غزوه بدر
مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى قسم التاريخ
كتبت :
يالذيذ يا رايق
-
يا يوم " بدر " لم تزل ذكرى لنا *** فيـه نجـــدِّد بالتذكِّر عزمنا
عزم به نـــــرجو انتصارا حاسما *** للمسلمين يهز سمع زماننا
إذ ذاك قدس المسلميـن مدنس ***بالإثم من صهيون يالك قدسنا
[marq]غزوه بدر[/marq]
كانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة.
سبب الغزوة :-
يوجد عيرا لقريش افلتت من النبى (صلى الله عليه وسلم) فى ذهابها من مكه الى الشام كان يقودها أبا سفيان بن حرب مع رجال لا يزيدون عن الأربعين فلما قرب رجوعها من الشام الى مكه بعث الرسول
(صلى الله عليه وسلم) طلحه بن عبيد الله وسعيد بن زيد الى الشمال ليقوما باستكشافها
فذهبوا واخبروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان القافله تحوى الف بعير موقرة باموال لا تقل عن 50 الف دينار ذهبى ولم يكن معها الا نهحو 40 رجلا
وانها فرصه ذهبيه للمسلمين
وعندها قال (صلى الله عليه وسلم) (هذه عير قريش فيها اموالهم , فاخرجوا اليها لعل الله ينفلكموها)
مبلغ قوه الجيش وتنظيمه
استعد الرسول (صلى الله عليه وسلم) للخروج فلم يكن معه الا 313 او 317 او 314 رجلا
كانوا (82 او 83 او 86 )من المهاجرين و 61 من الاوس
و170 من الخزرج (1) قد اصطحبوا فرسين لا ثالث لهما، أحدهما للزبير بن العوام والآخر للمقداد بن الأسود الكندى وسبعين بعيرًا يعتقب كل بعير الرجلان والثلاثة، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعلى ومرثد بن أبى مرثد الغنوى يعتقبون بعيرًا واحدًا، أما لواء الجيش فكان أبيض يحمله مصعب بن عمير العبدرى.
وقد قسم رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
جيشه إلى كتيبتين:
إحداهما للمهاجرين، ويحمل علمها على بن أبى طالب، والأخرى للأنصار ويحمل علمها سعد بن معاذ، كما جعل على الميمنة الزبير بن العوام وعلى الميسرة المقداد بن عمرو، وعلى الساقة قيس بن أبى صعصعة.
اما القياده العامه كانت فى يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
سار الجيش على الطريق الرئيسى المؤدى إلى مكة، حتى بلغوا بئر الروحاء، ثم ترك طريق مكة بيسار، وانحرف ذات اليمين على النازية - يريد بدرًا- فسلك فى ناحية منها، حتى قطع واديًا يقال له رحقان، بين النازية وبين مضيق الصفراء، ثم مر على المضيق، ثم انصب منه حتى قرب من الصفراء، وهنالك بعث بسبس بن عمرو، وعدى بن أبى الزغباء الجهنيين إلى بدر يتجسسان له أخبار العير، وعند وادى ذفران جاءه خبر انفلات العير، وأن قافلة أبي سفيان قد غيرت اتجاه طريقها ، وأنه سيصلها غدا أو بعد غد . فأرسل أبو سفيان لأهل مكة بأن الله قد نجى قافلته ، وأنه لا حاجة للمساعدة . ولكن أبا جهل ثار بغضب وقال : " والله لا نرجع حتى نرد بدرا "
ونزلت سورة الأنفال تعقّب على هذه الغزوة وتستنكر على الصحابة اختلافهم على الأنفال .
فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال لهم : إن الله أنزل الآية الكريمة التالية : (( و إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنهما لكم و تودون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم و يريد الله أن يحق الحق بكلماته و يقطع دابر الكافرين ))
فقام المقداد بن الأسود وقال : " امض يا رسول الله لما أمرك ربك ، فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : (( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا ليها فاذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ))
ولكن نقول لك : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون . فأبشر الرسول عليه الصلاة والسلام خيرا ، ثم قال :
" أشيروا علي أيها الناس ( يريد الأنصار ) . " فقام سعد بن معاذ وقال :
" يا رسول الله ، آمنا بك وصدقناك وأعطيناك عهودنا فامض لما أمرك الله ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أبشروا ، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم "
وفى روايه اخرى(2)
انتهى مجلسهم
" لَقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك ، وَشَهِدْنَا أَنّ مَا جِئْت بِهِ هُوَ الْحَقّ ، وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِكَ عُهُودِنَا وَمَوَاثِيقِنَا ، عَلَى السّمْعِ وَالطّاعَةِ .. فَامْضِ يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَا أَرَدْت فَنَحْنُ مَعَك ، فَوَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْت بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْته لَخُضْنَاهُ مَعَك ، مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوّنَا غَدًا ، إنّا لَصُبُرٌ فِي الْحَرْبِ صُدُقٌ فِي اللّقَاءِ . لَعَلّ اللّهَ يُرِيك مِنّا مَا تَقُرّ بِهِ عَيْنُك ، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ "
وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوة القصوى ، أما المسلمون فنزلوا بالعدوة الدنيا . وقام المسلمون ببناء عريش للرسول صلى الله عليه وسلم على ربوة ، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلا : " اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ؟ اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض " . وسقط ردائه صلى الله عليه وسلم عن منكبيه ، فقال له أبو بكر : " يا رسول الله ، إن الله منجز ما وعدك ".
قام المسلمون بردم بئر الماء - بعد أن استولوا عليه وشربوا منه - حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه . وقبل أن تبدأ المعركة ، تقدم ثلاثة من صناديد قريش وهم : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ، وولده الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين . فتقدم ثلاثة من الأنصار ، فصرخ الصناديد قائلين : " يا محمد ، أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بني عمنا" فقدم الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدة بن الحارث ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب . فبارز حمزة شيبة فقتله ، وبارز علي الوليد فقتله ، وبارز عبيدة عتبة فجرحا بعضهما ، فهجم حمزة وعلي على عتبة فقتلاه . واشتدت رحى الحرب ، وحمي الوطيس .
ولقد أمد الله المسلمين بالملائكة تقاتل معهم .
قال تعالى :
(( بلى إن تصبروا و تتقوا و يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ))
وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون . أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا . ولقد رمى المسلمون جثث المشركين في البئر ،
أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة .
وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروا بالله ورسوله .
مما قرات من كتاب
الرحيق المختوم
للشيخ
صفى الرحمن المبار كفورى
(1) هذا رواه ابو يعلى فى مسنده 1/242 ح (280) و 1/260 ح (305) و روى ذلك ايضا الامام احمد فى مسنده 1/125 , 138
(2) [ السهيلي 3 / 57]
وتقييمي لكِ
