ترك صلاة الفجر سيئة لها أخوات
مجتمع رجيم / المحاضرات المفرغة
نعم - أيها المسلمون - ذلكم هو ربكم الرؤوف الرحيم، لا يردُّ مَن وَفَدَ عليه، ولا يطرد من لجأ إليه، وأما من نَسِيَه وغفل عن ذِكره، فاسمعوا إلى نتيجة فعله، وشؤم معصيته؛ قال - سبحانه -: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67]، وقال - جل وعلا -: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19].
ألا فاتقوا الله - عباد الله - واصدقوا الله يصدقْكم؛ فقد ورد في الحديث الصحيح عن طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه - قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل نجدٍ ثائرَ الرأس، يُسمع دويُّ صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خمس صلواتٍ في اليوم والليلة))، قال: هل عليَّ غيرُهن؟ قال: ((لا، إلاَّ أن تَطَّوَّع))، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وصيام شهر رمضان))، قال: هل علي غيره؟ قال: ((لا، إلا أن تطوع))، قال: وذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: ((لا، إلا أن تطوع))، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفلح الرجل إن صدق)).
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 619
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 238، 239].
الخطبة الثانية
أما بعد:
فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه ولا تعصوه.
أيها المسلمون:
كيف يَنتظر توفيقًا لصلاة الفجر، وإعانةً على أدائها مَن تكاسل عن الصلوات الأخرى ولم يجب داعيَ الله؟! لقد قال - سبحانه -: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، فمن استجاب لله إيمانًا به، وتصديقًا بوعده ووعيده، فهو الراشد الموفَّق المسدَّد، ومن لم يرفع بأمر ربِّه رأسًا، ونكص على عقبيه وتباطأ، فلا يلومَنَّ إلا نفسه إذا خُذل ولم يُهدَ ولم يرشد، إنها معادلةٌ بيِّنة المعطيات، واضحة الحدود، صحيحة النتائج، دقيقة الثمرات؛ فـ{مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]، ومن رضي بالدون والهوان، فله الدون والهوان.
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيْهِ مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلاَمُ