قراءة نقدية في رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : كلمة صدق
-

اللص والكلاب رواية لنجيب محفوظ حظيت باهتمام كبير من قبل كثير من النقاد والدارسين لما فيها من إبداع في المبنى والمضمون.استخدم نجيب في روايته الوجودية أسلوب سيل الوعي والسريالية. تتمحور الرواية حول حياة سعيد مهران اللص الخارج من السجن كي ينتقم من الذين وضعوه فيه ,و قد نشرت الرواية في مطلع الستينيات, تعكس الرواية أصداء خيبة الأمل التي جسدت الثورة والنظام المصري، تضع الراوية سعيد مهران ليس لصا فحسب بل تصوره كشخص ثائر ولاسلطوي.

56356356363.gif

ملخص الاحداث

من البداية يضع نجيب محفوظ القارئ، أمام واقع يعيشه بطل الرواية (سعيد مهران) الخارج لتوه من السجن بعد قضاء أربعة أعوام بسبب ارتكاب سرقة، وقد كانت المرارة التي شعر بها خلال فترة الحبس أقل من أثر المرارة التي تركتها زوجته (نبوية) في نفسه، عندما زين لها صديق سعيد السابق – عليش سدرة – أن تطلب الطلاق من سعيد، ليتزوجها عليش بعد ذلك. كما أن شعوره بأن ابنته الطفلة – سناء – عند هذين الخائنين، زاد من حقده عليهما.


كان أول مافعله سعيد، أنه توجه إلى بيت عليش، وطلب رؤية ابنته وأخذ بعض الأشياء الخاصة به. وقد صدم عندما لم تعرفه ابنته، وعندما تنكر له الزوجان. فطلب أن يأخذ البنت، ولكن الزوجين أعطياه بعض الكتب. وخرج من البيت وهو مصمم على قتل الإثنين.


ويلجأ سعيد وسط خيبته إلى بيت أحد المتصوفين – الشيخ النجداوي، والذي كان سعيد يزوره وهو صغير بصحبة أبيه، ويحدثه الشيخ عن أيام. السجن، والأيام التي خلت قبله ويحاول الشيخ أن يسمعه بعض النصائح. التي لم يجد فيها سعيد مايخفف من حالة الإحباط التي يعيش فيها.


ثم يعرج على رجل عرفه في السابق أيام كان أبوه وأمه يخدمان في بيت الطلبة، حيث كان هذا الرجل – رؤؤف علوان – يدرس الحقوق في الجامعة. وكان يعطف على سعيد، وقد خلصه مرة من ورطة سرقة لأحد الطلبة. عله يجد لديه مايساعده على بدء حياة مختلفة.

لكن (سعيد) يجد أن رؤوف قد تغير بحكم منصبه – رئيس تحرير جريدة الزهراء- ويخرج من عنده حاقداً، بعد أن أعطاه رؤوف عشرة جنيهات. زادت هذه الزيارة من غضب سعيد على الناس، وقد قرر في نفسه أن يسرق قصر رؤوف، الفخم – لكنه يفشل ويقبض عليه، ويكتفي رؤوف بشتم سعيد واسترجاع النقود التي أعطاه إياها. يتجه بعد هذه الخيبة، إى المقهى الذي كان يضمه في السابق مع شلة السوء التي كان يعيش وسطها، ويدور حوار بينه وبين المعلم طرزان، صاحب المقهى- وبعض الزبائن -، ويطلب من المعلم أن يزوده بمسدس، ويحقق له المعلم طلبه وفي هذه الزيارة، يلمح نور، ابنة الهوى، التي كانت وماتزال تتردد على المقهى، والتي كانت عرفت سعيد، وكانت من قبل تطمع في وصاله. ثم تنتابه موجة من الحيرة والغضب والخوف الممزوج بالخيبة عندما ظن أن أحدا/ً ربما رآه وهو يركض هارباً بعد الجريمة.

أو أن الوقائع ستثبت أنه هو الوحيد الذي قام بالعمل دون غيره بقصد الانتقام. ويدور حوار في نفسه تعادل حرارته حرارة الموقف الصعب الذي هو فيه ويترك بيت الشيخ بعد قليل من الكلمات يتبادلها سعيد معه، ثم يتجه إلى مأواه الآمين – بيت نور- عند المقبرة، وهنا يجد القارئ مفارقة في انتقال سعيد، من بيت الصوفي الطاهر إلى بيت نور الذي هو بعيد عن الطهارة !


ويطرق الباب ويدخل، يتبادلان حواراً عدمياً، لكنها تفيده في النهاية عندما أراد أن تؤويه في بيتها بقولها : أحطك في عيني وأكحل عليك !


وبدلا من أن يقف لحظة ليفكر، كيف سيتخلص من المأزق المحيط به من كل ناحية. إلا أنه لاينفك يفكر في رغبته بقتل نبوية وعليش، ويناجي نفسه، ويقول مادام يرى نفسه ميتا بعد قتله الرجل البرئ بالرصاصة العمياء، فلا بأس من أن يطلق مزيداً من الرصاص لذا يوصي سعيد (نور) أن تحضر له الجرائد، بعد عودتها من العمل ويجلس في الغرفة وحيدا, وعندها تنهال عليه سيول الذكريات، فيسترجع أيام تعرفه على نبوية، واعجابه بها, يوم كانت تعمل خادمة عند احدى السيدات التركيات، وكذلك يتذكر يوم زفافه إلى نبوية, وكيف تظاهر عليش يومها بأنه صديق مخلص له، ويحتار في أمر نبوية، كيف تميل إلى الكلب – عليش – وتترك الأسد – هو- مما يحرضه على الاستمرار في التفكير في قتل الاثنين.


وتعود نور محملة بالأكل والمشروبات والجريدة، فيفاجأ سعيد بأن صديقه القديم رؤوف علوان، رئيس تحرير جريدة الزهراء قد أسهب في وصف جريمة سعيد, وتحدث عن تاريخه في اللصوصية والاجرام، وعن جنونه وجرأته الإجرامية، مما زاد في حقد سعيد وتصميمه على قتل رؤوف.

ويدور حوار بين سعيد ونور يتخلله نوع من الغزل، ولعل مغازلة سعيد لنور كانت مقدمة يستطيع من خلالها أن يحصل على بدلة ضابط بوليس تخيطها نور له في بيتها.


ارتدى سعيد بدلة ضابط البوليس برتبة صاغ, واستأجر قاربا قاصدا قصر رؤوف علوان، ومصمما على قتله، وقد رصد سعيد عودة رؤوف وما أن نزل الأخير من السيارة، حتى ناداه سعيد : أنا سعيد خذ! وأطلق عليه النار, ولكن تبادل حراس القصر النار مع سعيد قد أربكه، ولم يستطيع التصويب بدقة ,وانتهى الموقف في ثوان، واتجه إلى القارب، وأخذ يجذف هاربا، ثم ركب تاكسي، وتحسس ساقه، وعندما عاد إلى بيت نور، وخلع ملابسه اكتشف أنه سار ساعة والرصاصة في ساقه. ويذهل سعيد, وهو يجد في عناوين الصحف التي أحضرتها نور، بأنه قتل للمرة الثانية رجلا لا ذنب له، هو حارس قصر رؤوف علوان، وليس علوان نفسه، فينكفئ على نفسه يلومها، وتخيل أنه يقف وسط قفص الاتهام في المحكمة، وأنه يدلي بدفاعه وافادته، ويتراءى له أنه ليس هو القاتل، بل ان زوجته وعليش ورؤوف هم القاتلون، ويصر على أن ينتقم منهم في أحد الأيام.


ولما لم تعد نور في مساء أحد الأيام، وعندما طرقت صاحبة الشقة الباب تطلب ايجار الشقة، يهرب سعيد لاجئا إلى بيت الشيخ الجنيدي – هروب إلى الأمان والتعادل الروحي – لكن حواره مع الشيخ أشعره باليأس، ومن ثم خرج ليواجه مصير قبض رجال الشرطة عليه بعد معركة غير متكافئة.


56356356363.gif

الشخصيات

سعيد مهران لص.
رؤوف علوان صحفي.
نبوية زوجة سعيد مهران السابقة التي تزوجت بعليش.
سنا بنت سعيد مهران.
عليش صاحب سعيد الذي خانه
نور العاهرة التي أحبها سعيد مهران.
طرزان صاحب المقهى.
الشيخ الذي يوجه سعيد مهران.


