قصة ولادة مامي نور بيوسف
مجتمع رجيم / موضوعات الأمومة والطفولة المميزة
وأشكر من قلبي كل من ساعدت في إنجاح هذه المسابقة
واشتركت بها
وإليكم قصتي في ابني الوحيد يوسف وللعلم ابني يوسف مصري وأبوه مصري وانا لبنانية ههههه
فقد أكرمني الله بخبر حمله بعد سبعة أشهر من زواجي
وكنت أنتظره في غاية الشوق
ولازلت محتفظة باختبار الحمل
كانت الشهور الثلاثة الأولى من الحمل في غاية الصعوبة
فقد كرهت جميع أنواع الطعام وخصوصاً منتوجات كنور وماجي للأسف
كرهت حتى شكل مطبخي وما كنت أستطيع الطبخ حتى لزوجي ولا أحتمل أيضاً أن يحضر اكلاً جاهزاً
فكان الحل الأمثل لأريحه وأريح نفسي أن أنزل لأهلي في لبنان
فنزلت في اول الشهر الثاني ثم عدت في الشهر الثالث مع قليل من التحسن
مضت أشهر الحمل وكنت أهتم جدا بقراءة كل ما يختص بالحمل والولادة وتربية الأطفال
سواء على الانترنت أو الكتب فقد اشتريت موسوعة كبيرة في الحمل والولادة وكتباً أخرى متفرقة ..
من ضمن الكتب التي اشتريتها كتاب ألبوم طفلنا
أدوّن به كل ما يمر من أحداث في سنته الأولى
هذه صورة الكتاب
وكنت أتابع حملي أسبوعاً بأسبوع ومضت أشهر الحمل بطيئة جدا
وذلك من شوقي لطفلي
حتى صرت بنصف الشهر الثامن وكانت خطتي أن أَلِد في لبنان
فكان اتفاقي مع زوجي أن أنزل غلى لبنان ثم يتبعني هو
وشركات الطيران لا تسمح للحامل إذا تجاوزت نصف الشهر الثامن بركوب الطيارة
فسافرت إلى لبنان وأنا أنتظر قدومه وكان نزولي قبل رمضان بفترة بسيطة
وقضيت بعض الأيام في الفسح والترويح عن النفس بين الأهل والأصدقاء وشراء حاجات الطفل
مع متابعة الحمل مع الطبيبة وقدر الله أن زوجي لم يستطع النزول إلى لبنان لظروف الدراسة والجيش
فكانت صدمة نفسية لي كبيرة جدا
إذ أنه لم يزور بلدي إلى الآن وهذا يسبب بقلبي حزناً كبيراً .
وعند معرفتي لهذا الخبر تألمت جدا ببطني وحزنت كثيراً لأنه لن يأتي وبالتالي
لن أستطيع السفر له إلا بعد الولادة بشهر مثلاً ..
فأنا أريد وهو يريد والله يفعل ما يريد هو أهل التقوى وأهل المغفرة وأهل الجزاء الحسن ..
ولم أكن أعلم موعد الولادة فكلما ذهبت للطبيبة تقول لي ليس هناك علامات ولادة
ذهبت باليوم الرابع من الشهر التاسع فقالت لي تعالي بعد 10 أيام لأن الرحم لم يكن مفتوح اكثر من 1 سم
فجئت بعد 10 أيام وقالت لي ليس هناك علامات ولادة والرحم لم يكن مفتوحاً أكثر من 1 سم ونصف
فأخبرتها عن رغبتي بالولادة وزوجي بعيد عني فكان يوم الاثنين وحددت لي الولادة يوم الجمعة صباحاً
ووصفت لي دواء للالتهاب المهبلي لمدة ثلاثة أيام
فأخذت للتحضير للولادة وكنت خائفة جدا ولم أكن متوقعة أن الولادة صعبة جدا بالطلق الصناعي
لذلك كنت مستعجلة جدا للولادة فجاء اليوم الموعود وقد كان 17 رمضان
وكنت ولله الحمد استطعت صيام أيام رمضان كلها حتى يوم 17 رمضان
ورغم الحمل ولكنه كان أسهل رمضان يمر علينا رغم أنه في هذه السنة 2010 كان الصيف من أصعب فصول السنة لعدة اعوام ولكن الصيام كان سهل جدا وقد يسره الله لي .
