طرائف شاعر (حافظ ابراهيم )
مجتمع رجيم / ساحة مرح
كتبت :
جنه الفردوس ..
-
طرائف شاعر (حافظ ابراهيم)
طرائف شاعر ( حافظ ابراهيم )
طرائف شاعر ( حافظ ابراهيم )
كان الشاعر حافظ ابراهيم يتمتع بسرعة بديهة، وما ينجم عنها من اجابات وتعليقات لاذعة. من ذلك أنه كان ذات يوم في ضيافة سعد زغلول هو والدكتور محجوب ثابت عضو المجلس النيابي في مصر آنذاك. وروى الدكتور محجوب
حلماً رآه في النوم بقوله:
- رأيتني راكباً جملاً كبيراً. ومن خلفي عدد كبير من الحمير. ثم جاءني رجل ومعه رسالة من شخصية كبيرة، فسلمني اياها.
فنظر سعد زغلول إلى حافظ ابراهيم وقال له:
- فسّر لنا الحلم ياحافظ!
فقال حافظ لمحجوب:
- أما الجمل فهو كرسي النيابة. وأما الرسالة فهي تكليف من أولي الأمر لمحجوب لتولي وزارة الصحة. وأما الحمير.. فهم أولئك الذين انتخبوك نائباً!!
ومرة أقرض حافظ ابراهيم أحد الأدباء خمسة جنيهات. ومضت سنوات دون أن يرد ذاك الأديب الدين لحافظ. وحدث يوماً أن قابل ذاك الأديب حافظ ابراهيم في الطريق. فقال له الأديب:
- أعطني عنوانك كي أرسل إليك الجنيهات الخمسة.
فأجابه حافظ: عنواني مقبرة المجاورين.
فسأله الأديب متعجباً: لكن.. كيف تسكن في مقبرة؟!
فقال له حافظ: أنا الآن لست ساكناً في المقبرة. لكن إلى أن تدفع لي المبلغ أكون من المرحومين الساكنين فيها!!
ولم يكن حافظ ابراهيم ميسور الحال مادياً رغم كونه شاعراً كبيراً بل إن وضعه كان يميل نحو الفقر وقد أوحى له وضعه المادي السيئ هذا بالكثير من التعليقات.
من ذلك أنه في احدى الليالي دخل لص منزله وبحث عن شيء قيّم يسرقه فلم يجد وعندما همّ اللص بالخروج من المنزل لحق به حافظ ابراهيم وقال معتذراً: والله يا أخي أنا خجول منك. جئت لزيارتي وخرجت خالي اليدين!!.
ومرة كان حافظ ابراهيم يسير
في الشارع، فاقترب منه متسول وصار المتسول يلاحقه ويلح في السؤال: قرش صدقة يابيه.
فأجابه حافظ: عمرك أطول من عمري.. كنت سأطلب منك نفس الطلب
اجتمع الزعيم سعد زغلول مع الشاعر حافظ ابراهيم و الدكتور محجوب ثابت ذات يوم ......
و فجأة قال الدكتور محجوب ثابت إنه رأى بالأمس حلما غريبا و سأل سعد زغلول إذا كان يعرف فى تفسير الأحلام ؟؟ فأجابه سعد بأن حافظ أدرى بهذا الأمر .
فقص الدكتور محجوب حلمه قائلا :
رأيت أنى ركبت ثورا قويا ، و أنى أمسك بكلتا يدىّ قرنيه .
و أن الثور جمح بى جموحا مزعجا .
و كان يجرى خلفى مئة حمار .
و استمر الثور فى جموحه حتى استطعت إيقاف ثورته ، و هنا استيقظت من النوم .
فبادره حافظ بالسؤال : هو انت مش كنت ناوى ترشح نفسك فى انتخابات مجلس النواب ؟؟
فقال : نعم .
فقال حافظ : معنى ذلك أنك ستفوز فى الإنتخابات ، و كبحك لجماح الثورة دليل على انتصارك
على القوة .
فقال الدكتور محجوب : عظيم .......... و ما معنى المئة حمار ؟؟؟؟؟
فرد حافظ فى سرعة بديهة : ما همّ دول اللى هينتخبوك .
زار حافظ أمير الشعراء احمد شوقى ، و كان حزينا يشكو من كيس دهنى فى سقف حلقه .
