مرضى الجهاز الهضمي في رمضان
مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة للمقالات الطبية
كتبت :
جنه الفردوس ..
-
مرضى الجهاز الهضمي في رمضان
الصيام يعتبر افضل فرصة لكي يرتاح الجهاز الهضمي من عناء مايقارب سنة من تناول الاطعمة الكثيرة، للاسف في شهر رمضان نجد بعض الناس يتخم المعدة عند الافطار بشتى انواع الطعام والشراب بحيث بدلاً من ان تستريح المعدة والامعاء سيكون عندنا عسر هضم وعناء لذلك لابأس ان نتذكر الحديث الشريف " ما ملئ ابن آدم وعاءاً شر من بطنه" لذلك يجب ان ننتبه الى كمية الطعام التي نتناولها وان لانكثر من تنوع الغذاء ولانكثر من شرب السوائل لأن هذا سيؤدي الى سوء هضم وعبء كبير على المعدة.
نبدأ ببعض امراض الجهاز الهضمي التي هي شائعة في مجتمعاتنا، قرحة المعدة والاثنى عشري من الامراض الشائعة، يشكو المصاب من آلام في اسفل عظم القص بالخصوص عند الجوع او احياناً الم يوقظه من النوم ويزول بعد تناول الطعام لكن يرجع الالم مرة اخرى بعد عدة ساعات، هنا سؤال يتبادر الى الذهن
متى يجب على المريض المصاب بالقرحة ان يفطر؟
الجواب هو: ان يفطر المصاب اذا اخذ يشكو من اعراض القرحة عند الالم عند الجوع او الالم عندما يوقظه من النوم، في هذه الحالة عليه ان يفطر كذلك عند وجود مضاعفات مثل انزفة الجهاز الهضمي او استمرار الالم على الرغم من استمرار العلاج.
الحالة الثانية ايضاً الشائعة هي عسر الهضم واضطرابات المعدة والامعاء، هنا المريض يشعر بعدم ارتياح في البطن وحدوث غازات وتجشئ او غثيان، سبب هذه الحالة عادة هو العجلة في تناول الطعام واتخام المعدة بالمواد الدسمة وصعبة الهضم وكذلك شرب السوائل بكثرة بالخصوص المشروبات الغازية وعدم انتظام الوجبات، هذه تؤدي الى عسر هضم شديد لذلك في شهر رمضان الاقتصار على وجبتين في الفطور والسحور سوف يريح المعدة ويعيد للجهاز الهضمي برنامجه الطبيعي ويخلصه من التخمرات والتفسخات المعوية طبعاً هذا بشرط ان لايكون عند المصاب بعسر الهضم قرحة او التهابات في الكبد او المرارة.
حالة اخرى ايضاً نتطرق لها وهي فتق الحجاب الحاجز، هذه الحالة عادة يشكو منها الاشخاص المصابين بالسمنة بالخصوص النساء في اواسط العمر، تكون الاعراض على شكل حموضة تصعد وسط الصدر وحرقة في المعدة بخصوص عند امتلاءها او شرب السوائل، في حالة الانثناء او عند النوم ممكن ان ترجع بعض محتويات المعدة الى المرئ وتؤدي الى الشعور بالالم والحرقة، علاج هذه الحالة هو ان كان الشخص بديناً وسميناً يجب ان يسعى الى تقليل وزنه وان يتناول عدة وجبات صغيرة في الافطار والسحور وان لايشرب السوائل بكثرة في الوجبة الواحدة بل يقسمها على فترات وان يلتزم ايضاً بتناول الادوية وان يجعل فترة حوالي اربع ساعات مابين وجبة الطعام والنوم وان يستلقي دائماً بصورة مائلة بحيث يكون الرأس والصدر اعلى مستوى من البطن والرجلين حتى لا ترجع محتويات المعدة الى المرئ اما اذا كانت هناك مشقة شديدة او زادت الحالة سوءاً فينصح المريض بالافطار.
حالة اخرى شائعة نتطرق لها وهي الاسهال، الاسهال اذا كان شديداً ولايستطيع المريض الاستمرار بالصوم لعدم قدرة الجسم لتعويض ما يفقده من سوائل واملاح بسبب الاسهال هنا يجب عليه الافطار لأنه اذا اصر المصاب بالاسهال على الصوم فقد يصاب بالجفاف وهبوط في ضغط الدم وقد يؤدي الى عجز في الكلية.
امراض الكبد المتقدمة مثل تشمع الكبد واورام الكبد او التهاب الكبد الويروسي الحاد او مانسميه بالهباتيت او في حالة وجود استسقاء في البطن وهو تجمع السوائل في البطن، كل هذه الحالات يجب على المريض ان يفطر ولا يصوم. جدار البطن ينتج عنه خروج جزء من الأحشاء الداخلية من خلال ثقب كبير أو صغير إلى خارج جدار البطن لتصبح تحت الجلد (ما عدا فتاق الحجاب الحاجز) وهذا بالتالى بسبب الم على أحسن الظروف ولكنه قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة جدا
التهاب المرارة او التهاب كيس الصفراء الحاد، هنا المريض يشكو من الام في القسم الايمن تحت الصدر وقد ينتشر الى الكتف، عادة هناك ارتفاع في درجة الحرارة وسوء في الهضم، هنا ايضاً يجب على المريض الافطار واستعمال الادوية والمضادات الحيوية اللازمة.
اذا كانت المرارة تحتوي على حصيات او كان هناك التهاب مزمن في كيس الصفراء هذا عادة لايمنع من الصيام ولكن يجب تقليل الدهون في الطعام بخصوص الدهون الجامدة وان يتناول وجبات قليلة وسهلة الهضم مثل الرز واللحوم البيضاء المسلوقة او المشوية.
حالة اخرى ايضاً شائعة، التهاب القولون العصبي، عادة المريض يشكو من نوبات مغص وغازات في البطن واسهال يتناوب مع امساك، هذه الحالة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالة النفسية والعصبية للمريض فأذا حدث اي جهد نفسي او عصبي ممكن ان تزيد من هذه الحالة وتبدأ اعراض المرض بالظهور، طبعاً اذا كان المغص والاسهال شديد يجب عليه الافطار الى ان تتحسن حالته الصحية ولكن اذا كانت الحالة بسيطة فيستمر بالصيام لأنه يمكن ان يعطي راحة للامعاء ويقلل من التخمرات والتفسخات المعوية اضافة الى الهدوء النفسي الذي يصاحب الصوم، هذا يساعد في تهدئة اعصاب القولون، بالنسبة للطعام يفضل ان يتجنب الاغذية صعبة الهضم والتي تحتوي على الالياف القاسية مثل الخيار والخس والفجل وبدلاً من ذلك يتناول الخضروات المطبوخة مثل الجزر والبصل وبعد مضغها بصورة جيدة وان يلتزم بتناول الادوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج.
هناك بعض المرضى الذين اجريت لهم عمليات جراحية مثل استئصال المرارة، هنا المريض يتمكن من الصيام بشرط ان يقلل من تناول المواد الدهنية في الطعام وان تكون الوجبات خفيفة ومتقطعة اما اذا حدث اسهال شديد او اقياء فحتماً يجب عليه ان يفطر.
الاشخاص الذين اجريت لهم عمليات استئصال جزء من المعدة او الامعاء هؤلاء ايضاً يحتاجون ان يتناولون وجبات صغيرة ومتعددة وقد لايتمكنون من الصيام لذلك في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب المعالج حتى يقرر امكانية صيامهم
