اختى الغالية اين نحن من التاريخ
مجتمع رجيم / بهم نقتدى
كتبت :
~ عبير الزهور ~
-
[frame="3 70"]
اختى الغالية اين نحن من التاريخ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه
إن نظرة متفحصة في التاريخ، لتنبئ عن مدى الفرق الشاسع بين همة نساء السلف، وما عليه نساء هذا العصر إلا من رحم الله!
لقد ضرب نساء المسلمين في القرون الماضية أروع الأمثلة على علو الهمة وشموخها، وسجلنّ للأجيال بطولات رائعة، لا يبرح نساء هذا العصر إذا قرأنها أن يتخيلنها ضربًا من ضروب الخيال، لولا قواطع الأدلة التي تثبت وقوعها في التاريخ.
لقد جعلن من حياتهن قدوة للأجيال، في العبادة والجهاد، وفي الصيام والقيام وفي طلب العلم والتربية والدعوة والتضحية من أجل دين الله.
و سنستعرض نماذج قيمة، من أحوال نساء السلف، لعل الله يحيي بذلك الإيمان في قلوب نسائنا، فتذب، فيصن روح العودة إلى حنين الماضي، حيث العزة والتمكين.
اختى الغالية اين نحن من التاريخ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه
إن نظرة متفحصة في التاريخ، لتنبئ عن مدى الفرق الشاسع بين همة نساء السلف، وما عليه نساء هذا العصر إلا من رحم الله!
لقد ضرب نساء المسلمين في القرون الماضية أروع الأمثلة على علو الهمة وشموخها، وسجلنّ للأجيال بطولات رائعة، لا يبرح نساء هذا العصر إذا قرأنها أن يتخيلنها ضربًا من ضروب الخيال، لولا قواطع الأدلة التي تثبت وقوعها في التاريخ.
لقد جعلن من حياتهن قدوة للأجيال، في العبادة والجهاد، وفي الصيام والقيام وفي طلب العلم والتربية والدعوة والتضحية من أجل دين الله.
و سنستعرض نماذج قيمة، من أحوال نساء السلف، لعل الله يحيي بذلك الإيمان في قلوب نسائنا، فتذب، فيصن روح العودة إلى حنين الماضي، حيث العزة والتمكين.
أول من أسلم امرأة!
لما أوحى الله جل وعلا إلى نبيه بالدعوة والتبليغ، عرض أمره على زوجته الطاهرة أم القاسم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فما كان منها إلا أن خفق قلبها للدين واستجاب حسها وشعورها بصدق ويقين لسيد الأنبياء والمرسلين .
قال الإمام عز الدين بن الأثير رحمه الله تعالى: ( خديجة أول من أسلم، بإجماع المسلمين ) [أسد الغابة:7/78].
فلم تعبأ رضي الله عنها بما قد ينالها من المشركين، فكانت خير نصير وظهير للنبي صلى الله عليه وسلم: فكانت تسانده وتؤيده بمالها ونفسها وما تملك، لذلك كانت لها مكانة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعدلها مكانة سائر أمهات المؤمنين، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء، قالت: فغرت يومًا؛ فقلت: ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين، قد أبدلك الله خيرًا منها، قال صلى الله عليه وسلم: { أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس } ) [انظر الإصابة لابن حجر (12/217-218)، والحديث روته: عائشة، وحدثه: الهيثمي، وإسناده حسن]؛
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء قالت فغرت يوماً فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيراً منها قال ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء
الراوي: عائشة المحدث: الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم: 249
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
فهذا الحديث يدل على مكانتها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى التضحية الكبيرة التي قدمتها إيماناً بالله ورسوله فكان أن بشرها الرسول صلى الله عليه وسلم { ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب } [سير أعلام النبلاء:2/10، والقصب: هو اللؤلؤ المجوف الواسع كالقصر] فرضي الله عنها وأرضاها.
هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام ، أو إناء فيه شراب ، فأقرئها من ربها السلام ، وبشرها ببيت من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7497
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أختي المؤمنة: لقد كانت خديجة رضي الله عنها خير نصير للإسلام، وبها وبأمثالها نصر الله الدين، وهزم جموع المشركين، ولقد كسبت بسبقها للإسلام والإيمان شرفًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، وإننا لنأمل أن يعلق وسام هذا الشرف في أعناق المؤمنات، إنه شرف السبق للعودة إلى الدين، فخديجة رضي الله عنها كسبت شرف السبق في البدء، ونحن نريد منك كسب شرف السبق للعود!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء } [الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، إسناده حسن].
إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ . وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 146
خلاصة حكم المحدث: صحيح
نعم؛ إنه لابد من دفع ضريبة العودة، كما دفعت ضريبة البدأ، وهي في الحالتين واحدة: إنها الغربة.
فكوني حفظك الله ناصرة لهذا الدين بالتزامك واستجابتك لله ورسوله، اجعلي نصب عينيك أم المؤمنين قدوة، وتحملي وحشة الطريق والغربة، فإن طريق الجنة محفوف بالمكاره وطريق النار محفوف بالشهوات!