلُّهم يخافُ النفاق على نفسه،ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل.
وقال البخاريُّ في صحيحة بابُ خوف المؤمن من أن يحبطَ عمله وهو لا يشعر.
من كتاب الداء والدواء
للمؤلف/أبن قيم الجوزية
الإمام/شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أبي بكر.
[/gdwl]