ذهبت في السابعة صباحاً إلى المستشفى وكانت من أفضل المستشفيات ولكن في هذا اليوم كانت كل النساء تلد ههههههه
فكنت أسمع البكاء والعويل والانتحاب وكان الأمر يزيد رعباً علي
عندما دخلت لغرفة التحضير لبست روب المستشفى ووضعوا على بطني مقياس الطلق ودقات قلب طفلي
وكان المطلوب مني النوم على الظهر وكلنا تعلم كم من المؤلم نوم الحامل على ظهرها خصوصاً في هذا الشهر
ولكن هذا الطلب كان ليحفز الطلق
فلم يكن عندي أي أعراض للطلق
فكان الطلق الصناعي عن طريق المهبل كريم مبلي وهو من أفظع الطرق وأشنعها
فكنت أتألم آلاماً شديدة جدا
وأنا متأثرة جدا الآن وأنا اكتب لهول ما رأيت
وبعد كل التحفيزات المهبلية ولكن لم يكن الأمر سهلاً البتّة ولم يكن هناك تجاوباً من الرحم
وكنت أسألهم هل طلقات الولادة أصعب من التحفيز المهبلي (الطلق الصناعي)
فلم أجد إجابة وكان عويل النساء بازدياد
فطلبت أن أتحدث مع الطبيبة
وجاءت الطبيبة وقلت لها أنني أرغب بالولادة القيصرية فلم أعد أحتمل أكثر من هذا الألم
فجاءت لتكشف علي وكان عندها أكثر من ولادة في نفس المستشفى
فكشفت علي وأدخلت شيئاً وقامت باختراق كيس الماء لدى الطفل وذلك لتساعد الرحم على الفتح ..
وفعلا بدأ الطلق بازدياد وأنا من النوع الذي لا يحتمل الألم بتاتاً فكان صراخي يملؤ المشفى
وأثناء الحمل حاولت إقناع زوجي باستخدام إبرة الظهر الإبيديوريل
ولكنه كان رافضاً تماما للفكرة ولم أستطع مجادلته أبداً في هذا الأمر لشدة معارضته
ولكني لم أعد أحتمل الألم أكثر وكان الطلق بازدياد
وكنت أطلب الولادة القيصرية
فجاءت الطبيبة بتكشف علي بعدما فتحت الماء
فقالت لي ما شاء الله الرحم يستجيب ولكني لم أعد احتمال الوجع أكثر فطلبت حقنة الظهر
ولم يكن موجودا طبيبة لتحقنني هذه الحقنة كان هناك طبيب تخدير
رغم أن المستشفى كان أغلبها نصارى إلا أن معاملتهم كانت حسنة جداً
وجاء طبيب التخدير والحمدلله أنه كان مسلم ولكي لا يشعرني بالإحراج وأنا كنت جالسة أعطيه ظهري ولم يرى وجهي البتّة فكان يقول أنا لا أرى شيئاً واعتمد فقط على لمس منطقة الظهر
ولكن الطلق كان منتظم جداً وكنت أشعر أن بطني سينفجر
وكنت في قمة الألم لكنني لم أنسى أخوات لي حينما كنت في إحدى المنتديات أوصوني بالدعاء ..
وقال لي الطبيب أنه يجب عدم القيام بأي حركة أو ردة فعل أثناء حقن الإبرة في الظهر
فكنت أغمض عيوني وأشعر أنني في بيت تتصدع جدرانه على رأسي وكنت أردد بيني وبين نفسي
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
ومكان حقنة الظهر بجانب النخاع الشوكي لذلك هي حساسة جدا
وكانت مياه الرحم تتدفق مني بغزارة
واستمرت مدة إعطاء الحقنة ثلث ساعة
وذهب الطبيب ودخلوا أهلي وبدأ الألم يذهب شيئاً فشيئاً حتى اختفى
وكان الطلق قوي جدا أشعر به في تحجر بطني
ولكن شعوري به كان معدوماً ولله الحمد
وجلست أضحك مع أهلي وأبي وأمي
وكان أبي يحاول من تخفيف الألم عني ويسألني بماذا تشعرين فأقول له
فيرد علي قائلا : غريب هذا الشعور لأنني لم أكن أشعر به عند ولادتي ههههههههههه
ثم دخلت الممرضة وقالت لهم أن موعد الولادة قد حان فالرحم استجاب جدا ولله الحمد وقد فتح 8 سم
يعني كل هذه الفترة ولم أكن أشعر بالألم
ودخلت الطبيبة وممرضتان وأخرجوا أهلي خارج الغرفة
وطلبوا مني مساعدتهم بالشد فكانت ممرضة تشغط على بطني كي ينزل الطفل ولا يصعد
فتتعسر الولادة
وانا كنت أساعد بالشد (الحزق) ولم يكن عندي أي شعور بالألم إلا بسيط جدا
أقل من آلام الدورة
وأحسست أنها تحاول إخراج شيئاً من الأسفل ولم أرى إلا أنها حملت طفلي ووضعته مباشرة على بطني
وأصابتني نوبة من الضحك الهستيري المصحوب بالدموع
فوجدت طفلا أنفه كأنفي وفمه كفمي لكن لونه ليس كلوني ههههه
فيوسف أخذ لون المصريين وهو اللون الأسمر والسمار ثلثي الجمال ههههه ..
ووضعت يدي على ظهره وأنا في قمة الفرح
وأخذت الطبيبة بتخييط الفتحة التي قامت بشرخها
والحمدلله لم أشعر بأية آلام بعدها
حتى بعد انقضاء البنج
فيد الطبيبة بارك الله بها خفيفة جدا وهي طبيبة محنكة وماهرة ..
أخذت تحدثني ماذا ستفطر اليوم لأن ولادتي كانت قبل إعلان أذان المغرب بنصف ساعة فقط
وانتهينا على خير والحمدلله ..
ولكن صوت طفلي كان يملؤ المكان فكان غاضباً جدا لإزعاجه وللعلم إن طفلي يحب الاستقرار جدا ولا يحب أن يزعجه أحد في حين استقراره وعلمت طبعه من حينها ..
بعد ذلك ذهبت للغرفة في المستشفى وانا بانتظار طفلي بشوق كبير ولكنه نام بعد الاستحمام
وما من منغص كألم أو غيره إلا البواسير
بعد ذلك أحضرو لي طفلي ولم أكن أصدق ما تراه عيناي
ووضعته على صدري ليرضع وكنت في قمة الفرح والجنون ..
وبقيت محتفظة بالتيكيت التي كانت على سرير طفلي بالمستشفى
وسوار اليد
هذه صورة في الدقائق الأولى من ولادته
وهذه صورة لطفلي بعد ساعات من ولادته
وهذه بعض الصور في أيامه الأولى
حفظه الله ورعاه
هذه الضيافة التي قامت على شرف الأستاذ يويو ههههه
وعندنا في لبنان نقوم بتقديم ذكرى للضيوف والأقارب والأحباب
تحمل اسم الطفل
قد تكون قطعة كريستال
أو قد تكون على أي شكل آخر
أنا اخترت هذه الصدفة
من الفخار
وهذه صورة يوسف الآن وهو يبلغ من العمر سنة وستة أشهر
وأخيراً أنصح كل حامل بالاهتمام جدا بموضوع البواسير أثناء الحمل كي لا تعاني منها أثناء الولادة وما بعدها
ونصيحتي لك أيتها الأم المستقبلية لا تستعجلي على الولادة مهما كانت الظروف
فالطلق الربّاني أرحم بكثييير فعندما كان الطلق يأتيني كنت أقول الحمدلله أنه ليس توسيع يدوي بيد الممرضة
لأنه كان عبارة عن تمزيق لجدار الرحم.
وبقيت فترة بعد الولادة كلما أتذكر ساعات الولادة تصيبني نوبة من البكاء ..
وأسأل الله أن يرزق كل محرومة طفلاً كطفلي الحبيب
ويقيكم الله آلام الطلق الصناعي