فقال له حافظ : ماتخافش يا شوقى بك ..... ده مطلع قصيدة و عقد .
ذات يوم كان حافظ متعجلا يسرع فى مشيه ، فقابله شخص و سأله : هو الشارع ده رايح على فين ؟؟؟؟؟؟؟؟
فأجابه على الفور : لا رايح و لا جاى هو طول عمره هنا .
كنت ( حاقولك):
التقى أحد السائلين وكان سمجاً لحوحاً في السؤال بشاعر النيل حافظ ابراهيم فسأله أن يعطيه قرشاً فرد حافظ إبراهيم:
- والله عمرك أطول من عمري كنت حاقولك أنا كدا برضه.
ضعف نظر:
كان حافظ ابراهيم جالساً في حديقة داره بحلوان ودخل عليه عبد العزيز البشري وبادره قائلاً: لقد رأيتك من بعيد فتصورتك واحدة ست، فرد حافظ على الفور: والله يظهر نظرنا ضعف... أنا كمان شفتك من بعيد افتكرتك راجل.
تعزية في ديوك المراغي:
كان الشيخ المراغي قد اشترى خمسة ديوك رومي، ولم يكد الصباح يطلع عليها حتى ماتت. فأرسل حافظ ابراهيم إلى الشيخ المراغي كتاب تعزية قال فيه:
رحمَ الله خمسةً من ديوك
للمراغي قد عولجت بالفناءِ
فلو أن الأستاذ خُيِّرَ فيها
بين موتٍ لها وبين فداءِ
لافتداها بخمسةٍ من شيوخ
من أساطين هيئة العلماء
تاجر كتب
قال حافظ ابراهيم في تاجر كتب صفيق كان كلما ذهب إليه لشراء كتاب أحس بحاجته إليه، غالى في الثمن، ورفض أن يخفض من قيمته. وكان فيه تبلّد وبرود واضحين.
أَديمُ وجهكَ يا زنديقُ لو جُعِلتْ *** مِنهُ الوقايةُ والتجليدُ للكتبِ
لم يعلُها عنكبوتٌ أينما تُركتْ *** ولا تخافُ عليها سطوةَ اللهبِ
ثوب جديد:
كان حافظ ابراهيم رغم اسمه الكبير فقيراً كأغلب الشعراء، وذات يوم اشترى ثوباً جديداًً فلاحظ أن الناس – كثيراً منهم- يتعامل معه باحترام أكبر فقال مخاطباً ثوبه الجديد:
يا ردائي جعلتني عند قومي *** فوق ما أشتهي وفوق الرجاءِ
إن قومي تروقهم جِدّةُ الثو *** بِ ولا يُعشَقُونَ غير الرِداءِ
قيمة المرءِ عندهم بين ثوبٍ *** باهر لونهُ وبين الحذاءِ
خروجه من بيت خاله:
كان حافظ ابراهيم بعد وفاة والده يعيش مع خاله ويبدو أنه لاحظ ضيق خاله به من سوء معاملته إياه فضاق به حافظ أيضاً وغادر البيت بعد أن ترك له ورقة كتب فيها هذين البيتين:
ثَقُلَتْ عليك مؤونتي *** إني أراها واهِيَهْ
فافرح فإني ذاهبٌ *** متَوَجَة في داهيهْ
إصفح فأنت خليق:
أقام أمير الشعراء أحمد شوقي حفل زفاف لابنته في كرمة بن هانئ وكان قد أرسل دعوة لحافظ إبراهيم لحضور حفل الزفاف لكن المرض حال بينه وبين الحضور فبعث له بهذه معتذراً:
يا سيدي وإمامي *** ويا أديب الزمان
قد عاقني سوء حظي *** عن حفلة المهرجان
وكنت أول ساعٍ *** إلى رحاب "ابن هاني"
لكن مرضت لنحسي *** في يوم ذاك القران
وقد كفاني عقاباً *** ما كان من حرماني
حُرِمْتُ رؤية "شوقي" *** ولثم تلك البنان
فاصفح فأنت خليقٌ *** بالصفح عن كل جانِ
وعش لعرش المعاني *** ودُم لتاج البيان
إن فاتني أن أوفي *** بالأمس حق التهاني
فالله يقبل منا *** الصلاة بعد الأذان
تحياتي
جنه الفردوس