56356356363.gif

طبيعة الرواية

رواية "اللص والكلاب "تقوم علي خط الصراع الأساسي بين "اللص والكلاب" أو سعيد مهران والمجتمع. وهذا الخط يلعب دور العمود الفقري الذي يربط أجزاء الرواية منذ أول سطر إلي آخر سطر فيها، فلا يتكلف نجيب محفوظ مقدمات لتقديم شخصياته ولكنه يدفع بالقارئ فورا إلي الموقف الأساسي في الرواية ويمكن للقارئ أن يضع يده علي الخيط الأول وبذلك لا يحس بأنه يوجد هناك حاجز بينه وبين العمل الفني.

تصور رواية "اللص والكلاب" شخصية سعيد مهران بأنه لص خرج من السجن صيفا بعد أن قضى به أربعة أعوام غدرا لينتقم من الذين اغتنوا على حساب الآخرين، وزيفوا المبادئ، وداسوا على القيم الأصيلة لكي يجعل من الحياة معنى بدلا من العبثية ولا جدواها. وهكذا قرر أن ينتقم من هؤلاء الكلاب إلا أن محاولاته كانت كلها عابثة تصيب الأبرياء وينجو منها الأعداء مما زاد الطين بلة. فصارت الحياة عبثا بلا معنى ولا هدف، ولقي مصيره النهائي في نهاية الرواية بنوع من اللامبالاة وعدم الاكتراث ولم يعرف لنفسه وضعا ولا موضعا، ولا غاية وجاهد بكل قسوة ليسيطر على شيء ما ليبذل مقاومة أخيرة، ليظفر عبثا بذكرى مستعصية، وأخيرا لم يجد بدا من الاستسلام، فاستسلم.


56356356363.gif


دواعي التأليف

اللص والكلاب"رواية مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها " محمود أمين سليمان " الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961. وقد لوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم وعطف الكثيرين منهم عليه، فقد خرج " محمود أمين سليمان "عن القانون لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه، ولتحقيق انتقامه ارتكب العديد من الجرائم في حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع، فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب واستلهم منها مادته الأدبية تجمع بين ما هو واقعي وما هو تخيلي فكانت رواية "اللص والكلاب".
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
بارك الله فيك كلمة
لكن صدقي انها الرواية التي لم تستهوني بين كتابات نجيب محفوظ وحسيت فيها انها بلا هدف محدد او على الاقل لم اجد فيها ما تعودته من كتاباته
ويبقى راي الشخصي
ومما زاد الطين بلة يوم اخرجت للتلفاز .......لا تعليق
كتبت : كلمة صدق
-
اهلا حبيبتي نورت الموضوع باطلالتك

كما قرأتِ في دواعي التأليف
انها قصة واقعية اثارت تعاطف المجتمع المصري في ذلك الوقت ..
وربما اراد الكاتب ان يوضح للقاريء ان الغاية لا تبرر الوسيلة مهما كانت الاسباب
فليس منطقيا انه كي ينتقم الانسان ممن خانه ان يرتكب مجموعة جرائم لا حصر لها

شكرا لك غاليتي مرة اخرى على تواجدك ورأ]ك الذي احترمه
دمت بود
كتبت : مامي نور
-
سلمت يداك غاليتي كلمة صدق
لا أدري ماذا يحل بعقول بعض الأدباء
فكلهم لهم عثرات وكفريات
وليس إحسان عبدالقدوس عنهم ببعيد
وكذلك طه حسين
ضرهم أكبر من نفعهم
عفا الله عنا
أشكرك
كتبت : كلمة صدق
-
فعلا حبيبتي نور اتفق معك جدا
نجيب محفوظ له رواية اساءت جدا له وهي رواية ولاد حارتنا

وانا ارى ان روايته اللص والكلاب لم تكن بهذا السوء الذي كانت عليه روايات اخرى له
خاصة انها مقتبسة عن قصة واقعية

نورتي الموضوع باطلالتك الرقيقة
دمت بود

التالي

من رواية ذاكرة الجسد ..لاحلام مستغانمي

السابق

زَهَابِيْ لَلْمسَا بَرْدْ وْحَنِيْن وْدَمْعَة وْ [ يَالِيْتْ ].

كلمات ذات علاقة
محفوظ , منجية , املس , رواية , في , والكلاب , نقدية , قراءة